الموقف السياسي

الدول التي تحاول أن تفرض شروطها لتعيق تشكيل الحكومة لا تستطيع فرض رؤيتها / الكلمة التي ألقاها في الاحتفال الذي اقامه حزب الله في منطقة الغبيري بمناسبة ولادة الإمام علي (ع) في 9/7/2009

الدول التي تحاول أن تفرض شروطها لتعيق تشكيل الحكومة لا تستطيع فرض رؤيتها

أقام حزب الله بالتعاون مع بلدية الغبيري احتفالاً بمناسبة ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) في منطقة الغبيري، وتحدث في الاحتفال رئيس البلدية الحاج أبو سعيد الخنسا معدَّد إنجازات البلدية ومنها تلزيم قطعة أرض لمواقف سيارات للمنطقة وبناء مدرستين بالتعاون مع الصندوق الكويتي.

ثم تحدث راعي الاحتفال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم عن شخصية الإمام علي(ع) في العدل والزهد والشجاعة والقدوة، ثم قال:

اليوم كل العالم يشيد بالانتخابات النيابية في لبنان، الغرب وأمريكا وكل المسؤولين الذين يحضرون إلى لبنان يهنئون لبنان على نجاحه في الانتخابات النيابية، ونقول بأن التهنئة أولاً وأخيراً بالانتخابات النيابية هي للمعارضة اللبنانية الشريفة البطلة التي قبلت بالنتيجة على الرغم من كل ملاحظاتها ورضيت أن تلجأ إلى الأساليب القانونية للاعتراض، ولم تتحرك في الشارع، ولم تؤدِ إلى مشاكل وعقبات في وجه نتائج الإنتخابات، فإذا نجحت الانتخابات في لبنان فببركة المعارضة التي قبلت نتائجها وكانت شريفة في طريقة أدائها.

اليوم نعتبر أن الانتخابات مرَّت وأصبحنا في وضع ما بعد الانتخابات، ولن نتحدث عن الماضي ونعيش مع الأطلال، وإنما نقول بأن هذه الانتخابات أفرزت توازناً سياسياً دقيقاً في لبنان، لأن المعارضة شارفت أن تأخذ نصف المجلس النيابي، والموالاة زادت ببعض مقاعد عن النصف، فالتوازن موجود في داخل المجلس النيابي لأنه لا توجد أكثرية كبيرة ولا أقلية مسحوقة، وإنما هناك أكثرية بسيطة وأقلية تقارب الأكثرية ببضع نواب، هذا يعني أن التوازن في البلد لا زال قائماً، وعلى كل طرف أن يلتفت إلى كيفية العمل ليأخذ بعين الاعتبار أنه لا يستطيع أن يبني البلد وحده ولا يستطيع أن يستأثر ولا أن ينكر دور وقوة وحضور وشعبية الطرف الآخر بكل الموازين وبكل المعادلات.

نحن كمعارضة مرتاحون على وضعنا تماماً، مرتاحون سياسياً ومرتاحون شعبياً، ومرتاحون لكل الخطوات التي يمكن أن تواجهنا في المستقبل ولكل الاستحقاقات التي ستأتي أمامنا، لسنا قلقين ولا متوترين، ولا لاهثين وراء الحقائب، ولا نعيش حالة إرباك ، بل نعتبر أن المعارضة اليوم متماسكة وقادرة على أن تساهم مساهمة فعالة في مستقبل لبنان.

أمَّا بالنسبة للحكومة فنحن قدَّمنا ما علينا، وقلنا بأننا مستعدون للمشاركة بحكومة وحدة وطنية، وتصرفنا بإيجابية كاملة على قاعدة تأكيدنا على المسار السياسي للبنان، وعلى قاعدة أن لبنان في الموقع المقاوم وفي موقع العدو لإسرائيل، وفي الموقع الذي يرفض أن يكون تحت أي وصاية أجنبية كائناً ما كان لغتها أو صفتها أو موقعها، وبالتالي من موقعنا في الاستقلال وفي التحرير نعتبر أننا في حالة مرتاحة ومطمئنة، وننتظر من الرئيس المكلف أن يُنهي مشاوراته ليعلمنا بما يمكن أن يفعله، وعندها نعطي أجوبتنا النهائية لأن قاعدتنا أن نعمل كشركاء وهو مسؤول عن أن يقدم الفكرة التي تعزِّز الشراكة.

نحن رحبنا بالتفاهم العربي العربي، ونعتبر أنه مهم وإيجابي للبنان، سواء كان اسم التفاهم سوري سعودي أو سوري مصري، أو كان اسم التفاهم على مستوى عربي دولي، فليتفاهموا كما يريدون ولكن لا نقبل أن يكون لبنان محطة لبعض المصالح الخارجية، وبالتالي الدول التي تحاول أن تفرض شروطها لتعيق تشكيل الحكومة هي لا تستطيع فرض رؤيتها، ولا تستطيع فرض حلولها لأن شعبنا في لبنان اختار أن يعبر عن نفسه من خلال الانتخابات، وبالتالي ما تتفق عليه الموالاة والمعارضة هو الذي سيكون للبنان، وهو الذي سيؤسس عليه للمستقبل.

لقد سمعتم تصريحات قادة إسرائيل في أنهم يهولون على لبنان إذا دخل حزب الله في الحكومة، ويهددون لبنان بأنهم سيضربونه وسيحملونه المسؤولية، لكن إسرائيل عاجزة ومكشوفة، اليوم هم يتباهون بأنهم يدافعون عن أنفسهم أمام ما قاله عنهم سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله(حفظه الله) " إن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" هم يحاولون استعراض العضلات ليقولوا : لا نحن لسنا كذلك، نعم هم أوهن من بيت العنكبوت وهم مكشوفون أمام العالم، ومهما تترسوا بأسلحتهم وإمكاناتهم فإنهم لا يستطيعون فرض شروطهم علينا، نحن نختار إذا كنا نريد أن نكون في داخل الحكومة أو خارجها الشعب اللبناني يختار ما الذي يريده، وبالتالي لا محل لإسرائيل لا في سياستنا ولا في أرضنا ولا في مشروعنا ولا في مستقبلنا، ونحن جاهزون وبالمرصاد خاصة أننا استطعنا كمقاومة بعد جهدٍ كبير بالتعاون مع الجيش والشعب اللبناني أن نحول كل لبنان إلى مواجه وعدو مع إسرائيل ، فإسرائيل اليوم هي عدو كل اللبنانيين من دون استثناء، تذكروا في فترة من الفترات استقطبت إسرائيل جماعات من لبنان وكانوا عملاء لها، واستقطبت جواسيس وكانوا عملاء لها، انتهى زمن العملاء وخرج منهم من خرج، وترك منهم من ترك، ثم انكشف الجواسيس الواحد بعد الآخر لتسقط منظومة الاعتداء الإسرائيلي بالتجسس والعمالة، وهذا يُبيِّن ضعف إسرائيل أمام قوة لبنان وجيشه وشعبه ومقاومته وهذا سيستمر إن شاء الله تعالى.

لطالما استجدى بعض اللبنانيين قرار الأمم المتحدة 425 لتحرير الأرض، فلم تتحرر الأرض إلاَّ بيد المجاهدين ودمائهم وسواعدهم، فخرجت إسرائيل ذليلة تبكي على الأطلال ويبكي معها الغرب وأمريكا وكل من ساندها من الدول الكبرى، لا لم نلجأ إلى أحد ليعطينا حقوقنا، سنقف ونصرخ وندافع ونتحدى لنحصل على حقوقنا، نحن لا نريد أن نعتدي على أحد ولكن لا نقبل أن يُعتدى علينا.

إسرائيل اليوم تهدد، تهدد من؟ تهدد أصحاب الأرض ، تهدد المقاومة، تهدد الشعب الأبي، هذه التهديدات تُظهر إجرام العدو الإسرائيلي، وللأسف مجلس الأمن في حالة سبات عميق، والدول الكبرى تساند العدوان والغصب الإسرائيلي، ماذا فعلت الدول الكبرى ومجلس الأمن بالخرق اليومي للقرار 1701 علناً وجهاراً بالطيران الإسرائيلي الذي يخترق الأجواء، لم تفعل شيئاً كل هذه الدول لأنهم يؤمنون بمطالب إسرائيل واعتداءاتها ولا يؤمنون بحقوقنا، إذاً من الذي يعيدها؟ نحن الذين نعيدها إن شاء الله تعالى، كما انتصرت المقاومة فحررت في أيار سنة 2000 وتحدت وصمدت وطردت إسرائيل في تموز 2006، إن شاء الله ستبقى عنواناً للدفاع البطولي لكل صاحب ضمير وعزيز في لبنان.

لاحظوا اليوم في العالم ، التسوية التي تتحدث عنها أمريكا اليوم هي إيقاف بناء المستوطنات لمدة ثلاثة أشهر مقابل التطبيع مع العربي، يريدون إنهاء القضية الفلسطينية بإيقاف بناء المستوطنات ثلاثة أشهر! على أن يبقى بناء 2500 بناية مستمراً، ما هذه التسوية ! أي دولة فلسطينية يريدون إعطاءها للفلسطينيين! فحل الدولتين حسب إسرائيل: دولة يهودية يعني طرد العرب من أراضي 48، ولدولة فلسطينية لا حدود لها ولا سلاح فيها ولا ماء، إنما مخيم كبير تحت رحمة إسرائيل، ما هذه الدولة التي يعدون الفلسطينيين بها؟ إذاً هناك خطر كبير ومشروع خطير يجب أن لا نقبل، على العرب أن ينتبهوا ، وليعلموا أن لديهم قوة في المقاومة في لبنان وفي فلسطين، نقول بكل وضوح: كل المؤشرات تدل اليوم أن أوباما هو في المسار السياسي لجورج بوش المقبور، لن يتغير علينا شيء ولكن الفرق أن بوش يكثر في الكلام أمَّا أوباما يعمل على "الناعم" ، ولكن إذا راقبنا المسار السياسي، فالمسار السياسي لأوباما هو كالمسار السياسي لبوش تماماً فيما يتعلق بالنظرة إلى القضية الفلسطينية وكيفية متابعتها، لذلك أمامنا وضع صعب ومعقد علينا أن ننتبه وأن نبقى متكاتفين.