وأبرز ما جاء فيها:
حزب المستقبل وجماعة 14 آذار يعانون من ثلاثة أمور صعبة ومعقدة، وهي وراء كل هذه النتائج السلبية التي يحاولون تسويقها والتصرف من خلالها.
أولاً: يعانون من انهيار معنويات القيادة، فالرئيس سعد الحريري في حالة مراجعة، وهو خارج البلد، ولا يزال يدرس لماذا هذه الانحدارات المستمرة في موقع حزبه، وفي دوره في لبنان، بسبب الأخطاء المتراكمة التي قاموا بها، وهذا طبعاً ينعكس سلباً على جماعته الذين يفتقرون إلى وجود القيادة بينهم، وهذا الانهيار سببه فقدان السلطة التي جعلت تصرفات فريق حزب المستقبل تصرفات غير موزونة.
ثانياً: الفشل في إدارة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتي برزت بشكل واضح من خلال نتائج الحكومات المتعاقبة التي كان يرأسها سعد الحريري.
ثالثاً: التراجع المستمر في وضع جماعة 14 آذار، فهم ليسوا كما بدأوا في سنة 2005، خرج منهم الأستاذ وليد جنبلاط، وخرج من تأييدهم بشكل أو بآخر الأستاذ ميقاتي، وكذلك الأستاذ محمد الصفدي وآخرون، وهكذا هناك خسائر حقيقية فضلاً عن تراجع تأييد الناس لهذا الخط، لأن الناس اكتشفوا بأن هذا الخط لا ينسجم أبداً مع طموحات اللبنانيين ومع المستقبل الذي يريدونه.
بسبب هذه الأمور الثلاثة: انهيار معنويات القيادة، والفشل في إدارة الملفات، والتراجع المستمر، وجد جماعة حزب المستقبل و14 آذار أن الطريق الأفضل لتغطية الخسائر المتلاحقة هي الشتائم والصراخ ومحاولة كيل الاتهامات اتجاه الطرف الآخر، هذا لن ينفع، وهذا لن يؤدي إلاَّ إلى المزيد من الخسائر التي ستنالهم.
نقول بوضوح: نفخر أن مشروعنا في لبنان هو مشروع سيادة لبنان وتحريره وحمايته، ولا يشرفنا التواطؤ مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي.
نحن نفخر بثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة، فهذا وسام شرف يعلق على صدور الجميع، ولا يشرفنا إضعاف لبنان لمصلحة إسرائيل.
نحن نفخر بأننا عملنا محترِمين للآليات الدستورية في البلد، فقبلنا عندما كنا أقلية نيابية، وقبلنا عندما أصبحنا أكثرية نيابية، وشاركنا في الحكومة عندما وجدنا ذلك مفيداً، ورفضنا عندما وجدنا ذلك مفيداً، ولكننا لم نعمل لتخريب البلد، ولذا لا يشرفنا أولئك الذين يعملون للفوضى لأنهم لا يحكمون، وهذا لا ينسجم أبداً مع الآليات الدستورية.
إلى الآن كانوا يتغنون أنهم كانوا أكثرية وأُخذت منهم هذه الأكثرية، كيف أُخذت منكم؟ أنتم أكثرية بالتجميع، ونحن أصبحنا أكثرية الآن بالتجميع، فما الذي اختلف بيننا وبينكم، ولذلك هذا الأمر لا نتصرف فيه بردة فعل وإنْ تصرفوا.
أيضاً نفخر بأننا أنجزنا تحريراً عام 2000 ونصراً عام 2006، ورفعنا الرؤوس عالياً ولا يشرفنا أن نكون من مثبطي الهمم والعزائم الذين يقبلون بالمذلة.
لم نسمع منهم حتى الآن اعتراضاً واحداً على منهجنا وأدائنا، كل ما سمعناه صراخ وشتائم وتصريحات منسوخة عن التصريحات الإسرائيلية في الموقف من المقاومة وسلاحها وعزة لبنان، فليقولوا لنا أمراً واحداً يعترضون عليه لنناقشهم ويكون لمصلحة لبنان، لم يقولوا شيئاً! فهم لا يسألون ولا يهتمون.
فليكن واضحاً: حزب الله لن ينجر على الفتنة مهما سعوا إليها، ولن نفرِّط بأخلاقياتنا في التعامل ولو فرَّط الآخرون بها، فليصرخوا ما شاؤوا سنواجههم بالعمل والإنجازات، ولن نواجههم بالصراخ والشتائم، لقد أوصلوا البلد إلى هاوية لا ينقذهم منها مراشقة الشرفاء، ونحن نسأل: أنتم مسؤولون أمام الناس عن حقبة طويلة كنتم تحكمون فيها، فما الذي أنجزتموه؟ أين ذهب الـ 11 مليار دولار بإدراتكم؟ من الذي أوصل البلد إلى هذه المديونية التي تجاوزت الـ 60 مليار دولار؟ من الذي أوقعنا بهذا الشلل الموجود في الدولة في كل المؤسسات والمحسوبيات؟ من الذي أوصل إلى الفساد المستشري وإلى حالة الإرباك السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه البلد؟ أنتم كنتم على رأس الحكومات المتعاقبة ماذا فعلت وماذا أنجزتم؟ اليوم تطالبون الآخرين بل لا تسمحون للآخرين بالعمل وتطالبونهم بالإنجاز، أعتبر أن الناس ترى بشكل واضح وتحكم، وتستطيع أن تشير إلى المسؤول من دون أي تردد، هل يظنون أنهم إذا تحدثوا عن حزب الله وأساؤوا إليه يكون لهم مقام في البلد، إذا تكلمنا ردوا علينا بغير كلامنا، وإذا سكتنا اعترضوا على سكوتنا، وحمَّلوا سكوتنا أطروحات من النقاش والكلام لأننا سكتنا، لأن هذا السكوت معناه كذا وكذا... هذا التحرش الدائم بحزب الله هدفه أن يجدوا لأنفسهم موقعاً، لأن من طال الكبار يعتقد أنه يمكن أن يكبر بالتحرش بهم وبمحاولة النقاش ضدهم.
هذا الأمر لن يثنينا عن متابعتنا للطريق بشكل طبيعي، لن نتراجع، لدينا برنامج عمل سنقوم به، وبالتالي نحن نأسف أن تكون خسارة حزب المستقبل للسلطة سبباً لخلل التوازن الذي يعيشه هذا الحزب بسبب سلطة يمكن أن تعود ويمكن أن لا تعود المهم هو مصلحة لبنان.