وذلك بحضور السفير السوري في لبنان وممثل سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني وحشد من الفعاليات والفصائل الفلسطينية.
وقد تحدث منسق عام جبهة العمل الإسلامي الشيخ بلال شعبان فحيى العملية الجهادية في إيلات وانتقد كل دعاة الفتنة التي تسيء إلى وحدة المسلمين.
ومما جاء في كلمة الشيخ قاسم:
لا يوجد سنيٌ ولا شيعي يدعو إلى التفرقة أو إلى الفتنة، داعية التفرقة والفتنة بين المسلمين لا علاقة له بالسنة ولا بالشيعة بل هو جزء من المشروع الإسرائيلي الصهيوني في منطقتنا، كائن ما كان موقعه ، ومهما كان علمه، ومهما استخدم من آيات على المنابر، لأن الله تعالى يدعونا إلى الاعتصام بالوحدة.
نحن معنيون بأن نعزز هذه المسيرة، وفي الواقع مسيرة الوحدة الإسلامية بخير، لأنهم كلما صالوا وجالوا أكثر يعني هذا أننا ننجح، وكلما أعدوا المؤامرات الأصعب يعني أننا ننجح، وكلما تدخلت الدول الكبرى من أول إلى آخرها ليفتنوا بيننا ثم بعد ذلك يخرج المقاومون من لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان بلهجة واحدة وموقف واحد ضد أمريكا وإسرائيل هذا يعني أننا ناجحون بوحدتنا وسنستمر إن شاء الله تعالى مهما فعلوا.
لا بدَّ من توجيه التحية الكبيرة للمجاهدين الأبطال في إيلات الذين قاوموا العدو الإسرائيلي، ونحن نفخر بأن يسجل على مستوى العالم بأن هؤلاء المقاومين الشرفاء إنما قاموا بواجبٍ إلهي كبير، وعبَّروا عن حقيقة قناعة شعبنا الفلسطيني المجاهد والبطل، رحم الله شهداءهم وأعان الله من تبقى منهم وجعلنا وإياهم من الذين يستمروا في الجهاد والمواجهة لتحرير فلسطين كامل فلسطين من البحر إلى النهر إن شاء الله تعالى.
المقاومة اليوم مستهدفة من قبل الاستكبار العالمي، وليست مستهدفة من قبل بعض الأدوات المحلية التي لا حول لها ولا قوة، ولذلك تلاحظون أن المعركة ضد المقاومة معركة عالمية، أمريكا تتحدث عن المقاومة وتواجهها، أوروبا تحذو حذوها، مجلس الأمن يغطي بشاعة تحركات هذه الدول الكبرى، إسرائيل عدوٌ تابع، إذاً مقاومتنا في كل مواقعها مستهدفة استكبارياً، وخاصة هذه المقاومة في لبنان، لأن هذه المقاومة حقَّقت أربعة أمور:
أولاً: واجهت إسرائيل ركيزة السيطرة الإستكبارية في المنطقة، وأذلتها وأخرجتها من لبنان وجعلتها تعيش حالة إرباك لم تشهده في تاريخها، وسُجَّل عليها أول انتصار، لقد هُزم هذا المارد الكرتوني الذي أخافونا منه، وبالتالي أصبحت مقولة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر مقولة بائدة، وحلَّ محلها الجيش الإسرائيلي الذي يقهر بشيءٍ من المقاومة والصبر والتوكل على الله تعالى.
ثانيا: يواجهون المقاومة لأنها تريد الاستقلال والقرار الحر لبلدها وشعبها.
وثالثاً لأنها ثبتت إرادة التحرير والتغيير والأمل بالمستقبل، وهذا ما يمكن أن يغير المعادلة بالكامل ويؤثر على مخططات العدو.
رابعاً: لأنها رفضت أن تكون أداة استعمارية رخيصة لأي نوع من أنواع الاستعمار في المنطقة أو في العالم.
وبالتالي أصبحت المقاومة تمثل الطليعة والرمز والفخر والاستقلال والمستقبل، وهم لا يريدون لنا هذا المستقبل ولذا يواجهنا هذا الاستكبار. ومن أجل هذا تستخدم أمريكا كل إمكاناتها لمواجهة المقاومة، لجأت أمريكا أولاً إلى الفتن الداخلية والمذهبية من أجل أن تربك الساحة من داخلها، ففشلت.
ثانياً:وأرادت أن تجر البلد إلى جدلٍ حول المقاومة وسلاحها اعتقاداً منها أن هذا الأمر يربك المقاومين فاستمر المقاومون بالإعداد والاستعداد والتجهيز إن شاء الله تعالى إلى ما هو أفضل.
ثالثاً: قرروا حرب تموز العدوانية سنة 2006 برعاية وإشراف دولي من أجل ضرب جذور المقاومة وحضورها وفشلوا بحمد الله تعالى فانتصرت المقاومة.
رابعاً: يستخدمون اليوم المحكمة الخاصة بلبنان كأداة من أدوات مواجهة المقاومة والإضرار بها، هذه المحكمة إنما أُنشئت بهدف ضرب محور بكامله هو محور المقاومة والممانعة، الذي يمتد من المقاومة في لبنان إلى المقاومة في فلطسين إلى سوريا وإيران، وإلى كل الأحرار الذين يلتفون حول عنوان واحد هو عنوان المقاومة في مواجهة إسرائيل والمشروع الاستكباري، ولا علاقة لهذه المحكمة لا من قريب ولا من بعيد بكشف الحقيقة، وفي هذه المرحلة هدفها استهداف حزب الله.
من يطالع القرار الاتهامي لبلمار يجد أنه أعتمد على الأدلة الظرفية ونظَّر أنها أهم من الأدلة الحسية، ولا يوجد أي دليل حسي في كل المطالعة التي قدمها.
ثانياً: ركَّب سيناريو سينمائي يفتقر إلى معلومة صحيحة واحدة.
ثالثاً: اعتمد التحليل الافتراضي، ومن بداية النص الاتهامي قال: تقوم الأدلة على الاستنتاج والاستدلال المنطقيين، وردد أكثر من ست أو سبع مرات قوله: من المعقول الاستنتاجي، بحيث أن كل النتائج التي وصل إليها هي في دائرة: من المعقول، ويمكن، ويستحيل أن يكون صدفة، ولا بدَّ أن يكون هكذا، وهذا هو الاحتمال الراجح، ما يدل أن هذا الاتهام هو اتهام افتراضي بامتياز وليس فيه أي دليل حسي.
رابعاً: اعتمد الاتهام على شبكة الاتصالات من دون أي كلمة في المحادثات الهاتفية، وإنما بوجود إشعاعات تقول بأن هذا الهاتف كان موجوداً في مكان وتزامن واقترن مع هاتف آخر في مكان آخر أو في المكان نفسه وحصلت استنتاجات كبيرة.
بكل وضوح المحكمة منذ إنشاؤها أُنشئت لتحقق هدف استهداف المقاومة والممانعة في منطقتنا، هذا الاتهام مفتوح على اتهامات أخرى لجهات أخرى، لقد حاولوا الوصول إلى اتهام حزب الله منذ أربع سنوات عبر شهود الزور، وكان دليلاً محكماً ومتقناً بالنسبة إليهم، لكن فضيحة شهود الزور اضطرتهم أن يتركوا هذا الدليل وهذا الطريق، وأخذت معهم بعض الوقت من أجل أن يبحثوا عن طريقة أخرى ودليل آخر فلجأوا إلى الاتصالات، وكانوا قد أوهموا الرأي العام بالاعتقال الظالم للضباط الأربعة تحت عنوان أنهم يعملون بجد وأن الأدلة متوفرة لديهم، وتبيَّن أيضاً أن الاعتقال ظلمٌ كامل ليس فيه أي دليل لا حسي ولا افتراضي، ولكن هناك قرار أن تستهدف هذه الجهة وهذه الجماعة.
أدعو في هذا اللقاء الرئيس سعد الحريري لفك ارتباطه مع محكمة مضلِّلة وجائرة، لنبحث معاً عن الحقيقة بدل أن ندعهم يتلاعبون ببلدنا وعواطف شعبنا، هذه المحكمة ليست لكشف من اغتال والدك، هذه المحكمة هي لإلحاق الضرر بلبنان، ولإحداث الفتنة ولتخريب هذه النتائج العظيمة التي حصلنا عليها ببركة الوحدة الوطنية وببركة المقاومة، وأنت ترى آثار المشروع الأمريكي الإسرائيلي في منطقتنا، ألا ترى ما تفعله إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني قتلاً وتدميراً واحتلالاً وتفجيراً بتغطية أمريكية كاملة من دون أن يُسأل عن شهيد واحد من شهداء فلسطين! ألا ترى كيف يتدخلون في البلدان المختلفة ويعيثون فيها فساداً في كل المنطقة العربية من دون استثناء، ليضعوا أيديهم على مقدرات البلاد وليؤثروا على واقعها فضلاُ عن الاحتلال لكل من أفغانستان والعراق، ألا ترى أنهم أعلنوا بوضوح في عدوان تموز بأنهم يريدون لبنان بوابة للشرق الأوسط الجديد، أي شرق أوسط جديد يريدونه؟ تأكد لن تكون يا سعد الحريري جزءً من الشرق الأوسط الجديد لأن شرق أوسطهم سيكون إسرائيلياً مع عملاء يعملون في خدمتهم ولن يقبلوا أحدٌ منّا ولا منكم. كن جريئاً أيها الرئيس سعد الحريري لتقول كلمة حق لمصلحة الوحدة الوطنية والإسلامية ولمصلحة العلاقات فيما بيننا، لا زلنا نعتقد أن الطريق مفتوح وأن الفرصة متاحة، بدل الإيغال في التعبئة التي تخدم المشروع الأمريكي الإسرائيلي بكل وضوح، هل يمكن أن تكون هناك رجعة؟ هذا الأمر عندك، لأن المقاومين الشرفاء ليسوا متهمين، ولن يكونوا متهمين، ولا يمكن أن نخضع لابتزاز أمريكا وإسرائيل ولو وقف العالم كله ضدنا، لأننا أصحاب حق وصاحب الحق سلطان، والظالم لا بدَّ أن يسقط، والحق لا بدَّ أن يرتفع ويبقى.
لقد أثبت لبنان حضوره بثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة، فلنعمل على تعزيز هذا الثلاثي لمصلحة لبنان، لن نقبل مع أولئك الذين يريدون إضعاف لبنان، لأن إضعاف لبنان مشروع إسرائيلي، لن نقبل مع أولئك الذين يريدون إسقاط المقاومة لأن إسقاط المقاومة يعني إنشاء المستوطنات في جنوب لبنان والبقاع الغربي، لن نقبل مع أولئك الذين لا يريدون وقفة العز لأن من حقنا أن نعيش أعزة في بلدنا ولا تستطيع لا إسرائيل ولا أمريكا أن يفعلوا شيئاً معنا، عندما يكون لدينا المجاهدون الشرفاء الأبطال الذين رفعوا رؤوسنا عالياً، وأثبتوا أنهم جديرون بالاستقلال والحرية والكرامة. خيارنا بناء الدولة لا هدمها، خيارنا الاستقلال ضد الوصاية، خيارنا أن يكون لبنان لنا جميعاً لا لجهة ولا لجماعة ولا لطائفة ولا لمذهب، خيارنا ان تكون حقوقنا وكرامة شعبنا ونحن في موقع الدفاع لا نريد الاعتداء على أحد ولكننا لا نقبل أن يمس أحدٌ منهم ظفر طفل عندنا لأن لنا كرامة أن نحمي نساءنا وأطفالنا وبلدنا في مواجهة أولئك الذين يتجبرون ويتكبرون.
لقد تشكلت الحكومة اللبنانية بولادة قيصرية، وكانت المعاناة كبيرة، واعتقد البعض أن الولادة لن تحصل، فولدت بحمد الله تعالى، وضاقت بهم الأرض بما رحبت عندما تمَّ التأليف وصدر البيان الوزاري على أساس أنَّ كل التحليلات العالمية والإقليمية كانت تقول: بعدم إمكانية ولادة هذه الحكومة، ولكن يبدو أنهم نسوا أن رحمة الله تعالى واسعة.
هذه الحكومة واجهت الكثير من التحديات من أجل أن لا تتشكل، ومن أجل أن لا تنطلق، والحمد الله تشكلت وانطلقت ونحن نأمل لها الخير، وأمامها تحديات كبيرة خاصة على المستوى المعيشي والاقتصادي، سنتابع من أجل أن تكون الإنجازات هي التي تتكلم عن نفسها، ونحن نعلم أن هناك من سيعمل لعرقلتها، ولن يقبل منها أي شيء، ولكن سنستمر على قاعدة واجباتنا وعلى الله الاتكال.