تعلّمنا من الإمام الحسين(ع) التضحية والإقدام والشجاعة ونصرة الحق، تعلمنا أن التضحية مهما كانت كبيرة وعظيمة فإن نتائجها أعظم بكثير من كل التوقعات الموجودة عند الآخرين، واليوم تضحيات المقاومة الإسلامية وخاصة في الأيام الأخيرة وفي قتال الإرهاب التكفيري، إذا ما أضفنا هذا الأمر إلى قتال إسرائيل الذي حصل قبل ذلك، حقَّقت المقاومة الإسلامية أربع نتائج عظيمة جدًا كل واحدة منها تستحق أن تكون نتيجة مستقلة عن غيرها:
أولًا: أسقطت المقاومة تحريفًا خطيرًا للإسلام جماعته التكفيريون الذين أساؤوا لهذا الدين, أرادوا أن يشوِّهوه ليسقطوه، ولكن الله تعالى نصرنا عليهم فسقطوا وبقي عنوان الدين صافيًا صادقًا لا يتأثر بمثل هؤلاء.
ثانيًا: أزاحت المقاومة رأس فتنة مذهبية شيطانية كان يعمل عليها هؤلاء لتحريض جماعة المسلمين من أجل أن يكونوا إلى جانبهم تحت عنوان الخلاف المذهبي، ليسعِّروا هذا الخلاف، ولكن بإسقاطهم سقط مشروع الفتنة المذهبية في لبنان وفي المنطقة وهذا إنجازٌ ثانٍ عظيم.
ثالثًا: حرَّرت المقاومة الأرض، فكما حررت الأرض من الجهة الجنوبية حررتها من الجهة الشرقية من منطقة البقاع، وتحرير الأرض له دلالات كثيرة تمثل بأن نعيش بكرامة.
والأمر الرابع: وهذا مهم جدًا، حَرَمَ الانتصار على الإرهاب التكفيري إسرائيل من أن يكون لها أيادٍ على حدودنا أو في داخلنا في حال قررت أن تقوم بأي اعتداء على لبنان، ويُعتبر القضاء على أيدي إسرائيل من الانجازات الرائعة.
هذه إنجازات الإخلاص والإيمان، وهنا يجب التذكر دائمًا: إسرائيل هي العدو الأول، لأنها غصبت الأرض وطردت أهلها من الفلسطينيين، يجب أن يسمع العالم بأسره أن إسرائيل غاصبة وغير مقبولة حتى ولو أصدر مجلس الأمن وكل العالم وقالوا: بأن إسرائيل يجب أن تعيش غصبًا عن أهل المنطقة، ولكن أهل المنطقة يقولون: لا، نحن لا نقبل إسرائيل وهي المعتدية وهي التي يجب أن نضع حدًا لها وأن نوقف اعتداءاتها وأن نحرر الأرض، هذا الصوت يجب أن يسمعوه دائمًا.