محاضرات

الشيخ نعيم قاسم: الأمة الوسط

الشيخ نعيم قاسم: الأمة الوسط
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم في المجلس العاشورائي في البزالية – البقاع، في الليلة الثامنة من محرم الحرام 1439 هـ، 26/09/2017م. تحت عنوان: الأمة الوسط.

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد(ص)، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. 

السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا بن رسول الله وابن أمير المؤمنين وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني سلام الله ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم.

أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أحيي أهالي هذه البلدة الطيبة المعطاءة والمجاهدة البزالية، لما قدمت من مجاهدين وشهداء وجرحى، وما قدمت من عطاءات المرأة المسلمة التي كانت لها مساهماتها في التربية وفي دفع المجاهدين إلى ساحات الجهاد, لتتكامل الصورة وكأننا أمام التنوع الذي كان مع الإمام الحسين(ع) في كربلاء، فالكل موجود: المرأة والرجل، الشاب والكهل، الطفل وكل اصناف المجتمع، فإن شاء الله تعالى يوفق رب العالمين هذه البلدة مع كل بلداتنا البقاعية المجاهدة التي تحملت في السنوات الأخيرة الكثير الكثير، إضافة إلى ما تحملته سابقًا، وكان لها الشرف في أنها في المواقع المتقدمة والمنتصرة على أعداء الله تعالى التكفيريين ومن ورائهم إسرائيل.

قال تعالى: "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا"، أي نِعَم نتحدثُ عنها؟ عن البصر أو السمع أو الخلق أو الرزق أو الأولاد أو الراحة أو تسخير القمر والشمس والليل والنهار، أو هذا التماسك الذي يحصل في الحياة البشرية، أو إعمار الكون، وإقامة الحضارات والمدنيات، أو تسخير الآلات والوسائل والإمكانات المختلفة لخدمة الإنسان، أو هذا الخلق العظيم في داخل الإنسان أكانت أعصابه أو شرايينه أو خلاياه، أو العقل الذي يعتبر معجزة عظيمة. نحن لا نستطيع أن نحصي، "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا".

لكنَّ أعظم نعمة, من حصلَ عليها حصل على كل شيء ومن خسرها لم يستفد من كل النعم التي أعطاه الله تعالى إياها، هي نعمة الهداية، نعمة الهداية إلى الإسلام، ولذلك عندما حدثنا الله تعالى عن إكمال الدين، وعن نعمة الولاية بأمير المؤمنين علي(ع) قال: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً"، عند إكمال الدين بمحمد(ص) واكتمال الرسالة السماوية التي تعالج كل شؤون حياتنا، "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ"، ومع الولاية التي جسدها أمير المؤمنين علي(ع), وأعلى مقامها وشأنها سيد الشهداء الإمام الحسين(ع)، وسيحمل رايتها في نهاية المطاف الإمام المهدي(عج)، فمن توفق ليحمل نور الهداية على أساس الإسلام بقيادة محمد وآل محمد(عم) فقد اكتملت عنده النعمة الكبرى. أما من لم يتوفق لحمل الإسلام, ولم يتعرف على هذا الدين، ولم يكن مواليًا للحسين(ع)، ولم يهتدي إلى الطريق الصحيح، ما الذي سيفيده يوم القيامة، وأين ستكون صحيفة أعماله, وماذا سيربح من هذه الدنيا؟

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه اختارنا اختيارًا، وهناك فرق بين إنسان يختاره الله تعالى ويقول له أنت خليفتي على الأرض، وأنت مكلف أن تعمل بتكليفي، وبين آخر ليس له علاقة بالله تعالى، إنَّهما مختلفان, لأن الله تعالى خالق الكون، وبيده الموت والحياة، وإليه مرجع العباد.

يقول تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً", اخترتكم لتكونوا الأمة الوسط، الأمة الوسط يعني الأمة المعتدلة، وليس المقصود الوسط أنه ليس مع الحق ولا مع الباطل، كمن يقول أنا لست معكم كمقاومة ولست مع إسرائيل، كيف يصح الأمر؟! يجب أن تكون مع الحق أو مع الباطل. المقصود بالوسطية أن يكون بالوسط بين الإفراط والتفريط. على سبيل المثال: شخص يريد أن يأكل, يمكن أن يأكل طنجرة وينطرح على الأرض من كثرة الطعام، ويمكن أن يحرم نفسه من الأكل فتؤلمه معدته من قلة الطعام، ويمكن أن يأكل باستقامة وتوازن أي صحنٌ من الطعام يتلاءم مع حاجته، فهذا معتدل، والاعتدال هو بين الإفراط والتفريط. عندما يقول تعالى: "وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً"، يعني الأمة المعتدلة، التي تتصرف في كل شيء بتوازن. 

وهنا أهمية هذا الدين الذي أمرنا الله تعالى بإتباعه، فالله تعالى يقول لنا إذا أردتم أن تكونوا سعداء على هذه الأرض اتبعوا طريق الاعتدال، فالله تعالى لم يمنعكم من شيء يتناسب مع رغباتكم وتطلعاتكم، كونوا معتدلين، والاعتدال يساعد على أن يستثمر الإنسان الإمكانات التي أعطاه الله تعالى إياها فينجح في الدنيا وينجح في الآخرة.

من هنا قوله تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِين"، لكن مع تكرار كلامنا عن الآخرة والعمل للآخرة قد يتصور البعض أن العمل للآخرة, ولا شأن لنا بالدنيا، هذا الكلام غير صحيح. فالدنيا مسرح العمل، عليك أن تعمل فيها لتصل إلى الآخرة، مسرح عمل ماذا؟ عليك أن تتكلم وتأكل وتشرب وتحيا مع كل متطلبات الحياة، لذلك قال: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا". انتبه, الدنيا لك وليست لغيرك، خذ نصيبك، خذ الأمر المعتدل والمتوازن. ورب قائل بأن الله تعالى يقول: "وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَ لَهْوٌ وَلَعِبٌ"، فكيف يقول لنا هنا: "وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"؟ عندما يقول تعالى: "أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلاَدِ", فهو يصفها لك، أنك إذا تعلقت بالدنيا فقط وأردت الدنيا فقط، وألغيت الآخرة من قاموسك, فإن الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر، لا تستطيع أن تحصل منها على إنسانيتك وعلى ما ترغب فيه، فاعمل لتكون الدنيا معبرًا للآخرة، فخذ منها حلال الله تعالى, ثم المكافأة عنده في يوم القيامة "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، فخذ الدنيا باعتدال تصل إلى الآخرة بتوفيقٍ وجنةٍ من عند الله تعالى.

لاحظوا دعواتنا عند الدعاء لله تعالى، لا يوجد دعاء يقول فيه الواحد منا أن يا رب عذِّبني واحرمني في هذه الحياة الدنيا، أو يا رب أسألك أن لا ترزقني. بل ما قاله تعالى: "وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، أعطني يا رب في الدنيا، وكل أدعيتنا هي طلب من الله تعالى للرزق وطول العمر والتوفيق ...كلها طلبات لعطاءات الدنيا، لكن عطاءات الدنيا هذه إذا كانت في طاعة الله تعالى فلا مشكلة فيها, فأنت إنسانٌ مخلوقٌ حتى تستثمر الدنيا في الخير والصلاح، لكن باعتدال، البحث كله عن الاعتدال، هذا الاعتدال يمنع الظلم، هذا الاعتدال يمنع الانتقام، هذا الاعتدال يمنع الحرام، هذا الاعتدال يمنع الضلالة.

عندما تحرك الإمام الحسين(ع) قال: "إنما خرجت لطلب الإصلاح"، ماذا يريد أن يصلح؟ هناك حاكم يحكم ظلمًا واستبدادًا باسم الإسلام وهو لا يطبق تعاليم الإسلام، الإمام(ع) يقول بأنه يريد الإصلاح بإسقاط هذا الحاكم الظالم، ليأتي حاكم عادل وهو الإمام الحسين(ع), ليحكم بالعدل بين الناس كما كان يحكم أمير المؤمنين علي(ع)، وكما كان يحكم النبي(ص)، فيحكم باعتدال بين الناس، فحركته من أجل الاعتدال, ومن أجل الإسلام المحمدي الأصيل، هكذا تكون الدنيا في طاعة الله تعالى، ونكون قد أدينا واجبنا على أفضل وجه.

نحن اليوم معنيون أن نحمل هذا الإسلام ونعبِّر عنه، من توفيقات الله تعالى أننا في زمن فيه الإمام الخميني(قده) الذي لم يأت بدينٍ جديد، لكن هذا الدين تراكمت عليه السيئات والسلبيات وأعمال العباد والظلم والأخطاء فأتى الإمام الخميني(قده) وأزاح كل ما أساء إلى الإسلام. قال الإسلام بأنه لا يقبل حاكمًا ظالمًا، والإسلام ليس جلوسًا في المسجد بعيدًا عن الحياة، والإسلام ليس صيامًا ووامناعًا عن تجارة محرمة فقط، الإسلام ليس حجًا إلى بيت الله الحرام ثم عمالة لأمريكا وإسرائيل، الإسلام كلٌ متكامل. إذا أردت أن تكون مصليًا وسياسيًا بارعًا في الإسلام، وأن تكون مجاهدًا في سبيل الله، وتريدين أن تكوني مربية وعاملة ومجاهدة من أجل رفعة هذا هذا الدين، بمعنى آخر على كل واحد منا أن يسير بالطريق الحلال في كل شؤونها الخاصة والعامة، مع نفسه ومع ربه ومع أولاده ومع مجتمعه كما أمر الله تعالى، عندها إذا التزمنا بهذه المواصفات نصل إلى الاعتدال..

إذا كانت دقات قلب واحد منكم غير منتظمة، يذهب إلى الحكيم فيقول له خذ هذه الحبة كل يوم مثلًا ثلاث مرات من الآن وحتى شهر فترجع دقات قلبك منتظمة إن شاء الله تعالى، وبالفعل يأخذ الحبة وتصبح دقات قلبه منتظمة. ويقول له امتنع عن هذا الطعام, ولا تتحرك هذه الحركات, وعليك أن تنام الساعة الفلانية, هي مجموعة توجيهات عليه أن يلتزم بها. إذا التزم بالتوجيهات تصبح دقات قلبه منتظمة، وإذا أصبحت دقات قلبه منتظمة تصبح مشيته جيدة ونومه جيدًا وهو مرتاح. الإسلام ينظم لنا خطوات حياتنا في الطعام والشراب والعبادة والتجارة والعلاقات الاجتماعية.. لتصبح حياتنا منتظمة، فنأنس بها في طاعة الله تعالى، وهذا ما نراه من خلال حمل رسالة الإسلام العظيم.

قال تعالى: "وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً"، وقال: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً"، الاعتدال. وقال: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، أكثر من هذا: "وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً"، إذا قُتِل شخص، فولي الدم من حقه أن يطلب بالقتل للقاتل العمدي، طبعًا ليس بيده إنما من خلال الحاكم الشرعي وله تفاصيل شرعية.

أمير المؤمنين علي(ع) وفي ليلة 19 من شهر رمضان المبارك, ضربه عبد الرحمن ابن ملجم بالسيف وهو يصلي في محرابه في المسجد، واستمر الإمام في حالة النزع يومين، ثم استشهد  في يوم 21 من شهر رمضان المبارك. خلال فترة ما قبل الموت قال(ع): اجمعوا لي آل عبد المطلب وقال لهم: "يا بني عبد المطلب، لا ألفينَّكم تخوضونَ دماءَ المسلمين خوضاً، تقولون قُتل أمير المؤمنين، ألا لا تقتلنَّ بي إلاَّ قاتلي، انظروا إذا أنا متُّ من ضربتي هذه، فاضربوه ضربةً بضربة، ولا يُمَثَّل بالرجل، فإنِّي سمعتُ رسول الله(ص) يقول: "إيَّاكم والمُثلَةَ ولو بالكلب العَقُور". لأنه يوجد اعتدال وتوازن في الإسلام الذي يضع الحق في نصابه. 

هذا هو ديننا، وهذا الدين هو الذي جعلنا ننتصر، وهذا الدين هو الذي جعلنا نتصرف بأخلاقية وإنسانية، وهذا الدين هو الذي جعلنا نتعلم كيف نكون نموذجًا لمن يعمل في سبيل الله وقربة إلى الله تعالى باعتدال.

نحن مرتاحون ومطمئنون بأننا نسير في الطريق الصحيح، رأسنا مرفوع، لا يقدر أحد أن يعلِّم علينا علامة، ولا يقدر أحد أن يقول لنا لماذا تصلون وتصومون ولماذا تلبسون الحجاب، ولماذا تجاهدون في سبيل الله؟ لأن كل هذه الأعمال هي اعتدال واستقامة ونتائجها عظيمة في حياتنا، جعلتنا نعيش الأسرة المطمئنة المطيعة لله تعالى، وجعلتنا نعيش الجماعة المنتصرة والفائزة التي ترفع رأسها وتحمي إيمانها وتربي أولادها بعيدًا عن تأثير الغرب والشرق بحمد الله تعالى.

اليوم العالم الغربي يتجه اتجاهًا منحرفًا، يركزون على الانحراف وعلى الفساد وعلى أن يتعلق الإنسان بهذه الدنيا ويرتبط بها، يركزون على جسد الإنسان وليس على عقله، الحياة الاجتماعية لديهم حياة منهارة، ليس لديهم اهتمام بالأسرة والعائلة، وليس لديهم اهتمام بتربية الأولاد على الاستقامة، الأولاد تربية دور الحضانة، وفي الغرب يفضل الشخص أن يشتري(يتبنى) ولد بدل أن "يلده" من أجل أن تبقى المرأة بقوام جميل! كل المفاهيم التي يقومون بها خطأ بخطأ. لا أقول أن لا يتبنى الشخص فلا مشكلة ولكن لها قواعد، لكن القاعدة الأساسية في المجتمع لم تعد قاعدة طبيعية، حتى طريقة التربية, فهل هم سعداء اليوم في الغرب مع الانحراف الموجود لديهم! والله لصلاةٌ نصليها بخشوعٍ لربنا مع بعضِ بُكاءٍ ورجاء نخرج منها ونحن نشعر بأن قلوبنا قد تطهرت, وكأننا نسمع صوتًا من عند الله تعالى يقول للواحد منا: أحسنت يا عبدي المؤمن بارك الله بك، فيعيش لحظاتِ سعادةٍ لا تثمن بثمن ولو ملك الدنيا وما فيها.

اليوم نحن نحيي عاشوراء ذكرى الإمام الحسين(ع)، وهذه الذكرى بالنسبة لنا هي ذكرى القائد الملهم، ذكرى المعتدل الذي يعمل لمرضاة الله تعالى، ذكرى من دافع عن الحق، ذكرى من قبل أن يضحي بنفسه وولده وأهل بيته وأصحابه من أجل إعلاء كلمة الدين، ذكرى من ربانا على العز والكرامة، ذكرى من أشعرنا أن الدنيا لا قيمة لها مع الظلم, "ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة"،.لا يمكن أن نقبل ولا يمكن أن نرضى بالاستسلام, لأن ما نحصل عليه بعزتنا وكرامتنا لا يعادله شيء على الإطلاق، انظروا إلى العزة التي حصلنا عليها بسبب قتال إسرائيل التي خاف منها الكثيرون، وقالوا بأنها قوة لا تقهر، وإذ بحزب الله يقهرها باسم الله وفي سبيل الله، ويستطيع أن يسجل أعظم وأشرف وأرقى انتصار على هذا العدو الإسرائيلي الذي اجتمع العالم لنصرته وتأييده فلم ينفعه ذلك في مواجهة ثلة مؤمنة طاهرة تقاتل في سبيل الله وقد أعارت جماجمها لله، في بيئة مؤمنة طاهرة تساند وتؤيد وتدعم، إذ بنا نحصل على تحرير مؤزر سنة 2000، ونحصل على صد عدوان كبير وإيقاع هزيمة بالإسرائيليين سنة 2006، ثم بعد ذلك يوفقنا الله تعالى بأن نحقق التحرير الثاني بضرب أوكار التكفيريين.