ومما جاء فيها:
اليوم تعلمون أن الجامعة العربية اتخذت قراراً بعقوبات ضد سوريا، وفجأة أصبحت الجامعة العربية تمتلك الجرأة والشجاعة لاتخاذ هذا الموقف الآثم الذي تحاول من خلاله أن تحاصر دولة عربية وشعباً عربياً هو الدولة والشعب السوريين، أخطأت الجامعة العربية كثيراً في تغطية هذا المشروع الأمريكي المفضوح الذي يريد إسقاط المقاومة في منطقتنا من أحد بواباتها وهي البوابة السورية.
هذا الموقف من الجامعة العربية سيؤثر على مستقبلها، وسيؤثر على رصيدها، وسيؤدي إلى أن تكون دولها في دائرة الاستهداف المستقبلي من الغرب الذي اعتاد أن يدخل إليها من بوابة أجنبية، وبالتالي لن تكون أي دولة وافقت على العقوبات بمنأى عن الاهتزاز السياسي بعد اليوم، لأنها ستستفرد بناءً على المصالح الأمريكية.
كنا نتمنى أن تعمل الجامعة العربية بوظيفتها الأساسية، وأهم وظيفة للجامعة العربية أن تحمي أرض فلسطين وأن تستعيد فلسطين وأن تناصر الفلسطينيين، من لا يعمل لتحرير فلسطين ونصرة فلسطين ليس عربياً وليس منصفاً ولا يستحق أن يكون بهذا العنوان الذي يجب أن يمتد لتحرير المقدسات، وإلاَّ لا قيمة لهذا العنوان، أين الجامعة العربية من وظيفتها الأساس لتحرير فلسطين والقدس، ولوقف العدوان السافر على فلسطين ولبنان والمتكرر دائماً في كل آن؟ بعض أعضاء الجامعة العربية لهم علاقات مع إسرائيل، بعض أعضاء الجامعة العربية يمتنعون لسنة أو لسنتين أو لثلاث سنوات عن انتقاد إسرائيل ولو لمرة واحدة كل سنة، خشية أن تغضب عليه إسرائيل وأمريكا، هذا أمر سيء لهذه الجامعة.
أما في لبنان، لبنان القوي يختلف عن لبنان الضعيف، نحن في زمن لبنان القوي، وفيه لا قدرة لأحد أن يعيد لبنان للوصاية الأجنبية أمريكية كانت أو غير ذلك، وبالتالي لبنان الذي كان ضعيفاً، ولبنان المعبر الرخو للإضرار بسوريا لم يعد موجوداً ولو سمعنا أصواتاً، ولو حاول البعض أن يجر لبنان إلى ملعب الوصاية الأجنبية خدمة لمشاريع أمريكا وإسرائيل، فهذا الأمر لم يعد ممكناً، لدينا لبنان القوي بإرادة أبنائه وكل خصوصياته.
وأقول بوضوح: بعد هذه التجارب وهذه التضحيات والجهاد في سبيل الله والتحرير، لم يعد الأجنبي قادراً على التحكم بلبنان، والذي يتقوى بالأجنبي لم يعد قادراً على تغيير المعادلة الداخلية، لأن البعض يبحث عن الأجنبي حتى يزيد من شعبيته، أو حتى يعوض نقص الشعبية لينتصر على الآخر، أثبتت التجارب خلال السنوات الأخيرة أن كل الاستقواء بالأجنبي لم يقدم شيئاً، ذلك أن أغلبية الشعب اللبناني أتخذ خياراته وانتهى.
نحن أمام حقائق ثابتة وراسخة لم يعد بالإمكان أن يغيرها، نحن أمام معدلة ثلاثية حقيقية وثابتة هي المعادلة الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة، نحن أمام عدوٍ إسرائيلي يعتبره الشعب اللبناني بأسره عدواً ولا يتجرأ أحد أن يكون إلى صفه، نحن أمام لبنان القوي الذي استبدلناه وأصبح بدل لبنان الضعيف الذي كان راجحاً على عقولنا وعلى خياراتنا، لبنان القوي هذا يختلف عن لبنان الضعيف.
اليوم نعتبر بشكل واضح أن إسرائيل عدوٌ خطر، والمقاومة جاهزة بالمرصاد، لا يثنيها تحليلات غير متزنة، ولا دعوات لإضعاف لبنان، ولا تنظيرات الاستسلام والتسوية والقبول بمشاريع الغرب أو غير ذلك، انتهينا من هذه المرحلة التي ننفذ فيه بناءً على الضغوطات وبناء على التصريحات، نحن في زمن المقاومة القوية، والجيش المدافع، والشعب الصامد، وأمام هذه المعادلة لا يمكن للبنان لا أن يكون معبراً ولا مسرحاً ولا يمكن أن يكون ذليلاً في مواجهة إسرائيل.