رفض نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ربط تحركات رجل الدين اليمني حسين الحوثي بحزب الله مشيراً إلى انه "لا علاقة لنا بالتفاصيل التي تجرى باليمن لا من قريب ولا من بعيد فقط سمعنا عن رفعه لأعلام الحزب من خلال وسائل الإعلام".
وعما تردد مؤخراً لمخطط القذافي لاغتيال الأمير عبدالله قال: نحن نرى أن عمليات الاغتيالات بكل الأحوال غير سليمة وغير صحيحة ولا تعالج الأمور بهذه الطريقة حتى لو كانت هناك خلافات حادة.
وحمّل نعيم قاسم النظام الليبي مسؤولية اختفاء الزعيم الشيعي السيد موسى الصدر قائلاً: "ان لا معلومات جديدة متوفرة لدينا في هذا الشأن منذ الاختفاء".
وعلى صعيد الأزمة في العراق نفى تواجد حزب الله هناك مؤكداً ان ما تردد مؤخراً عن وجود مكاتب وعناصر لنا لا أساس له من الصحة.
وانتقد نعيم قاسم قتل الأجانب المدنيين في العراق معتبراً ذلك إرهاباً إلا انه أيد مقاومة الاحتلال الأمريكي.
واعتبر التواجد السوري في لبنان أمراً مهماً لاعطاء المقاومة دفعة للوقوف ضد المشاريع الإسرائيلية مشدداً ان ذلك جزء لا يتجزأ من المصلحة الوطنية لحماية لبنان من الاحتلال ولتكوين قوات ردع للدفاع عن سوريا.
وقال ان ما يردده بعض اللبنانيين من ان مواصلة المقاومة والتواجد السوري قد يخل بالمصلحة الوطنية مرفوض مشيراً إلى ان من يقول ذلك هو من الحق بالضرر من خلال احضار (إسرائيل) إلى لبنان وكذلك التآمر على القضية الفلسطينية.
ورأى نعيم قاسم ان فترة الاستحقاق الرئاسي في لبنان تتحمل التأخير خشية تسجيل المزايدات والحسابات بين الأطراف اللبنانية.
وحول تعديل الدستور اللبناني بعد ما تردد مؤخراً أوضح نعيم قاسم ان الأفكار المتداولة حالياً غير ناضجة، مشيراً إلى انه عندما تطرح الآليات المعتمدة في المجلس النيابي سيعبر حزب الله عن رأيه.
وفيما يلي نص الحوار:
في البداية.. تقترب فترة الاستحقاق الرئاسي شيئاً فشيئا ما هي رؤية حزب الله لذلك؟
- نحن نعتبر ان فترة الاستحقاق الرئاسي تتحمل تأخيراً في اصدار المواقف بانتظار أن يقترب الموعد أكثر فأكثر، لأن إثارة هذا الموضوع يربك الساحة ويجعل هناك حسابات ومزايدات كثيرة حول المؤيد والمعارض وحول الاختيارات المختلفة، لذا نحن نفضل أن يتأجل هذا الموضوع بحثاً وقراراً من قبلنا إلى ما قبل الاستحقاق بفترة قليلة، حيث يفترض ان تصدر التوجهات تمهيداً لتنفيذ هذا الاستحقاق.
هل أنتم مع تمديد وتجديد الولاية للرئيس لحود.. خصوصاً انه تجمعه علاقة جيدة معكم؟
- انسجاماً مع قرارنا بعدم البت بهذا الموضوع فنحن لم نتخذ موقفاً نهائياً من التمديد أو التجديد، وكما ذكرت في الاجابة على السؤال الأول فإنه مع اقتراب الموعد يمكن عندها أن نحدد بشكل واضح، علماً اننا نقدر الرئيس لحود وهذا أمر يعرفه الجميع، لكن حسم الخيار باتجاه التمديد أو التجديد أمر مؤجل قراره عندنا في أي اتجاه إلى الوقت المناسب.
هناك حديث يدور حول تعديل الدستور كيف تنظرون لذلك؟
- توجد مسألتان: الأولى الحديث عن أصل تعديل الدستور، والثانية ترتبط بسلة تعديلات دستورية تُطرح فيما يتعلق بموقع رئيس الجمهورية ومواقع أخرى منها رئاسة المجلس النيابي حول عدد السنوات وغيرها.
أما بالنسبة للمسألة الأولى ففي المبدأ إذا حصل أن قدم مجموعة من النواب أفكاراً رأوها مناسبة لتعديل الدستور فلاشيء يمنع أن يعدل الدستور وفق الآليات المعتمدة، إذا اقتنع الثلثان من النواب بمثل هذا التعديل، والأمر الثاني له علاقة بسلة التعديلات، نحن لا نعتقد ان سلة التعديلات المقترحة هي سلة ناضجة حتى الآن من أجل أن نبت فيها، عندما نسمع أو نرى أو يُقدم إلينا فكرة واضحة عن التعديلات المطلوبة عندها ندرسها ونقرر إذا كانت ملائمة أم لا ونتخذ موقفاً مناسباً منها، إذاً أصل تعديل الدستور أمر له آلياته ولا شيء يمنع من ذلك لكن هل هناك أفكار تحتاج إلى تعديل أم لا، لا زلنا نسمع كما يسمع الكثيرون أفكاراً تتداولها وسائل الإعلام وتطرح في غير طرقها القانونية المعروفة، وعليه نرى أنها أفكار غير ناضجة حتى الآن إلى حين تُطرح في الآليات المعتمدة في المجلس النيابي فنبدي رأينا بها.
الحالة السياسية في لبنان مرتبطة بتأثيرات قوى خارجية وداخلية.. ألا تخشون أن يكون موضوع الرئاسة عرضة للتجاذب الفئوي والطائفي؟
- لا أعتبر أن مسألة الرئاسة توصل إلى التجاذب الفئوي والطائفي على الأقل بما نشهده من الواقع اللبناني اليومي، نعم توجد آراء وأفكار يطرحها البعض ويعارضها البعض الآخر ويحصل تجاذب في وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي في الحياة السياسية المعتمدة في لبنان، إلا أن هذا الأمر لا يوصل في النهاية إلى مأزق أو إلى أزمة، وإذا وجدنا أن هناك بعض الأزمات التي تنشأ على خلفية الحديث عن الاستحقاق الرئاسي فهي لا ترتبط بالاستحقاق بقدر ما ترتبط بعقلية إدارة البلد وخلافات وجهات النظر بين الرؤساء والمعنيين من أركان السلطة، ولذا نحن رأينا أن المشاكل القائمة بين أهل الحكم هي مزمنة ومستمرة منذ سنوات وسنوات، وعليه الاستحقاق الرئاسي مفردة من المفردات وليس هو المفردة الوحيدة أو الأساسية في هذا الشأن، إلا أنه يبدو بأن الحياة السياسية اللبنانية اعتادت على هذا النمط، وهذا لا يشكل خطراً بمعنى الفئوي أو الطائفي إنما يشكل ارباكاً على مستوى الساحة، لابد أن يعيد اللبنانيون النظر على قاعدة ضرورة مواكبة الاستحقاقات المختلفة بشيء من الموضوعية والدراسات الجدية.
بالرغم من تأكيدات المدعي العام التمييزي والقاضي عضوم في تقرير أحداث حي السلم بالضاحية انها خارج نطاق الحسابات السياسية إلا ان حزب الله ما زال متمسكاً انه المستهدف؟ كيف تردون على ذلك؟
- كل المقدمات التي جرت في احداث الضاحية، والمعطيات والمعلومات التي توفرت لدينا تدل على أن هذه الأحداث لم تكن بنية صادقة، لقد استغل خصوصية الوضع الاجتماعي السيئ ونحن نقدر ذلك تماماً، وحصل أحداث شغب وايذاء لممتلكات العامة، وحرق للدواليب، وقذف بالحجارة أو ما شابه من أعمال كانت موجهة وكانت مدروس ولم تكن اعتباطية ولا عشوائية إلى أن حصل هذا التطور الذي أدى إلى اطلاق النار وكُبرت المشكلة، نحن اعتبرنا أن الحزب مستهدف لعدة اعتبارات:
أولاً: أن الأمر حصل في منطقة معروفة بما للحزب فيها من مكانة ودور وتأثير.
ثانياً: هناك تصرفات كادت أن تنال من سمعة حزب الله في العمل المدني والاجتماعي بسبب الاساءة للتصرفات التي حصلت من البعض لتخريب الممتلكات العامة وما شابه.
ثالثاً: تطور الامر إلى اشكال في داخل المنطقة بحيث اصبحت هناك علامات استفهام حول امكانية التوتر بين الحزب والجيش وهذا خلاف منهجية الحزب ومنهجية الجيش المتفقان تماماً على المواجهة الاسرائيلية وعلى التنسيق الدائم.
إذاً هناك اعتبارات كثيرة ادت إلى الاساءة، وإن استطاع المؤتمر الصحفي لسماحة الأمين العام، وكذلك وعي الشباب من الحزب في كيفية إدارة الامور أن يقلب الطاولة على مسببيها وأن يبعد هذه الاساءات التي كادت أن تلصق بحزب الله أو أن تؤدي إلى مشكلة لحزب الله، نحن نقول بأننا في النتيجة اخمدنا النار التي اوقدها البعض، لكن "لا سمح الله" لو كان هناك نجاح في هذا الامر لكان بلاءً كبيراً.
ترى احزاب وتيارات لبنانية أن حزب الله يلحق الضرر بالمصلحة الوطنية من خلال اخذ الحزب دورا في كثير من القضايا الاقليمية كدعمكم للمقاومة الفلسطينية والتزامكم بدعم سوريا؟
- حزب الله استطاع بدعم من سوريا والجيش اللبناني والدولة اللبنانية والشعب اللبناني أن يحقق انجازاً تاريخياً في طرد اسرائيل من جنوب لبنان والبقاع الغربي وبقيت مزارع شبعا فقط، وهذا الحزب الذي اتخذ طريق المقاومة اعطى معنويات استثنائية للبنان، وايضاً رفع من معنويات المنطقة العربية وخاصة اخواننا الفلسطينيين في امكانية مواجهة المشروع الاسرائيلي وأن النجاحات يمكن أن تحقق ولو بعد حين، وفي الواقع لا يمكن للحزب أن يتغاضى أو أن ينسى طبيعة التدخل الموجود في منطقتنا، فلبنان وسوريا دولتان متجاورتان ولهما مصالح مشتركة ويعتبر الوجود السوري في لبنان جزءا لا يتجزء من مصلحة لبنان في حمايته من المشروع الاسرائيلي ومن مصلحة سوريا في تشكيل درع واق في مواجهة المشروع الاسرئيلي لضرب سوريا وايذائها، إذاً هناك تدخل في المصالح بين لبنان وسوريا ونحن نؤمن بهذا التداخل ، وعليه عندما تكون علاقتنا مع سوريا ممتازة ويوجد تنسيق بيننا وبين سوريا فهذا جزء لا يتجزأ من المصلحة المشتركة وليست خدمة لسوريا على حساب لبنان ولا العكس.
أما بالنسبة للموضوع الفلسطيني فمن الطبيعي أن يكون الخطر الاسرائيلي الموجود في فلسطين والمتكئ على فلسطين هو خطر يشمل لبنان وسوريا والاردن ومصر، والدليل على هذا أن الاحتلال لفلسطين انطلق من أراضي 48وامتد بعد ذلك ليشمل أراضي ال 67ويطال الدول العربية المحيطة: مصر و الاردن وسوريا، وكذلك الاجتياح الذي حصل للبنان سنة 78وبعد ذلك سنة 82إنما حصل على خلفية ايجاد حزام أمني واسع للاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، فالترابط بين لبنان و فلسطين موجود واقعياً وميدانياً وفرضته ظروف منطقية لها علاقة بتوجيهات الاحتلال الاسرائيلي وعدوانيته، فمن الطبيعي أذاً أن نكون متلاحمين ومتعاونين مع الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الخطر الاسرائيلي لأنه خطر يمس لبنان وفلسطين ويمس المنطقة في الواقع، فمن ناحية نحن ندافع عن انفسنا وعن لبنان بمساندتنا للشعب الفلسطيني لأننا نواجه خطراً واحداً، ومن ناحية اخرى هناك واجب علينا كبلدان متجاورة لها تاريخ واحد ومنطلقات واحدة أن نكون مساندين ومؤيدين للشعب الفلسطيني في محنته، لأننا إذا كنا إلى جانبه في هذه المحنة ودعمناه فإن الخطر سيزول عنه وسيزول عن المنطقة بأسرها، فالواجب واجبان: واجب دفاعي له علاقة بنا، و
واجب آخر له علاقة بالتزامات الاخوة والاشقاء مع بعضهم البعض في القضايا المشتركة التي تعصف بهم في منطقتهم، وعليه نحن في هذه الاتجاهات التي نحملها نشكل رصيداً اساسياً لحماية لبنان وليس كما يقول البعض بأننا نلحق الضرر بالمصلحة الوطنية، إن الذين الحقوا الضرر بالمصلحة الوطنية هم الذين احضروا اسرائيل إلى لبنان، هم الذين حاولوا أو يتآمروا على القضية الفلسطينية من خلال دعم خطوات اسرائيل على مستوى المنطقة العربية وفتح الابواب لها من اجل أن تكون مطمئنة على الرغم من احتلالهم وهكذا، أما من حرر واعطى قوة للبنان وجعل حماية من أن يتكرر العدوان بسبب الحسابات المعقدة والخوف من ردود الفعل فهذا الاتجاه يحمي لبنان وينقذه ولا يدخله في قضايا خارج دائرة اهتماماته.
رفع حسين الحوثي أعلام حزب الله.. هل تدعمونه ايضاً؟
ليس لنا معرفة بحسين الحوثي، سمعنا عنه وعن حركته من خلال وسائل الاعلام، وسمعنا ايضاً عن اعلام حزب الله من خلال وسائل الاعلام ايضاً، نحن لم نر مباشرة ولم نتطلع وليس عندنا معرفة بالتفاصيل التي تجري في اليمن، ولا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد.
اعلن مسؤول أمني في الحكومة العراقية انكم متواجدون في العراق بقوة هل هذا صحيح؟ وكيف تنظرون للوضع هناك وهل الذي يحدث مقاومة مشروعة ام انه ارهاب؟
- هذا المسؤول الامني في الحكومة العراقية الذي اختفى وراء خبر صحفي ولم يتجرأ ان يبرز نفسه هو شخص معتد بكل ما للكملة من معنى، وهو لا يملك اي دليل على تواجد لاي عنصر من حزب الله في العراق، ونحن نجزم ان الحزب ليس موجوداً في العراق، وليس له مكتب ولا عناصر ولا متابعة ميدانية للشأن العراقي، فقد أعلنا مراراً وتكراراً بأن اهتمامنا الاساس يرتبط بمواجهة المشروع الاسرائيلي ونحن ندعم الشعب العراقي في حقه في الاستقلال وطرد المحتل لكننا لا نمارس اي دور مادي سواء في المواجهة مع الاحتلال الامريكي او بالتواجد على الارض العراقية وقول هذا المسؤول الامني هو كذب وافتراء واضحان.
اما نظرتنا للوضع في العراق فنحن نعتبر ان الاحتلال يريد ان يستغل الوضع العراقي الى أقصى الحدود، وأن حق العراقيين ان ينالوا استقلالهم فهم لم يتخلصوا من صدام العراقي ليأتيهم صدام الامريكي، وهم لم يرتاحوا من عبء سلطة جائرة ليأتيهم احتلال جائر، ففي القاعدة العامة الشعب العراقي شعب حي وحيوي ومن حقه أن يتحرر من الاحتلال الأمريكي ،أما ما يحدث في العراق من عمليات تفجير، وقتل، فما يرتبط بمواجهة الاحتلال الامريكي هو مقاومة شعب ضد الاحتلال وهذا حق لمن يقاوم في هذا الاتجاه، لكن من يزرع السيارات المفخخة، ويقتل الابرياء من رجال الشرطة او من المدنيين العراقيين او من الموظفين الاجانب او من مراكز الامم المتحدة والمساجد والاماكن العامة فهذا عمل ارهابي بكل ما للكلمة من معنى لانه لا يستهدف الاحتلال وانما يستهدف مشروعا اخر له علاقة بإيذاء العراقيين وقتلهم وهذا يسدي خدمة في الواقع للاحتلال الامريكي لاخافته للعراقيين ورمي بعضهم في احضان الامريكيين اكثر فأكثر ويريح الامريكيين من عملية المواجهة، لذا نحن نرى ان اي قتل للابرياء هو ارهاب بكل ما للكلمة من معنى.
في تصوركم.. كيف تنظرون لمحاولة اغتيال الأمير عبدالله من قبل القذافي؟
- اعتقد ان هذه المسألة قد طويت ولم يعد لها وجود، ولا أعلم اذا كانت المسألة جدية من قبل القذافي او غير جدية، وفي كل الاحوال نحن نرى ان عمليات الاغتيال هي عمليات غير سليمة وغير صحيحة اذ لا تعالج الامور بهذه الطريقة حتى ولو كان هناك خلافات حادة.
وهل الحزب توصل لمعلومات عن السيد موسى الصدر؟
- نحن نعتبر ان ليبيا هي المسؤولة عن اختفاء السيد موسى الصدر، وحتى الان كامل المسؤولية تتوجه الى ليبيا ولم يحصل اي جديد حتى الان وليس هناك معلومات حديثة في هذا الشأن.
فيما يتعلق بالمباحثات حول الاسرى ما هي تطوراتها وهل اقترب التوصل الى اتفاق بتسليم القنطار مقابل جزء من جثة الطيار الاسرائيلي آراد؟
- عندما يتوفر اي جديد فيما يتعلق بالطيار الاسرائيلي آراد او اطلاق سراح القنطار فإن سماحة الامين العام للحزب يعلن الامور الجديدة التي تطرأ، ولا يوجد عندنا شيء الان لنقوله لوسائل الاعلام.