بحضور سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد محمد رضا شيباني والمستشار الثقافي الايراني السيد رئيس زاده، ومما جاء فيها:
اليوم نحن متَّهمون كحزب الله بأن لنا علاقة بإيران، ومن قال أننا نستحي من هذه العلاقة، علاقتنا مع إيران مفخرة وليست تهمة، لأن علاقتنا مع رمز الأخلاق والمقاومة والانسانية بينما علاقة غيرنا مع الابتزاز والاستسلام والخضوع لأمريكا وإسرائيل، فخير لنا هذه العلاقة من أن تكون لنا أي علاقة أخرى مع أي طرف من الأطراف، وهنا نشهد أن الدعم الاسلامي الإيراني للمقاومة في لبنان وللمقاومة في فلسطين، وللشعب اللبناني والشعب الفلسطيني كان له الدور الأساس في تحقيق الانتصار على العدو الاسرائيلي الغاشم، لقد أخذنا من إيران كل ما أردناه لكن إيران لم تأخذ منَّا شيئا، وأنا أتحدى أن يأتي أحد بدليل واحد أن المقاومة أعطت إيران شيئاً، هي التي أعطت ودعمت، وبالتالي هناك من لا يريد أن يأخذ حريته وكرامته، أما نحن فنريد حريتنا وكرامتنا، وسنمد اليد إلى كل دولة وكل جهة تُعطي بلا مقابل، لكننا لن نكون أزلام أمريكا وإسرائيل في يوم من الأيام لأننا نعرف العزة ومن يعرف العزة لا يمكن أن يستسلم لهؤلاء.
اليوم يتَّجه لبنان إلى الانتخابات النيابية، ونحن نصرُّ على أن تجري في موعدها، ونريدها أن تحصل لنحسم هذا الخيار وليكون للشعب اللبناني رأيه وخياراته في ممثِّليه، ولنطوي هذه الصفحة، ولكن نحن نرفض تلك الشعارات المذهبية والطائفية التحريضية التي يسوقها البعض ظنًّا منه أنه سينجح في الانتخابات من خلال التحريض، هذا ليس سلوكاً جيداً، فمن أراد أن ينجح عليه أن ينجح بالعطاء والتنمية ومنع الفساد، والمنافسة الشريفة لا بإثارة العصبيات والغرائز، واستحضار الماضي بطريقة مشوَّهة، نحن نربأ أن نردَّ على بعض التصريحات التي تتباكي على الأطلال وتحاول أن تُثير الغرائز بشكل مباشر أو غير مباشر، ونعلن بشكل واضح أننا لن نستحضر الفتنة ولن نجعلها وقوداً في انتخاباتنا، وبالتالي سنعمل ليكون مشروعنا مشروعاً يمنع أمريكا وإسرائيل من أن تسيطر على لبنان، سنعمل للتصويت للاستقلال والدولة القوية العادلة القادرة والتنمية ومواجهة الفساد والمفسدين أيًّا كانوا، بعيداً عن التبعية، نحن لا نريد استقلالاً ممنوحاً من الأمم المتحدة بل نريد استقلالاً يحميه الدم وأبناء هذا الشعب، كي يكون حراًّ من أي ثمن يمكن أن يُدفع في أي مكان في العالم. لقد رأينا أن غزة قد واجهت عدواناً اسرائيلياً همجياً بشعاً بكل وسائل التدمير والقتل والاغتيال، وماذا كان موقف العالم الغربي والأمريكي؟ كان من خلال مسؤوليه مؤيداً وداعماً ومنظِّراً سياسياً لحق اسرائيل في ردِّ الاعتداءات، وهنا تتحمل أوروبا وأمريكا وكل الدول التي ساندت الاعتداء الاسرائيلي مسؤولية البشاعة التي حصلت لأنهم كانوا إلى جانبها، صحيح أنهم لم يقتلوا مباشرة ولكنهم قتلوا بطريقة غير مباشرة، وشجَّعوا إسرائيل على الغطرسة. بالله عليكم ما هي تهمة غزة اليوم؟ تهمة غزة أن إيران تدعمها، أليست غزة لأهل السنة والجماعة؟ هل غزة شيعية؟ هي ليست شيعية، في السابق كانوا يقولون أن إيران تدعم الهلال الشيعي والمقاومة الشيعية، اليوم ماذا يقولون عن دعم غزة؟ هذا دليل أن المشكلة في المنطقة ليست سنة شيعية، المشكلة في المنطقة هي من مع المقاومة ومن مع الاستسلام؟ من يريد لإسرائيل أن تبقى ومن يريد لإسرائيل أن تسقط وأن يعود الفلسطينيون إلى ديارهم، المشكلة بين من يريد العزة ليعيش أجياله بكرامة ومكانة وبين من هو مستعدٌّ لبيع المستقبل من أجل كرسيٍّ ومن أجل بعض الإمكانات التي يملكها على حساب شعبه، هناك خزي موجود في المنطقة بسبب طريقة التعاطي مع اسرائيل والاستسلام لها. نحن نعلم اليوم أن إسرائيل فشلت في عدوانها على غزة كما فشلت في عدوانها على لبنان، وانتصرت غزة كما انتصرنا في لبنان، بصرف النظر عن الفروقات الجزئية والتفصيلية، انتصرت المقاومة لأن حماس بقيَت ولأن اسرائيل لم تستطع أن تحقِّق مشروعها، لا خيار لاسرائيل وللعالم إلا أن يعترفوا أن حماس والمقاومة في غزة هي البوابة الطبيعية للتعامل مع غزة، فمن أراد أن يضغط لتعديل المواقع السياسية ومن أراد أن يضغط باسم الاعمار ليُرغم الفلسطينيين على التنازل هو واهم، لأن من أعطى هذه الدماء في غزة لا يمكن أن يتخلى عن ثمارها العظيمة، ولا يمكن أن يبيع بلده لا لاسرائيل ولا لعرب اسرائيل ولا لكل أولئك الذين يسيرون خلف المشروع الأمريكي الاسرائيلي، من كان من العرب يدَّعي أنه مع غزة ليُثبت لنا بالتطبيق العملي، ومن كان مع غزة يدعم بالمال والسلاح والإعمار ولا يقف حجر عثرة لتحقيق شروط اسرائيل، ومن كان مع غزة يتوقف عن إرهاق الفلسطينيين بالشروط التي تُخفي تواطؤ بعض العرب مع اسرائيل والأمور كلها مفضوحة، الناس ترى وليس مهمًّا أن يقول البعض أنه يعمل لمصلحة غزة، فالكل يعلم من هو الذي يعمل لمصلحة غزة ومن لا يعمل لها. نحن اليوم في زمن جديد، وراقبوا التطورات، لقد انتقلنا بعد الثورة الاسلامية المباركة، وبعد نشوء المقاومة وتعاظم قوتها في مواجهة اسرائيل انتقلنا من عصر الاستسلام إلى عصر المقاومة، ومن زمن الهزائم إلى زمن الانتصارات، ومن الخضوع للشروط الاسرائيلية الأمريكية إلى رفع الرأس عالياً لتحصيل عزتنا وكرامتنا، لا عودة إلى الوراء ومن كان يراهن على إسقاط المقاومة سياسياً أو إعلامياً أو بالترويج لحروب واعتداءات اسرائيلية واهم، لأن المقاومة ستستمر صلبة قوية مستعدة للتضحيات، لن تتوقف لأنها تعلم أن رأسمالها أن تكون في حالة التحدي وحالة الصمود، هذه المقاومة التي قدَّمت الشهيد السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والقائد الحاج عماد مغنية وكل الشهداء الأبرار على امتداد الوطن، وفي غزة الشريفة وفلسطين المعطاءة، ولا يمكن أن تستسلم وأن تنهزم. نحن في الواقع نواجه الاعتداء علينا ولا نعتدي على أحد، إسرائيل هي التي أتت إلى منطقتنا، أمريكا والغرب هم الذين يحاولون فرض الشروط السياسية علينا، إذاً نحن في حالة دفاع وهذا من حقنا، أما أولئك الخائفون الذين يعتبرون أن ثمن الدفاع باهظ جداً نقول لهم أن ثمن الهزيمة باهظ أكثر، فخير لنا أن نُعطي عدداً من الشهداء من أن نُعطي مستقبلنا وأولادنا وأجيالنا للمستعمر والاسرائيلي، عندها لا يكون لنا كرامة ولا وجود، أما بالمقاومة فنحن موجودون وحاضرون وسنرفع رأسنا ولندع الضفادع تنقُّ فهي مخلوقة لذلك.