مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه محطة الــ أو تي في ضمن لقاء خاص في 5/11/2007 (ما وُزِّع على وسائل الاعلام).

س: هل أبلغتم البطريركية أن الجنرال ميشال عون هو مرشح يمكن أن يكون توافقياً ويمكن أن تدعموه ؟

س: هل أبلغتم البطريركية أن الجنرال ميشال عون هو مرشح يمكن أن يكون توافقياً ويمكن أن تدعموه ؟

ج: طالما أننا لم نعلن بشكل علني وصريح عن اسم مرشحنا فهذا يعني أننا نرى مصلحة في عدم الاعلان ، قد تكون المصلحة ليست من جهتنا فقط ، وإنما قد تكون من جهة المرشح أيضاً، وقد يكون بالتفاهم معه بحيث أننا لسنا مضطرين أن نعلن شيئاً لا نرى مصلحة في إعلانه إلا في وقته المحدد، وبالتالي لو افترضنا جدلاً أن هناك رسائل سرية وجلسات خاصة مع البطركية أو غيرها ، فكونها سرية فهي ليست للاعلان ، وأنا لن أؤكد ولن أنفي لأن ما يجري في المجالس بطريقة كولسة يبقى في المجالس سواء أكان سلباً أو إيجاباً ، وعليه نحن نحتفظ بموقفنا الذي يقول بأن الرئيس الذي نريده سنعلن عنه في اللحظة المناسبة التي نعتقد أن الوقت فيها قد حان للإعلان عنه ، وما لنا من رسائل نريد أن نوصلها لأصحاب الشأن سنوصلها بشكل طبيعي من دون الاعلان عنها.

س: ماذا تخشون من انتخاب أي رئيس ، وكيف تنازلتم عن المطالبة بحكومة وحدة وطنية ؟

ج: رئيس الجمهورية هو الذي يسهِّل اختيار الحكومة ، فإذا كان الرئيس غير توافقي، فهذا يعني أنه يمكن أن يختار حكومة لا تمثِّل الاطراف الموجودة في البلد، ويتفاهم هو والاكثرية النيابية على طبيعة حكومة لا تجسِّد هذا الوفاق ، نحن نعتبر أن المدخل الاساسي والكبير لرئيس الجمهورية هو أن يحمي الوفاق باختياره أولاً ، وبتسهيل اختيار حكومة وحدة وطنية ثانياً ، وبعد ذلك كل التفاصيل تجري من خلال الحكومة .

الرئيس مقيّد باختيار الرئيس المكلّف ، وليس عندنا مشكلة بأي رئيس حكومة يمكن أن يُكلّف ، من الطبيعي أن يكون رئيس الحكومة من الاغلبية النيابية ، هذا أمر مفروغ منه ، ولكن عند تشكيل الوزراء هناك رأي لرئيس الجمهورية ، وبالتالي هو سيوقّع على مرسوم التشكيل، ومن هنا تأتي شراكته ليحمي التوافق وهنا دوره الاساس .

أما بشأن موضوع الحكومة الوطنية ، فالواضح أن الرئيس بري بادر إلى اقتراح باتجاه الاستحقاق الرئاسي بغضّ النظر عن حكومة الوحدة الوطنية، ونحن وافقنا على هذه المبادرة لعدة أسباب : السبب الاول أن الوقت أصبح داهماً ، وبالتالي الاصرار على حكومة الوحدة الوطنية سيكون مجرد وضع عراقيل لأن الطرف الآخر لا يريد أن يستجيب، ومرور الوقت عامل غير إيجابي، الامر الثاني أننا نريد أن نزيل المخاوف التي نشأت عند البعض بأننا نريد حكومة الوحدة الوطنية كبديل عن الرئاسة ، حيث ذكر البعض أن حكومة الوحدة الوطنية ستجعلنا نعطِّل استحقاق الرئاسة من خلال الاصرار على الرفض ، فقلنا: نحن نوافق على إلغاء حكومة الوحدة الوطنية ابتداءً ، وقلنا تعالوا نجسّد التوافق من خلال الرئيس ، فوجدنا أن هذا الامر يزيل التباساً معيّناً عند بعض الاطراف ، الامر الثالث أننا رأينا أن هذا النوع من التنازل يُثبت للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي بما لا يقبل الشك، أن المعارضة إيجابية وأنها حاضرة لتقدم التنازلات إذا كان الامر يتعلّق بمصلحة لبنان ، ونحن في الواقع قدمنا هذا التنازل لهذه الاعتبارات المختلفة على قاعدة أن ندخل إلى الحلّ، وأعلنّا أننا نوافق على مبادرة الرئيس بري بالرئيس التوافقي ، وأكثر من هذا ففي مبادرة الرئيس بري اشتراط النقاش باسم الرئيس مرتبط بالموافقة من الطرف الآخر على القبول بنصاب الثلثين ، مع ذلك لم يضع الرئيس بري هذه المسألة عقبة ، ولم يربطها بالاعلان الرسمي من الطرف الآخر ، فدخل مباشرة في موضوع الاسماء ، ونحن وافقنا أيضاً أن يكون هناك دخول في مسألة الاسماء. لاحظنا أن التسويف قائم في الحديث عن الاسماء ، يعني أنه ذهبت الامور إلى المواصفات والاحتمالات والتوجهات السياسية والآراء ، وكلنا يعلم أن كل شخص في لبنان مجرد أن تذكر اسمه ، تعلم ما هي توجهاته السياسية وما يفعل وما لا يفعل ، فلا حاجة لإضاعة الوقت ، ليس عندنا في لبنان رئيس جمهورية صاحب مشروع رئاسي يوافقون عليه ، نعم لديه رؤية سياسية تساعد في أن يكون جزءاً من الخط الذي سوف يسلكه البلد ، هذا طبيعي، لكنه معروف عند الجميع ، وحتى أنه يمكن أخذ التزامات علنية إذا كان هناك حاجة معينة لبعض القواعد . على هذا الاساس تنازلاتنا كانت في تقديرنا لمصلحة لبنان ، والآن كل العالم يعرف أن المعارضة إيجابية وأن الموالاة سلبية ، وأن المعارضة تريد الحل أما الفريق الآخر فهو الذي يتوتّر ويصرخ ويتوعد ويريد أن يخالف الدستور ، نحن التزمنا بمنهج التوافق وهذا من مستلزماته أن نتنازل عن حكومة الوحدة الوطنية للأسباب التي ذكرتها.

س: سماحة الشيخ قاسم، ماذا يجري في الجنوب، منذ أسبوع أشار سماحة السيد حسن نصر الله أن هناك مناورات ضخمة تجريها إسرائيل، اليوم في صحيفة الأخبار كلام بأنكم نفذتم مناورة عسكرية لردع التفكير الإسرائيلي بالإقدام على أمر ما ، وأن هذه المناورة قادها سماحة السيد حسن نصر الله شخصياً؟

ج:إسرائيل قامت بمناورة عسكرية ضخمة جداً ضمت حوالي 50 ألف جندي وضابط من رتب مختلفة ومن كل القطع ، ولم تكن هذه المناورة مناورة جبهة محدودة أو مكان مخصص، وإنما هي مناورة كيانية، يعني تعني الكيان الإسرائيلي بالكامل، حيث شارك في المناورة مطار بن غوريون بإخلاء الطائرات وما شابه، والجبهة الداخلية كانت لها مشاركتها المعينة، فرأينا كما اطلع الناس أن هذه المناورة الضخمة لها دلالات ومعاني ، وبالتالي ليست مجرد تقوية لبعض قطعات وألوية القوات، إنما هي استعدادات لحرب كبيرة يمكن أن تكون في المستقبل، أنا لا أقول أنها حرب حالية وآنية، لكن هذا المستوى من المناورات للتأكيد على الجهوزية أشار إليه سماحة الأمين العام لحزب الله وكذلك كل وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض الوسائل المحلية سلطت الضوء على هذه المناورات الضخمة. أما فيما يتعلّق بالمقاومة فهي دائماً في موقع الجهوزية ولسنا في وارد تفسير أدائها بأي تصرّف من التصرّفات ، ولا نفي أو إثبات ما تقوم به ، فالمقاومة عمل دائم في مواجهة الاحتلال والعدوان . وإذا كان هناك من سؤال أو استفسار فمن المفروض أن يُوجّه إلى من يفتعل الاخطار والتهديدات ضد لبنان ، أعني اسرائيل ومن وراءها ، ويجب أن تكون الانظار موجهة إلى الجهود اللازمة للقيام بالخطوات العملية والجدية في كيفية مواجهة هذه الاخطار .

س:هل حكومة فؤاد السنيورة هل هي غير معنية بالمناورات الإسرائيلية؟

ج:أنت الآن تنكأ الجراح، فهذه مشكلة كبيرة جداً، هل يعقل أن تكون هناك مناورات إسرائيلية ضخمة تضم خمسين ألفاً على حدود لبنان وتشكل تهديداً حقيقياً للبنان، والطيران الإسرائيلي كثَّف طلعاته للجو بشكل غير عادي وهذه تقارير الأمم المتحدة والجيش اللبناني تذكر حجم الطلعات الجوية . ولا نسمع من في فريق 14 شباط اعتراضات أو انتقادات أو صراخ، ولا يكون هناك اجتماع طارئ للحكومة غير الشرعية من أجل أن تناقش هذه الأزمة المستجدة في لبنان إنما كل الانصراف نحو أمور داخلية لها علاقة بالاحرتقات والتركيز على من يربح على من، والاستعانة بالقوى الدولية بدل العودة إلى الخيار الشعبي وإلى المؤسسات الدستورية، هذا برسم الجميع، كان من المفترض أن هذه المناورات الإسرائيلية أن تُحدث ضجة غير عادية في لبنان، تستلزم رسالة من الرئيس السنيورة إلى الأمم المتحدة، تستلزم اجتماع لمجلس الوزراء، وتستلزم استنفارات بقرار سياسي، تستلزم صراخاً على المستوى الدولي، لأنه في النهاية هذا الحجم من المناورات ينذر بخطر ما، سواء أكان قريباً أو بعيداً، صحيح أننا نقول أن هذا الخطر قد لا يكون قريباً لكن من يدري ربما تقوم إسرائيل بأعمال مباغتة في بعض الأحيان.

س: هل تُؤجل الجلسة أو ينزل نواب الموالاة ، أو كما في الجلسة السابقة تؤجل بعد اتصالات؟

ج:التأجيل في السابق كان بناءً على اتفاق وهذا حصل، فإذا حصل إتفاق يحصل تأجيل، وإذا لم يحصل اتفاق على التأجيل ، نحن نظن أنها ستكون بطريقة استعراضية كما هو متوقع فيما لو لم تؤجل. وإذا أرادوا الاقدام على خطوة معينة أعتقد أنهم سيقدمون عليها بعد 14 تشرين الثاني وليس قبله، ليستندوا إلى كلمة حكماً في الدستور ويبرروا لأنفسهم أن حكماً تعني كيفما كان، وفي جميع دساتير العالم لا يوجد أن كلمة "حكماً" تعني كيفما كان، لأن رئيس المجلس موجود وهو حاضر للدعوة وجلسة النصاب يجب أن تكون بالثلثين سواء انعقدت في المجلس النيابي أو خارجه، وبالتالي رئيس المجلس يبدي كل استعداد للدعوة المتكررة، لكن إذا لم يحضر الثلثان ماذا يفعل، من هنا أي إجراء ليس فيه ثلثين لا يعتبر دستورياً وهو غير شرعي، واحتمال أن يذهبوا إلى النصف زائد واحد احتمال وارد، وإذا أردت أن تعرف عليك أن تتابع التصريحات والأوامر الأمريكية فالإشارة تأتي من هناك وليس من الراغبين بالحل من جماعة 14 شباط ولا من المتوترين، كلاهما الآن خارج دائرة القرار النهائي، آمل أن يتوفق عقَّال 14 شباط لضغطٍ يساعد على الحل، والأكيد الأكيد الحل فيه مصلحة لكل الناس في 14 شباط من قيادات وقواعد ما عدا الموتورين الذين يعودون إلى أحجامهم، وآمل أن يتوفق من يلعب لعبة لبنان وليس من يلعب لعبة الأحجام.

س: إذا نجحت لعبة المتشددين ، هل تؤكد أن هناك رداً من قبل المعارضة، وهل المعارضة موحدة في مثل هذه الاحتمالات؟

المعارضة موحدة، وأترك التفاصيل لما بعد انسداد الأفق، فلا نريد أن نستبق الأمور ، ولا نريد أن نُتَّهم لا بالتهديد ولا بالتهويل، مسارنا توافقي وسنبذل له كل الجهود، ولذا باركنا لقاءات الجنرال عون مع سعد الحريري ومع الرئيس أمين جميل، ونبارك كل اللقاءات التي يمكن أن تحصل ، كما باركنا لقاء الرئيس بري مع سعد الحريري، نحن حريصون على كل أنواع التفاهم التي تحصل، علَّها تهيَّئ للتوافق إن شاء الله تعالى.

س: ما قصة المناورة التي قامت بها المقاومة وما خلفيتها ؟

ج: المناورة التي حصلت ضخمة ومهمة كاستعداد وكجزء من الجهوزية كي لا نباغت، وذلك بعدما قامت إسرائيل بمناورة ضخمة جداً بمشاركة 50 ألف جندي وضابط من رتب مختلفة، ولم تكن مناورة جبهة محدودة، بل كيانية تعني كيان إسرائيل بالكامل، وبالتالي ليست مجرد تقوية للألوية بل استعدادات لحرب مستقبلية ومناورة المقاومة غير عسكرية، بمعنى أنه لم يحصل فيها نقل سلاح في المنطقة الممنوع فيها ذلك، كذلك لم يكن هناك ظهور مسلح، والقوات الدولية أحست بحركة شباب وتنقل. ولكن لم يكن هناك بروز أو حضور عسكري. نحن التزمنا بالقرار 1701. وأخذنا في الاعتبار ظروف البلد ووجود القوات الدولية والجيش. وهذا النمط من التحرك لا يستوجب التنسيق.

كان من المفترض أن تُحدِث المناورات الاسرائيلية ضجة كبيرة في لبنان وصراخاً على مستوى الدولة، وعلى الأقل، رسالة من السنيورة الى مجلس الأمن. نحن وجدنا أن واجبنا هو التعبير عن حضورنا وجهوزيتنا كي تفهم الرسالة جيداً، بعيداً عن الرسائل الصوتية، بل العملية. نحن مضطرون لأن نعمل بما يمليه علينا ضميرنا في هذا الشأن.