حيث حضر اللقاء إضافة لعدد من الإعلاميين المكرّمين نقيب الصحافة محمد بعلبكي ومدير المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، وكانت كلمة لمدير عام الجمعية الشيخ علي سنان وكلمة لنقيب الصحافة، وختم نائب الأمين العام بكلمة جاء فيها:
البعض كان يتحدث عن التهدأة، أي تهدئة هذه؟ هي عبارة عن قتل بطيء للفلسطينيين، لأنه خلال ستة أشهر من التهدئة قتل أكثر من 23 فلسطينياً وجرح العشرات، فماذا يفعل الفلسطيني حتى يمنع الحصار والقتل، لقد كان في موقع الدفاع، وعلى كل حال المبادرة بالقتل كانت من إسرائيل.
علينا أن لا نخجل من المطالبة أمام الملأ وأمام العالم بحق المقاومة وقوة المقاومة على قاعدة أننا يجب أن نكون مقاومة في لبنان وفي فلسطين وفي كل موقع يحتاج إلى مقاومة، وأن تكون مقاومة مسلحة تأخذ السلاح وعلى الآخرين الذين يدعمونها أن يضعوا في أولوياتهم هذا العنوان من الدعم.استغرب عندما نسمع أن بعض الأبواق تخرج لتقول: علينا أن نجد حلاً لتهريب الصواريخ من غزة، بدل أن يفكر بالحل من الألف طن ذخائر التي تأتي من اليونان لإسرائيل، وبدل أن يفكر بالأطنان من القنابل التي رُميت من العدو الإسرائيلي على المدنيين، هل من حق إسرائيل أن تتسلح وليس من حق المقاومة أن تدافع عن نفسها! العنوان الأساس هو موضوع الاحتلال وليس موضوع الصواريخ.
ماذا حققت التسوية في مواجهة العدوان؟ لقد كانوا عاجزين ومتفرجين إلى أن انفضح الإسرائيلي أمام صمود الفلسطينيين، وعلى الرغم من كل الإعلانات الدولية والعربية عن التسوية أقول لكم: بالاعتداء على غزة دُفنت التسوية إلى غير رجعة، وهذا ما ستثبته الأيام القادمة.
أما بالنسبة للبنان، فلبنان له موقع جيوسياسي ومهم يجعله متأثر بالمحيط الإقليمي بشكل كبير، لسنا نحن الذين أحضرنا إسرائيل إلى المنطقة، هي جاءت إلى فلسطين وهي اعتدت على لبنان وتعتدي على باقي دول المنطقة، مصائب لبنان كلها متأتية من الاحتلال، والقضية المركزية في منطقتنا هي قضية فلسطين المحتلة، والحرب الداخلية التي بدأت من سنة 75 إلى سنة 1990 منشأها ومنطلها الاحتلال الإسرائيلي ومفاعيله على أرضنا في لبنان، والمقاومة التي نشأت وكبرت بسبب الاحتلال، ومحاولة السيطرة الخارجية ومشروع الشرق الأوسط الجديد من منطلق دعم الاحتلال، فكل مشاكلنا في لبنان بشكل رئيس سببها الاحتلال الإسرائيلي.
إسرائيل التي لم تستطع أن تواجه لبنان بسبب مقاومته وجيشه وشعبه، نعم أصبحت لبنان قوية وقوية جداًن وطُردت الاحتلال في سنة 2000 بعد أن عجزت الدبلوماسية، لم يطبق مجلس الأمن القرار 425، بل أخرجت المقاومة إسرائيل غصباً عنها من لبنان، وهذا إنجاز كبير، منعت إسرائيل من إضعاف لبنان سنة 2006 فتحقق نصر كبير بسبب إضعاف المشروع الإسرائيلي وإسقاط هذا الهدف التي كانت تريده إسرائيل.
نحن اليوم أمام درسٍ جديد في غزة، غزة البطولة وغزة الصمود وغزة العطاء، هذا الدرس يؤكد على ضرورة المحافظة على قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه، أما الإستراتيجية الدفاعية فهي هي التي تناقش تفاصيل هذه القوة، ولكن ليكن معلوماً نحن نناقش الدفاع القوي التي تحدد موقع المقاومة والسلاح ولا نناقش كيفية إسقاط السلاح أو التخلي عنه. فالإستراتيجية بقوة لبنان، وليس لتحقيق بعض الإنجازات السياسية التي عجزت الدول الكبرى وإسرائيل وكل المؤامرات من أن تواجهها أو أن تحققها.
نحن اليوم أمام مشهدٍ عربيٍ جديد برز في الكويت، من الجيد أن يتفاهم الزعماء العرب وأن يعالجوا خلافاتهم، ونحن نؤيد المصالحات التي تلغي هذا الانشقاق الذي كان بسبب التدخلات الأمريكية الإسرائيلية، وفي رأينا هذه المصالحات التي تحصل تؤكد سلامة منطق المقاومة والممانعة، وتصب في هدف إسقاط الخطوات التي كانت تريد استغلال الواقع العربي لمصلحة إسرائيل.
نحن اليوم أمام انكشاف للوضع الإسرائيلي والأمريكي والدولي وأمام تطورات يجب أن نكون معها ملتفين ومتوحدين.
نتمنى أن يُترجم تفاهم الزعماء العرب وقوفاً إلى جانب الحق وإلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن يؤسس بشكل جدي لمواجهة الخطر الصهيوني المستفحل، وأن يعيدوا النظر بالتنازلات التي قدِّمت مجاناً لإسرائيل، وأن يقطعوا علاقاتهم معها وهذا أقل العمل الذي يزيدها خسارة في عدوانها.
أعلم أنها عناوين قد تكون صعبة على البعض، ولكن ثقوا أيها الزعماء العرب: عندما تتركون لشعوبكم أن يقولوا كلمتهم كما يتركون لشعوبهم أن يقولوا كلمتهم، فتكونون أقوياء بنا من أجل مواجهة الأخطار الإسرائيلية المقررة بيننا.
نحن اليوم في لبنان نعمل بقواعد واضحة، ونعلن رأينا على الملأ، وكما تعلمون جرت محاولات كثيرة للإساءة إلى بعض علاقاتنا مع رئيس الجمهورية، وقد ذكرت في كلام سابق أن علاقاتنا جيدة ولا يلعب أحد بيننا في هذا الأمر، عندما يكون لنا أي موقف سنقوله بكل جرأة أمام الصديق وأمام العدو، في النهاية الإنسان موقف والحزب موقف وهذا هو الذي يصنع المستقبل.