مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه إذاعة صوت لبنان في برنامج صالون السبت في 1/4/2006

القول بأن استمرارية المقاومة تحتاج إلى إجماع أمرُ فيه مغالطة لأنه لا يمكن أن يتم النقاش مجدداً في مشروعية المقاومة

شدد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حديث إلى برنامج صالون السبت من إذاعة صوت لبنان على أن الحوار أخذٌ ورد، رافضاً أن تكون هناك سقوفٌ مسبقة، معتبراً أنه يجب تدوير الزوايا.

وقال إنَّ ما نلاحظه هو وجود تصميم على خيارات سياسي لا تتغير ولا تتبدل.

ولفت إلى أن الحلول لا يمكن أن تكون من الخارج بل من الداخل.

وأعرب عن اعتقاده بأن لبنان هو رهينة الوضع الإقليمي الدقيق والوضع الدولي الذي يطل من لبنان من أجل تصفية الحسابات وإراحة إسرائيل.

ولاحظ قاسم أننا أمام قضية متشعبة قد يكون له عنوان أزمة الرئاسة، وقال عندما نريد أن نناقش أزمة الحكم فهذه أزمة تشمل رئاسة الجمهورية مروراً بالبرنامج الحكومي.

وأشار إلى وجود خلاف مستحكم على الساحة اللبنانية، وأعتبر أن القول بأن استمرارية المقاومة تحتاج إلى إجماع أمرُ فيه مغالطة لأنه لا يمكن أن يتم النقاش مجدداً في مشروعية المقاومة.

وقال: على اللبنانيين إذا أرادوا إلغاء المقاومة أن يبحثوا عن إجماع لإلغائها.

ورأى أن الذين يواجهون المقاومة يفعلون ذلك لأن لديهم مشروعاً يختلف عن مشروعنا، ويحاول الضغط علينا لنتنازل عن مشروعنا لمصلحة مشروعه.

وأكد أنه تم إنجاز أمور مهمة في جلسات الثلاث الأولى ، لكنه لاحظ أن هناك من بدأ يفلسف ما خرج به المتحاورون، ليطرح عناوين أخرى مثال ذلك: عودة التشكيك بلبنانية مزارع شبعا.

وحذر أنه إذا بقينا في الشارع نناقش الطروحات السياسية ونتحدث بلغة تغلب عليها الشتائم وإثارة النعرات الطائفية ومحاولة التحريض، وهذا يعني أن الانجازات على طاولة الحوار ستكون ضعيفة.

ووصف قاسم ما حصل في قمة الخرطوم بأنه ليس أمراً عادياً، ولا مسألة ألفاظ إنه أمر استراتيجي .

وأوضح أنه عندما قرر حزب الله شكر رئيس الجمهورية أراد أن يقول إن ما حصل خطٌ أحمر لا يمكن أن نقبل به.

ونفى أن يكون لدى حزب الله توجه لطرح الثقة بحكومة السنيورة.

وشدد قاسم على تمسك الحزب باستمرار الحوار، مؤكداً أن حزب الله سيبذل من جهته كل ما يمكن لإنجاحه.

واعتبر قاسم أنه بانتظار نتائج الحوار علينا التعاطي مع رئاسة الجحمهورية على أنها واقع موجود ، معرباً عن اعتقاده بأن الطريقة المعتمدة حالياً من قبل قوى 14 آذار ستثبت ولاية الرئيس لحود ولن تنهيها ، لأن الحوار وحده هو الحل.

وأكد أن الحزب لم يقل يوماً بأنه ضد استمرار الرئيس لحود في منصبه، مشيراً إلى أن لحود أظهر أداءً سياسياً ممتازاً في الفترة الماضية على صعيد حماية المقاومة ونحن أوفياء لمثل هذا الأداء على حد تعبيره.

ورداً على سؤال حول سلاح المقاومة اعتبر قاسم أن لا صحة لما يحكى عن فترة سماح أمريكية للبنان لنزع سلاح المقاومة، وقال: لو كانت أمريكا قادرة على نزع السلاح لما تأخرت، عملياً ليس هناك فترة سماح وإنما عجزٌ دوليٌ تجاه المقاومة، والولايات المتحدة تدعم الحوار لاعتقادها بأنه سيؤدي إلى نتيجة حتمية تفضي إلى نزع السلاح، أما نحن فلا ندخل إلى طاولة الحوار في هذه الذهنية بل نتحاور ليكون اللبنانيون أقوياء في مواجهة المشروع الإسرائيلي من خلال استراتيجية دفاعية مهما كانت نتائجها.

وعن أسباب عدم ترشيح حزب الله علنياً للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية أشار الشيخ قاسم إلى أن الحزب اتخذ خطوة مهمة عندما أعلن أن عون هو مرشح جدي للرئاسة، وهو لم يمسه علنياً لأن حزب الله يعتبر أن التوقيت لم يحن بعد لطرح الأسماء.

ونفى قاسم أن يكون الحزب يسعى للامساك بالحكومة وطرح الثقة بها، وأكد أن وزراء الحزب مستمرون في الحكومة إن هي استمرت، مستبعداً في الوقت نفسه أن يؤدي ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة إلى فرط عقد الحكومة.

وأضاف لا يمكن إدارة البلد بشكل صحيح عبر اجتماعات حكومية تتناكف مع رئيس الجمهورية، فإما أن هناك تعايش إلى حين انتهاء هذه الفترة وإما أن يستمر هذا التصادم مسبب الضرر بمصالح الناس.

وجدد التأكيد بأن مسؤولية تحديد لبنانية مزارع شبعا تقع على عاتق لبنان وليس على سوريا وفقاً لما أقره مؤتمر الحوار.

وعن مصير الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس السنيورة إلى دمشق رأى قاسم أن العلاقات اللبنانية السورية لا يمكن أن تنجح بالكلمات المعسولة لأننا أصبحنا أمام علاقات ندِّية بكل ما للكلمة من معنى، وأضاف هناك مطالب للبنان من سوريا وأخرى لسوريا من لبنان، وعندما يريد السنيورة الذهاب إلى دمشق فلا بدَّ أن يكون أمامه جدول أعمال يقدم ويأخذ بموجبه.

كما وصف عملية الفصل بين التحقيق الدولي والعلاقات اللبنانية السورية بالفكرة الممتازة.

ورفض نائب الأمين العام لحزب الله الانتقادات التي تتوجه إلى الحزب كونه دولة ضمن الدولة، لافتاً إلى أن المناطق المقفلة بهدف الحماية الشخصية موجودة في المختارة والأرز كما هي موجودة في الضاحية الجنوبية.

وانتقد قاسم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وأشار بأن جنبلاط تحول إلى المقلب الآخر وبات أقل من أداة مرجرجة بيد الأمريكيين وهو بتصريحاته النارية يسبب ضرراً للبنان، ناصحاً إياه بالعودة لما كان عليه سابقاً.

وعن تحالفات الحزب مع القوى اللبنانية ، أكد أن الحزب بنى تحالفاً متيناً مع حركة أمل وحقق خطوات إيجابية على خط التعاون مع النائب سعد الحريري ، والطريق مفتوح لمزيد من التفاهم .

أضاف : توصلنا إلى تفاهم مع العماد ميشال عون ، رُسِّخ بالتوقيع على ورقة تفاهم مكتوبة ، وأعتقد أن الحوار لا يزال في البدايات أمام ما أنجزته هذه الورقة ، ويا ليتها تختصر لنا المسافات ، لأنها إنجاز قرَّب بين جهتين متباعدتين .