أن التربية العاشورائية هي التي أنتجت مقاومة فاعلة بين شبابها، وأثرت في بيئة واسعة شملت الأسرة بأفرادها والمجتمع بتنوعه. هذه المقاومة خلخلت العقيدة القتالية الإسرائيلية التي كانت توفر منظومة الردع للعدو والأمان للكيان، وها هي تعترف بخسارة استراتيجية بتصريح وزير الدفاع ليبرمان الذي قال في مؤتمر الاقتصادي:
"يجب أن نفهم أنه في الشرق الأوسط هناك تغييران استراتيجيان حقيقيان: أولًا: أعداؤنا امتلكوا صواريخ دقيقة، والأمر الثاني هو أن الجبهة الداخلية تحولت إلى الجبهة الأساس في الحرب المقبلة، فإذا ما رأيتم جنودنا (الإسرائيليين) يحاربون في يوم الغفران (1973) على الجبهة، وهنا في تل أبيب جلس الناس مع قهوة وصحيفة...الآن تغير كل شيء" ، أي أن ما بنته إسرائيل من التأسيس أن سلاح الجو هو الأساس وأن الجبهة الداخلية يجب أن تبقى آمنة وأن القتال يجب أن يكون في جبهة العدو، المقاومة جعلت سلاح الجو غير قادر على حسم المعركة، وجعلت الجبهة الداخلية في إسرائيل كلها معرضة لأن تصاب بصواريخ المقاومة، ما جعل الإسرائيلي يفكر بإجراء تغييرات وتعديلات منها ما أعلنه رئيس الأركان الإسرائيلي الذي قال: في الحرب القادمة يجب أن نقاتل بريًا، ، وهم قلقون ويعملون على بدائل أقل ما فيها أنهم استبعدوها لخطرها وتجربتها المرة مع مجزرة الدبابات في وادي الحجير، ويتذكرون كيف صمدت بنت جبيل ومارون الراس وكل البلدات الجنوبية في مواجهتهم، فليعلموا أن ليس بإمكانهم بعد اليوم أن يتقدموا للأمام في مواجهة المقاومة، المقاومة متقدمة بأشواط وبإمكانها أن تقوم بواجبها حيث يجب أن تقوم بالإمكانات المتوفرة بحمد الله تعالى.
اليوم وتيرة المقاومة ارتفعت في كل المنطقة، شعب فلسطين المجاهد يقاتل ويواجه ويتصدى ويتحدى وأعاد الإسرائيليين إلى نقطة الصفر، وعدم قدرة أمريكا على فرض أجندتها في سوريا والعراق، وعجز أدواتها الخليجية في مواجهة الشعب اليمني الصامد المجاهد، وكسر معادلة الشرق الأوسط الجديد في المنطقة مرتين مرة من بوابة لبنان 2006 ومرة من بوابة سوريا من 2011 إلى 2018، وإن شاء الله تعالى ستستمر انتصارات محور المقاومة على محور الشر الذي تمثله أمريكا وإسرائيل وعملاؤهما.
هذه المقاومة مع محورها هدمت بنيان المشروع التكفيري في منطقتنا، وبذلك قطعت الطريق على تأسيس عقائدي وثقافي منحرف وخطير لتشويه صورة الإسلام، وجر المنطقة إلى كنف المشروع الصهيوني الغاصب.
إنَّ التحرير الثاني في مواجهة التكفيريين يتكامل مع التحرير الأول ضد إسرائيل، وقد أثبت التحرير الثاني أننا في زمن المقاومة المنصورة على مشاريع الأسرلة والتبعية.
نحن في زمن المقاومة المنصورة لغد الشباب الواعد، هذه المقاومة حرَّرت لبنان وحمت استقراره، وستكون دائمًا في موقع بناء الدولة ومكافحة الفساد والاهتمام بقضايا الناس، وهذا ما يدفعنا إلى المطالبة بالإسراع في تأليف الحكومة، فما سنصل إليه بعد أسابيع أو أشهر من الأفضل أن نصل إليه اليوم، فمعالم الحل واضحة وهي نسبية التمثيل الحكومي بما يتناسب مع نسبية التمثيل النيابي لينطلق البلد ونحل المشكلة.