مقابلات

في قناعتي يترشح الرئيس الأسد وينجح لأن له رصيداً شعبياً مهماً في سوريا ومن كل الطوائف وعلى رأسها الطائفة السنية / حديثه مع وكالة رويترز في 9/4/2014

في قناعتي يترشح الرئيس الأسد وينجح لأن له رصيداً شعبياً مهماً في سوريا ومن كل الطوائف وعلى رأسها الطائفة السنية / حديثه مع وكالة رويترز في 9/4/2014
*القناعة الأمريكية الدولية الآن منصبة على ضرورة بقاء الأزمة السورية مفتوحة وليس لديهم قرار جدي بالحل.

قال نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه يتعين على المعارضة السورية وداعميها في بعض الدول العربية والغربية ان يقبلوا بأن الرئيس بشار الاسد سيترشج ويفوز في الإنتخابات المتوقعة هذا العام حتى ولو حققت المعارضة المسلحة بعض المكاسب على الارض.
   الشيخ نعيم قاسم الذي كان قد توقع قبل عامين عدم قدرة المعارضة على الاطاحة بالرئيس بشار الاسد قال خلال استقباله وفدا من وكالة رويترز في مكتبه في الضاحية الجنوبية لبيروت انه بعد ثلاث سنوات من الصراع المدمر ظل الرئيس الاسد محتفظا بتأييد شعبي في سوريا.
    وقال "على الجميع أن يعلم أن سوريا فيها خياران لا ثالث لهما إما أن يبقى الرئيس بشار الاسد رئيسا بإتفاق وتفاهم مع الاطراف الأخرى بطريقة معينة وإما أنه يستحيل أن تكون المعارضة هي البديل أو هي التي تحكم سوريا لأنها غير قادرة ولأنها جربت حظها وفشلت...لذلك الخيار واضح إما التفاهم مع الرئيس الاسد للوصول إلى نتيجة أو إبقاء الأزمة مفتوحة مع غلبة للرئيس الاسد في إدارة البلاد."
    أضاف "يوجد واقع عملي. على الغرب أن يتعامل مع الواقع السوري لا مع أمنياته وأحلامه التي تبين خطأها ولو استمروا في هذه المنهجية عشر سنوات سيبقى الحل هو الحل."
    وكان الشيخ الذي يعتمر عمامة بيضاء ويرتدي جبة بنية اللون يتحدث ببلاغة وطلاقة وينتقي عباراته بعناية ولا تفارق الابتسامة محياه.
   ومن المتوقع على نطاق واسع  أن يرشح الرئيس الأسد نفسه لفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات المقرر اجراؤها في غضون ثلاثة أشهر.
   وقال نائب أمين عام حزب الله "في قناعتي يترشح وينجح لأن له رصيداً شعبياً مهماً في سوريا ومن كل الطوائف وعلى رأسها الطائفة السنية...أنا أرجح أن تحصل الإنتخابات في موعدها وأن يترشح الرئيس الاسد وأن ينجح من دون منافسة."
    وقال ان الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين في حالة فوضى كاملة وليس لديهم سياسة متماسكة حول كيفية التعامل مع سوريا التي اضحت نقطة جذب للمقاتلين المتشددين من مختلف أنحاء العالم.
    وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قال هذا الاسبوع إن الأسد لم يعد يواجه التهديد بإسقاطه وأن دمشق تجاوزت خطر التقسيم بعد ثلاث سنوات على بدء الصراع.
    وفقد الأسد السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال وشرق سوريا وأصبحت خاضعة لسيطرة إسلاميين متشددين وجهاديين أجانب. وساعد مقاتلو حزب الله في تحويل دفة القتال لصالح الرئيس الأسد الذي يبسط سيطرته القوية حاليا على معظم انحاء وسط سوريا حول العاصمة وعلى المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.
      ويحقق الجيش السوري في الحرب التي ادت الى مقتل أكثر من 150 ألف  شخص مكاسب مطردة على طول الطريق البري وكذلك في المناطق المحيطة بدمشق وحلب خلال الشهور المنصرمة ليستعيد زمام المبادرة في الصراع الذي دخل عامه الرابع.
     وتدعم الدول الغربية وبعض الدول العربية وتركيا المعارضة السورية في حين تدعم ايران وروسيا الرئيس بشار الاسد .
     ودعا الشيخ نعيم الى التمييز "بين ترشيح الرئيس الاسد وهو أمر واقع ونجاحه في الانتخابات بسبب الإطار الشعبي المؤيد له بالمجمل وبين إستقرار سوريا السياسي الذي له علاقة بتدخلات الدول الأجنبية وبعض الدول العربية في شؤونها بحيث تمنع حتى الآن من الحل السياسي الشامل."
   وقال "ما لم يحصل حل سياسي شامل في المنطقة بإتفاق الأطراف الداخلية فان وضع الأزمة سيبقى مستمرا حتى ولو حصل بعض التغيير في موازيين القوى وهو الآن يحصل لمصلحة النظام ولو حصل سيطرة إضافية للنظام على مناطق أخرى بحيث أستتب فيها الأمن وسارت فيها الحياة بشكل طبيعي."
    أضاف "لكن سوريا بالمجمل لا يمكن أن تستقر على المستوى السياسي والإجتماعي إذا لم يحصل هناك حل سياسي وإذا لم يتم إنجاز الخطوات التي تؤدي إلى إتفاق ينهي هذه الأزمة."
    وأكد "أن المرحلة الحالية في سوريا وفي المنطقة هي مرحلة إنعدام وزن وعدم وجود حلول سياسية نهائيا. وبحسب آخر المواقف الأمريكية التي تعتبر مؤثرة في هذا الشأن فأمريكا بحالة حيرة. هي من ناحية لا تريد للنظام أن يبقى ومن ناحية أخرى ليست قادرة على ضبط المعارضة التي تمثلها داعش والنصرة. ولذا كان الخيار الأخير أمريكيا هو بقاء الوضع في سوريا في حالة إستنزاف لمرحلة غير محددة بإنتظار تطورات يمكن أن تساعد على إستشراف بعض الحلول إضافة إلى أن الأولوية الأمريكية اليوم هي خارج دائرة منطقة الشرق الأوسط وخاصة في الأزمة السورية.
     بناء عليه أفترض أو أتوقع أن تطول الأزمة السورية في حالة المراوحة بسبب عدم وجود قرار دولي إقليمي بتسهيل الحل السياسي."
    وأشار الى ان "كسر حالة المراوحة لمصلحة الحل السياسي لا يمكن أن تتم بإرادة المعارضة السورية لأنها معارضة مفككة ومشتتة ليس لها برنامج وغير قادرة على أن تحقق تمثيلا مناسبا في مقابل النظام."
    ودعا الدول الخارجية إلى "الكف عن تسعيير الأزمة ومدها بالمال والسلاح وإبقاء الأمور في حالة غليان لمصلحة تشجيع الأطراف على أن يبحثوا عن إجراءات سياسية منطقية قادرة على أن يجلس النظام مع المعارضة ليتفاهموا على حلول يمكن أن تكون محطة لحلول سياسية أوسع وأشمل وبغير هذه الطريق لا أجد حلا."
    وقال نائب أمين عام حزب الله "القناعة الأمريكية الدولية الآن منصبة على ضرورة بقاء الأزمة السورية مفتوحة وليس لديهم قرار جدي بالحل. وبناء عليه فان إستمرار دعم بعض الدول الأقليمية والعربية للمعارضة له علاقة بمحاولة الإستفادة من الوقت الضائع علهم ينتهزون فرصة تستطيع من خلالها المعارضة ان تحصل على شيء. لكن في رأيي هذه إضاعة للوقت وإستنزاف للشعب السوري ومزيد من القتل والتدمير  فحالة المراوحة هي حالة سلبية للشعب السوري وليست حالة إيجابية."
    ولعب مقاتلو حزب الله دورا في دحر المتشددين من حول مزار شيعي قرب دمشق كما انه من شأن السيطرة على يبرود أن تساعد الرئيس الأسد في قطع خط إمداد لقوات المعارضة عبر الحدود من لبنان. وتقع تلك البلدة قرب الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب في الشمال وبساحل البحر المتوسط في الغرب حيث تتركز الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
    وقال الشيخ نعيم انه على الرغم من تحقيق نصر كبير غير انه من السابق لاوانه الحديث عن انسحاب حزب الله.
    وقال "نحن موجودون في سوريا حيث يجب أن نكون...وبالتالي كل الدعايات التي تتحدث عن وجودنا في كل مكان وفي كل بقعة هي دعايات غير صحيحة. نحن نعلم أين نتواجد وما هو الأمر الذي يؤدي إلى حماية ظهر المقاومة وخط المقاومة وهذا هو العنوان الأساسي في التعاطي مع الملف السوري. "
    أضاف "إلى الآن نعتبر أن وجودنا في سوريا ضروري وأساسي أما متى يتغير هذا الظرف فهذا أمر ميداني سياسي يتطلب قراءة ومراجعة في المستقبل من أجل أن نحدد صيغة أخرى إذا كنا سننتقل اليها. اما إذا بقينا على وضعنا وكانت الظروف متشابهة فنحن حيث يجب أن نكون."
   وأشار الى ان معارك القلمون سارت "بإنسياب وهدوء وراحة وتكتكة ما يدل بأن الأمور ليست معقدة وإنما فيها يسر وفيها شيء من التخطيط الدقيق الذي يساعد على تقليل الخسائر وإيصال النتيجة وهي ضرورة أن لا يفكروا بسلوك الطريق العسكري للوصول إلى الحلول المطلوبة. أن يفكروا في الطريق السياسي وأن يبذلوا له فهذا أنفع وأربح."
    وأذكىالصراع في سوريا التوتر بين السنة والشيعة في لبنان وفي انحاء العالم العربي. وينتمي معظم مقاتلي المعارضة في سوريا للسنة في حين أن الأسد من الطائفة العلوية المحسوبة على الشيعة.
     وأعلنت جماعات سنية متشددة المسؤولية عن تفجيرات سيارات ملغومة استهدفت الضاحية الجنوبية ببيروت وهي معقل حزب الله كما سقطت صواريخ على بلدات شيعية وسنية في سهل البقاع. وساهمت الاجراءات الامنية التي قام بها الجيش والاجهزة الامنية بمساعدة حزب الله على التخفيف من هذه الانفجارات.
    وقال الشيخ قاسم "العمل في مواجهة الانتحاريين والسيارات المفخخة كان عملا جيدا إذ إنه تشعب لجوانب عدة. الجانب الأول هو الجانب السياسي الذي فيه إبراز لحقيقة الخطر والمشكلة ومنبوذية هؤلاء. الجانب الثاني هو العمل الأمني الذي كشف معاقلهم وقبض على بعض المرتكبين. الجانب الثالث الإجراءات التي أتخدت من خلال الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالحواجز المختلفة التي ضيقت على الحركة. الجانب الرابع هو معركة يبرود وما أحاط بها لأن يبرود كانت مركز الثقل في تصدير السيارات المفخخة بسبب الكراجات والمصانع المخصصة لهذا الأمر. ونستطيع القول أن يبرود هي مركز الإدارة والإنطلاق."
    أضاف "عندما تشابكت هذه العوامل الأربعة أدى هذا إلى إضعاف كبير لجماعة القاعدة ومن معها وبالتالي تراجعت العمليات بنسبة كبيرة جدا ونعتقد أن الوضع تحسن في هذا الإطار بنسبة كبيرة جدا وان كان يجب ان نبقى منتبهين وحذرين وان يتابع هذا الملف بنفس الحيوية كي لا يكون لهم منفذ لإستغلال أي ثغرة. وإلا النتائج واضحة من خلال الواقع الميداني."
    وعن المواجهة مع اسرائيل قال الشيخ قاسم " قتال إسرائيل يكون بأن نكون على جهوزية كاملة لنحرر في الوقت المناسب وندافع في الوقت المناسب ونردع في الوقت المناسب ونبقي المعادلة مع إسرائيل قائمة حتى لا تتجاوز حدودها وهذا أمر حاصل حاليا"
     وآخر حادثة عندما أطلقت إسرائيل صواريخها على الحدود اللبنانية السورية في منطقة جنتا على نقطة لحزب الله تم الرد المناسب الذي جعل إسرائيل تدرك تماما بأنها قد تدخل في مشكلة كبيرة إذا أرادت أن تقوم بهذا النوع من الإعتداءات.
    وكان نصر الله أعلن أمس الاثنين الله المسؤولية عن تفجير استهدف دورية إسرائيلية على الحدود في مارس آذار قائلا إن الهجوم ردا على غارة جوية إسرائيلية على هدف تابع للحزب على الحدود السورية اللبنانية قبل شهر.