ومما جاء فيها:
اليوم المقاومة عنوانها الاستقلال والتحرير، ويوهمونهم بفتات الرضا الدولي فيسلبونهم كل شيء من كرامة ومكانة ومستقبل للأجيال، أما نحن فقد حسمنا خيارنا، لن نقبل الذل ولو جاء على طبقٍ من ذهب، ولن نقبل المكتسبات التافهة ولو قاموا بدعايات كبيرة بالنسبة إلينا، مهما كانت حياتنا ومهما كانت صعوباتها سنبقى رافعين للواء المقاومة الشريفة وهذا ما سنعمل له.
أنتم تعلمون أنه يوجد تحرك عربي واسع في هذه الفترة، نعم نقول بصراحة نحن مع نموذج مصر لأن مصر تحركت بإرادتها وأسقطت الطاغية حسني مبارك بإرادتها، وكان شعبها متصدي، ولكن لسنا مع النموذج الذي يحصل في سوريا في التدخل الدولي الذي يريد أن يغير المعادلة غصباً عن الشعب السوري، الأمر واضح وكل الناس يرون بشكل جلي.
اليوم أمريكا هي قبيلة كبرى تتصرف كالقبائل الهمجية في العصور الوسطى التي كانت تهجم على القبائل الصغرى فتقتل وتنهب وتأخذ كل الخيرات، أمريكا اليوم معتدية بلبوس معاصر، والتجسس الأمريكي الذي حصل في لبنان هو لخدمة إسرائيل من خلال المعطيات التفصيلية للجواسيس، نستطيع أن نعلم أنهم كانوا يقدمون خدمات لإسرائيل، هم يريدون جمع المعلومات لخدمة إسرائيل، وهم مساهمون في العدوان الإسرائيلي، ولأن إسرائيل عجزت وانكشفت شبكاتها، وتبين أن معلوماتها قليلة ولا تستطيع أن تفعل ما تشاء، استعانت بأمريكا، وكلكم يعلم أن عدوان تموز 2006 قراره أمريكي وإدارته أمريكية ومفاوضاته أمريكية، هؤلاء يتصرفون بعداء مع الشعب اللبناني ومع المنطقة، وأمريكا اليوم هي غطاء للعجز الأمريكي.
نحن واضحون: أمامنا تجربة اسمها الثلاثي الذهبي: المقاومة والجيش والشعب، أثبت هذا الثلاثي أنه قوي وأنه لمصلحة لبنان، والمسارات الأخرى تبين أنها تضر لبنان، ولذا نحن متمسكون بهذه المعادلة الذهبية، نحن نعمل لبناء الدولة على أسس صحيحة، صحيح أن خيارنا مكلف ولكنه مثمر، وفيه تضحيات ولكنه مصحوب بالنصر، وفيه معاناة ولكن يؤدي إلى الاستقلال والكرامة. سنواجه التطورات الحالية بإيمان وحكمة ومصلحة متقبلين النتائج مهما كانت، ولن نكون متفرجين وسنفعل ما نستطيع، لكننا نكثر من العمل ونقل من الكلام، ولا بدَّ في نهاية الحديث أن نستنكر بوضوح تلك الاعتداءات الإسرائيلية في اختراق الأجواء اللبنانية في جنوب لبنان، وهل سنسمع يا ترى من جماعة 14 آذار أنهم سينتقدون اختراق الأجواء اللبنانية! لأننا رأيناهم حريصون على الحدود في جوانب أخرى، فهل هذه الحدود هي من الجوانب التي تهم لبنان أم لا.