ومما جاء فيها:
المقاومة لم تعد مشروعاً، بل أصبحت مقوماً من مقومات لبنان ومن ثوابت لبنان، يعني اليوم لا نستطيع الكلام عن لبنان إلا وإلى جانبه صفة المقاوم، نحن اليوم في لبنان المقاوم، لبنان المقاومة، فلا لبنان بدون المقاومة، لأن لبنان الضعيف كان مسحوقاً بلا مقاومة، والآن أصبح ذا شأنٍ وفي موقع محترم من قبل العالم. صحيح أن هناك العديد من الأصوات لا تُعجبها المقاومة، لكن هذه المقاومة أصبحت متجذرة، فكيف تقتلعونها من قلوب الأطفال وعقول وأرواح الشباب والشابات والعجزة، فالمقاومة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من إيماننا وتربيتنا وحياتنا، المقاومة بالنسبة إلينا هواء نتنفسه ولا يمكن أن نعيش بدون هواء، دورها بناء وثمارها عظيمة، وقد حفظت لبنان الدولة والشعب، وتكاملت في علاقة فريدة ومميزة مع الجيش اللبناني. بعض الأصوات تقول أن وضع لبنان بحيث هناك مقاومة بجانب الجيش لا يوجد له شبيه في العالم، نعم هذا صحيح، فالعلاقة بين المقاومة والجيش والشعب في لبنان ليس له مثيل في العالم، فكما تميَّز لبنان بطوائفه وخصوصياته في هذه المنطقة، تميَّز بأنه أبدع ثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة، ليقف ثابتاً أمام التحديات، وهذه تجربة نعرضها أمام العالم، فمن كان له خصوصيات لبنان عليه أن يكون لديه جيش وشعب ومقاومة كما في لبنان حتى يكون قوياً وينتصر.
نحن نسمع كما تسمعون من الصراخ والعويل وشقِّ الثياب، لكن هذه التصرفات لا تبني دولة ولا تحمي وطناً ولا تنتج مشروعاً، وقد آلينا على أنفسنا أن لا نرد على هذه الترهات التي تصدر بين الحين والآخر، وأن نتصرف بصمت وأن نعمل لأن العمل أرسخ، فمع كل التطورات التي ترونها في لبنان والمنطقة نحن في أعلى درجة إطمئنان ولسنا خائفين لا على المستقبل القريب ولا البعيد، لأننا رأينا أن الله تعالى معنا ونحن نقوم بواجبنا على أكمل وجه، وطالما أننا نقوم بالعمل الصحيح فلا مشكلة مهما كانت الصعوبات والعقبات، فإن أي صعوبة يأتي بعدها حل، ولكننا مؤمنون بأن الإنتصار دائماً حليفنا.
التآمر على لبنان لم يتوقف ولن يتوقف، والاستقرار الذي ترونه في لبنان هو ببركة ثلاثي القوة الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة، والتخريب مصدره الدائم أمريكا وإسرائيل، فالسفيرة الأمريكية في لبنان هي راعية الجاسوسية، وهي تُصدر البيانات المختلفة التي تحرض وتشعل الفتن. أمريكا تريد الفوضى في لبنان ونحن نريد الإستقرار، أمريكا تعمل ليل نهار من أجل أن تفتن بين مقومات الشعب اللبناني، ونحن نمدُّ أيدينا إلى الآخرين ونقول لهم سنبقى معاً ونتعاون لما فيه مصلحة لبنان، أمريكا ليس فيها خير في أي موقع دخلت فيه إلى لبنان أو إلى العالم. أنظروا إلى العالم العربي اليوم، حيث يوجد فوضى وتعقيدات وأخطار ستجدون أمريكا حاضرة، ما الذي ستخسره أمريكا إذا خربت البلدان العربية من أولها إلى آخرها، فهي مسارح خارج دائرة أمريكا. هل تعلمون أن إسرائيل تقبض 3 مليارات دولار في السنة الواحدة فقط من أجل الدعم الأمني والعسكري، فضلاً عن الخدمات التي تُعطيها أمريكا لإسرائيل من دون أن تُحتسب في الموازنة، هذا لإنشاء المستوطنات وتشجيع العدوان والاحتلال، إذاً أين هو الموقف الأمريكي الذي يريد أن يكون منصفاً أو يعمل للسلام الدولي. على كل حال لبنان لم يعد مسرحاً ولا ملعباً للوصاية الأمريكية ولا لغيرها، فشعب لبنان واعٍ وشجاع.