نحن اليوم في لبنان نحاول من خلال عملنا كحزب الله أن نعمل لمصلحة الناس، ولمصلحة كرامتنا وعزتنا واستقلالنا وحريتنا، وهذه شعارات لا نرفعها فقط وإنما ندافع عنها ونقاتل من أجلها. بالأمس مرة جديدة يسقط رهان إفشال الحكومة من خلال ملف الكهرباء، وتنجز هذه الحكومة مشروع الكهرباء، وهو أحد المشاريع التي تساعد على تحسين الأوضاع لدى الشعب اللبناني، وبعد هذه التجربة التي كانت عصارة وخلاصة معاناة شديدة منذ تشكيل الحكومة وحتى الآن، أعتقد أن بإمكان اللبنانيين جميعاً أن يراقبوا ما الذي حصل منذ إسقاط حكومة الحريري إلى تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي والانطلاق ببعض الخطوات العملية لهذه الحكومة. لقد أصبح بإمكان اللبنانيين أن يشيروا تماماً إلى الحريص على بناء الدولة ومعالجة شؤون الناس في مقابل أولئك الذين لا يهمهم إلا السلطة، حتى لو دمروا البلد وخرَّبوه على رؤوس أبنائه. هذه الفترة كانت إمتحاناً مهماً ليتبيَّن الناس من الذي يتحدث عن بناء الدولة ويهدمها، ومن يقلُّ من كلامه عن بناء الدولة ويعمِّرها، لأن بناء الدولة يحتاج إلى تضحية وإلى تعاون، وهذا ما نفعله بحمد الله تعالى، بل أننا نرى أن أطرافاً في البلد لا تريد لمسار هذه الحكومة أن تنطلق ولا لهذه الدولة أن تُبنى، لأنهم لا يتحملون أن يكونوا خارج السلطة وكأن نهاية المطاف هي هذه السلطة. نحن لا نبتغي لا زعامة ولا سلطة، وإنما نبتغي صلاحاً للناس وهذا ما أثبتناه ونثبته عملياً، واليوم لو سألت الناس في لبنان، سيقولون لك بأن حزب الله من أحرص الناس على بناء الدولة ومصالح الناس.
حزب الله متمسك برؤيته بثنائي الأهداف وثلاثي القوة، أما الهدفان فهما: توفير الموقف والأداء السياسي الذي يحرر ويحمي ويحصِّن، يحرر الأرض من الاحتلال، ويحمي البلد من العدوان، ويحصِّن الاستقلال من الأغيار الذين يريدون السيطرة على بلدنا، والهدف الثاني تأمين أداء حكومي يعالج وينمِّي، يعالج الثغرات ويواجه الفساد ويضع يده على المشاكل الموجودة، وينمِّي ما يساعد الناس على معالجة شؤونهم الاقتصادية والاجتماعية، ويوفر مصالح الناس بتوازن وعدالة. أما ثلاثي القوة فقد أنجز التحرير والانتصار وحصَّن الموقف المقاوم. التحرير في عام 2000 هو نتيجة من نتائج هذا الثلاثي، والانتصار في العام 2006 هو ثمرة وجود التلاحم الحقيقي بين المقاومة والجيش والشعب، وتحصين الموقف المقاوم ورفع الرؤوس عالياً، والوقوف بصلابة أمام حقوقنا، هو بسبب هذا الثلاثي الخيِّر. لاحظوا معي، خيار حزب الله في سياسته في لبنان يحقق نجاحات تصاعدية، وتنضم إليه قوى دينية وسياسية ترفع شعاراته وتؤيدها وتسير على هديها، ما يدل أن ما زرعناه وما أعلناه وأكدناه خلال السنوات الماضية كان طريق الحق المنير، والذي يشكل رافعة حقيقية لكل الشرفاء والأحرار الذين يريدون لهذا البلد الاستقرار والعزة والمستقبل، خيار حزب الله يمنع أن يكون لبنان مطية أو تحت الوصاية الأجنبية تحت أي شعار من الشعارات، فقد وصلنا إلى سن الرشد، ولا نحتاج لا إلى انتداب ولا إلى استعمار ولا إلى وصاية من أحد، وقد أثبتنا أن أرضنا إن لم تعد لنا بقرارات مخادعة من مجلس الأمن فإن سواعد شبابنا وعمل عوائلنا هو الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى أن يُخرج إسرائيل ذليلة، ويُخرج معها كل الداعمين والمؤيدين المحليين والدوليين ليُثبت مجدداً أننا أصحاب كرامة، وبإمكاننا أن نُعيد أرضنا ولا نحتاج منة ولا جميلاً من أحد.
خيارنا يحقق التعايش الكريم والمحترم لأطياف الشعب اللبناني ولطوائفه، ونحن لا نتحدث ولن نتحدث يوماً بلغة العصبية، وأخذ المكتسبات لنا، لقد شهدت مواقفنا أننا نناصر ونؤيد حقوق الطوائف المختلفة عندما تكون مشروعة حتى لو كانت على حسابنا، لأننا نريد أن نبني معاً، وفي عملية البناء يحتاج الأمر إلى تضحيات، واليوم إذا أجرينا عملية حسابية سريعة لنرى كم هو حجم التأييد الشعبي لهذه الخيارات التي نحملها، لوجدنا أنه بالحد الأدنى كنا وقت الانتخابات النيابية سنة 2009، مع كل التعقيدات والضغوطات والمؤامرات التي علينا وصلنا بالأرقام الإحصائية في الانتخابات النيابية إلى حوالى 55 بالمئة من الشعب اللبناني، أما وقد أُضيف لنا من أُضيف سياسياً ودينياً من الطوائف المختلفة والأحزاب والقوى والزعامات والشخصيات، فأعتقد أننا اليوم قد تجاوزنا ثلثي الشعب اللبناني، وأستطيع أن أقول أن الأغلبية التي تتجاوز الثلثين من الشعب اللبناني يؤيدون هذا الخط، وإن شاء الله إلى المزيد لأن البعض يتريَّث أو أنه مضغوط بخصوصياته المذهبية والطائفية، ولو تُرك الناس لخياراتهم لكان لنا أكثر من 90 بالمئة من الشعب اللبناني.
أي مراهنة على تطورات المنطقة هي مراهنة فاشلة، لا يوجد تعديلات في الاتجاهات الموجودة في المنطقة، أولئك الذين يعتقدون أنهم إذا تابعوا مع أمريكا وخطط أمريكا وإسرائيل سينجحون، سيخسرون أكثر فأكثر، لأن أمريكا تخسر، فهي لم تتمكن من قلب النظام في سوريا، ولا بد أن تخرج من العراق لأنها قوة احتلال ويرفضها الشعب العراقي، وهي تعاني في أفغانستان من القتل المستمر، وتسير الأوضاع في مصر بحراك ومفاجآت تعطل قدرتها على التحكم، والثورات العربية في حالة نزاع بين نفسها من أجل أن تُثبت حضورها وبين السرَّاق الدوليين الذين تتزعمهم أمريكا ولا تتمكن أن تقود كما تشاء، أما إسرائيل فقد قطَّعت أوصال التسوية السياسية مع الفلسطينيين حتى لم يعد أحد من الفلسطينيين كائناً من كان أن يناقش إسرائيل بموقف أو بكلمة، والمقاومة الفلسطينية تمتلك حيوية فعالة جعلتها تُعيد إلى الساحة المقاومة المسلحة لتحرير الأرض بعد زمن طويل من المعاناة، والمقاومة في لبنان سدٌّ منيع أمام أطماع إسرائيل، وجهوزية عالية لمواجهة أي تحدٍّ، ما يجعل ، أولئك الذين يعتقدون أنهم إذا تابعوا مع أمريكا وخطط أمريكا وإسرائيل سينجحون، سيخسرون أكثر فأكثر، لأن أمريكا تخسر، فهي لم تتمكن من قلب النظام في سوريا، ولا بد أن تخرج من العراق لأنها قوة احتلال ويرفضها الشعب العراقي، وهي تعاني في أفغانستان من القتل المستمر، وتسير الأوضاع في مصر بحراك ومفاجآت تعطل قدرتها على التحكم، والثورات العربية في حالة نزاع بين نفسها من أجل أن تُثبت حضورها وبين السرَّاق الدوليين الذين تتزعمهم أمريكا ولا تتمكن أن تقود كما تشاء، أما إسرائيل فقد قطَّعت أوصال التسوية السياسية مع الفلسطينيين حتى لم يعد أحد من الفلسطينيين كائناً من كان أن يناقش إسرائيل بموقف أو بكلمة، والمقاومة الفلسطينية تمتلك حيوية فعالة جعلتها تُعيد إلى الساحة المقاومة المسلحة لتحرير الأرض بعد زمن طويل من المعاناة، والمقاومة في لبنان سدٌّ منيع أمام أطماع إسرائيل، وجهوزية عالية لمواجهة أي تحدٍّ، ما يجعل إسرائيل مربكة وخائفة وحائرة لا تعرف ماذا تفعل، وما الذي سينالها في المستقبل. ثقوا أن المستقبل للشعوب التي تصنع اليوم حاضرها ومستقبلها، والصدارة إن شاء الله للثورة والمقاومة والممانعة، ولا بدَّ للقيد أن ينكسر.