ومما جاء فيها: الحمد لله أننا ببركة المجاهدين والمجاهدات وببركة الشهداء الأبرار استطعنا أن نسجِّل نصراً يُدخل الهزيمة إلى كل بيت إسرائيلي وإلى كل عقل وكل روح إسرائيلية، اليوم اسرائيل تعيش أزمة بنيوية لها علاقة بقوة المقاومة وثبات المقاومة، وإن شاء الله يكون كل ذلك مقدِّمة للانهيار الشامل لإسرائيل. نحن لا نريد نظريات في السياسة وفي المؤسسات وفي قيام الدولة، تعالوا وأعطونا تجربة ناجحة حتى نلتزم معكم بها، نحن قدَّمنا تجربة ناجحة في المقاومة وقلنا بأنها لكم، نصرها نصركم وخيراتها خيراتكم، لا نريدها لأنفسنا بل نريدها لأمتنا، لا نريدها لمصالحنا بل نريدها لرفعة رؤوسنا جميعاً، لا نريدها للاستثمار السياسي بل نريدها لبثِّ الروح الجهادية في الأمة حتى تقوى على أعدائها، هل نحن مخطئون إلى قدَّمنا هذا العطاء للجميع؟! نحن سنتابع والمسيرة ستبقى منطلقة إن شاء الله تعالى مهما كثر المعكِّرون لصفوها، ونحن نعتبر أن هذه الطريق هي طريق صعبة ومعقدة، ولكن الحمد لله أكرمنا الله تعالى بأن منحنا إنتصارات وإنجازات في هذه الطريق، نحن حاضرون للصمود بدون انتصارات فكيف مع الانتصارات، هذه أمانة في أعناقنا، فإذا كنا حاضرون أن نصبر حتى لو كنا نُقتَّل ونُعذَّب فكيف لا نصبر والله تعالى يرفع من شأننا ويرفع من مقامنا ويعزِّز روح المقاومة في كل الأمة. مساكين هؤلاء الذين يعتبرون أنهم ببعض التصريحات يقلبون الميمنة على الميسرة، لندعم يتكلمون ونحن لن نردَّ عليهم، ليس لأننا عاجزون ولكن هم يردون منَّا أن نردَّ فنعطيهم شأناً ومقاماً ونحن لن نفعل ذلك لكي لا نُعطيهم المقام، فليكن المقاوم للعمل وليس للمناوشات. هذه الفترة التي نعيشها هي فترة الهزيمة لأمريكا وإسرائيل، هذا زمن الهزائم الأمريكية الإسرائيلية، ولكن يجب أن نستفيد من هذه الهزائم الأمريكية، ونحن نرحِّب بأولئك الذين يستفيدون من عبَرِ الهزائم ليعودوا إلى الطريق الصحيح، لن نحاسبهم على الماضي، سنقول لهم أهلاً وسهلاً، لأننا في النهاية نريد أن نبني بلداً. إسرائيل اليوم في أصعب حالاتها بعد هذه الغطرسة التي قامت بها، بعد هزيمتها في عدوان تموز على لبنان وعداونها على غزة، وإسرائيل العاجزة تحاول أن تنفِّس عن نفسها فتعتدي على المقدسات، تعتدي على المقدسات الإسلامية والمقدسات المسيحية وتسيء وتقوم بالإهانات، وهذا دليل ضعف وعجز، وعلينا أن نرفع الصوت للدفاع عن هذه المقدسات الاسلامية والمسيحية أمام هذه الصهيونية المتأمركة الظالمة للشعوب. نحن اليوم ندعو إلى بناء بلدنا بعيداً عن المناكفات، ولا أعتقد أن موازنة تزيد خمس مليارات أو تنقص خمس مليارات هي المشكلة في البلد، لدينا أزمة بنيوية في لبنان ولدينا عقلية كيدية في لبنان، وإذا استمر البعض بهذه الطريقة فهذا لا يؤدي إلى سلامة مسار البلد. نحن ندعو إلى إحالة الأمور إلى المؤسسات الدستورية، وندعو أيضاً لأن يحتكم الإنسان إلى هذه النتيجة، لا أن تكون أيضاً المؤسسات الدستورية محلَّ اهتمام عندما يكون لك مصلحة ولا تكون محلَّ اهتمام عندما لا يكون لك مصلحة، وفي هذا المقام أدعو السياسيين إلى كفِّ يدهم عن القضاء حتى يتمكن من الإفراج عن الضباط الأربعة، لأنهم وفي تقرير منظمة العفو الدولية مسجونون ظلماً وعدواناً، ولأنهم لم يدانوا ولم يُتَّهموا، إذاً أين هي المؤسسات وأين هو استقلال القضاء، على كل حال القضاء أمام اختبار وعليه هو أن يختار، إما أن ينجح في الاختبار أو أن يسقط فيه.