كانت لدينا انتخابات نيابية، وكانت تشكل تحديًا من التحديات، لأن أمريكا وبعض الدول العربية عملوا على أن يخربوا الساحة باتجاه إضعاف حضور المقاومة في المجلس النيابي، ومحاولة التشويش على خيارات الناس طمعًا بالتسلط على لبنان أكثر فأكثر وإبعاده عن قوته المقاومة وعن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ولكن ما حصل أذهلهم، لأن نتائج الانتخابات النيابية كانت عظيمة.
فمرة جديدة أعطى الشعب في استفتاء حقيقي لمن يريد أن يمثلونه في المجلس النيابي، لذا كل التحية لشعبنا الأوفياء الذين أقبلوا على صناديق الاقتراع ليقولوا نعم للجيش والشعب والمقاومة، وهذه مكرمة ستبقى آثاره حاضرة، وستكون علامة من علامات الفوز على أعدائنا من خلال صناديق الاقتراع والمجلس النيابي.
نحن نعتقد أن كل إنجاز يعزز استقلال لبنان وقوته، وهو في الحقيقة انتصار من نوع انتخابي، وهو انتصار في مواجهة التحديات التي حاولت أن تفشل هذه العملية، وأن تفشل نتائجه، الحمد الله الذي وفقنا لنكون في زمن يجتمع فيه الناس على الحق وينجحون.
أؤكد مرة جديدة أن قوة لبنان بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، هذه الثلاثية أصبحت ثابتة وغير قابلة للتغيير، من أراد أن يلعب على الألفاظ فيسحب عنوان المقاومة ليضع عنوانًا آخر وليركب ثلاثية جديدة يضيع وقته ويتسلى بأحجية وكلمات لا معنى لها ولا مضمون، هذه الثلاثية هي التي أثبتت نفسها ،هي ليست أغنية ولا تركيبة لأحرف، هي ثلاثية حقيقية تعمدت بالتضحيات. الجيش حمى استقرار لبنان، والمقاومة هي البحر الحامل للاستقرار والتحرير، أما الدولة التي يتغنى البعض بها فهي ومؤسساتها واستقرارها واستقلالها ببركة الجيش والشعب والمقاومة ولولا هذه الثلاثية لما كانت الدولة القوية ولما كانت قائمة.
قلنا مرارًا وتكرارًا بأن إسرائيل لا يمكن أن تُطرد من لبنان إلاَّ بالمقاومة، وقالوا: يمكننا أن نطرد إسرائيل بالدبلوماسية، فجربوا وجربنا، وطُردت إسرائيل بالمقاومة وفشلت الدبلوماسية مع إسرائيل، قلنا لهم: إذا صمدنا حررنا، وقالوا لنا: العين لا تقاوم المخرز، فاستمهلناهم ليروا هذه العين الثاقبة التي تستطيع أن تحطم الحديد والمخارز، فلم يرحمونا ولم يؤمنوا بتضحياتنا، فصبرنا وكان التحرير في عام 2000، وتبين أن عين المقاومة هي أقوى من مخارز إسرائيل ومن وراءها.قلنا لهم بأن القتال في سوريا مصلحة للبنان وحماية له، وقالوا بأن القتال في سوريا سيخرب لبنان، وحاولنا أن نقنعهم بأننا إن لم نذهب إليهم كتكفيريين أتوا إلينا وخربوا علينا، وأثاروا الضوضاء وأربكوا الأجواء وكتبوا المقالات وأقاموا الدعايات ولكننا جاهدنا وصبرنا وتبين أن الانتصار في سوريا على إمارات التكفير كان حماية للبنان وللمنطقة فصدقت مقولتنا.
تصدينا لمواجهة إمارات التكفير وقلنا بأنهم مخربون وإرهابيون، وقالوا :لكنكم تحاولون إثارة الفتن، ولا يصح أن تشيروا إليهم حتى بالبنان، وأكدنا لهم أنهم لن يرحموكم ولن يرحمونا، هؤلاء لا يعرفون إلاَّ ولا ذمة، هؤلاء لا يعرفون حقًا ولا يؤمنون بكرامة إنسان، فلم يقبلوا، ولكننا تابعنا، وقدمنا التضحيات بتوكل على الله، وتبين بعد ذلك أن إسقاط هؤلاء التكفيريين هو حماية لكل إنسان في لبنان وفي منطقتنا، وتبين أن الحق معنا ولم يكن معهم.
بالله عليكم ماذا نفعل إذا كنا نقول ويقولون، فيصح ما نقول ويخطئ ما يقولون! ماذا نفعل إذا كنا نقف ونضحي ويشوشون علينا بكلماتهم ومواقفهم التي تخدم أعداء الأمة ثم بعد ذلك ننتصر وينهزمون فيتباكون أننا أعلنا النصر وكأن المطلوب منا أن نعلن الهزيمة لأن مشروعهم انهزم!
ليكن واضحًا: المقاومة اليوم أصبحت ركيزة من دعائم لبنان، لبنان لم يقم إلاَّ على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وهذه الدعائم هي أسباب قوته، ستستمر إن شاء الله تعالى ولن تتأثر هذه الدعائم ولو تصدى لها من أنكر نور الشمس في رابعة النهار، فالمشكلة فيه وليست فينا، والمقاومة باقية ومستمرة.