الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في المجلس العاشورائي في الليلة الثامنة في مجمع الإمام المجتبى (ع) في بيروت 14-7-2024م، ومما جاء فيها:
مستوى الإجرام الموجود في غزَّة والإبادة التي تقوم بها إسرائيل وترعاها أميركا وأوروبا والدول الكبرى لم يسبق لها مثيل ونرى أنَّ هذا العالم يؤازر إسرائيل ولا يقف لا مع حقوق الإنسان ولا حقوق الطفولة ولا حقوق المرأة ولا كل شعارات القيم التي كانوا يتحدثون عنها قبل ذلك. العدوان على منطقة المواصي وصمة عار في جبين الإنسانية وفي جبين النظام الدولي وكل هؤلاء الذين يتفرجون من العرب والمسلمين والأجانب الذين لا يحرِّكون ساكناً في مواجهة هذا الإجرام، ولكننا واثقون أنَّها ستكون بوابة للانتصار إن شاء الله تعالى وبوابة للنجاح ولتحقيق الأهداف، هذا يؤسس لنجاحات مسيرة أهل غزَّة وأهل فلسطين والمقاومين المجاهدين الأبطال. إذا كان يظن نتنياهو أنَّه سينتصر فهو واهم حتى ولو ارتكب المزيد من المجازر، في نهاية المطاف سيسقط وستسقط معه القيم الغربية إلى الأبد، لأنَّه يتصرف خلاف الإنسانية وخلاف الحق، في المقابل أصحاب الحق موجودون في الساحة ويدافعون ويعملون. ثبت لدينا بالشكل الواضح بأنَّه لا يوجد شيء إسمه عدالة دولية ولا يوجد قانون دولي يحمي الحقوق ولا خيار أمام المستضعفين إلا المقاومة.
في لبنان تجاوزت المقاومة فكرة المشروع، كنا نطرح سنة 1982 المقاومة في مواجهة إسرائيل، وكان مشروعاً قابلاً للحياة وقابلاً للفشل، على قاعدة أنَّنا لا نعلم ما هي التطورات أو كيف يمكن أن نواجه أو هل سننجح أم لا، أمَّا بعد مرور 42 سنة مع الصبر والمعاناة والتضحيات والشهداء والجرى والأسرى ومع الانتصارات المتتالية في سنة 2000 و2006 و2017 والمواجهة الحالية في المساندة، أصبحنا متيقنين أنَّ المقاومة هي الخيار الوحيد الحصري لطرد الاحتلال واستعادة الاستقلال والدفاع عن بلدنا والبقاء في عزَّتنا وكرامتنا، وأنَّ أي لجوء إلى المنظومة الدولية لتُنْصفنا هو لجوء إلى الشرِّ المطلق الذي سيصب في مصلحة إسرائيل وأعدائنا. لم تعد المقاومة في لبنان مشروعاً بل أصبحت ركيزة أساسية ودعامة من دعامات لبنان، أي أنَّنا بعد اليوم لا نستطيع أن نقول لبنان القوي أو لبنان المستقل أو لبنان المستقبل إلَّا ومن مقوماته أهله وطوائفه ومقاومته وجيشه وشعبه، ومن دون هذه الدعامة الأساسية التي هي المقاومة لا يمكن أن يستقر لبنان أو أن يتمكن من عملية المواجهة. انظروا إلى ما يجري في غزة وما يفعله العالم لتتأكدوا بأنَّ القوة مع الحق هي خيار الاستقلال والتحرير والحماية، أمَّا الذين يريدون التحرير بالقلم والورقة والذين يريدون الحماية من الشيطان الأكبر أميركا والذين يريدون مستقبلهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فليبقوا في غرفهم يلعبون ويسرحون ويمرحون، نحن نسير في الطريق الصحيح والقافلة تشق طريقها.