أنجزنا دراستنا للمحكمة ولا يريدون بدء الاجتماعات للوصول الى نتائج.. ولا نتوقع حرباً
هناك قوى في السلطة تدفع للفتنة بين السنة والشيعة ونعمل على صدّهم.. ونعدّ انفسنا لأسوأ الاحتمالات
حذر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فريق السلطة من التجرؤ وعقد جلسة لمجلس النواب قبل حل المشكلة السياسية. وقال ان جلسة لمجلس النواب بغير رئاسة الرئيس نبيه بري يعني تغيير معادلة اتفاق الطائف الى معادلة لا تبقي حجرا قانونياً على حجر وستكون امام فوضى سياسية وقانونية.
واكد ان المعارضة الوطنية اللبنانية لا تواجه حكومة غير شرعية، بل مجتمعا دولياً يدعمها لاهداف سياسية تريد اخذ البلد الى الوصاية الاميركية وهذا ما لن نسمح به. موضحا ان لا باريس 3 ولا غيره سيمكن الحكومة غير الشرعية من ادارة البلد والكل يعلم ان لبنان يعيش المأزق، ولا حل له الا بالمشاركة.
اكد الشيخ قاسم ان حزب الله انجز ملاحظاته حول المحكمة الدولية لكن الفريق الآخر ما يزال حتى الان يرفض البدء بعقد اجتماعات للبحث في المحكمة وبذات الوقت في البحث عن حكومة الوحدة الوطنية كاشفاً ان فريق السلطة انقلب على ما اتفق عليه مؤخرا ويتحمل المسؤولية. لكن شدد ان المعارضة ما تزال ايجابية ومنفتحة على المبادرات والاتصالات.
واكد ان لا وجود لمشكلة اسمها المحكمة، والمطلوب ان نناقش تفاصيلها والذين يقولون ان المشكلة في المحكمة يريدون تضليل الرأي العام والمشكلة انهم يرفضون المشاركة نتيجة التزاماتهم الاميركية ولو بدأنا بالنقاش حول المحكمة لوصلنا الى نتائج.
ولفت الشيخ قاسم الى ان بعض اطراف السلطة تدفع بالفتنة بين المسلمين في لبنان مشيرا الى ان ميليشيا الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية استخدمت السلاح ضد التجمعات الشعبية بعد ان شعروا بالضعف في مواجهة المعارضة الوطنية.
وشدد ان المعارضة ستدرس العصيان المدني محذرا السلطة من اللجوء الى الانتقام من لقمة عيش المواطن عبر تهديد الموظفين اذ سيكون الرد حينها اكبر.
واعتبر قاسم ان القرار الااميركي بشأن مؤسسة جاد البناء جاء بعد ان اثبت حزب الله عبر مؤسساته تحمله مسؤولية مساعدة شعبه.
وهنا نص الحوار
حاوره: ياسر الحريري
* ما هو السبب في فشل المبادرات المرواحة ويقال ان الرياح تتجه نحو كسر عظم، لأي مدى صحيحة هذه الاجواء؟
الكل يعلم اننا كنا خلال الفترة السابقة نناقش الحلول على قاعدة ان نأخذ ونعطي لمصلحة نقطة مركزية اساسية اسمها تحقيق المشاركة واستتباع كل الحلول الاخرى كنتيجة طبيعية لهذه المشاركة حتى لا يبقى البلد منقسما، ولا نقصد بالمشاركة هنا الغاء دور اي طرف او تعطيل دور اي طرف وانما ايجاد ضوابط تساعد على ان يكون لممثلي الشعب اللبناني قدرة على انتاج القرار بشكل مشترك.
واقول الآن نحن سنستمر في التجاوب والنقاش الايجابي، لكن بطبيعة الحال هناك ضوابط لا يمكن ان يتنازل عنها الانسان ابرزها ان تكون المشاركة حقيقية وفعلية، ونحن بانتظار ان تحمل الايام اي تفعيل، لكن اذا اردنا توصيف الحالة الحاضرة فاننا نقول بأن الامور تراجعت الى الوراء وعدنا الى نقطة متأخرة، انما يجب ان نبقى دائما منتظرين لاحتمالات الامور الجديدة، وخصوصا ان الاطراف المرتبطة بالسلطة ومن ورائها يعملون على مسألة اضاعة الوقت والمراهنة عليه، ومحولة الضغط الدولي المركز بطرق مختلفة لن تنجز حلا وانما الحل هو بالاعتراف بحقيقة الواقع الشعبي. ووجود اطراف لها تأثير لا بد ان تكون مشاركة بشكل فعال بحكم البلد.
* لماذا نلاحظ دائما وجود المبادرات ونتائج وايجاد ارضية وفي اليوم الثاني نلمس الاخفاق؟
- عندما تبدأ اي مبادرة والاتصالات لا بد ان تأخذ المبادرة والاتصالات مجموع الظروف المحيطة اقليميا ودوليا ومحليا، ولكن عندما يتم الدخول في التفاصيل من اجل الوصول الى حل، تبرز العقدة والاشكالات تارة تكون العقدة لها علاقة بمطالب محلية واخرى تكون لها علاقة بمطالب دولية، ما لاحظناه ان الاتصالات الاخيرة، ان العقدة لها طابعها الدولي الطابع المحلي في آن معا، بسبب عدم الموافقة على المشكلة المركزية التي هي برأينا الشراكة.
انجزنا الملاحظات على بنود المحكمة
لا يوجد هناك مشكلة اسمها المحكمة وهذه المشكلة محلولة بالاصل والكل موافق على مبدئها والمطلوب ان تناقش تفاصيل هذه المحكمة ومن يقول ان المحكمة هي المشكلة يحاول ان يضيع الناس وان يرفع مسؤوليته عن تعقيد الحل والمشكلة المركزية الاساسية هي المشاركة لأن المحكمة محسومة بالنسبة الينا وقد اعلنا مرارا وتكرارا بأننا موافقين على مبدأ المحكمة واقول لك الآن لقد انجزنا دراسة تفاصيل بنود المحكمة وحددنا المشاكل الاساسية الموجودة في القانون، واذا تم النقاش في لجنة متخصصة من الفريقين السلطة والمعارضة، فإننا سنعرض وجهة نظرنا التي تلغي التسييس عن المحكمة وتركز على المسألة الجنائية ولا معنى للمخاوف لان تفرغ المحكمة في مضمونها، لان الواقع العملي هو اننا نريد محكمة جنائية، وبالتالي اذا لم تكن المحكمة على ان تحضر القاتل وان يكون لها ضوابطها المعروفة في العالم وهي ليست استثنائية او غريبة، اذ عندنا قانون العقوبات اللبناني والقوانين الدولية كلها فيها ما يكفي للتجريم دون التسييس وكذلك لقانون المحكمة ان نحصر المسألة بالتجريم وليس بالتسييس.
واضاف: وهذا يؤكد اننا لو بدأنا في اللجنة المكلفة بالنقاش لأمكننا ان نصل الى النتيجة، وهي المحكمة الجنائية ولكن ما نفهمه من رفض بدء انعقاد هكذا اجتماعات بحجة تفريغ المحكمة من مضمونها او بعدم الموافقة على المشاركة يجعل المشكلة في مكان اخر والمشكلة حقيقة هي بالمشاركة واذا لم يقبلوا بالمشاركة فكل شيء في البلد سوف يتأثر في هذا الموضوع.
اتفقنا على تشكيل لجنتين بالتوازي
* لكن الفريق الآخر يقول بما يتعلق بالمحكمة وموقفكم هو حماية للنظام في سوريا والآن اسمع منكم انكم انجزتم دراسة الملاحظات على بنود المحكمة. فهل عرضتم بدء الاجتماعات في لجنة للمحكمة وهم رفضوا؟
- عرضنا بدء الاجتماعات لدراسة بنود المحكمة بالتوازي مع اعلان نوايا من قبلهم يتحدث عن الموافقة على صيغة المشاركة 19 - 11 وهنا تبدأ لجنتان للنقاش، لجنة تشكيل الحكومة ولجنة المحكمة، فاذا انجزت المحكمة يمكن انجاز المحكمة ويمكن انجاز الحكومة، واذا لم تنجز المحكمة لا تنجز الحكومة، هذا يعني اننا قدمنا التسهيلات العملية مع بعض التفاصيل الأخرى التي لن ادخل فيها الآن لانها جزء من سلة متكاملة، لكن البداية واضحة ومفهومة، مع ذلك هم دائما يقولون في وسائل الاعلام ان المشكلة في المحكمة اذا قلنا لهم بأننا موافقون على المبدأ وعلى النقاش وموافقون على المحكمة الجنائية، وهم يقولون انهم يوافقون معنا بعدم التسييس وازالة المخاوف، مع ذلك يتهموننا بأننا سنوصل المحكمة الى محل لا تكون فيه محكمة في الوقت الذي لم يقبلوا به بدء النقاش لنرى كيف تسير الامور، وهم يرفضون ان نكون شركاء في القرار السياسي والمحكمة تفصيل في داخل القرار السياسي.
التدخلات الاميركية والفرنسية تعقد الحل
* بهذا المعنى الا تعتبر ان دور الراعي لهكذا نقاش، هو ايضا يعقد الحل اذ نسمع ما تقولون، ثم نسمع في اليوم التالي حلفاء السعودية ومصر وغيرهما، يقولون عكسه، فهل هذه الدول لا تستطيع المونة او ان هناك مناورة معينة لتقطيع الوقت لاهداف اخرى؟
- ما فهمناه ان المبادرة العربية والاتصالات السعودية الايرانية، ليست وحدها القادرة حتى الآن على منع حل متكامل، لأن التدخلات الاميركية والفرنسية وبعض الدول الاقليمية تشكل تعقيدات معينة للازمة اضافة الى بعض التشنج والتصلب عند قوى محلية متضررة من مشروع الحل، الذي فيه المشاركة لانها بالمشاركة تغيب او يضعف دورها على هذا الاساس نحن لسنا مسؤولين عن الذين يطلقون المبادرات والاتصالات كيف يمكن ان ينجحوا حركتهم. الا اننا كنا ايجابيين معهم وسنبقى ايجابيين مع اي مبادرة. يبقى على الطرف الآخر في السلطة هنا، ان يحسم خياراته لانه مهما كانت الضغوطات الخارجية والتأثير الاقليمي في النهاية هناك قرار تتحمل مسؤوليته القوى الداخلية لحسم موقفها في اي اتجاه، نحن حسمنا موقفنا، قررنا ان نعمل لمشاركة موضوعية وان نسير بالنقاط التي هي محل بحث ونقاش كالمحكمة والانتخابات النيابية المبكرة وغيرها، لكن فريق السلطة الى الآن يهرب من تشخيص المشكلة الحقيقية ويهرب من الالتزام، ويضع امامه شعارات، لكن في التطبيق العملي هو لا يجيب على الأسئلة بشكل موضوعي، لا يجيب عن المشاركة كيف يمكن ان تكون.
* فريقكم يقول هؤلاء ادوات عند الاميركيين وبالتالي المشكلة هناك؟
- نعم توجد مشكلة.
* الحديث يتركز على جعجع وجنبلاط؟
- انا اقول ان بعض من في السلطة لا يملك قراره ويستفيد من الحضور الاميركي، لتمرير مصالحه على حساب المصلحة الوطنية العامة.
وردا على سؤال قال قاسم: ان مشكلتنا في لبنان، هي مشكلة محلية بحقه، نحن نعاني ممن يأخذون لبنان الى المشكلة الاميركية - الدولية، ونقول لهم خففوا من تأثيرها اذا لم تستطيعوا الغاءها، وبالتالي اذا خففوا من تأثيرها هناك قواعد يمكن ان نتفق عليها.
لا احد ينظّر علينا
* لكن في المقابل جنبلاط يقول ان السيد نصرالله ساعة يريد يأخذ البلد الى الحرب ثم يعتذر ويقول لم اكن اعلم، اي يقولون ان حزب الله ىأخذ البلد الى معاركة سياسية؟
قال قاسم: اولا حزب الله لم يأخذ لبنان الى الحرب، حزب الله كان في موقع الدفاع ولا يستطيع احد ان ينظّر علينا وان يقول لنا لا تدافعوا عن انفسكم ونحن نقصف وندمر قرانا ويهجر اهلنا ويحصل التخريب الدولي المنظم على مستوى لبنان بأجزائه الكبرى، نحن لم نكن المبادرين الى هذه الحرب، واذا حاول البعض ان يربط بين الاسر والحرب فهو ربط غير موضوعي وغير منطقي، لأن ما صدر عن الادارة الاميركية وخاصة رايس وعندما قالت في اليوم العاشر، انها الام مخاض لولادة شرق اوسط جديد. لم يترك كلامها فرصة للحديث عن مجرد معركة استرداد اسرى.
واضاف لا يوجد احد في لبنان لا حزب الله ولا غير حزب الله يملك قرار الحرب للمشكلات مع اسرائيل، اسرائيل هي التي كانت تبادر دائما على مستوى المنطقة العربية بأسرها ومنها لبنان بمبادرات الحرب، ولم نسمع بمبادرة عربية الا في حرب 73 وباقي ما تبقى كلها عبارة عن ردود فعل من الدول العربية او من التنظيمات الفلسطينية او اللبنانية في محطات تاريخية متعددة، اذا قرار الحرب وقرار السلم هو بناء الدولة اللبنانية اذا ارادت ان تأخذ مثل هذا القرار، واقول لك سلفا. حتى لو صممت الحكومة اللبنانية ان تأخذ قرار الحرب والسلم في اي محطة من المحطات، فهي لن تتمكن ضمن المعادلات القائمة اقليميا ودوليا وسيبقى قرار الحرب والسلم بيد اسرائيل وهنا نحن في الموقف الدفاعي ومن لا يريدنا ان ندافع نسأله عن البديل. واذا كان هؤلاء غير متضررين من وجود اسرائيل وليست لديهم مشكلة ان تكون اسرائيل محتلة لقسم من الارض ولقسم من الاسرى وان هذه الامور لا تطالهم بشكل مباشر، فهذا الامر لا ينطبق علينا. ونحن لا نستطيع ان نواكبهم في التزاماتهم الدولية التي قد تحميهم كأشخاص وكجهات محددة لكنها لا تحمي لبنان اذن الموضوع ليس له علاقة بقرار الحرب والسلم واقول لك الان. ان قررت اسرائيل ان تقوم بعمل اجرامي وعدواني في اي وقت من الاوقات يجب ان تعلم ان الاستعداد ما زال قائما، فلبنان ليس بلدا سائبا ليتصرفوا به كيفما شاؤوا.
نعلم تورط بعضهم ولكن لا حل الا بالمشاركة
* في السياق عينه سمعناكم انكم اتهمتم هذه الحكومة وبعض اطرافها بالمشاركة في تغطية العدوان الصهيوني على لبنان والمقاومة وشعبها وبذات الوقت تتحدثون عن حوار مع هذه؟
- سؤالك دليل معنا وليس ضدنا لاننا لو كنا نريد ان نعمل على الموازين بما يتعلق بتقسيم الاشخاص لكان من المفروض ان لا نقبل بالمشاركة مع اي واحد متورط او عمل على تسهيل بعض الاعمال التي اذت لبنان واخرته وهذا قد يصلح في بلدان فيها نظام حكم مختلف وتركيبة سكانية مختلفة لكن لاننا نعرف ان لبنان معقد في تركيبته الطائفية، وكل شيء يذهب الى العصبية مباشرة، ويحول الى الحسابات المذهبية، حتى اننا نذكر جميعا عندما كانت تؤخذ القرارات في الاعدام.
كانوا يفتشون عن عدد المسلمين وعدد المسيحيين ليتساوى الاعدام بين الطائفتين خشية ان يشعر ان المشكلة كانت طائفة في مقابل طائفة اخرى.
في النهاية لا بدّ ان تشكل حكومة يتشارك فيها الاطراف ولا نستطيع الغاء احد ولا ندعو لالغاء احد وعلى هذا الاساس ليس من المنطق ان نقول سلفا انه يستحيل ان نعمل معهم لاننا سنصل الى حالة ان نعزلهم وان يعزلونا.
فسواء عزلناهم او عزلونا اي لا نقبل العمل معهم او لم يقبلوا العمل معنا، لا هم سيتمكنون من الحكم ولا نحن سنتمكن من الحكم، وها هم اليوم حاولوا ان يعزلونا بعدم نقاشنا في الحكومة للقضايا الاستراتيجية وبالاستخفاف بقدرتنا. اذ بهم يصلوا الى حكومة لا دستورية والبلد اليوم في حالة شلل وليس لديهم قدرة على انتاج شيء حتى وان اجتمع مجلس الوزراء مئات المرات، هذه اجتماعات شكلية ليس لها فعالية لان الامور تقاس بالمسار السياسي العام وبالمسار الاقتصادي والاجتماعي، على هذا الاساس نحن نتعرض بطريقة واقعية حتى لا نقول لجمهورنا شي ثم نغير بعد ذلك، نحن نقول لجمهورنا هؤلاء اخطاؤوا وبينهم من لا يستحق ان نعمل معهم في الاصل وبينهم من تورط بشكل حقيقي ولدينا ادلتنا ومعلوماتنا لكن على العموم وعندما سنصل الى اي حل يحمي لبنان وينقذه من هذا الوضع الحل لا يكون الا بالمشاركة. اذن سنعود الى ضرورة ايجاد قواسم مشتركة وضوابط نحن نعتبر اننا اذا تشاركنا واتفقنا على المشاركة بالتأكيد سنقيد حركة الذين اخذوا لبنان الى الوصاية الاميركية كما من حقهم ان يقولوا انهم قيدوا حركتنا فيما لا يعجبهم في ادائنا السياسي؟
الوقائع تدل على انهم ادوات
* لكن جعجع وجنبلاط قالا ان حزب الله يعطل الحل وحزب الله يصعب التفاهم معه اذا لم يتخل عن تحالفاته الاقليمية؟
- دعنا لا نأخذ الشعارات المعلبة والجاهزة التي تفتقر الى ادلة نحن ندعوهم الى تقديم ادلتهم نقدم ادلتنا اذا كانوا يتهموننا بأننا نعمل بطريقة اقليمية نحن لا نتهم بأنهم ادوات اميركية ويعملون لمصالح دولية بل الوقائع التي تدل بأن الادارة المباشرة لاميركا للوضع في لبنان تتمثل بتوجيهات رايس وبوش وفريق العمل الاميركي الذين لا يتوقفون وليقرأ الجميع ما في وسائل الاعلام وبينما لا نسمع لا من سوريا ولا من ايران كلاما يخالف الاجماع اللبناني والمواقف التي تتخذها الاطراف في لبنان، بل لا نراهم حاضرين في كل موقف وحركة.
* لكن ملائكتهم حاضرة؟
- اذا كانت ملائكتهم حاضرة بمعنى ان رؤيتهم تنسجم مع رؤيتنا هذه ليسة علة وليست عيبا بل العلة بأن يكون هناك فريق لبناني اداة للمصلحة الاجنبية بعيدا عن مصلحة الوطن، هذه العلة الحقيقية اما تركيزهم على حزب الله فليس خافيا على احد وهم يعتبرون ان الحزب ركن اساسي من اركان المعارضة، فاذا سلطوا الضوء عليه يمكن ان يحرجوه اكثر ويمكن ان يختلفوا ملفات تشكل تهديدا لهذا الحزب. كملف المقاومة بشكل عام/ او سمعة الحزب في المنطقة العربية.
مما يجعلهم يحاولون ابتزاز الحزب. لكن هذا الامر لن ينطلي علينا الامر مكشوف، والكل يعرف ان المعارضة الوطنية اللبنانية لها رموزها وهؤلاء لهم شعبيتهم ويصرحون عن انفسهم ويتواجدون في الساحة فاذا استخدمنا عباراتهم لا معنى لها.
نحن اذ اردنا ان نتحدث عن السلطة لنكن منصفين بالقول ان هناك جهة واحدة فاعلة اسمها تيار المستقبل وهناك جهتان تتمثلان بالحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وهما جهتان لا يمكن قياسهما من حيث الفعالية والمكانة والدور لتيار المستقبل والباقي عبارة عن رموز موجودة تعطي اضافات لاشخاصها. دون ان تعطي اضافات فعالة على المستوى الشعبي وبينما في المعارضة لكل رمز فعالية حقيقية على الارض، وعندما نتحدث عن الرئيس نبيه بري وكذلك عن العماد عون وهناك قوة رئيسية لها حضور شعبي مؤثر على هذا الاساس هم يحاولون تغطية مشكلتهم في طريقة التمثيل وتوازن القوى.
وجود حزب الله يمنع التوطين والمشروع الاسرائيلي
* الا تعتقد ان مقدمات هذا التركيز على حزب الله يأتي في اطار الحديث عن حرب اسرائيلية ضد سوريا وحزب الله وهم يعتمدون على عمل عسكري وبالتالي هل تضعون بحساباتكم نشوب حرب؟
- حزب الله لا زال هدفا اميركيا جديا كما كان خلال الفترة السابقة لان وجوده وامتداده الشعبي الكبير والقوة العسكرية المتوفرة لديه يشكل حالة ممانعة من احتلال لبنان او توطين الفلسطينيين فيه. او السير في مشروع الشرق الاوسط الجديد، او امتداد المشروع الاسرائيلي ليطاول لبنان في تركيبته وتوازن القوى فيه، ومن الواضح لدينا اننا هدف اميركي - اسرائيلي وهم يعلنون دائما هذا الامور ولا يخفونه، وانا اتمنى ان يجيب اركان السلطة على هذا التساؤل الكبير، اين انتم من محاولة الاستهداف الدائم والعدوان الدائم لحزب الله. وبدل ان تفكروا لنكون معاً لنحمي بلدنا انتم تقفون في موقف على الاقل فيه علامات استفهام كثيرة. على هذا الاساس نحن نعتبر بأن نعدّ انفسنا وان نبقى جاهزين للدفاع وان لا نمكّن اسرائيل واميركا ان تأخذ في لبنان ما تريده لسياستها ولمشروعها. ولكن لا نتوقع ان يكون هناك حرب قريبة بعد الفشل الاسرائيلي الذريع الذي حصل في عدوان تموز الا اننا عندما نعمل ونعدّ انفسنا، فاننا نعدّ انفسنا لأسوأ الاحتمالات. الا ان الظروف الموضوعية لا تبرز وجود شيء على النار لكن المنطقة برمتها منطقة ملتهبة لقضايا متعددة.
يحاولون الامساك بلبنان وسنيئسهم
* بهذا المعنى الا ترى ان لبنان هو جزء من هذه الفسيفساء الاقليمية، وبالتالي لا يمكن الحل في لبنان دون ولوج الحل في المنطقة؟
- لم يقل احد ان الحل في لبنان بشكل كامل ونهائي ينتظر الحل في المنطقة، لكن يمكن تجزئة الامور واخراج لبنان من الدوامة اذا اتفق من في الداخل، وكل طرف داخلي تحدث مع من يمكن ان يوثر اقليميا او دوليا في مدى قدرته والا فان الامور لا تسير في لبنان الا نحو الهاوية اذا بقي التصميم في ان تلعب بالوضع اللبناني الدول الخارجية.
ان بعض الدول ليس يائسة ونحن علينا ان نجعلها تيأس ونعطيها العبر ان الامساك بلبنان صعب في مسار الوصاية التي تريد بعض الدول الكبرى ان تأخذه اليها.
ميليشيا الاشتراكي ... ميليشيا القوات
* لكن بعض القوى اللبنانية نجحت في توتير الاجواء الشعبية المذهبية والا ترى ان تيار المستقبل يساير حلفاءه او انه وقع في هذا الخطأ؟
- لا شك ان وتيرة الاثارة المذهبية ارتفعت كثيرا في لبنان في الاشهر الماضية، وهناك ادوات لهذا التوتير، وهناك ادوات عملت على المستوى المحلي وعلى المستوى الاقليمي والدولي لايجاد المناخات الملائمة لهذا التسعير المذهبي، وكنا نعلم ان هذا الاتجاه اتجاه خطر، وعبرنا مرارا ان الفتنة المذهبية ستكون وبالا على الجميع. ولذا وضعنا لأنفسنا خطوطا حمراء وحاولنا ان نصبر كثيرا، وعقدنا اجتماعات علمائية لوضع حد لهذا التسعير المذهبي، وكنا نؤكد دائما ان المشكلة طابعها سياسي وليس مذهبيا، لكن هذا الامر لم يحل لأن هناك من يغذيه.
- الا انك لو سألتني ان رئيس تيار المستقبل يريد الفتنة المذهبية اقول لك، لم يثبت لدينا هذا الامر، وثبت لدينا ان الرغبة في الفتنة المذهبية غير موجودة، لكن هناك اطراف في السلطة تربح في السلطة المذهبية.
* دائما في هذا الكلام يصار للاشارة الى جعجع وجنبلاط؟
- لا اريد الدخول في اسماء، لكن استخدام الميليشيات التابعة للقوات اللبنانية يوم الثلاثاء وكذلك لقوات الحزب التقدمي الاشتراكي بطريقة عسكرية. ادخلت على الخط عاملا يرفض التعبير الشعبي ويأخذ الامور باتجاه التنافر العسكري - الامني، وهذا واكب حالة اثارة للمشاعر لاهل بيروت بأن بيروت محاصرة بما تمثل من موقع سني متقدم. هي مستهدفة مما ولد فتنة يوم الخميس للمبادرة من الطرف الآخر. اذا المشكلة قائمة ولا يستطيع احد ان ينكرها، ما نفعله الان وما يفعله المخلصون من كل الاطراف هو محاولة وضع حد لهذه الفتنة ولمشروعها، والى الآن اعتبر اننا نجحنا في قدر معين، ونأمل ان تستمر الامور بطريقة ايجابية، علينا مسؤولية ان نمنع الاطراف التي تحاول الفتنة بين المسلمين واعتقد انه بالمشاركة والوصول الى حل سوف تتنفس كل الاجواء ونعود الى الوضع الطبيعي السابق الذي يهيأ لمناخات ايجابية.
وردا على سؤال قال قاسم: ما نشهده في لبنان ليس مفصولا عن الخطة الاميركية للفتنة بين السنة والشيعة في المنطقة، كذلك ليس مفصولا عن طموحات واطماع بعض من في الداخل الذين يعملون على الفتنة السنية - الشيعية.
نحن ندعو لعدم التورط في هذا المشروع الخطر لانه مشروع يطال الجميع ومن يظن انه بمنأى عن نتائجه فهو مخطئ. ان الفتنة اذا اقبلت لن تترك احدا، لا في لبنان ولا في الخارج.
نحن نواجه التآمر على لبنان وتركيبته
وعن تهديد المعارضة بالعصيان المدني؟
قال قاسم: حجم المشكلة التي نواجهها كبير، نحن لا نواجه فقط حكومة لبنانية، تمثل بعض الافرقاء لنتمكن بعد النشاطات للوصول الى نتيجة سريعة، لو كانت هذه الحكومة موجودة في اي بلد في العالم لسقطت حكما من خلال الطوفان الشعبي الذي حدث في 10 كانون الاول والذي اثبت ان ثلثي الشعب اللبناني مع المعارضة ضد السلطة، لكن لان السلطة مدعومة من اميركا ودول كبرى ودول اقليمية وفي كل يوم تأتي الاتصالات على مستوى رؤساء الدول للتشجيع السياسي، ويجتمع مجلس الامن اكثر مما تجتمع الحكومة اللادستورية لدعمها بكل وسائل الصمود وبكل عناوين التثبيت بوجه المعارضة، اذن نحن امام مواجهة بين فريق شعبي اكثري مع واقع دولي يتآمر على لبنان وعلى تركيبته وعلى التوازنات الداخلية فيه لذا، من اليوم الاول خاطبنا جمهورنا وقلنا له ان عليك ان تصبر وتتحمل وان النتيجة تكون بالنقاط وان القضية بالصمود. لذا وجدنا ان مجموعة كبيرة من النشاطات حصلت ولم تسقط هذه السلطة بشكل نهائي. وبقيت سالبة للحكم بدعم دولي معلن، وانا لا استغرب مع كل هذه المواجهة ان تستمر المشكلة كل هذا الوقت ولا اعلم المدى المنظور على هذا الاساس. ان تحركاتنا مع الظروف الداعمة للحكومة هي تحركات كبيرة ضخمة لكن فعاليتها تتأثر بهذا الصد الدولي والدعم غير العادي وبدل ان نتكلم بطريقة واهمة فلنكن واضحين ان وجود الاعتصام في وسط بيروت شكل ضربة لقدرة السلطة على التحرك ولم يبق مبعوث دولي ولا وساطة ولا اتصالات مباشرة أو غير مباشرة إلا وكان الطرح الاول ان اخرجوا من الاعتصام وتعالوا لنناقش بعد ذلك لأن هذا الاعتصام يشكل شللاً في البلد ويؤثر على اداء السلطة ويعيق الحركة السياسية كنا نجيبهم هذا ما نريد ان تعرفوه لتحلوا المشكلة لا ان تطلبوا منا ان نتراجع الى الوراء لأن النزول الى الشارع ليس لعبة نحركها كما نشاء. على هذا الاساس انا اعتبر ان التواجد في الاعتصام يعطي رسالة حقيقية ان البلد في مأزق والكل يعلم المأزق وكذلك ما حصل. نشاط يوم الثلاثاء ابرز ان الطرف الآخر بسبب ضعفه استخدم السلاح وهجم على المتظاهرين شعبياً. يوم الثلاثاء لم تكن في مواجهة حركة شعبية بمواجهة حركة شعبية أخرى بل كنا امام عدوان ميليشياوي عبر عنه الطرف الآخر بشكل قاسي وباسقاط الدماء وكذلك يوم الخميس ليقول بأنه سيستخدم كل الوسائل المحرمة ليمنع السقوط وهذا في اطار وتأكيد دعم دولي ولو قامت المعارضة بما قامت به قوى السلطة لسمعنا انتقادات من اميركا الى فرنسا الى كل الدول تنتقد استخدام الصراع في الشارع. لكن لانهم مدعومون من الخارج فعلوا هذا الامر والآن حتى في اجتماعات مجلس الوزراء غير الشرعي ما هي قدرتهم على الادارة.
العصيان المدني
قالوا انهم سيذهبون لباريس ـ3 وانهم سيـحضرون المال قلنا لهم نعم لباريس ـ3 المالي ولا لباريس ـ3 السياسي وتبين ان مفعول هذا المؤتمر لثلاثة ايام اعلامية والآن كل الدول تصرخ وحتى من في الـسلطة لانهم يحتاجون الى اجتماع مجلس النواب من اجل ترجمة باريس ـ3 في اجراءات قانونية وسياسية اذن السلطة في مأزق والمعارضة تشعر انها في وضع صعب لحجم الدعم الذي تلقاه السلطة ولكن بكل صراحة لا خيار امام المعارضة الا الاستمرار لاننا اما نكون شركاء او انهم سيتهموننا بالكامل ونصبح امام وصاية اميركية ولن نقبل به. اما العصيان المدني وتفاصيله وما سيحصل فيه فسوف نناقش الامر مع حلفائنا لنرى كيف تكون الخطوة منتجة لتشكل نقلة نوعية.
* يقال ان بعض الدول سترسل لهم اموالا للدعم في حال اعلان العصيان المدني؟
ـ لو ارسلوا لحكومة السنيورة 7 مليارات من دون قيد او شرط هذا لا يحل المشكلة في لبنان وهي أن الحكومة غير قادرة على ادارة البلد ولم نعد تكتسب الشرعية وهي تسرق السلطة والعالم يصرخ في لبنان الحل ليس بالترقيع.
* جعجع يقول اذا التزم الموظفون بالعصيان فهذه مناسبة لتطهير الادارة والدولة ستستغني عن خدمات هؤلاء؟
ـ لن ادخل في التفاصيل لكن ليكن معلوما اننا لن نقبل ان يستخدم احد ضد شعبنا لقمة عيشه ولا ان يستخدم صلاحيات ليست ممنوجة باتخاذ قرارات وعندها لكل فعل رد وسيكون الردّ بمستوى الفعل واكبر منه ولن أعطي تفاصيل.
مجلس النواب.. الجلسة
* يبدو انهم سيتحدثون مجدداً عن عقد جلسة لمجلس النواب بدون الرئيس بري؟
ـ مجلس النواب له دور تشريعي وبشكل مركزي لما يأتيه من الحكومة فاذا كانت السلطة التنفيذية غير موجودة لحل هذه المشكلة قبل ان يجتمع المجلس النيابي اما التهديد الذي تكرر بامكان انعقاد مجلس النواب من دون رئيسه فهذا ليس مخالفاً للدستور فقط، بل هذا نسف لاتفاق الطائف وبالتالي تغيير معادلة الاتفاق السياسي في البلد. وسنكون امام فوضى سياسية وقانونية وعندها لن تعرف اين سيبدأ القرار واين ينتهي وهل يوجد حكومة واحدة او اكثر او مجلس نيابي او اكثر وهل يوجد رئاسة او لا يوجد. البلاد ستصبح في دائرة الفوضى القانونية والسياسية لان مؤسسة مجلس النواب هي المؤسسة الباقية الآن من دون لعب في داخلها او التأثير على شرعيتها فاذا خربوها بطريقة معينة وخربوا اتفاق الطائف وعندها لا استطيع ان اتصور أين سيكون البلد.
جهاد البناء.. القرار الاميركي
* ماذا عن القرار الاميركي بحق جهاد البناء؟
ـ المشكلة في تصنيف مؤسسة «جهاد البناء» كجهة ارهابية اعمق بكثير من مجيء شركات اميركية او غربية للاعمار لكن سأذكر الجمهور اللبناني بالانزعاج الاميركي غير العادي الذي حصل بعد العدوان مباشرة عندما بادر حزب الله لايجاد السكن البديل لشعبه وتقديم مساعدات للاسراع في التأمين وهنا كان لجهاد البناء المهمة الاساسية في موضوع اعادة الاعمار والاستمرار كجهة تعمل في الحقل الانشائي والاعماري وما يساعد الناس في قضاياهم المختلفة، فاميركا منزعجة، لانها تعتقد ان ثمار الحرب السياسية ولو خسرت عسكرياً ويمكن ان تتحقق فيما لو بقي الناس مشردين ليبدأ التساؤل من قبل الناس عن بيوتهم واوضاعهم والدولة اتخذت قرارات واضحة بالتأخير بالاهتمام في الموضوع الاعماري مما سيجعل الناس في حالة صدام مع الحزب كما كانوا يريدون. لكن السرعة في المساعدة فوّتت هذه الفرصة وعززت من التلاحم بين الناس والمقاومة وقوّضت اهداف أميركا.
انا اليوم اضع هذه النقطة برسم القوى اللبنانية المختلفة وبرسم المعنيين في اي موقع انساني في العالم العربي تحديدا والعالم بشكل عام وهذه مؤسسة خدماتية شعبية تعمل لاعمار البيوت وتأمين المسكن للناس. وعندما يتخذ قرار بتصنيفها ارهابا يعني ان اميركا لا تريد للناس ان يعودوا الى بيوتهم او ان يساعدهم أحد، نحن ننتظر لنسمع من اركان السلطة ما هو تعليقهم على هذا التصنيف وهل يقبلون ذلك وهل ستكون الدول العربية والاسلامية التي قدمت مساعدات للبنان ارهابية ايضاً، وهذا يؤكد على منهجية اميركية لمحاولة ضرب حزب الله وجمهور حزب الله.