ـ عند سؤاله عن إمكانيات حزب الله وجهوزيته في ظل وجود الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل أجاب :
وجود الجيش في الجنوب وبمساندته قوات الطوارئ الدولية المؤقتة استناداً إلى القرار 1701، أنهى مرحلة لها علاقة بالعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 ، وأوجد ظروفاً جديدة في منطقة جنوب نهر الليطاني ، لكن هذا لم يتعرّض لاستمرارية وجود المقاومة في لبنان ، وبالتالي المقاومة موجودة وجاهزة وحاضرة ، فلو افترضنا أن اسرائيل فكّرت أن تعتدي في يوم من الايام بطريقة معينة ، سنتصرف بما يتلاءم مع الدفاع المشروع ، وكذلك أعتقد أن الجيش اللبناني بحضوره اليوم في مواجهة اسرائيل مباشرة ، يقوم بواجبه وسيتصدى بالحدود التي تتطلّبها المرحلة فيما لو صار هناك عدوان اسرائيلي ، ما يهمنا أن نؤكد عليه هو أن مقاومتنا جاهزة وحاضرة عندما يتطلب الامر في عملية المواجهة مع اسرائيل لو اعتدت مرة ثانية على لبنان .
ـ وعن العلاقة مع اليونيفيل قال :
إسأل قوات الطوارئ المؤقتة عن انطباعها ، وعن تقييمها بوجودها في لبنان ، فهم سيقولون أن وجودهم عادي وطبيعي ، وأن اتفاقهم السياسي مع حزب الله سهّل عملهم ، وللعلم قبل أن تأتي قوات الطوارئ إلى لبنان اتصلت بنا دولها ، لتطمئن أن حضورها لن يكون معرّضاً للمشاكل وللاعتراض السياسي والميداني ، وأبلغنا الجميع في وقتها سرًّا وعلانيةً بأن قوت الطوارئ مرحّبٌ بها ما دامت ملتزمة بمهماتها في مساندة الجيش اللبناني في منع المظاهر المسلّحة، وفي آنٍ معاً وهي المهمة الأساس في منع اسرائيل من أن تعتدي على جنوب لبنان ، وبالتالي ليس هناك أي مشكلة بيننا وبين الطوارئ ، بل بالعكس فمنذ حوالي ثلاثة أسابيع اجتمع نواب حزب الله وحركة أمل مع السيد بيدرسون وقيادات من قوات الطوارئ ، واحتفلوا في منطقة الجنوب ، وتداولوا وأكّدوا على علاقات الايجابية . نعم سمعنا أصواتاً نشاز من بعض من يريدون الايقاع بيننا وبين الطوارئ ، وقد ثبت للرأي العام أن هؤلاء يفتِّشون عن الفتنة في أي مكان يجدونها فيه ، لكن هؤلاء ليس لهم خبز معنا ، فالفتنة لا يمكن أن تصدر من حزب الله ، وبالتالي إذا كانت هذه إرادتهم ، في أن نكون وقوداً لطموحاتهم ، سنقول لهم أن هذا الوقود غير قابل للاشتعال .
ـ وفي معرض اجابته عن موقف حزب الله من الاعتداءات الاسرائيلية أجاب :
نحن نضع الاعتداءات الاسرائيلية اليومية التي تصل إلى خمس طلعات جوية برسم المجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول الكبرى والدول العربية والشعب اللبناني وكل حرّ الضمير ، لنقول بأن هذه الاعتداءات تُبرز عدوانية اسرائيل ، وتُبرز أيضاً أنها لا تلتزم لا بقرارات دولية ولا باتفاقات معقودة ، وبالتالي هنا نحن نسأل مجلس الأمن : ما هي اجراءاتكم لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية ، نحن نعتبر أن مجلس الأمن مقصِّر في هذا الميدان ، ونحن نخشى من عقلية الانحياز التي تجعل اسرائيل بمنأى عن المساءلة مهما فعلت ، وتجعل الاطراف الاخرى من العرب واللبنانيين في مساءلة فيما لو كان هناك أي خلل أو أي أمر خلاف الرغبة عند بعض الدول الكبرى ، وكذلك أضع هذه الخروقات الجوية برسم قوى السلطة ، لنسألهم لماذا تخلو بياناتكم وتصريحاتكم وموافقكم من الاعتراض على الاعتداءات الاسرائيلية والتغطية الامريكية لها والصمت الدولي حولها ؟ من المفروض أن نسمع كل يوم شكوى واعتراض ومطالبة بالعلن وبالسر ومع كل الموفدين بأن اسرائيل ما زالت تعتدي ، وعليها أن توقف اعتداءاتها ، وعلى قوات الطوارئ أن تفعل شيئاً من أجل إيقاف هذه الاعتداءات ، على كل حال نحن الآن في قراراتنا ننظر إلى ما يجري ، نعبِّر عن اعتراضنا وعن وجهة نظرنا ، ونكشف للرأي العام هذه الحقائق الماثلة أمام الجميع ، ولكن ليس لدينا اجراءات ميدانية مباشرة لعملية مواجهة هذه الاعتداءات الجوية ، لا زلنا في فترة الصبر وكشف الحقائق ، ونتمنى أن يتحرّك المعنيّون لإيقاف الاعتداءات الاسرائيلية .
ـ وعن موقف النائب جنبلاط واحتمالات الاعتداء الاسرائيلي على لبنان :
للأسف نحن ندفع الآن ثمن خيبات الأمل التي أُصيب بها السيد جنبلاط عندما ذهب إلى أمريكا، فلقد وردتنا معلومات مؤكدة أن جلسته مع السيدة رايس كانت أشبه بجلسة إهانات وشتائم من قِبل رايس ، التي آخذته مع فريقه بأنها قدّمت له كأمريكا كل ما يحتاجونه من أجل إيجاد تغيير في المعادلة في لبنان ، ولكن لم يُفلحوا ولم ينجحوا ، وكان كل العبء موجود على أمريكا واسرائيل ، وهم لم يستثمروا نتائج الحرب لا في أثنائها ولا بعدها . من هنا رأينا كيف أن السيد جنبلاط صمت لفترة وذلك للاحباط الذي أصابه ، ثم جاء بردّ فعل متوتر ، وأطلق الاتهامات من كلِّ حدبٍ وصوب ، وهو في كل يوم يصرخ ويرفع من وتيرته ، ويكيل الاتهامات الكثيرة علّه يوجِد لنفسه حالة من المقبولية عند الامريكيين ، وفي آنٍ معاً يُعوِّض بعض الخسائر التي أصابته بسبب عدم تلبيته وعدم قدرته على أن يُعطي المشروع الامريكي احتياجاته الداخلية في لبنان .
نحن نعتبر أن لبنان يقع في دائرة القرار الامريكي في تصميم جديد للشرق الاوسط الجديد ، وقالت رايس بكل وضوح في اليوم العاشر من العدوان الاسرائيلي على لبنان عندما اعترض عليها عدد من الدول بسبب حجم الدمار والخراب والاعتداء على المدنيين ، فقالت : هذه آلام مخاض شرق أوسطٍ جديد ، أي أن المشروع الامريكي هو جعل لبنان تحت الوصاية، وهم لذلك يعملون ليل نهار لتحقيق هذا الهدف ، فشلت الوصاية الامريكية بأداتها الاسرائيلية بفشل العدوان الاسرائيلي على لبنان ، هم يحاولون اليوم أن يلجأوا إلى أساليب أخرى ، ولا زال الامريكيون يتأملون تحقيق شيء من خلال بعض الادوات التي تعمل معهم في لبنان . هنا أريد أن أوجّه ملاحظة صريحة ومُعلنة كي لا يكون هناك التباس عند أحد ، لا من قوى السلطة ولا من الناس بشكل عام ولا من المراقبين ، هناك مراهنات حصلت في لبنان على العدوان الاسرائيلي في أن يُغيِّر الواقع الداخلي لمصلحة الوصاية الامريكية وفشلت هذه الرهانات ، واليوم يوجد رهانات عند بعض قوى السلطة أن تقوم حرب في المنطقة من الآن وحتى شهرين بحسب ما قال لهم السفير الامريكي فيلتمن ،وبالتالي تتغيّر معادلات القوة والاصطفافات السياسية المختلفة،ليُحققوا ما عجزوا عن تحقيقه في الحرب الاسرائيلية ، هنا أقول : من راهن سابقاً على الحرب الاسرائيلية والعدوان الاسرائيلي بتعديل موازين القوة قد فشل وثبت ذلك بالميدان، وبالتالي خسرت اسرائيل خسارة كبيرة جداً ستبقى آثارها في السنوات المستقبلية بأسرها ، وكذلك من يراهن اليوم على عدوان أمريكي على إيران ، سيكون خاسراً برهانه أيضاً ، لأن المنطقة ستكون في وضع خطير ومُتفجِّر ، وعندها كل الصغار الذين يرتبطون بالقوى الكبرى لن يكون لهم أي أثر ، ولن يكون لهم أي نجاح ، وبالتالي الخيبة التي حصلت مع اسرائيل ستحصل مع أمريكا مجدداً ، نحن ندعو قوى السلطة أن تعود إلى مسؤوليتها وإلى حماية لبنان من أن يجعلوه جزءاً من الاخطار الاقليمية والدولية ، وبالتالي انتظار المتغيِّرات الدولية لن ينفع أحداً ، وبالنسبة لنا نحن مضطرون أن نصبر وأن نتحمّل ، وإن شاء الله يكون الانتصار لمصلحة لبنان .