مقابلات

الشيخ نعيم قاسم: منطقة الشرق الأوسط معرضة لخطر التقسيم دون نهاية قريبة للحرب في سوريا / مقابلة رويترز في 22/5/2015

الشيخ نعيم قاسم: منطقة الشرق الأوسط معرضة لخطر التقسيم دون نهاية قريبة للحرب في سوريا / مقابلة رويترز في 22/5/2015
منطقة الشرق الأوسط معرضة لخطر التقسيم دون نهاية قريبة للحرب في سوريا

يرى حزب الله أن منطقة الشرق الأوسط معرضة لخطر التقسيم دون نهاية قريبة للحرب في سوريا حيث يقاتل عناصره إلى جانب الرئيس بشار الأسد ضد مقاتلين مدعومين من خصومه الإقليميين.
وقال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن المسلحين غير قادرين على الإطاحة بنظام الأسد على الرغم من المكاسب الأخيرة في المعارك بما فيها سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة تدمر هذا الأسبوع.
وأضاف قاسم في مقابلة مع رويترز أن حلفاء الأسد -إيران وروسيا وحزب الله- سيدعمونه "مهما طال الزمن". وأكد أن "الرئيس الأسد هو رئيس سوريا الذي سيبقى بشكل طبيعي ومن أراد حلا سياسيا عليه أن يتعاطى مع الرئيس الأسد ولا يوجد أي حل سياسي من دونه.. ونحن نرى أن هذا الصمود الكبير الذي حصل في سوريا لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر يؤثر فيه الرئيس الأسد بشخصه بشكل كبير. من هنا نحن لا نعتبر أننا في مرحلة النقاش في مصير الأسد."
وحزب الله حليف أساسي للأسد في الحرب وأرسل مقاتلين لمساعدته في التشبث بالأراضي وبالسلطة.
ويصف حزب الله دوره في المنطقة بأنه صراع ضد الجهاديين الذين يشكلون تهديدا متزايدا للمنطقة.
وتشهد المنطقة حالة من عدم الاستقرار تتغذى من الصراع بين إيران الشيعية والسعودية التي تتبع منهجا سنيا محافظا وهي من أبرز الداعمين للمقاتلين ضد الأسد.
وقال قاسم إن السياسة السعودية هي المسؤولة عن الفوضى متهما الرياض "بالازدواجية في المواقف" عبر دعم السنة المتشددين أو "التكفيريين" في الشرق الاوسط وقمعهم في الداخل.
وألقى اللوم على الولايات المتحدة قائلا إنها إلى الآن "ليست مستقرة على قرارات سياسية واضحة في المنطقة لذا هي تعتمد الفوضى البناءة على قاعدة أن ترى كيف تميل الأمور ثم بعد ذلك تحسم اتجاهاتها."
وأضاف "المنطقة اليوم هي منطقة ملتهبة متوترة ليس فيها حلول مطروحة ويبدو أن هذا الأمر سيستمر لعدة سنوات وهي معرضة أيضا لإمكانية التقسيم في بعض بلدانها إلى أن تتغير معادلات ميدانية وتتوقف بعض المواقف الخاطئة التي تعطي فرصة للإرهاب التكفيري ليستمر."
* المفتاح في العراق
وقال قاسم "الخطر الأكبر في مشروع التقسيم في المنطقة هو على العراق لأن أمريكا تروج لهذا الأمر ويبدو أن هناك مكونات في العراق تريد هذا الاتجاه لكن ليس الأمر ناضجا حتى الآن."
ورأى قاسم أن الدمار سيستمر في سوريا "وهي لن تخضع.. إذن سيستمر التدمير. وبكل صراحة الحلول معلقة في سوريا. لا يوجد حل سياسي في المدى المنظور في سوريا و(المسألة) متروكة للاستنزاف وللميدان" ولانتظار التطورات الأخرى في المنطقة ولا سيما في العراق.
وحينما قادت الولايات المتحدة حملة غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا وشرقها بدا الأسد واثقا بشكل متزايد مع بداية السنة.
ولكن منذ نهاية شهر مارس آذار منيت قواته بعدة انتكاسات. فقد سيطر جيش الفتح -وهو تحالف عسكري إسلامي يعتقد أنه مدعوم من قطر والسعودية وتركيا- على أجزاء واسعة من المناطق في محافظة إدلب.
كما أن مجموعات مقاتلة أخرى في جنوب البلاد سيطرت على معبر حدودي مع الأردن في حين أن تنظيم الدولة الإسلامية -وهو أقوى تنظيم متشدد في سوريا- يهاجم مناطق تحت سيطرة الحكومة مما يزيد من الضغط الذي يتعرض له الجيش.
وقال قاسم إن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة تدمر الأثرية هذا الأسبوع هو جزء من الكر والفر في الحرب.
وأضاف "باعتقادنا أن كل ما يحصل الآن في سوريا هو عمليات كر وفر ميدانية لا تغير في المعادلة لا جغرافيا ولا سياسيا.. تارة ينجح النظام في تحسين موقعه في مكان وأخرى ينجح داعش (الدولة الإسلامية) في تحسين موقعه في مكان آخر ولكن هذا لن يؤثر على الخارطة الميدانية العامة التي فيها سيطرة إجمالية للنظام وعدم إمكانية إسقاطه."
وجاءت خسائر قوات الجيش السوري في إدلب على أيدي تحالف من القوى الإسلامية يضم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وأحرار الشام. وعمل الفصيلان تحت لواء "جيش الفتح".
وتابع قاسم أن قطر والسعودية وتركيا تقوم بتدريب وتسليح وتمويل هذه الجماعات لمحاولة تغيير التوازن العسكري من خلال "تجميع لقوات الإرهاب التكفيري برعاية تركية سعودية قطرية وإشراف أمريكي ... لكن أعتبر أن هذا التعديل الميداني هو مؤقت وغير جذري ولا يغير المعادلة العامة في سوريا."
وتنفي قطر وتركيا تقديم أي دعم للجماعات الجهادية المتشددة مثل الدولة الإسلامية ولكنهما لا تخفيان تأييدهما لأعمال العنف المسلحة ضد الأسد.
ويشارك حزب الله الجيش السوري في معركة ضد مجموعات مسلحة منها جبهة النصرة في منطقة جبلية على الحدود بين لبنان وسوريا. ويقول إنه يهدف من هذه المعركة إلى منع التسلل إلى لبنان الذي تعرض بشكل متكرر إلى هجمات انتحارية مرتبطة بالصراع في سوريا الذي بدأ عام 2011.
وقال قاسم "لا بد أن نكون دائما في حالة دفاع وانتباه واستعداد من أجل التحرير كي نقلص قدرتهم على أن يشكلوا خطرا على لبنان وعلى الواقع الموجود في المنطقة."
وأضاف "حلفاء سوريا مستمرون في دعم سوريا الأسد إلى النهاية مهما طال الزمن." وقال إنه إذا كان هناك من يعتبر هذا الدعم سبب قوة "فهذه ليست إهانة ولا تهمة ومن حق الرئيس الأسد أن يستعين بكل وسائل القوة."
وكرر قاسم موقف حزب الله بأن ما تقوم به السعودية من هجمات على الحوثيين هو عدوان على اليمن.
وردا على سؤال عما إذا حزب الله يساعد الحوثيين قال "لا أعتقد أنهم (الحوثيين) في اليمن بحاجة إلينا ولا إلى إيران في هذه المرحلة. لديهم ما يكفيهم. الجيش اليمني جيش مسلح ولديه إمكاناته وأيضا أنصار الله وكل شاب يمني لديه سلاح وهذا معروف في اليمن والمعركة لا تحتاج أكثر مما يملكونه