أولاً:
نحن في ذكرى انتصارات تموز سنة 2006، هذه الإنتصارات التي دونت في العالم وأحدثت معجزة لم تكن في بال الكثيرين، بل لم يكونوا يتصورون أن تنتصر قلةٌ مؤمنةٌ مجاهدة على تجمع دولي آثم يؤيد الاعتداء على الإنسانية.
لقد أسست مقاومة حزب الله لمعادلة التحرير والاستقلال فحرب تموز لم تكن مجرد انتصارِ عسكري على العدو، بل هي أسست لجملة من النتائج، حرب تموز منعت التوطين إلى غير رجعة، ومنعت استخدام لبنان منصة أجنبية لترويج السياسات الظالمة، حرب تموز تبنت أسس قوة لبنان بالجيش والشعب والمقاومة، هذه القوة العصيّة على التفكيك والقادرة على حماية الوطن، حرب تموز أسست لقوة ضرب الإرهاب التكفيري ومنع الإمارات من أن تتكون من بوابة لبنان وقريباً من لبنان، هذه الحرب أثبتت بأن مقاومتنا قادرة على أن تساعد لبنان في صنع الوطن لأنها ليست تعبيراً عن عمل عسكري فقط بل هي اتجاه طريق يحدد المعالم.
من هنا عندما خضنا الإنتخابات النيابية الأخيرة رفعنا شعار نحمي ونبني لنقول بأن المقاومة صنو البناء وكلاهما يسير معاً، نحن الذين نقاوم نساهم في البناء ونعمل، لا أن تكون الحماية منا والبناء من الآخرين بل نحمي ونبني ونتعاون مع من يحمي ويبني، ولذا سنكون شركاء في البناء في كل مواقع الدولة وسنحرص في أن يكون الأداء أداءً مستقيماً كما استقامة المقاومة، أن نجاهد في الداخل كما جاهدنا في مواجهة إسرائيل. نحن نعمل في حزب الله على دراسة خطة إجتماعية إقتصادية تكون باباً من أبواب إنارة الطريق لنا وسنعرضها على شركائنا في الوطن لنتعاون، ولذا سندرس مقترحات ماكنزي بعين الناقد لا كيف ما كان ، كما أننا عندما وافقنا على مشروع سيدر إنما وافقنا عليه بالإجمال، واشترطنا في داخل مجلس الوزراء وهذا هو القرار أن يعرض كل مشروع على حدىً ليناقش بالتفصيل إعداداً وتمويلاً وهدفاً ونتيجة، ولذا سنكون عند كل مشروع من الذين يدرسون جيداً وينتبهون جيداً ولا نقبل أن يُسقِط أحد علينا المشاريع الجاهزة والأرقام المخيفة التي لا تنسجم مع التكلفة ولا تنسجم مع الأولويات.
ثانياً:
الحكومة اللبنانية القادمة لها دور مركزي في الاقتصاد والشؤون الاجتماعية وكل تأخير في تشكيلها يفاقم من الخطر وتدهور ويساعد على المزيد من الإنحضار، علينا أن نشكل الحكومة مستفيدين من نتائج الإنتخابات النيابية كمعيار عادل، وأن نسهل التأليف بالمرونة المناسبة لأن الحكومة ليس قطعة جبنة يتقاسمها البعض على حساب الوطن. أريحونا من استخدام نفوذكم وطوائفكم ومذاهبكم ومواقعكم من أجل أن تنهشوا في الوطن، فكروا في أن تعطوا وفكروا في أن الإنسان إنسان كائناً ما كان مذهبه أو طائفته، وهذا يساعد على الإسراع بتشكيل الحكومة فهي في نظرنا المجال للتعاون السياسي وليس للمحاصصة ولا لتقاسم الجبنة، فإذا عملنا كذلك ربح الجميع أكثر بكثير مما يربحون من التحاصص لأن من يربح الإنسان يربح الوطن ويربح كل شيء.
ثالثاً:
أمريكا اليوم ترقص ظلماً وتتكلم ظلماً وتنشر قراراتها في العالم إعتداءً وإجراماً بكل بشاعة ، أمريكا اليوم هي سبب كل الأزمات الموجودة في العالم وهي تنتج الأزمات الجديدة حتى في وجه حلفائها الأوروبيين، دلُّوني على بلدِ يتفاهم مع أمريكا أو يمكن له أن يجد مكاناً للتعامل معها. أمريكا هي التي تصنع أزماتنا، نعم هي راضية عن مجموعة في الخليج ولكن رضاها مؤقت بمقدار قدرتها على ابتزازه المالياً وعندما ينتهي مفعول الخمسمئة مليار إما أن يأتي خمسمئة مليار أخرى ليستمر الرضا وإما أن ينقلب السحر على الساحر.
رأينا أمريكا تدعم المعتدين ثم تتخلى عنهم عندما تكون مصلحتها غير ذلك، وهنا يجب أن تبقى في ذاكرتنا أن إسرائيل في منطقتنا هي الأداة الأساس لأمريكا وعلينا أن نتصدى لها، إسرائيل هي زارعة الفتن ومعطلة الحياة وقاتلة الأطفال وسالبة الأرض، إسرائيل هي التي تمنع النمو عنا وتأثر على مستقبلنا ومستقبل أولادنا. يجب أن تبقى البوصلة موجهة ضد إسرائيل كي لا تتمكن من رسم حدودها ولكي نزرع الخطوات المناسبة لإنهاء هذا الاحتلال وإعادة الارض إلى أصحابها، وفي كل الأحوال ليكن معلوماً أن صفقة القرن لن تمر ولو اجتمع العالم بأسره حولها لأن هناك مقاوم فلسطيني ومقاوم عربي ومقاوم إسلامي، وفي النهاية النصر للحق وللأرض وللإنسان الشريف، وقد أثبتت التجربة بأننا انتصرنا عندما وقفنا وسنظل واقفين لننتصر دائماً.