محاضرات

الشيخ نعيم قاسم : إيران ستنتصر بمسألة العقوبات كما انتصرت في المعارك الماضية

الشيخ نعيم قاسم : إيران ستنتصر بمسألة العقوبات كما انتصرت في المعارك الماضية
كلمة سماحة نائب أمين عام حزب الله العلامة الشيخ نعيم قاسم بمناسبة ذكرى أربعين انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وذكرى القادة الشهداء، خلال ندوة أقامها تجمع العلماء المسلمين في 2019/2/19 :

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين.

السلام عليكم أيها العلماء ورحمة الله تعالى وبركاته.

أرغب أن أعبر عن سروري بلقاء الأخوة الأعزاء العلماء في تجمع العلماء المسلمين لأنهم يشكلون رمزاً للوحدة والأصالة ويحمِّلون الأمة وعلمائها مسؤولية هذا الاتجاه الوحدوي الخالص الذي به ننتصر وبه نحقق مرضاة الله تعالى، فتحية إلى الأخوة العلماء الأعزاء وإن شاء الله من توفيق إلى توفيق في بقاء هذه الراية الوحدوية التوحيدية مرفوعة دائما بإذن الله تعالى.

أبدأ مع انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران كحدث استراتيجي غيَّر وضع المنطقة من 40 سنة حتى الآن وكل ما نراه من تغيرات واصطفافات وحروب ونجاحات واخفاقات للمحاور المختلفة هو من تأثيرات نجاح الثورة الإسلامية المباركة في إيران وإقامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام روح الله الخميني قدس الله روحه الشريفة. هذه الثورة الإسلامية حققت أربعة عوامل أساسية كبرى هي العوامل المؤثرة في التغيير الذي حصل وهي العوامل التي يمكن أن نتكئ عليها لتحقيق الإنجازات والانتصارات المتتالية:

العامل الأول: أعادت الثورة الإسلامية الإيرانية الحياة للإسلام المحمدي الأصيل بعد أن أُبعد عن مسرح الحياة لعشرات السنين إبتداءً من مطلع القرن العشرين بعد الحرب العالمية الأولى وأيضاً في مواجهة الانحرافات التي حصلت قبل مئات السنين في الفترات السابقة وأعطت صورة عن الإسلام تختلف عن الصورة التي أوجدتها الثورة الإسلامية المباركة في إيران، نعم نستطيع أن نقول أن الإسلام عاد إلى الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وعلى مستوى المنطقة والعالم بعد أن غُيِّب عن مسرح الحياة بشكل عام وهذا إنجاز كبير، إنجاز أوجد حالة من الصراع وأوجد أيضاً نموذجاً بدأت الأطراف المختلفة تواجهه لتسقطه كي لا يكون قادراً على التعبير عن نفسه. لكن الحمد لله تعالى نجح هذا النموذج وصمد لمدة 40 سنة وإن شاء الله يستمر في الصمود.

العامل الثاني: برزت القيادة الحكيمة المتمثلة بالإمام الخميني قدس الله روحه الشريف، ونحن كمسلمين بحاجة إلى قيادة، لو كان إرسال الرسالة تنفع من دون رسول لأرسل الله تعالى لنا الكتب السماوية من دون الرسل ولكن لا بد من إسلام صامت وإسلام ناطق، لابد من الكتاب ولابد من النبي من أجل أن يترجم هذا الكتاب عملياً وبعده الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. فإذاً نحن بحاجة إلى قائد من أجل أن تتوحد الأمة، من أجل أن ترجع إليه، من أجل أن تعرف تكليفها الشرعي. وبكل صراحة مرت علينا فترات كنا في حالة ضياع لأن القادة كثر أو مدعو القيادة كثر وبعض القادة الذين يملكون أهلية كانت دائرة تأثيرهم ضيقة جداً، جاء الإمام الخميني قدس الله روحه وأستطاع أن يكون القائد الذي مد تأثيره على امتداد العالم الإسلامي فكان القائد المؤثر الذي يعتبر من العوامل المهمة لحياتنا.

الأمر الثالث: استثمار طاقات الأمة، كان معروفاً عن الإمام الخميني (قدس الله روحه) أنه يثق بالشعب الإيراني ويثق بالشعوب، كانوا يناقشونه أحياناً يقولون للإمام أنه إذا قلنا للناس أن تتظاهروا وهناك منع تجول ممكن أن يقتلونهم وبالتالي الناس لن تتجاوب، كان يقول ادعوا الناس وأنا أثق أن الناس سينزلون إلى الشوارع، لاحظنا أنه بكل المراحل ساعة استفتاء على الجمهورية الإسلامية ، كل الوقت استفتاء  من خلال التظاهرات، إلى هذا الوقت التظاهرات التي تنزل في إيران بانتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي محطات مختلفة تبين كم هو إقبال الشعب وتأييده لهذه الثورة،كان هناك ثقة بهذا الشعب، الثورة الإسلامية استثمرت طاقات الأمة وأثبتت للعالم أن المشكلة ليست من الناس، المشكلة في مكان آخر، المشكلة تارة بعدم وضوح القيادة وتارة عدم وضوح الخط الذي يسير عليه الناس، لكن إذا هذا توفر، وهذا توفر في الجمهورية الإسلامية من ناحية إعادة الإسلام إلى الحياة ومن ناحية وجود القيادة تبين أن الشعب أستطاع أن يقدم الكثير.

العامل الرابع: وهو نتيجة العوامل الثلاثة استطاعت الثورة الإسلامية المباركة في إيران أن تحدد بوصلة الخيارات الصحيحة، لأنه لو كان الواحد لا يعرف ما هو الهدف الذي سيصل له أو كان هدفه خاطئ سوف تكون نتائجه نتائج خاطئة، الثورة الإسلامية ميزتها أنها من اللحظة الأولى حددت الخيارات الأساسية لتطبع كل النتائج السياسية لحياة الأمة والتي لخصتها بثلاثة عناوين. بوصلة الخيارات الصحيحة تمركزت على ثلاثة أعمدة:

 العامود الأول: فلسطين، وتحرير فلسطين وجمع المسلمين على كلمة واحدة حول وجوب تحرير فلسطين، هذا أول اتجاه.

ثانياً: الوحدة الإسلامية بين السنة والشيعة وكل المذاهب الإسلامية على قاعدة أننا بالوحدة نستطيع أن ننتصر "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ " ونكون بذلك قد استفدنا من كل هذه الطاقات.

والعنوان الثالث: الدعوة إلى الاستقلال ورفض التبعية، لا شرقية ولا غربية، بالموقف، بالسياسة بالعمل، بكل الاتجاهات.

إذاً لاحظوا معي إذا وضعنا أمامنا الأعمدة الثلاثة، فلسطين، الوحدة، الاستقلال، كل المواقف التفصيلية في كل القضايا التي تواجهها أمتنا إذا خضعت لهذه الأعمدة الثلاثة ستكون في المسار الصحيح، وبالتالي سنصل لنحقق الأهداف المشروعة للإسلام والمسلمين ولحاجات شعوب منطقتنا.

هذه العوامل والأعمدة التي حققتها الثورة الإسلامية المباركة كانت محل خطر بالنسبة للنظام العالمي، والاتجاهات المنحرفة والاتجاهات الغربية والشرقية البعيدة عن هذه العناوين، بل والمخالفة لهذه العناوين، لذلك لاحظنا أن الهجمة العالمية حصلت على إيران من بداية تأسيس الجمهورية الإسلامية يعني لم ترتاح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من أول الأشهر بدأ الكلام عن عقوبات وكانوا يعملون بالعقوبات وبعد مرور عدة أشهر بدأت الحرب العراقية- العالمية على إيران، لأنه في الحقيقة حرب العراق لم تكن من خلال العراق فقط، العراق كان أداة لكن الأموال من دول الخليج، أحسن أسلحة متطورة من دول العالم، من فرنسا إلى بريطانيا إلى أمريكا، إلى روسيا، لم يبقَ بلد في العالم لديه أسلحة متطورة إلا وقدَّم الأسلحة، كل جهة كانت تعطي أفضل ما عندها لمصلحة العدوان على إيران، وأنتم تعرفون بأن الثورة عندما بدأت كانت تحتاج إلى إمكانات وتنظيم وإدارة، كل هذا كانت تواجهه الثورة واستطاعوا الوقوف والصمود في هذه الحرب لمدة 8 سنوات. ما هو الهدف؟ إسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الهدف إعادة نظام الشاه أو ما يشابهه، الهدف منع الإسلام الأصيل من أن يكون له محل في الحياة، واضح بأن الهدف من العناوين الثلاثة يجب أن لا تتحقق، لا فلسطين ولا الوحدة ولا الاستقلال. وبالتالي كان المطلوب أن تسقط هذه التجربة في مهدها. والحمد لله استطاعت إيران أن تصمد وأن تنتصر وأن تواجه هذه التحديات وأن تستمر وأن تستقر هذه الفترة لمدة 40 سنة. حاربوا إيران بالاغتيالات وأيضاً حاربوها بالعقوبات.

إيران دائماً في قلب المعركة عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وكذلك سياسياً وثقافياً أيضاً. من خلال الدعاية والترويج والإساءة لمشروع إيران وقدرات إيران وقناعات إيران. العقوبات على إيران بالتأكيد لها آثارها، لكن العبرة ليس في آثار العقوبات، وإنما العبرة هل تستطيع إيران تخطي العقوبات أم لا؟ وهل تستطيع أن تصل إلى بدائل أم لا؟ وهل تستطيع أن تنتصر في هذه المعركة ولو بعد حين أم لا؟

بقناعاتنا إيران ستنتصر بمسألة العقوبات كما انتصرت في المعارك الماضية، لكن الأمر يحتاج إلى الصبر ويحتاج إلى وقت. لماذا ينتصرون؟ لأن عندهم العوامل الأربعة. لماذا ينتصرون؟ لأن عندهم القائد وعندهم الشعب وعندهم الاتجاه السليم وعندهم الإسلام الهادف، فطبيعي أن الله يحقق الانتصار ويحقق الانجازات وكما انتصروا في معاركهم المختلفة وخاصة في العدوان العراقي الذي كان أخطر ما يمكن أن تواجهه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وانتصرت، فالعقوبات وما شابه أقل من العدوان الذي كان في تلك المرحلة، وهم أقدر وأقوى إن شاء الله. تحية إلى الجمهورية الإسلامية ونحن نقول إيران الإسلام ستبقى الرمز والقدوة وكل ما يفعلونه لكي يمنعوا إيران من أن تكون مؤثرة وفاعلة، لن يقدروا، اليوم إيران لديها مكانة كبرى في العالم، إيران هي محبوبة ومحترمة بدرجة أولى في فلسطين، عند السنة والشيعة، في كل المنطقة، الآن ماذا نريد من الدعايات والإعلام، يوجد ناس كثر غير قادرون على تبيان آرائهم، حكامهم الظلمة قامعين حتى إبداء الرأي. لكننا نستطيع أن نعرف مكانة إيران من خلال النمو، الالتفاف حول إيران، اليوم إيران رقم صعب، اليوم إيران يتكلم عنها في مقابل الدول الكبرى، إن شاء الله إيران منتصرة ودائماً إلى الأمام.

الأمر الثاني له علاقة بالشهداء القادة: المسيرة التي تقدم شهداء قادة أمثال السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد مغنية وآخرين وتقدم النساء مثل الشهيدة أم ياسر، وتقدم الأطفال مثل الشهيد حسين، وتقدم القادة في مستويات مختلفة والشباب في مستويات مختلفة والناس في مستويات مختلفة، سواء في المعركة المباشرة أو في الحروب أو ضد إسرائيل أو ضد التكفيريين أو في الصمود والمواجهة والتحدي، في الحقيقة هذه مقاومة لا يمكن إلا أن تنتصر، الله القائل" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "، الله القائل" وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ " النتيجة واضحة، والحقيقة هذه ليست نتيجة نظرية لأننا رأيناها بأعيننا، رأينا الانتصارات في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق، لامسنا الانتصارات، رأينا الصمود بالبحرين وباليمن، ومؤشرات الانتصار في اليمن إن شاء الله قريباً، رأينا العالم الإسلامي كيف ينهج بهذه المقاومة ويستمد منها المعنويات في مختلف بلدان العالم العربي والإسلامي، تسمعون قيادات وشخصيات ونُخب تتحدث عن أهمية المقاومة وما أثرته في الحالة المعنوية والتبعوية والتربوية والثقة بنصر الله تعالى، الانجازات موجودة، هم لماذا يصيبهم الجنون من حزب الله، لماذا يصيبهم الجنون من لبنان من لماذا يصيبهم الجنون من فلسطين، لماذا عندهم هذه الانتقادات الواسعة التي لا تتوقف.

ترامب يذكر حزب الله مراراً وتكراراً، بومبيو يذكر اسم حزب الله مراراً وتكراراً، ونتنياهو! هذا دليل على التأثير الذي تركه حزب الله وتركته المقاومة بشكل عام في نفوس الأعداء، وميدانياً على الأرض، وفي نفوس الأحبة بالمعنويات التي امتلكتها شعوب المنطقة التي تعمل في هذه المنطقة، اليوم نحن نريد أن نقييِّم إذا دولة تعمل صح إذا هي مع القضايا العربية والإسلامية، إذا حزب يعمل صح وهو مع القضايا العربية والإسلامية، ما هو المعيار وما هو المقياس؟

نحن نعتقد أن المقياس هو الحق ولا يوجد حق أصرح من قضية فلسطين وتحرير فلسطين، من كان مع فلسطين وتحرير فلسطين يسير صح، ومن كان ضد قضية فلسطين ومع إسرائيل إذاً يسير بالخطأ. كفى كلاماً ومزايدات، تارة يقولون أنهم عرب فمعناه بأن العرب هم الذين لهم حقوق لأن عندهم صفة العروبة، وهل صفة العروبة لها قيمة من دون فلسطين؟ الصفة الوطنية هل لها قيمة من دون فلسطين؟ الصفة الإسلامية هل لها قيمة من دون فلسطين؟ الصفة الإنسانية هل لها قيمة من دون فلسطين؟ بمعنى آخر عنوان فلسطين هو عنوان وطني، عربي إسلامي، إنساني, في أي موقع كان الطرف الآخر إذا أراد أن يكون محققاً لوطنيته أو عروبته أو إسلاميته أو إنسانيته يجب أن يكون مع فلسطين وإذا لم يكن مع فلسطين أين يكون امتحانه؟ امتحان العروبة أو امتحان الإسلام أو امتحان الوطنية؟ الدول الكبرى تعمل لمصالحها، أمريكا تعمل لمصالحها، عندما تكون مصلحة أمريكا أن تقتل الأطفال والنساء والشيوخ في اليمن وتدمر المباني والأراضي وكل من له حياة على الأرض، معناها لم نعد نعتمد على أمريكا في موقف الحق والباطل، موقف أمريكا ليس مع الحق، ولأجل مصالحهم ليس عندهم إنسانية، من أجل مصالحهم لا يوجد حقوق إنسان، من أجل مصلحتهم لا توجد فلسطين، من أجل مصلحتهم العدو الإسرائيلي يعتدي بحق والفلسطيني يقاوم وهو مُدان لأنه يقاوم كان عليه أن لا يقاوم!!

نحن نعمل على قواعد حق، الذي ليس مع المقاومة بهذا الاتجاه أين سنصنفه؟ هو يصنف نفسه مع إسرائيل ويقدم أدلة على أنه مع إسرائيل، وهل نحتاج إلى دليل بأن بعض العرب مع إسرائيل أكثر من التطبيع المعلن الذي حصل في وارسو وتذليل الأولويات، واعتبار أن إسرائيل لها حق بالوجود والدفاع عن نفسها، وأن الأولوية قتال المقاوم ومحور المقاومة، هؤلاء مع إسرائيل حتى لو لغتهم عربية، لأن الذي مع إسرائيل بالموقف وليس باللغة، يوجد الكثيرين الذين ليست لغتهم عربية ألا أنهم مع فلسطين، القيمة للموقف وليس للغة.

إن الذين اجتمعوا في وارسو اجتمعوا لكي يأخذوا قراراً؟ لا، كل اجتماع وارسو كان لهدف واحد من قبل الأمريكيين أن يعطي صورة أمام العالم أن عرب أمريكا مع إسرائيل، وأن الأولوية لإسرائيل بالصوت والصورة، لا يريدون أن يتكلموا بالألغاز، لذلك لم يستطيعوا الرد.

لفتني رد وزير خارجية حكومة هادي عبد ربه في اليمن، ماذا يقول؟ يقول إن الذي حصل في وارسو كان خطأً بروتوكولياً، يعني لو لم يحصل هذا الخطأ هل كان توجهه مختلفاً؟

حسناً والذي تسرب لصحيفة أمريكية عن أن عادل الجبير عميل للموساد الإسرائيلي، قد يتساءل البعض هل كل ما تكلمت صحيفة ما تتخذون موقفاً؟! هكذا موضوع آلا يستحق أن يطلع النظام السعودي وينكر هذا الأمر ويبين الحقائق للناس؟؟ هذا دليل على أنه عنده رضا عن هذا الموضوع وليس هذا فقط، وزير الخارجية السعودي سابقاً والآن الشؤون الخارجية للسعودية عميل صغير عند الموساد الإسرائيلي، هذا أمر كبير جداً وخطير جداً، ينزعجون عندما نقول عنهم أنهم مع إسرائيل، طيب لماذا تتصورون معهم؟ لماذا تطبعون؟ إذا أنت لست مع إسرائيل، أين دعمك للفلسطينيين؟ أين السلاح للفلسطينيين؟ وهل تظنون أن بعض العرب الذين يقولون نحن عدونا إيران، مشتبهون أنتم، أنتم أداة في عداء إيران من قبل أمريكا وإسرائيل، ليس لأنكم أعداء لإيران تساعدكم أمريكا لنصرتكم على عدوكم، كلا، أمريكا هي من وجهتكم بتوجهاتها وعبأتكم وأخذت منكم المواقف لتقول لكم أمريكا نحن نقاتل إيران لأجلكم، ونعاقب إيران كرمى لعيونكم، لكي تدفعوا أنتم الثمن، المال السياسي والأخلاقي والعقائدي، فتكونوا تنفذون أجندة أمريكا بأموالكم وأجسادكم ومستقبلكم من دون أن يكون لكم شيء، الأمور واضحة، وهل تظنون بأن الناس لا تقرأ ولا تفسر؟؟ هذا التطبيع خدمة لإسرائيل، والحمد لله أن هذا ظهر على السطح لكي ترى الناس، نحن نعتبر بأن ما حصل في وارسو هو مكسب من المكاسب لخط المقاومة لأنه فضح المستور وبين أولئك الذين يختفون وراء شعارات فارغة.

سنقول لكم كلمتان: الإسرائيلي في بيته ماذا يفعل وكيف يفكر، لنرى الأبعاد، أول كلمة: يوجد مؤرخ إسرائيلي اسمه بيلي وايس هو مؤرخ حديث ويطلقون عليه لقب شيخ المؤرخين المحدثين، أي أنهم يعتبرونه شخص مهم وقناعات عظيمة وباستطاعته تحقيق أفكار ويطرح قناعات مؤثرة جداً، يقول لصحيفة هآرتس الإسرائيلية:" لا أرى لنا مخرجاً في الحديث عن البقاء كدولة يهودية، والسبب أن اليوم يوجد من العرب أكثر من اليهود بين البحر المتوسط والقرم هذه الأرض بأكملها ستصير حتماً دولة واحدة بين أغلبية عربية، إن إسرائيل التي لا تزال  تدعو نفسها دولة يهودية، لكن حكمنا لشعب محتل بلا حقوق ليس وضعاً ممكن أن يكون في القرن الواحد والعشرين في العالم الحديث، وما أن تصبح لهم حقوق فلم نبقى دولة يهودية". هذا لا يؤمن بأن تبقى الدولة اليهودية بالعدد، فكيف إذا أضفنا إلى العدد الإيمان والمقاومة وكل العوامل الموجودة؟؟ آلا يروون؟؟ عندما نقول نحن منصورون إن شاء الله ستتحرر فلسطين، يتساءلون أين ترونها تتحرر؟ أنتم لا تريدون رؤيتها تتحرر. فلسطين ستتحرر إن شاء الله من البحر إلى النهر ببركة هؤلاء المجاهدين.

اليوم ما هذه المصادفة أن تكون بعض دول الخليج تحت الخيمة الإسرائيلية، الحرب في اليمن نرى التحالف العربي الدولي، وإسرائيل جزء لا يتجزأ من العدوان على اليمن، أسمعوا ما تقوله صحيفة هآرتس الإسرائيلية:" إن إسرائيل شريك غير رسمي في التحالف السعودي الإماراتي بالحرب على اليمن، إن إحدى الشركات التي تعود ملكيتها لإسرائيل تقوم بتدريب مرتزقة يقاتلون إلى جانب التحالف السعودي في اليمن، وإن هذه الشركة تعمل بغطاء إماراتي ودربت مقاتلين شاركوا في معركة الحديدة، وإن شركات أمريكية خاصة تبيع خدماتها للإمارات والسعودية في الحرب على اليمن ويديرها ضباط كبار وإن كبار الضباط يعملون في وكالة الاستخبارات الأمريكية يكسبون ثروات هائلة من هذا الأمر، يقومون بجمع المعلومات الاستخبارية وقيادة الوحدات على الأرض".

أمريكا وإسرائيل غارقتان في الحرب ضد اليمن.خلاصة ما سأصل له بأن مسألة فلسطين التي هي مسألة أساسية وهم جماعة لا يعملون من أجل مصلحة فلسطين لا من قريب ولا من بعيد، كل التفاصيل التي يقومون بها هي ضد الأعمدة الثلاثة التي تكلمنا عنها، ضد الوحدة وضد فلسطين وضد الاستقلال. وإذا أراد أحدنا أن يقيِّم فليقيم على هذا الأساس، كفى أن نعمل عصبية مذهبية وعصبية طائفية ما هذه العصبية، في كل العصبية المذهبية التي تكلموا عنها لم نرى مرة أن واحداً قام ليناقش حديث شريف أو تفسير, أو خلاف عن واقع تاريخي. يضع العنوان فلان من هذا المذهب وأنا ضد إيران!

ماذا يعني هذا؟ قل لي لماذا ضد إيران؟ ضد إيران بالسياسة؟ ضد المقاومة بالسياسة، نرى نحن أصحاب المذاهب كلهم مع بعضهم مع فلسطين، في فلسطين في سني وشيعي، بقضية فلسطين في سني وشيعي، بالاتجاه العام الذي نحن نقاتل فيه من أجل حماية هذا الخط الإسلامي سني وشيعي، محور المقاومة سني وشيعي، ليس لأحد فضل وحده، كل مجاهد له الفضل بصرف النظر عن السني والشيعي فهو مجاهد في سبيل الله تعالى وهذا الخط طبعاً منصور. وإيران التي صمدت 40 سنة مع كل هذا المحور أكيد منصورة، وإذا أردنا أن نرى الأمور على حقيقتها أتمنى أن نعمل مقارنة سريعة كيف كان وضعنا قبل 40 سنة وكيف أصبح، إذا نظرنا إلى التدين في العالم الإسلامي نجد أننا تقدمنا خطوات للأمام، هذا لم يكن موجوداً من قبل بهذا المستوى، وله حضوره وله تأثيره، وله من يحميه، ليس تديناً فردياً غير محمي لا، تدين محمي، محترم أمام العالم. متى كنا نجد هذا المستوى من الحجاب الشرعي المنتشر؟

أهم إنجاز لإثبات التدّين وانتشار التدّين هو الضربة الموجعة القاتلة التي أصيبت بها داعش والتيارات التكفيرية، أرادوا وضع أناس يعبدون بصورة أخرى، صورة مشوهة للإسلام وليس لها علاقة بالإسلام، صورة ليس فيها رحمة ولا أخلاق ولا فيها حرية ولا فيها إعطاء فرصة للإنسان كي يتأمل ويختار.

أين وضعوها وبوجه من؟ وضعوها بوجه إسلامنا الحقيقي، بوجه إسلامنا الأصيل، بوجه إسلام الخميني (هكذا كانوا يستعملون التعبير). انتصارنا على الإرهاب التكفيري انتصار ثقافي قبل أن يكون انتصاراً عسكرياً، لأن انكسر المشروع الثقافي المنحرف باسم الإسلام، ليبقى المشروع الإسلامي النقي الصافي في التعبير عن الإسلام، هذا مهم جداً لأنهم كانوا سيعملون أثر كارثي. الوحدة لم نكن نسمع بها، الآن نسمع، المقاومة منتشرة وقوية وتزداد قوة، التحرير حصل في لبنان، وسوريا والعراق وفلسطين، الانتصار الذي نعيشه والانجازات المختلفة، كل هذه النتائج التي حصلت خلال 40 سنة ليس فقط في إيران، على مستوى المنطقة، كل المنطقة تأثرت وكل المنطقة تغيرت ووصلنا لهذه النتيجة.