عند تكليف رئيس الحكومة الأستاذ سعد الحريري، استمع الرئيس المكلف لمطالب الأفرقاء المختلفين ومنهم السنة المستقلون، الذين عبروا عن رأيهم وعن موقفهم، راجعوا كل ما ورد في وسائل الإعلام وفي التحليلات الصحفية، كان الكلام دائمًا أنه توجد ثلاث عقد: العقدة مع القوات اللبنانية، والعقدة الدرزية، وعقدة تمثيل السنة المستقلون، هذا كان من أول يوم بالتكليف.
إذًا فمسالة السنة المستقلين ليست مسألة جديدة، هي مسألة قديمة من وقت التكليف، نحن كحزب الله قررنا أن لا ندلي برأينا إعلاميًا في العقد الثلاث، وأبدينا رأينا للمعنيين بحسب المناسب واللازم وخاصة مع رئيس الحكومة، يعني رئيس الحكومة يعرف رأينا في كل هذه المسألة، ولكن فضلنا على أن لا نعلن ذلك ولا نقول رأينا في هذه المسألة كذا وفي تلك المسألة كذا، لنسهِّل على الرئيس عملية التأليف، وذكَّرنا الرئيس مرات ومرات بأن مسألة تمثيل السنة المستقلين أمر ضروري، وكما تعملون على حل عقدة القوات اللبنانية والتمثيل الدرزي اعملوا على حل عقدة السنة المستقلين.
للأسف لم تكن هناك خطوات جدية في هذا المجال، ولم يُقارب الموضوع نهائيًا على المستوى العملي، بينما الأشهر الخمسة ضجت بالحديث عن العقدة الأولى عقدة القوات والبلد كان في حال من الغليان ونقاشات وعروض وعروض مضادة، واتهامات واتهامات مضادة، لأن المسألة كانت في محل اهتمام وبحث وأثيرت في الإعلام، بالطريق حُلَّت المسألة الدرزية، ولكن لم يكن هناك أي مسعى لحل مشكلة السنة المستقلين.
هنا عندما وصل الأمر إلى حل العقدتين الأولى والثانية، أراد رئيس الحكومة أن يُعلن الحكومة من دون أي معالجة لمسألة السنة المستقلين، فبرزت أنها مشكلة مستجدة ولكنها ليست كذلك، وإنما هي موجودة من خمسة أشهر لكن لم يكن هناك تحرك أساسي في هذا الموضوع.
يؤكد حزب الله أنه مع تشكيل الحكومة بأسرع وقت، قالها ويقولها، ولكن الحل بيد رئيس الحكومة، هذا أمر يمكن معالجته مع قليل من التفهم والتواضع والمعالجة الصحيحة، هؤلاء يمثلون شريحة واسعة من الناس وعلى القواعد التي تم اعتمادها في تمثيل من نجح في الانتخابات النيابية يحق لهم أن يُمثلوا بواحد، نحن مع تأكيد إنجاز حكومة وحدة وطنية، هذه الحكومة لا تكتمل إلاَّ إذا تم تمثيل السنة المستقلين على قاعدة أن الجميع تم تمثيلهم والاتفاق معهم والبحث عن حلول مختلفة.