مقابلات

الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله لـ الأهرام‏:‏ لن نكون ذراع سوريا في مواجهة المعارضة اللبنانية‏... وتحركنا في الشارع رسالة لمن يهمه الأمر

بعد ان بدأت القوات السورية تشق طريقها الي خارج لبنان ظهر حزب الله بقوة علي الساحة السياسية الداخلية‏,‏ ليقود فريق الموالين لسوريا نحو موقف موحد يتيح لها الإمساك مرة أخري بزمام الأمور‏,‏ ونزلت حشوده الضخمة الي الشوارع لتثبت أمام عدسات التليفزيون أنها الاغلبية وتبعث برسالة الي من يهمه الأمر‏,‏ ان من يتجمعون في ساحة الشهداء طوال الأسابيع الماضية ليسوا كل لبنان‏...‏ هذا التحرك أثار تساؤلات عديدة‏,‏ وضعناها امام الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله‏,‏ في مكتبه بالضاحية الجنوبية لبيروت‏,‏ وأجاب عليها بصراحة شديدة‏,‏ وضعت النقاط علي الحروف‏..‏

بعد ان بدأت القوات السورية تشق طريقها الي خارج لبنان ظهر حزب الله بقوة علي الساحة السياسية الداخلية‏,‏ ليقود فريق الموالين لسوريا نحو موقف موحد يتيح لها الإمساك مرة أخري بزمام الأمور‏,‏ ونزلت حشوده الضخمة الي الشوارع لتثبت أمام عدسات التليفزيون أنها الاغلبية وتبعث برسالة الي من يهمه الأمر‏,‏ ان من يتجمعون في ساحة الشهداء طوال الأسابيع الماضية ليسوا كل لبنان‏...‏ هذا التحرك أثار تساؤلات عديدة‏,‏ وضعناها امام الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله‏,‏ في مكتبه بالضاحية الجنوبية لبيروت‏,‏ وأجاب عليها بصراحة شديدة‏,‏ وضعت النقاط علي الحروف‏..‏

‏*‏ في البداية قلنا للشيخ نعيم ألا تري انه من الغريب ان كل الفرقاء موالاة ومعارضة في لبنان يطالبون بتطبيق اتفاق الطائف‏,‏ رغم التناقضات العديدة بينهم‏,‏ والتي لايمكن ان تجتمع في اتفاق واحد؟‏

ـ اشتهر اللبنانيون من خلال هذه الحقبة الزمنية الطويلة والتعقيدات الموجودة برفع الشعارات الموحدة والاختلاف علي تفسيرها‏,‏ وهنا يأتي الطائف ايضا ليكون محلا لنقاش مستفيض حول تفسيره‏,‏ بل يعيد البعض الأزمة الموجودة حاليا الي خلاف في تفسير الطائف‏,‏ خاصة ان النصوص الموجودة فيه تقول ان تطبيق الطائف يبدأ فيما يتعلق بانسحاب القوات السورية من لبنان‏,‏ بعد سنتين من تشكيل حكومة الوفاق الوطني وتحقيق الاصلاحات الدستورية‏,‏ التي منها تشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية برئاسة رئيس الجمهورية‏,‏ والتي تناقش هذا البند‏,‏ اضافة الي اعادة تقسيم المحافظات اللبنانية بطريقة جديدة لتكون الانتخابات علي اساس المحافظة‏‏

وهنا يقول هذا البعض ان كل هذه الإصلاحات الدستورية لم تحدث في الاصل‏,‏ فمعني ذلك ان مهلة السنتين لخروج القوات السورية من لبنان لم تبدأ بعد‏,‏ ومنهم من يقول ان الإصلاحات الدستورية تمت بمجرد ان تحول الطائف الي دستور في لبنان بصرف النظر عن المضامين التفصيلية التي تأخرت‏,‏ وعليه لابد من ان يتم الخروج السوري من لبنان بطريقة معينة‏,‏ في الحقيقة الطائف اصبح قميصا‏,‏ والآن في واقع الامر هناك رؤي سياسية يعبر عنها اطرافها بطريقة مختلفة ويعتبرون ان الطائف يتحمل حسب تفسيرهم هذه الرؤية السياسية‏,‏ وهناك من يري ان لبنان يجب ان يغلق ملف الصراع مع العدو الإسرائيلي وهذا يستتبع ألا يبقي لبنان في المواجهة‏‏

ويوجد في المقابل من يؤمن بأن الصراع مازال قائما وان لبنان معني بهذا الصراع‏,‏ وبالتالي لايمكن إغلاق هذا الملف‏,‏ ولهذا الامر مستلزمات‏,‏ اصحاب الطرح الاول يرون ان سوريا عبء والمقاومة عبء‏,‏ ودخول الجيش الي الجنوب ضرورة لحماية امن اسرائيل‏,‏ الطرف الثاني يعتبر ان سوريا دعامة في المواجهة‏,‏ وان المقاومة اساس في الدفاع عن لبنان وفي إبقاء حالة الممانعة قائمة‏,‏ وبالتالي لامعني لدخول الجيش الي الجنوب لانه ينسق مع المقاومة وليست له وظيفة في الدفاع عن اسرائيل‏,‏ اذن نحن امام خلافات حادة في طريقة التفسير لها علاقة بالخلفية السياسية وليس لها علاقة بنص اتفاق الطائف‏.‏‏

‏*‏ ولكن هناك نصوصا محددة في الاتفاق مثل الغاء الطائفية السياسية و نزع سلاح المليشيات و انتشار الجيش في الجنوب‏

ـ حزب الله يؤيد البدء في البحث لإلغاء الطائفية السياسية ويعتبر ان البند الموجود في اتفاق الطائف بانشاء الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية‏,‏ برئاسة رئيس الجمهورية وعضوية اشخاص يتم اختيارهم من الطوائف المختلفة‏,‏ أمر يمكن تحقيقه‏,‏ اذ من الافضل ان تتشكل هذه الهيئة ويبدأ النقاش بين اللبنانيين ولوطال هذا النقاش‏,‏ لكن ان يكون هناك فيتو مسبق علي اصل تشكيل هذه الهيئة وعلي اصل انعقاد هذه الهيئة فهذه مشكلة حقيقية‏,‏ انا افهم الهواجس التي يطلقها البعض من المسيحيين‏,‏ والذين يعتبرون ان إلغاء الطائفية السياسية سيؤدي الي تغليب العدد الاسلامي علي العدد المسيحي علي قاعدة عدم وجود حصة خاصة للمسيحيين في اطار إلغاء الطائفية السياسية‏‏

ولكن اقول لا داعي لهذا التخوف عندما يتم النقاش الموضوعي تؤخذ الهواجس بعين الاعتبار‏,‏ ونري الطريقة العملية لإخراج هذا الموضوع‏,‏ اذ لايعقل ان تكون هناك وظائف مخصصة لطائفة دون أخري‏,‏ ولا يعقل ايضا ألا تكون الكفاءة محل تقدير في مستويات مختلفة من العمل في الشئون العامة بصرف النظر عن الانتماء الطائفي‏,‏ لكن يمكن المحافظة علي عدد متساو في المجلس النيابي‏,‏ مثلا يمكن الاخذ بعين الاعتبار في مسائل اخري‏,‏ الا ان منع النقاش ليس صحيحا‏,‏ اصبحنا في زمن نشعر فيه بأن الحق لبعض الاشخاص ان يتسلم مراكز معينة لانهم من طائفة وهي مراكز ممنوعة علي طوائف اخري يشكل اجحافا حقيقيا ولا يعطي الحماية الحقيقية التي يتحدثون عنها‏,‏ فنحن كحزب مع البدء بمشروع إلغاء الطائفية السياسية‏,‏ وكان يجب البدء بهذا منذ عام‏1992‏ أي عند تشكيل أول مجلس نيابي منتخب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين‏.‏‏

‏*‏ وسحب سلاح الميليشيات؟‏

ـ هذا البند نفذته الدولة اللبنانية وتم سحب سلاح المليشيات كافة‏,‏ وبالنسبة لحزب الله هو ليس ميليشيا‏,‏ هو في الواقع مقاومة للاحتلال بتنسيق مع الدولة اللبنانية‏,‏ وقد ذكر في الطائف ان الدولة اللبنانية يحق لها ان تسترد أراضيها بجميع الاشكال‏,‏ وهذا شكل من اشكال الحق الذي لايلقي علي الدولة بتبعات ومسئوليات‏,‏ وفي آن معا يعطيها حرية المناورة والحركة والاستفادة من المقاومة لمواجهة المشروع الاسرائيلي‏,‏ خاصة في ظل عدم وجود تكافؤ في القوة العسكرية بين لبنان واسرائيل‏,‏ وكذلك عدم وجود التكافؤ السياسي ايضا بسبب الدعم الدولي لإسرائيل خاصة الامريكي في مقابل الواقع اللبناني‏,‏ إذن بند الميليشيا قد نفذ ولا علاقة لحزب الله كمقاومة بهذا البند‏.‏‏

‏*‏ وانتشار الجيش في الجنوب؟‏

ـ ان الامن الداخلي في لبنان هو بالواقع في يد الجيش اللبناني‏,‏ والاكثر من هذا في المنطقة المحررة بجنوب لبنان‏,‏ الأمن هناك ايضا بيد القوي الامنية اللبنانية‏,‏ واذ اختلف شخص مع شخص آخر فان الدرك والشرطة هم الذين يبادرون الي القيام بمحاضر الضبط والسجن والاجراءات القانونية الكاملة‏,‏ أي ان المقاومة في اماكن وجودها في الجنوب لاتتعامل مع امن المواطنين‏,‏ وليس لها علاقة بشئون الدولة الامنية والقضائية والسياسية وماشابه‏,‏ من هنا ان يكون الجيش اللبناني منتشرا في الاراضي اللبنانية كافة من اجل ان يحمي امن المواطنين مع الدرك والشرطة‏,‏ فهذا امر متحقق عمليا ولا يوجد اي طرف لبناني عنده خصوصية في هذا الامر‏,‏ اي لاتوجد مربعات امنية او اماكن خارج سلطة الدولة‏.‏‏

‏*‏ ولماذا لم يتم تقسيم لبنان الي محافظات من جديد كما يقول الطائف؟‏

ـ هذا امر ناقشوه كثيرا في المجلس النيابي تحت عنوان اللامركزية الإدارية واعادة توزيع المحافظات لكن وقعنا في مشكلة الحسابات الطائفية التي بدأت ولم تنته‏,‏ من هنا نحتاج الي سرعة في مناقشة هذا الموضوع لكي يقسم لبنان كافة الي محافظات بشكل موضوعي ينسجم مع امكانية ادارته بطريقة عصرية لأنه توجد بيروقراطية في الادارة وخلل كبير بسبب التقسيم الحالي وهذا ما أراد معالجته دستور الطائف‏.‏‏

‏*‏ هل اصبحتم فزاعة أو ذراع سوريا في مواجهة المعارضة اللبنانية كما يقول البعض؟‏

ـ حزب الله له تجربة طويلة منذ سنة‏1982‏ حتي الآن‏,‏ يعني اصبح يملك من العمر‏23‏ عاما ومر خلال هذه الفترة بمحن وصعوبات كثيرة قدم من خلالها تجربة واضحة اصبح بإمكان كل مراقب ان يقرأها بدقة وان يفهم طبيعة العمل وعقلية هذا الحزب في ادارة شئونه‏,‏ هذا الحزب اتخذ اتجاها مقاوما ولم يستخدم السلاح في الداخل‏,‏ أي لم يفرض آراءه السياسية أوقناعاته علي احد بقوة السلاح وانما تشكلت حكومات عديدة في لبنان منذ سنة‏1992‏ حتي الآن وكان الحزب يحرم من الوظائف ويعاني الكثير من ضغط السلطة ومع ذلك لم يرفع مرة واحدة سلاحا رغم امتلاكه لهذا السلاح‏,‏ في وجه السلطة‏,‏ لأنه يعتبر ان الادارة السياسية الداخلية يجب ان تكون محكومة بقواعد القانون والاعتراض السياسي والشعبي دون اللجوء الي السلاح‏ وان السلاح اذا تحول من المقاومة الي الداخل تحول الي سلاح فتنة بين اللبنانيين وهذا مالا نقبله‏‏

اذن هذه التجربة موجودة امامنا أضف الي ذلك نحن كنا نقوم بعملياتنا المختلفة ضد اسرائيل دون ايعاز أوتشاور مع أحد‏,‏ وكان الاخوة السوريون يكتشفون العملية أو الاجراءات الميدانية التي نقوم بها ضد اسرائيل كغيرهم تماما‏,‏ نحن لانأخذ اذنا عندما نقوم بعمليات ضد العدو الاسرائيلي لأننا ندافع عن أرضنا وهذا حق طبيعي‏,‏ سواء كنا متفقين مع الاخوة السوريين في الاستراتيجية ومتفقين في الرؤية حول خطورة الموقف وضرورة المواجهة حول تأييد المقاومة‏,‏ ودعم المقاومة وحول التعاون المشترك بين لبنان وسوريا‏,‏ وهذا لا يعني ان الحزب يدار من قبل سوريا ولانقبل ان يكون كذلك‏,‏ وهم يعلمون هذا الامر وليس لهم أي مطلب آخر خارج هذا الاتجاه‏,‏‏

بل كما تلاحظ من الاداء السياسي اللبناني الكل يعلم حرية الحركة التي يملكها حزب الله في اتخاذ القرار السياسي الذي يعجبه ويريده ويقتنع به بحرية كاملة وواضحة‏,‏ من هنا ان نتهم اننا ادوات عند سوريا هذا يعتبر ظلما‏,‏ ولا يمكن ان نضحي بشبابنا وشهدائنا ويقدمون هذه العطاءات الكبيرة ثم ندار من قبل أي جهاز او أي طرف أوأي جهة‏.‏‏

‏*‏ لماذا لايشمل خروج القوات الاجنبية من لبنان الحرس الثوري الايراني؟‏

ـ لايوجد حرس ثوري ايراني في لبنان‏,‏ نعم كان هذا الحرس موجودا في سنة‏1982,‏ عندما حدث الاجتياح الاسرائيلي‏,‏ وامام الرأي العام العالمي كان هذا الحرس موجودا‏,‏ فقد ارسله الامام الخميني عن طريق سوريا ليدخل الي لبنان لمساندة لبنان ومقاومة لبنان وتدريب من يرغب لمقاومة اسرائيل‏,‏ وهذا جزء من الدعم الايراني للبنان وسوريا لمقاومة المحتل الاسرائيلي‏,‏ لكن منذ اكثر من عشر سنوات علي ماأذكر لم يعد هناك حرس ثوري في لبنان‏,‏‏

فقد خرجوا بالكامل أولا لأنهم يعتبرون ان مهتهم قد انتهت فقد دربوا وعملوا بما عليهم‏,‏ ثانيا لأن الظروف السياسية تغيرت في البلد‏,‏ ثالثا لأن اتفاق الطائف انعقد سنة‏1989‏ واصبحت هناك ترتيبات في لبنان لم تعد تتحمل وجود الحرس الثوري‏,‏ رابعا لان اللبنانيين اكتفوا والحمدلله وعندهم من الخبرات والقدرات لمواجهة المحتل بما لا يحتاجون معه الي وجود اشخاص داخل البلد بشكل مباشر‏,‏ وخامسا نحن حريصون كحزب الله علي ان يكون تعبيرنا المقاوم تعبيرا محليا بالكامل لننسجم مع خصوصية الوضع اللبناني‏,‏ وتأكد لولا ان مقاومتنا الاسلامية هي مقاومة لبنانية بالكامل لقامت الدنيا ولم تقعد علينا في لبنان نظرا للارباك الطائفي الذي يسبب الكثير من المشاكل في مثل هذه الحالات‏.‏‏

‏*‏ هل نزل حزب الله بحشوده الي الشارع ليثبت للمعارضة انه يستطيع السيطرة علي ملعبها الرئيسي؟‏

ـ اولا نحن نرفض ان يفسر تحركنا الشعبي بأنه ردة فعل علي تحرك الآخرين‏,‏ لأن هذا التحرك الشعبي له أهداف ليس من بينها ان نقف في وجه المعارضة انما من اهدافه ان نؤكد قناعتنا وبرنامجنا السياسي‏,‏ ونحن نعتبر ان التظاهر شكل من اشكال التعبير القوي والفعال‏,‏ فعندما نريد ان نرفض القرار‏1559‏ الذي يحاول ان يتحكم في شئون لبنان‏,‏ يجب ان نقول لامريكا ولفرنسا وللعالم انظروا الي الشارع هاهي الجماهير تقول رأيها وترفض‏,‏ فاذا اعتبرتم تدخلكم في لبنان من اجل الشعب‏,‏ الشعب في لبنان يقول لكم لانريد ان تتدخلوا‏,‏ اذن هذا شكل من اشكال التعبير السياسي السلمي الذي يوصل الصوت الي آخرين‏,‏ ويعبر عن ان شعب لبنان لايقبل التدخل الدولي‏,‏ وشعب لبنان يشكر لسوريا اداءها وشعب لبنان عنده تطلعات في ان يمد‏,‏ اليد الي بعضه البعض من دون عوامل خارجية تؤثر علي علاقات اللبنانيين مع بعضهم بعضا‏,‏‏

هذه رسائل نريد ان نرسلها ونكرسها من خلال ادائنا وحزب الله من اللحظة الاولي في الخلاف الذي نشأ بين الموالاة والمعارضة اعلن بوضوح انه ليس مع الموالاة وليس مع المعارضة‏,‏ نحن لسنا جزءا من الحكومة لكن عندما ايدنا الحكومة في بعض المواقف أيدناها لمواقف معينة ولم نؤيدها بالكامل لها‏,‏ لأن لنا مؤاخذات عليها وايدناها للمشروع السياسي ولم نؤيدها لتفاصيل الاداء اليومية التي فيها الكثير من الشوائب والاخطاء‏,‏ لكن بعد ان وصل البلد الي هذه المرحلة وخاصة بعد الاغتيال الصارخ والكبير للشهيد رفيق الحريري لابد ان يجد اللبنانيون قواسم مشتركة للتعامل فيما بينهم‏,‏ والا اذا بقينا بالتراشق الموجود حاليا علي المستوي السياسي والاعلامي والشعبي‏,‏‏

فان الامور ستبقي في طريق مسدود وستؤدي الي خسائر كبيرة علي الجميع‏,‏ هنا تصدي حزب الله لفتح الحوار ومنذ اللحظة الاولي قلنا اننا مع الحوار‏,‏ وبالفعل تلقف المعارضون هذا الامر بالرغبة في الحوار مع حزب الله‏,‏ لكن نحن نقول لهم بوضوح وبصراحة حزب الله يمثل فريقا لبنانيا ولا يمثل جميع اللبنانيين فلو خضنا حوارا مع المعارضة فهذا يعني اننا نخطو خطوة الي الامام لكن لانمثل كل الخطوات اللازمة والمناسبة للحوار‏,‏ يجب ان يكون الحوار ايضا مع الاطراف اللبنانية الاخري‏.‏‏

‏*‏ هل هناك آلية معينة لديكم للوصول الي حوار شامل بين جميع اللبنانيين؟‏

ـ نحن طرحنا مجموعة من الأفكار حول الآلية منها مثلا انه توجد لجنة للقاء عين التينة الذي يمثل السلطة وبعض القوي المتفقة معها في توجهاتها السياسية العامة‏,‏ واقترحنا علي المعارضة ان تشكل لجنة منها‏,‏ وتجلس اللجنتان مع بعضهما ومن خلال النقاش والحوار يستكملون الحوار بدعوة اطراف اخري ليست موجودة في اللجنتين ثم يوضع جدول اعمال ونبدأ نقاشا لكل الموضوعات لحين الوصول الي نتائج‏,‏ ويمكن ان تتوصل النقاشات الي آلية أخري‏,‏ نحن لا نريد ان تتوصل النقاشات سلفا الي آلية معينة‏,‏ قلنا لهم أي طريقة تحبون البدء بها‏,‏ المهم ان نصل الي الهدف‏,‏ وهو ضرورة الحوار الشامل والجامع بدون استبعاد أحد‏.‏‏

‏*‏ هل التشنج الحالي في الشارع لدي القوي السياسية سببه اقتراب موعد الانتخابات النيابية؟‏

ـ الكل وضع امامه محطة الانتخابات كمحطة اساسية‏,‏ لأن المجلس النيابي القادم سيقرر شكل الحكم في البلد لمدة أربع سنوات‏,‏ فلو افترضنا ان المعارضة هي التي ربحت الانتخابات بالأغلبية فهي ستطرح طريقة الحكم ومشاريعها بشكل دستوري‏,‏ كذلك اذا ربح الطرف الآخر فسيحاول الحفاظ علي بعض الثوابت التي يؤمن بها‏,‏ واعتقد ان كل الضغوط التي تحدث حاليا وتجييش الشارع واستقدام الحالة الدولية كمناصر للوضع الداخلي له علاقة بالتأثير علي مزاج الشعب اللبناني من اجل ان تتكون لديه قناعات تساعد علي تسهيل نجاح افراد‏,‏ والتأثير في واقع الانتخابات النيابية‏

‏*‏ هل يمكن ان يكون الحل في تأجيل الانتخابات؟‏

ـ اذا لم تتمكن الحكومة الجديدة من القيام ببعض المستلزمات الخاصة بقانون الانتخابات ومناقشته في المجلس النيابي ستكون المهل الدستورية حاكمة‏,‏ ولابد من التأجيل ونحن نؤيد اجراء الانتخابات في وقتها‏,‏ ونعتبر ان الاحتكام للشعب هو افضل طرق‏.‏‏

‏*‏ حققتم تقدما في الانتخابات البلدية الأخيرة علي حساب حركة أمل هل تتوقعون ان يستمر ذلك في الانتخابات النيابية‏.‏‏

ـ في الانتخابات البلدية كنا علي خلاف مع حركة أمل‏,‏ وبالتالي خضنا الانتخابات بلوائح متنافسة وحصد الحزب نتائج كبيرة في هذا الشأن لكن في الانتخابات النيابية القادمة لم نحسم بعد كيفية التعامل معها‏,‏ وننتظر انجاز قانون الانتخابات لنعرف علي أي اساس سنخوضها ونبني التحالفات المناسبة‏,‏ وأتوقع ان يكون هناك تعاون مع حركة أمل لكن ماهو حجمه لانعرف بعد‏.‏‏

‏*‏ متي سيتحول حزب الله الي حزب سياسي؟‏

ـ للتوضيح حزب الله هوحزب عقائدي جهادي سياسي بكل ما للكلمة من معني‏,‏ أي ليس هناك حاجة ان يتحول من حزب جهادي الي حزب سياسي‏,‏ لأنه يمارس السياسة بشكل واسع‏,‏ فهو موجود في المجلس النيابي والبلديات وهو جزء من تركيبة الواقع السياسي اللبناني وحضور حزب الله الشعبي والسياسي حضور مميز لكن من يتحدث عن تحويل الحزب الي حزب سياسي يقصد أمرا آخر يقصد ان يتخلي حزب الله عن المقاومة مقابل ان يتم منحه مكاسب سياسية علي الساحة الداخلية ومساعدات اجنبية لتقوية مؤسساته المختلفة التعليمية والعمرانية والصحية وماشابه لكن نحن نقول دائما اننا اصحاب مشروع وخط مقاوم ولايمكن اغراؤنا للتخلي عن اهدافنا‏.‏‏

‏*‏ و متي تشاركون في أي حكومة؟‏

ـ عندما تكون وجهة نظرنا فاعلة‏,‏ ونكون فيها مؤثرين لكن اذا كنا من ركاب بوسطة‏(‏ حافلة‏)‏ الحكومة ولانستطيع ان نؤثر في صياغة ايجابية لمصلحة البلد فلن نشارك‏,‏ ويبدو ان الاصل هو عدم المشاركة في الحكومة والمشاركة تحتاج الي مقدمات كثيرة‏.‏‏

‏*‏ من يسمع تصريحات القيادات اللبنانية الآن يتصور ان لبنان لا يستطيع العيش بدون وصاية خارجية لماذا؟‏

المشكلة ان لبنان بحكم موقعه الجغرافي وتنوعه الطائفي لابد ان يكون محل طمع من ناحية ومحل حاجة من ناحية أخري ولذا نقول دائما في هذه المرحلة علي الاقل كما نري الخريطة الموجودة امامنا اما ان يكون لبنان مع اسرائيل واما ان يكون مع سوريا ولا يستطيع ان يكون خارجا عن تأثير أحد الاتجاهين‏,‏ لذا نقول ان الافضل والانسب للبنان ان نكون مع سوريا لا مع اسرائيل هذا عدا عن رغبة بعض الطوائف بأن تتقوي بالخارج فتشعر انها اذا مدت يدها الي دول أجنبية ستتقوي علي طوائف أخري في البلد وتؤثر علي المعادلة السياسية‏,‏ وهذه مشكلة كبري في لبنان‏.‏‏

‏*‏ من وجهة نظر حزب الله من قتل الحريري؟‏

ـ عادة يفتش المحققون عن المستفيد‏,‏ ونري من خلال النتائج التي حدثت بعد اغتيال الحريري أن المتضرر الأكبر كان سوريا والمستفيد الاكبر امريكا واسرائيل لأن حجم التدخل الدولي الذي حدث في لبنان بحجة حادثة الاغتيال كان كبيرا واسرائيل تتحرك وتتحدث عن محاولة استيعاب الوضع اللبناني بعد الحريري لكن لا نستطيع ان نحسم هذا الأمر إلا اذا توافرت ادلة جنائية كافية وأتمني ان نعرف الحقيقة لأننا قد نكتشف أمورا أخري‏,‏ فاذا تبين ان الشريط الذي اذاعته احدي القنوات عن ابو عدس كان صحيحا وثبت بالادلة ذلك فهذا يعني ان لبنان يدخل علي طريق العراق من حيث طريقة التفجير والاهداف المرسومة‏.‏‏

‏*‏ توقع السيد حسن نصر انسحابا اسرائيليا قريبا من مزارع شبعا هل تملكون معلومات في هذا الموضوع‏

ـ هناك الكثير من الوفود الاجنبية التي تأتي الي لبنان وتناقش بعض المسئولين ومعنا في بعض الحالات وتحاول ان تفهم اذا انسحبت اسرائيل من مزارع شبعا هل ستستمر المقاومة‏,‏ وورد ايضا اخبار ان نقاشا يجري بين الادارة الامريكية واسرائيل للرغبة في الانسحاب من مزارع شبعا لنزع ذريعة المقاومة في لبنان وهناك نقاش آخر في اسرائيل انه يمكن ان يتم الانسحاب الاسرائيلي‏,‏ ويظل سلاح حزب الله مستمرا‏,‏ فالأمر في دائرة النقاش‏,‏ ولانملك معلومات أكيدة عن القرار الذي سيتوصلون اليه‏.‏‏

‏*‏ مشكلة الأيادي الاسرائيلية في لبنان طرحها السيد حسن نصر الله عدة مرات وبرغم ذلك مازالت مستمرة؟‏

ـ الأيادي الاسرائيلية في لبنان تأخذ شكلين‏,‏ أحدهما سياسي والآخر أمني‏,‏ الشكل السياسي مرتبط بالمواقف التي تتناغم تماما مع المشروع الاسرائيلي‏,‏ لكن هذه المواقف يمكن تقسيم أصحابها الي قسمين‏,‏ قسم يعبر عن قناعته لكن تتقاطع هذه القناعة مع المشروع الاسرائيلي‏,‏ وربما يكون معذورا ولا اعلم اذا كان هذا القسم لافتا أوغير لافت لذلك ولانستطيع ان نوجه اليه اصابع الاتهام لان من حقه ان يعبر عن قناعته كمايريد وقسم آخر يعرف تماما انه يصب في النهاية في المشروع الاسرائيلي لكن لايجاهر بهذا الأمر‏,‏ ويدعي بانه خارج هذا الاتجاه‏.‏‏

اما القسم الآخر الذي له علاقة بالمسألة الأمنية فأنت تعلم ان الموضوع الامني هو عمل سري مخابراتي وتعمل الاجهزة الامنية اللبنانية مع الاجهزة السورية وتتعاون المقاومة معهما من اجل ضبط الشبكات المتعاملة مع اسرائيل أو يمكن ان تقوم بتفجيرات معينة‏,‏ وللأسف وجود الواقع اللبناني المتنوع والمفتوح يساعد علي تسلل هذه العناصر الي لبنان بشكل كبير أو بعض العملاء من ميليشيا لحد الذين مازالوا يتعاملون مع اسرائيل‏,‏ لأن طريقة محاكمة الدولة اللبنانية للعملاء السابقين لم تكن طريقة صحيحة‏,‏‏

فمن كان يستحق سجنا لمدة عشرين سنة‏,‏ سجن عشرين شهرا ومن كان يستحق‏5‏ سنوات سجن ثلاثة أشهر مما شجع بعض هؤلاء وشجع آخرين ممن لم يتعاملوا مع اسرائيل ان يتعاملوا في السر‏,‏ ولكي تنكشف مثل هذه الامور نحتاج الي وقت‏,‏ وقد اكتشفت الدولة اللبنانية عددا من الشبكات ووضعت اليد عليهم لكن مازال لبنان مفتوحا اضافة الي بعض الاجانب الذين يأتون بجنسيات اوروبية ويكونون اسرائيليين للقيام بمهمات في لبنان خارج دائرة الرقابة‏.‏‏

‏*‏ هل يصل دعمكم للفصائل الفلسطينية الي حد المشاركة في تخطيط وتنفيذ بعض عملياتها العسكرية؟‏

ـ حزب الله ليس موجودا في فلسطين لا تنظيما ولا أفرادا وعليه نحن نعتبر ان فلسطين تعتمد بالدرجة الأولي علي الشعب الفلسطيني ولا يمكن لأحد ان يحرر أرضا لغيره لكن مانؤمن به كحزب الله هوضرورة دعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح والموقف‏,‏ وكل ما يمكن ان ينشط حركته لتحقيق أهدافه في استعادة أرضه‏,‏ وبالتالي الحزب يدعم في هذا الاتجاه وهويسير خلف الفلسطينيين ويعتبر ان مسئوليته ان يكون بجانبهم‏,‏ ولذلك نحن نقوم بما يمليه علينا ديننا وضميرنا دون ان نتحدث عن تفاصيل هذا الدعم‏.‏‏