محاضرات

المحاضرة التي ألقاها في الليلة الاولى من ليالي عاشوراء 1429 في حي الجامعة تحت عنوان (أهداف ثورة الامام الحسين (ع)) في 9/1/2008

هذه الليلة الأولى من ليالي عاشوراء، حيث نتعرف من خلالها على دور القائد الإمام الحسين(ع) في ترسيخ النصر للأمة، وفي تحديد معالم طريقها،

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا وقائدنا وحبيبنا أبو القاسم محمد(ص) وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين .

السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليم يا ابن رسول الله وابن أمير المؤمنين، وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام عليك وعلى الشهداء الذين حلوا في فنائك، عليك منَّا سلام الله ما بقيت وبقيت الأرض والسماء. والسلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته.

هذه الليلة الأولى من ليالي عاشوراء، حيث نتعرف من خلالها على دور القائد الإمام الحسين(ع) في ترسيخ النصر للأمة، وفي تحديد معالم طريقها، وعندما نحيي هذه الذكرى نحاول أن نأخذ من معينها بعضاً من ثمارها ونتائجها، لنستفيد من الدروس والعبر، ولنتعلم في حياتنا كيف نكون حسينيين وزينبيات. لعلَّ السؤال الذي يُطرح عادة ويخجل البعض من سؤاله خشية أن يسيء إلى الإمام الحسين(ع) هو : هل انتصر الإمام الحسين(ع) في كربلاء كما تقولون؟ وهل كان بالإمكان أن يتمثل رب العالمين بجنوده وملائكته لينصره كما نصر بعض الأنبياء والرسل في اللحظات الحاسمة؟ ولماذا يقولون لنا دائماً بأن هذا الشكل من النصر هو شكلٌ مطلوب؟ أوليس النصر المادي الحقيقي الذي يعيشه الإنسان أبلغ أثراً، وأكثر انتشاراً ، وأكثر ترسيخاً لدين الله تعالى على الأرض من شهادة فيها معاناة وحسرات، وخسائر كبيرة تتطلب الكثير لاستخلاص نتائجها في النصر للإسلام والمسلمين؟

طرحت هذه الأسئلة التي قد تكون في ذهن البعض، لأقول: أن أي نقاش أو أي سؤال يرتبط بالنهضة الحسينية هو سؤال مشروع، ويجب علينا أن نفهمه، وعلينا أن نتعرف حقيقة على الإنجاز التاريخي والمستقبلي الكبير الذي صنعه الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه.

أولاً : كي نعرف إذا تحقَّق النصر أم لا ، علينا أن لا ننظر إلى لحظة المعركة، بل إلى الأهداف التي طرحها الإمام الحسين(ع)، ولننظر إلى نتائجها إذا كانت تحققت أم لا، بعد شهادة الإمام الحسين(ع)؟ فإذا تبيَّن أن أهدافه تحققت هذا يعني أنه انتصر بانتصار الخط، وإذا تبيَّن أن أهدافه لم تتحقق فيعني هذا أنه انهزم ومشروعه في آنٍ معاً.

ما الذي قاله الإمام الحسين(ع) عندما خرج من المدينة المنورة، كتب وصية لأخيه محمد بن الحنفية ، وإنما كتب هذه الوصية لتبقى عبر التاريخ كي لا نلتقط نحن كلمة له من هنا وكلمة من هناك وربما هذا هو الهدف وربما ذاك هو الهدف، أراد أن يقول لمستقبل البشرية: الهدف مكتوبٌ خطياً في رسالة مع محمد بن الحنفية اقرأوه وتعرفوا عليه، ثم بعد ذلك قارنوا إذا ما كانت قد انتصرت الثورة الحسينية أم لا، ومما قاله في الرسالة الوصية: " إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي(ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي علي"، هذه ثلاثة عناوين طرحها الإمام الحسين(ع) كهدف لخروجه، هو لم يقل: أنا خرجت لأزيح يزيد عن عرشه وأحكمكم باسم الإسلام، إنما قال هذه العناوين الثلاث، أولاً : إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، أريد الإصلاح في الشؤون العقائدية والسياسية والأخلاقية، أريد الإصلاح في هذه الأمة تراكم فيها أخطاء وسلبيات وانحرافات ستدمر الأمة الإسلامية، ولا يبقى للإسلام لا موقع ولا موقف إذا استمر الانحدار بالطريقة التي حصلت بعد وفاة رسول الله(ص) إلى سنة 60 للهجرة عندما تسلم يزيد الخلافة وراثة عن أبيه معاوية، إذاً هو يريد الإصلاح، ويريد أن يقول للناس: هذا ليس خليفة لكم، وهو خليفة غير شرعي، يريد أن يقول للناس: حاكمكم يجب أن يكون مؤمناً طاهراً طيباً ويحكم بالإسلام، يريد أن يقول لهم: كيف تتصرفون في بيوتكم ومع عائلاتكم في المجتمع ولا ترعون العهود ولا تلتزمون بأوامر الإسلام؟ "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله" هذا الهدف الأول.

الهدف الثاني: " أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة إسلامية، فعلى كل واحد منَّا واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يستطيع أن يؤثر في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وجد الإمام الحسين(ع) أنه في هذه الموقعة في كربلاء يستطيع أن يؤثر في دمائه، ولا يمكن أن يتحقق هدف الإصلاح من دون هذه الطريقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقام بالجهاد.

الهدف الثالث: " وأسير بسيرة جدي رسول الله و(ص) وأبي علي(ع)"، هذه السيرة التي جعلت الإسلام عظيماً ، وهذه السيرة التي مكنت من إقامة أول دولة إسلامية كاملة بهذه الطريقة على يد رسول الله(ص)، وبعده على يد أمير المؤمنين علي(ع) ، وكذلك كانت هذه السيرة سيرة الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ رسالة الإسلام، وإحقاق الحق وإزهاق الباطل، وجعل الإسلام هو منهج الحياة الحقة للناس.

هذه الأهداف الثلاثة طرحها الإمام الحسين(ع)، فما الذي حصل؟ في كربلاء حصلت معركة عسكرية لإنجاز هذه الأهداف، ولم تكن المعركة العسكرية لإنجاز شيء آخر، ولم تكن المعركة من أجل السيطرة على الحكم، وليست لأهداف خاصة، إنما هي من أجل الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسير بسيرة رسول الله(ص) وأمير المؤمنين علي(ع)، إذا أردنا أن نقارن النتائج التي حصلنا عليها منذ سنة 61 للهجرة إلى سنة 1429 للهجرة (اليوم) هل نجد أن نهضة الإمام الحسين(ع) تراجعت أم تقدمت؟ هل نجد ان بقاء الإسلام أصبح واضحاً أم أنه غائب؟ ألا تجدون أن منهج أهل البيت(عم) تركز وتجذر وكبر وامتد وتخرج العلماء الكبار العظماء والشعوب الإسلامية على امتداد الأرض، ووصلنا اليوم إلى إقامة دولة الإسلام الكبرى في إيران الإسلام والمقاومة الإسلامية في لبنان، وبدأت ترتفع الأصوات التي تُبرز الإسلام الحقيقي وتكشف الزيف البعيد عن طاعة الله وعن الإسلام الذي سلكه البعض من أمة محمد(ص)، فكانت النتيجة أن ارتفع اليوم نهج محمدٍ وآل محمد مضيءً على الكرة الأرضية يُبيِّن نهج الإمام الحسين(ع).

إذاً هذا انتصار ، وهذا فوز لأن الهدف تحقق من النهضة الحسينية، هنا يأتي السؤال الثاني : ألم يكن بالإمكان أن يتدخل رب العالمين فينصر الإمام الحسين(ع) بجنوده من الحاجة إلى هذه المعركة المأساوية التني بقيت في التاريخ؟ الله تعالى وضع قواعد عامة أرادها أن تسري على كل الناس، واستثنى حالات معينة رآها مناسبة فتدخل بإعجازه، أمَّا القاعدة العامة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "، إذا لم تنصروا الله تعالى لم ينصركم باسم الله وفي سبيل الله وهذا أمر طبيعي، هل كانت الأمة تنصر الله في وقتها؟ لم تكن كذلك ، بدليل أن من مشى مع الإمام الحسين(ع) عددٌ قليل، هناك سبعون وعلى أحسن الروايات لم يتجاوزوا المئة، فمعنى ذلك أن الأمة انحرفت، وأن الأمة لم تكن مع الله تعالى فكيف يعطيها نعمه ونصره، ورأيتم أن هذه الأمة بدأت تتوسع وتضعف وتتقاتل وتتناحر إلى أن سقطت بشكل رسمي في أوائل القرن العشرين حيث سيطر عليها الأعداء وجزؤوا بلداننا، كل هذا من نتائج الانحراف الذي استمر لسنوات. إذاً الله عزَّ وجل وجد أن هذه الأمة غير كفوءة لأن تفوز مادياً لأن تنتصر في المعركة، وهو يريد أن يختبر كما قال لنا أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ "، هذه هي السنة الإلهية الاختبار حتى يبرز المستحق للمكانة العظيمة عند الله تعالى ويبرز الذي يستحق العقاب في الدنيا بعدم فوزه ونصره فضلاً عن مسؤوليته في الآخرة.

إذاً ما حصل مع الإمام الحسين(ع) هو إدانة للأمة ومكانة للإمام(ع) وأهل بيته وأصحابه لأنهم كانوا مع الله فجعلهم الله تعالى قدوة، وجعل لهم المكان وأدخلهم في القلوب والعقول، وتقدموا على البشرية جمعاء، وبرز الإمام الحسين(ع) كسيد لشباب أهل الجنة، بل سيد لشباب أهل الأرض جميعاً من خلال هذا الأداء العظيم في كربلاء.

إذاً هذا الاختبار الإلهي هذه هي طبيعته، يتدخل رب العالمين عندما ...، فنحن وعدنا الله تعالى قال:" وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ "، في الوعد الإلهي بأنه بظهور الإمام المهدي(عج) ستمتلئ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، هذا وعد إلهي، كيف يتحقق؟ الله تعالى وعد وهو يحقق، لذلك في مسألة الإمام المهدي(عج) لا تشغلوا بالكم بهذا الموضوع عندنا إمكانات كافية أم لا، هل يمكن لهذا العالم المنحرف أن ينكسر أم لا، الله تعالى يقول أن نصبر وهو الذي يهيئ الظروف المؤاتية التي توصل إلى النتائج الباهرة ويتدخل بطريقته بأسباب مختلفة، هذه هي إرادته، الامتحان علينا وعلى هذه الأمة يجري عبر التاريخ، وعلى الأمة أن تثبت جدارتها وأهليتها.

من هنا عندما نرغب أن يكون لدينا نصر مادي يجب أن نعد العدة لهذا النصر" وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ "، ويجب أن نتوكل على الله تعالى إذا وجد الله تعالى أننا نمتلك أهلية النصر ينصرنا من عنده بما لا نحسب له حساب، فالنصر الإلهي ليس في حساباتنا وإنما بحسابات الله عزَّ وجل، نحن نقوم بما علينا والباقي على الله تعالى كيف يتدخل، ومتى يتدخل، وبأي طريقة" وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى "، لكن يوجد مقدمات يجب أن تتوفر، هذه المقدمات مسؤوليتنا نحن، مسؤوليتنا أن نعطي وأن نضحي وأن نرفع راية الإسلام ، لا أن ننظر إلى النصر حتى نعمل لها، أو إلى الهزيمة حتى نتراجع عنها، بالعكس علينا أن نعمل على أساس أن ترتفع راية الحق حتى ولو كلفنا ذلك الشهادة في الموقع الصحيح وفي الأمر الذي يصدر عن الولي الفقيه، وبالإدارة التي تمتد إلى محمد(ص) وآل محمد(عم).

أمامنا تجربة وهي تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان، لو أجرينا احصاءً دقيقاً لإمكاناتها وعدد شبابها ومؤيديها لوجدنا أن الأرقام لا تساوي عدداً كبيراً ومهماً وعظيماً إذا ما قورنت بأرقام الكفر في العالم التي يتصدى له الإسلام. وعندما كانت إسرائيل تهاجم هذه الجماعة القليلة كانت أمريكا تمدها بجسر جوي عسكري وبكل المعلومات الاستخبارية والتقنية بحيث تمسح الجو بالكامل، ويساندها مجلس الأمن ويقف إلى جانبها كل العالم المنحرف سياسياً وإعلامياً ومخابراتياً وبالدعم المادي وبكل ظروف الدعم ومع ذلك انتصر حزب الله في المعركة بتوفيق وتسديد الله تعالى، وإنما قلنا مراراً وتكراراً بأنه نصرٌ إلهي لأن هذه القلة في مواجهة الكثرة، وهذه الإمكانات المتواضعة في مواجهة الإمكانات الكبيرة لا يمكن أن تنتصر مادياً ، لكن الإيمان المزروع في قلوب هؤلاء المؤمنين مع تمسكهم بأهل البيت(عم) والمنهج الحق المستقيم للإسلام المحمدي الأصيل هو الذي أدَّى إلى الانتصار الكبير ، فكان يمثل موقفهم الإيمان الذي أراده الله تعالى بهم، والتوكل على الله تعالى من خلال أدائهم، وهذا ما طبَّق عليهم الآية الكريمة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "، نصروا الله تعالى لم تعد للإمكانات حساب ولم تعد للقلة حساب ، إنما أصبح لنصر الله تعالى الحساب الكبير ، فتدخل الله تعالى بأساليبه وبطرقه من دون أن نعرفها أو ندركها، لأن الانتصار لا قدرة لتحقيقها مادياً فكان نصراً إلهياً على درب الإمام الحسين(ع) .

هذا النموذج الذي قدمته المقاومة الإسلامية هو نموذج حسيني، ولا نستحي أننا أبناء الإمام الحسين(ع) ، إلى جانبه كان النموذج الزينبي موجود من خلال أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا ، وكيفية تأديتهم في المعركة، وكيفية التصدي الإعلامي في بعض المقابلات والاستفتاءات التي كانت تحصل في أثناء المعركة.

هذا النموذج للمقاومة الإسلامية أذهل الأعداء وعلى رأسهم أمريكا، وجعل أمريكا تفكر ليل نهار كيف تقضي على هذا الخط وعلى هذا الاتجاه الإسلامي الأصيل، بعد أن أعيتها الحيلة في المسألة العسكرية ولم تنجح، فارتأت أن تواجهنا سياسياً في الداخل اللبناني، من خلال جماعتها، ومن خلال الهرطقات المعروفة على الطريقة اللبنانية، ولعلمكم نحن لا نريد في لبنان لا مركز ولا منصب ولا زعامة ونيابة، نحن نريد في لبنان أن نعيش أعزة بإيماننا وتقوانا وأن نربي أطفالنا وأولادنا على حب الاستقامة وعلى المنهج السليم، ونريد أن نكون أعزة لا نسلم بلدنا لأحد، ولا نسمح لوصي أن يأخذ مكاننا لأننا مؤهلون بأن نحكم أنفسنا على طاعة الله جلَّ وعلا.

هذا أمر غريب في الفهم الاستكباري والفهم الغربي ، لأنهم لم يجدوا من هذه الحالة، والآن أحد أهم المواجهة للمقاومة الإسلامية ولحزب الله أنهم لا يريدون لهذه التجربة أن تنتشر، ولا يريدون لهذه التجربة أن تعطي إلهاماً للمستضعفين في الأرض، لا يريدون لهذه التجربة أن تحرجهم في أماكن مختلفة من العالم، ولكن أبشركم وأطمئنكم هذه التجربة كتب الله لها أن تنجح وأن تكون منارة هدى في جميع المقاومات على هذه الأرض، وبالتالي لا تستطيع لا أمريكا ولا غيرها أن تمنعها وأن تقمعها ، هي في القلب والعقل ، هي مع محمد وآل محمد(ص).

لذلك نقول لهم: لا تتعبوا أنفسكم، إذا كنتم تفكرون أنكم تضيقون علينا لنتنازل عن حقوقنا وعن عزتنا وعن تحرير بلدنا واستقلالنا فهذا أمر بعيد، يمكن أن يتحقق مع غيرنا ولكن لا يتحقق معنا، وكل النقاش الدائر حول عدد الوزارات في الوزارة الجديدة، وحول السلة الواحدة، ليس مبنياً عندنا على قاعدة الحصة التي سنحصل عليها كحزب الله، بل الأمر مبني عندنا على عدم تنفيذ القرار السياسي للضغوطات الأجنبية التي يمكن أن تتحكم من خلال قنوات معينة منها ما رأيناه في الأحداث التي جرت في تموز سنة 2006 حيث كان مجلس الوزراء معبراً للسياسات والمواقف التي أضرت بنا، ونحن نريد أن تكون السياسات منسجمة مع عزتنا وكرامتنا.

إذاً نحن اليوم نحيي ذكرى عاشوراء الانتصار للمبادئ وللأهداف، ولذلك علينا أن ننهل من معينها وأن نبقيها حاضرة، لأنه من أكبر نعم الله تعالى علينا أن بيننا الإمام الحسين(ع) ، ومن أكبر الخسائر الموجودة عند الأمم الأخرى أن ليس فيهم حسيناً، والحمد الله الذي بصَّرنا بتعاليم الإسلامي وأنعم علينا بمحمد وآل محمد(ص).