محاضرات

محاضرة بعنوان مفاهيم مفتاحية للتربية الإيجابية

محاضرة بعنوان مفاهيم مفتاحية للتربية الإيجابية
جمعية التعليم الديني الإسلامي - افتتاح العام الدراسي 2017 / 2018 - مفاهيم مفتاحية للتربية الإيجابية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

1. تعريف التربية الإيجابية: هي التي تنمِّي المشاعر الإيجابية وتنحِّي المشاعر السلبية جانبا. وهي تهتمُّ بعدة مهارات مثل: الانضباط الذاتي, والقدرة على التحكم في النفس, وفهم المشاعر الشخصية، والفاعلية في العلاقات والتأثير في الحياة.. 

  •  الإسلام قائم على التربية الإيجابية نحو الكمال.

  •  استيقظ الغرب حديثًا على مفاهيم التربية الإيجابية, وبرزت الكاتبة "جين نيلسن" بمجموعة كتبها وأبحاثها عن "التربية الإيجابية".

 

2. ثلاثي أحسن التقويم:

1)- الهداية. 

2)- الصلاح. 

3)- السعادة.

• وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا. (الجن 16).  

• الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ. (الرعد 29).  

 

3. البداية: ما يريده الله: 

• يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. (النساء 26).  

• مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. (المائدة 6).  

 

القواعد الست للتربية الإيجابية

 

أولًا:

أ- الإيمان بقناعة.

 

1) من خطبة للإمام علي(ع): الْحَمْدُ لِلَّه الدَّالِّ عَلَى وُجُودِه بِخَلْقِه, وبِمُحْدَثِ خَلْقِه عَلَى أَزَلِيَّتِه. 

2) سأل ذعلب اليماني الإمام علي(ع): هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين؟ 

فقال(ع): أفأعبد ما لا أرى! 

فقال: وكيف تراه؟ 

فقال(ع): لَا تُدْرِكُه الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ, ولَكِنْ تُدْرِكُه الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ.

3) قال أمير المؤمنين علي(ع): "أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له".

4) الإمام علي(ع): الهي ما عبدتُك خوفًا من نارك ولا طمعًا في جنتك، ولكنْ وجدتُك أهلًا للعبادة فعبدتُك.

 

 

 

  ب- طريق الولاية.

 

1) قال تعالى: اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. (البقرة 257).

2) وقال: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. (يونس 62).

3) وقال: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ. (المائدة: 55و56).

 

ثانيًا: تثبيت السنن والمفاهيم: لبناء المقاييس الصحيحة التي تساعد على المعالجة (هذا حلال وهذا حرام) مقابل مقاييس الاتجاه المادي بناءً للأدلة.

• التعبد بالنص الالهي: مع أو من دون فهم العلَّة.

 

ثالثًا: جهاد النفس.

 

1) الهدف هو القيادة والإدارة: قال الرسول(ص): مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر.

قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ 

قال: جهاد النفس.

ثم قال (ص): أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه.

2) المراكمة: علي(ع): "إملكوا أنفسكم بدوام جهادها".

3) الخطر الأكبر: قال الإمام علي(ع): آفة النفس الوله بالدنيا.

4) خطوات عملية: 

أ- الاهتمام بأداء العبادات.

ب- "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (الأعراف 200).  

• الإمام علي(ع): ولَا تَأْمَنْ عَلَى نَفْسِكَ صَغِيرَ مَعْصِيَةٍ, فَلَعَلَّكَ مُعَذَّبٌ عَلَيْه.

ج- عنه (ع): فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه(ص) كَانَ يَقُولُ: إِنَّ الْجَنَّةَ حُفَّتْ بِالْمَكَارِه, وإِنَّ النَّارَ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ. واعْلَمُوا أَنَّه مَا مِنْ طَاعَةِ اللَّه شَيْءٌ إِلَّا يَأْتِي فِي كُرْه, ومَا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّه شَيْءٌ إِلَّا يَأْتِي فِي شَهْوَةٍ, فَرَحِمَ اللَّه امْرَأً نَزَعَ عَنْ شَهْوَتِه وقَمَعَ هَوَى نَفْسِه.

د- وعنه (ع): أعون شئ على صلاح النفس القناعة.

هـ- الإمام علي(ع): ولَا تُرَخِّصُوا لأَنْفُسِكُمْ, فَتَذْهَبَ بِكُمُ الرُّخَصُ مَذَاهِبَ الظَّلَمَةِ. ولَا تُدَاهِنُوا فَيَهْجُمَ بِكُمُ الإِدْهَانُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ.

و- وضع برنامج فيه مشارطة ومراقبة ومحاسبة.

5) النتيجة: الإمام علي(ع): وإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى, لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الأَكْبَرِ.

 

رابعًا: مكارم الأخلاق: آثار دنيوية.

 

1) قال رسول الله(ص) عن بعثته: إنما بُعثت لأتمَّم مكارم الأخلاق.

• المكارم جمع مكرمة، وهي اسم من الكرم، في مقابل اللؤم، والأخلاق جمع خُلُق، يكتسبها الإنسان بتوجيه فطرته. 

2) علي(ع): عود نفسك السماح، وتخير لها من كل خُلُق أحسنه، فإنَّ الخير عادة.

3) الإمام الصادق(ع): لا عيش أهنأ من حسن الخلق.

4) رسول الله(ص): ألا أنبئكم بخياركم؟ 

قالوا: بلى يا رسول الله. 

قال: أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون.

5) رسول الله(ص): أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقا.

6) الصادق(ع): من سرَّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر, وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فان مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدُّوا وانتظروا, هنيئًا لكم أيتها العصابة المرحومة.

7) الصادق(ع): إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى لَيُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الثَّوَابِ عَلَى حُسْنِ الْخُلُقِ, كَمَا يُعْطِي الْمُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّه, يَغْدُو عَلَيْه ويَرُوحُ. 

 

خامسًا: القيام بالتكليف هو الأساس.

 

1) قال الإمام الخميني(قده): "لكنَّنا لاينبغي أن نبقى بانتظار تحقق نتيجة قطعية عند أداء تكليفنا، فاذا عرفنا بين يدي الباري تعالى أننا عاملون بالتكليف، فتلك هي النتيجة".

2) قال الإمام الخميني(قده): "فالمهم أن يقوم الإنسان بأداء مسؤوليته بأي منطق كان، حتى لا يُمسي خجلًا أمام وجدانه، وأن الوصول للمقاصد أو عدمه يرتبط بالارادة الالهية وليس تكليفنا".

3) إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. (التوبة 111)  

4) وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.

5) الالتزام بالتكليف. قَالَ رَسُولُ اللَّه(ص): اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّه تَكُنْ أَتْقَى النَّاسِ.

 

سادسًا: التسليم والرضا.

 

1) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ. (البقرة 155- 157).

2) أوحى لداود(ع): تُريد وأريد وإنَّما يكونُ ما أريد, فإن سلَّمتَ لما أريد كفيتُك ما تُريد، وإنْ لم تسلِّم لما أريد أتعبتُك فيما تُريد، ثم لا يكونُ إلَّا ما أريد. 

3) الصادق(ع): من رضي القضاء أتى عليه القضاء وهو مأجور, ومن سخط القضاء أتى عليه القضاء وأحبط الله أجره. 

4) علي(ع): نعم الطارد للهم، الرضا بالقضاء.

5) تقول الأخصائية البريطانية الشهيرة في تنمية الطفل الدكتورة تانيا بايرون: "الأبوة والأمومة لا تعني عمل الشيء الصحيح دائمًا، بل أن يستطيعوا التعايش مع صعوبات الحياة، والوقوع في الخطأ، والشعور بالقلق وقلة السعادة، ولكن بالرغم من كل هذا يكون لديهم إيمان قوي وراسخ بأن الأمور سوف تتحسن بمرور الوقت فقد صنعوا الرابطة والعلاقة الايجابية مع طفلهم لذلك باستطاعتهم أن يتعايشوا مع كل الأوضاع وبثقة كبيرة".