وأبرز ما جاء فيها:
المعادلة الثلاثية: الجيش والشعب والمقاومة، تعني القوة في مواجهة العدوان، والاستقلال مقابل التبعية، واسترداد حقوقنا بدل الاستسلام، وعدم استجداء مجلس الأمن المتواطئ مع إسرائيل، هذه المعادلة الثلاثية هي لمصلحة لبنان، وهي التي حررت الأرض أولاً، وهزمت الاحتلال ثانياً، وحمت لبنان ثالثاً، دلوني على طريق آخر حقق التحرير والهزيمة للعدة والحماية للبنان؟ لا طريق أمامنا إلاَّ هذا الطريق، وما هي المشكلة أن نعلن صراحة بأننا على جهوزية كاملة للدفاع عن لبنان، هل هذه خطيئة نرتكبها إذا أخفنا العدو من قوتنا؟ علينا أن نخيفه في كل يوم وإلاَّ أخافنا، علينا أن نُشعره بقوتنا ومنعتنا وعزتنا حتى لا يرتكب حماقة الاعتداء علينا، هذه الجهوزية التي نتميز بها في لبنان هي جهوزية الاستقرار والإنماء وهي جهوزية الدفاع في مواجهة العدو.
من هذا الذي يبحث عن تعطيل قدرته وقوته ولمصلحة من؟ عندما نقول: بأن البحر كالبر بالنسبة إلينا، أرضنا جزءٌ من بلدنا وهي لنا ومن حقنا، وبحرنا هو لنا وجزءٌ من بلدنا وحقٌ لنا، حقوقنا في البحر كحقوقنا في البر، لا تنازل عنها، ولن نستجدي حمايتها من أحد، ولا نقبل غصبها، ومن أراد أن يجربنا فليجرب. عندما نعلن جهوزيتنا حماية لحقوقنا في البر والبحر إنما نعبر عن وطنيتنا وعن مؤازرتنا لجيشنا ولشعبنا لنكون يداً واحدة في مواجهة العدو الإسرائيلي. وقد أثبتت التجربة أن إسرائيل لا ترتدع إلاَّ بالقوة، ولا تفهم إلاَّ لغة القوة، لا يردعها مجلس الأمن لأنه معها، ولا تردعها القرارات الدولية فهي حبرٌ على ورق لا قيمة لها، ولا تردعها التصريحات العنترية التي لا تُدعم بالسلاح والقوة والمجاهدين، وإنما تخيفها الطلقة الواحدة التي فيها لله تعالى وللوطن وللمستقبل وللأجيال وهذا ما نفعله في مواجهة إسرائيل.
وأضاف: خسر المشروع الإسرائيلي الأمريكي في لبنان خسارة كبرى خلال هذه السنوات الأخيرة، على الرغم من المحاولات الحثيثة لتثبيت الشرق الأوسط الجديد من بوابة لبنان كما قالت "رايس" أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان، هذا المشروع الأمريكي الإسرائيلي قد خسر خسائر متعددة، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ونستطيع اليوم أن نقول: أن لبنان متحرر بشكل كبير من المشروع الأمريكي الإسرائيلي، ولا توجد وصاية عليه، ولا يستطيع أحد أن يفعل في لبنان شيئاً إلاَّ إذا وافق أبناؤه، وبالتالي نحن لا نقبل بوصاية أمريكية إسرائيلية.
المشروع الأمريكي الإسرائيلي مُنع من الباب وبمواجهة مباشرة وبشكل معلن وصريح، قلناها مراراً وتكراراً لا للوصاية الأمريكية مهما كانت ستعطي وتنتج لأنها تعطي شيئاً وتأخذ أشياء، تعطي القليل وتأخذ الكثير، تدَّعي المساعدة لتسلبنا الوطن. أخرجنا المشروع الأمريكي الإسرائيلي من البلد ولن ندعه يمر لا من الشباك ولا من أماكن أخرى.
هناك مشكلة حقيقية علينا أن نتعايش معها علَّ الله تعالى يهدي أصحابها، هناك أدوات في الداخل لهذا المشروع تعمل لهدم الدولة واستباحتها وإضعافها، تريد هدم الدولة لأنها لا تؤمن بدولة ليست متسلطة علينا، وما المشكلة كونوا ديمقراطيين كما تقولون، وكونوا مواطنين صالحين كما تدعون، طالما أن الناس لا تريدكم أن تحكموها فاجلسوا جانباً لفترة من الزمن واتركوا الآخرين يحكموا واحكموا عليهم بعد ذلك، وطالبوهم، واعترضوا، وناقشوهم، لكن لديهم مشروعٌ واحد هو هدم الدولة، لذا قبل أن تتشكل الحكومة رفضوها ورفضوا مشروعها، ورفضوا بيانها الوزاري، ورفضوا أشخاصها قبل أن يعرفوا ماذا ستقول وما هو بيانها الوزاري! هذا يعني أنهم لا يريدون حكماً في لبنان إذا لم يكونوا هم الحكام، هذا لا يحق لهم ولا لغيرهم، عجيب كيف أنهم فجعوا فجيعة غير عادية لأنهم خسروا السلطة، رأينا أناساً كثيرين يخسرون فيئنون ولكن أن يصل الوضع إلى تخريب البلد على رؤوسهم ورؤوس غيرهم لأنهم خارج السلطة، هذا أمر غير عقلائي وغير مناسب على الإطلاق، أين دعاة العبور إلى الدولة؟ هؤلاء يريدون أن يعبروا بالدولة لا أن يعبروا إلى الدولة، أين دعاة بناء الدولة؟ هؤلاء يريدون هدم الدولة لا بناء الدولة، أين دعاة اللجوء إلى القوانين المرعية الإجراء؟ هؤلاء لا يقبلون القوانين إذا كانت لا تحضرهم إلى سدة الحكم وتعطيهم السلطة. إنهم يعملون لإضعاف لبنان، لا يريدون لبنان القوة ولا الدولة القوية، ويصطفون وراء الاستكبار العالمي، وراء المشروع الأمريكي الإسرائيلي، لكن نحن سنعمل بكل جهد كمواطنين، ووفق الآليات الدستورية المعروفة، وبالوسائل المتاحة في النظام اللبناني، أن نمثل الناس، وأن نعمل في خدمتهم، من دون أن يكون هناك أي تداخل بين المقاومة التي تواجه إسرائيل بكل قوة والعمل السياسي الاجتماعي الداخلي الذي يلجأ إلى الآليات المعروفة، وأنتم تعلمون أن هذه الحكومة إنما أتت وفق آليات الدستور اللبناني والقوانين المرعية الإجراء.
اليوم تشكلت الحكومة، وهي تحاول أن تعمل بخطى سريعة من أجل تعويض الكسر الذي حصل خلال الفترة السابقة، وبكل وضوح أمام الحكومة أربعة ملفات ضرورية وأساسية:
أولاً ملف النفط والغاز: الذي يحتاج إلى مراسيم تطبيقية وإلى متابعة حثيثة من أجل الاستفادة من ثروتنا النفطية وثروة الغاز.
ثانياً: موضوع الكهرباء الذي يحتاج إلى معالجة عاجلة، ولو كلَّف ما كلف، لأننا مهما دفعنا على الكهرباء لن يساوي ما ندفعه واحد على ستين 1/60 من دُفع وحصل فيه الهدر وصُرف من أموال المواطنين وهم يتحملونه إلى الآن، بينما الكهرباء يمكن أن تُنعش الناس وتريحهم وهي استثمار في آنٍ معاً.
ثالثاً: ضرورة إيقاف مزاريب الهدر والفساد في المواقع والأموال والممتلكات والتعيينات وفي كل شأن له علاقة بالدولة، وهذه مسؤولية الحكومة.
رابعاً: ضرورة التصدي للمعالجات الاجتماعية للأزمة المعيشية المتفاقمة بجوانبها المختلفة، على الأقل لوضع خطوات الحل، أو خارطة الطريق التي تساعد لإجراء تحسن في واقع الناس، سواء في فرص العمل، أو بالمساعدات الاجتماعية في المواقع المختلفة من أجل إراحة الناس، ولتعطي الحكومة تجربة مميزة في أدائها.
ثم قال: هناك من يحاول زج لبنان في الأحداث السورية، هذا الزج للبنان لا ينفع لبنان ولا ينفع سوريا، ولطالما قلنا وقال الجميع: يتأثر لبنان بما تتأثر به سوريا، وتتأثر سوريا بما يتأثر به لبنان، ومن المفروض أن لا يكون لبنان الخاصرة الأمنية الرخوة التي تُستغل ضد سوريا، هؤلاء الذين يطلقون التصريحات ويهيئون المناخات السياسية الملائمة لتهريب الأسلحة والأموال والإمكانات عبر الحدود اللبنانية أو عبر البحر، هؤلاء يجرون لبنان إلى معركة ليست لمصلحة لبنان لا من قريب ولا من بعيد، وبالتالي على هؤلاء أن يعلموا أن أعمالهم هذه ليست نصرة لأحد في سوريا، وإنما هي تخريبٌ للبنان وتخريبٌ لسوريا، نحن ندعو في سوريا إلى أن يكون الحل بالحوار بين المعارضة والسلطة وكل مكونات الشعب السوري والنظام، وأن تكون هناك خطوات إصلاحية لتدعيم مسار الحوار والحل، وعدم اللجوء إلى السلاح والعنف ورفض التدخل الأجنبي، هذه القواعد هي التي تساعد لتنتقل سوريا من حالتها إلى حالة أفضل، ونحن مع سوريا المستقرة ولسنا مع سوريا المتوترة أو القلقة، ولسنا من الذين يقبلون أن يُستخدم لبنان منصة لتصفية الحسابات مع سوريا، هذا خطأ وخطر وبالتالي من مسؤولية الحكومة اللبنانية أن تتابع بدقة ما يفعله خفافيش الليل من أجل توريط لبنان بأمور ليس له فيها.