نحن اليوم أمام معسكرين: معسكر المقاومة والممانعة والصمود يما يمثل من عزيمة وإيمان، معسكر أمريكا وإسرائيل بما يمثل من هيمنة وإهاب واحتلال وانحراف. فمعسكر المقاومة يضم مقاومات شعبية منتشرة في المنطقة مثل المقاومة اللبنانية والفلسطينية يضم دول مثل: إيران وسوريا وفنزويلا ومناطق أخرى من العالم، هذا معسكرله امتداده بناءً على ثقافته ورؤيته. في المقابل المعسكر الأمريكي الإسرائيلي له دعامته من دول العربية ومن دول أوروبية ومن مجلس الأمن، والصراع اليوم هو صراعٌ بين معسكرين: معسكر المقاومة ومعسكر أمريكا وإسرائيل.
أهمية المقاومة اليوم أنها لم تعد فكرة أو حلم، إنما تحولت إلى واقع جدي وفاعل وتستطيع مواجهة المخططات. غزة بما يحصل فيها فرزت القوى الشعبية والرسمية بين المعسكرين بشكل حاد، اليوم من يقف مع غزة ومقاومتها والشعب الفلسطيني في غزة هو من جماعة ثقافة المقاومة والحياة العزيزة، ومن يقف مع معسكر أمريكا وإسرائيل والمتخاذلين من العرب وغير ذلك هو مع معسكر الاستسلام ومعسكر التبعية.
خارطة العدوان الإسرائيلية على غزة تريد تحقيق أحد هدفين: إمَّا إنهاء المقاومة أو تيئيس الناس من المقاومة، وذلك لإقفال القضية الفلسطينية نهائياً، ومع إقفالها إسقاط المنطقة في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد. نجاح المقاومة في غزة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الاعتداء يعني إحياء واستمرارية القضية الفلسطينية وكذلك كل قضايا العزة في المنطقة.
ليكن معلوماً، إسرائيل هُزمت في لبنان فكانت بداية المشروع الإسرائيلي، وستثبت الأيام أن صمود شعبنا الحبيب المجاهد في غزة سيكون خطوة ثانية على طريق سقوط إسرائيل، ما نشاهده اليوم من قتل للأطفال والنساء والشيخ وتدمير البيوت ليس انتصاراً لإسرائيل هذه همجية وبشاعة وجريمة، ولكن في المقابل نجد إرادة المقاومة والصمود التي تزداد وتتصلب.
إذا أردتم أن تعلموا لماذا تتجه إسرائيل نحو الهزيمة وتتجه المقاومة وشعب غزة نحو الانتصار، فراقبوا:
أولاً: اجتماع مجلس النواب الأمريكي بكل فئاته ليدعم إسرائيل ذلك لأنها بحاجة إلى كل صوت يكون معها.
ثانياً: وجود التظاهرات في مختلف أنحاء العالم مؤيدة للمقاومة ولم نجد مظاهرة واحدة تقف إلى جانب إسرائيل، وهذا تعبير على أن شعوب وأحرار العالم بأسره مع هذه المقاومة وهذه نقطة سلبية على إسرائيل.
ثالثاً: وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني في مقابل مع الوشنطن بوست قالت: لا تريد من الدول الكبرى ولا من الدول الأوروبية أن تدعمها ولكن تريد منهم أن يتفهموا إسرائيل وأن لا تهجم وسائل الإعلام وبعض المظاهرات على الموقف الإسرائيلي، ما يعني أنهم يعانون من هذه الصورة القاتمة السلبية في العالم، ولأول مرة منذ احتلال إسرائيل سنة 1948 للأراضي الفلسطينية لأول مرة صورة إسرائيل الشعبية على مستوى العالمي صورة سيئة بشعة إجرامية حتى اضطرت بعض الدول وبعض الحكام أن ينفضوا أيديهم مما تفعله إسرائيل وهذا بحد ذاته انكسار لإسرائيل مع كل هذا الدعم الدولي وانتصار للمقاومة في غزة
وليكن معلوماً أن النتائج ستنعكس على لبنان والمنطقة لأن الأمور مترابطة، والعدوان على غزة يؤكد على أهمية قوة لبنان بمقاومته وشعبه وجيشه، ونعم إن ما يحصل في غزة يؤثر على الاستراتيجية الدفاعية لمصلحة تعزيز المقاومة لأن غزة لولا مقاومتها لما استطاعت أن تقف أمام هذا العدوان الإسرائيلي، وستثبت الأيام أنها ستنتصر إن شاء الله تعالى.
نحن لن نرضى أن يكون لبنان معبراً للمشروع الإسرائيلي ولا محطة، سيكون لبنان عقبة كأداء، وستكون المقاومة معززة وقوية مع شعبها وجيشها، وسنستمر إن شاء الله تعالى لتكون صورة المقاومة هي الصورة التي تصنع مستقبل المنطقة وليس الاستسلام وليس التخاذل، وصحيح أنه يوجد ثمن كبير من التضحيات ولكن ثمن الاستسلام أكبر بكثير ، خير لنا أن يكون لنا هذا العدد من الشهداء والجرحى وهذه الخسائر المادية من أن تكون كل فلسطين مخيماً في عهدة إسرائيل أو يديرها بعض العملاء الذين يعطون لإسرائيل ما تريد.
اليوم نحن أستطيع أن أقول بأننا بعصر المقاومة ولا عودة للوراء .