المثال الذي أُعطيَ عن المدرِّسة المطلقة في كلمتي في مجمع سيد الشهداء في الليلة الثانية من عاشوراء لا يعني فردًا أو معلمة بصفة المطلقة، لا، هذا المثال يصلح على كل إنسان، يمكن أن نقول: معلمة مطلقة لديها مشاكل نفسية، ويمكن أن نقول: معلم مطلق لديه مشاكل نفسية، ويمكن أن نقول: مدير مطلق أو متزوج أو ما شابه ذلك لديه مشاكل، هذا نوع من إعطاء مثل، وهذا المثل ينطبق على أي شخص، وينطبق على الجنسين إذا كان لديهم مشاكل، يعني هي ليست الصفة الأساس، الأساس أنه لديه مشاكل، ما ذكرته هو أنه لا يجوز تشويش عقول التلامذة بمشاكل المعلمين والمربين في أي موقع كانوا، وهذا نموذج من النماذج، وعادة الأمثلة تُضرب ولا تقاس، بل تقتصر على المثال
الحصري، ولا يعم كل حالات الطلاق، وليس كل معلمة مطلقة لديها مشاكل من هذا النوع، وليس كل معلمة مطلقة تتحمل مسؤولية في هذا الأمر، لا ، من يتحمل مسؤولية في هذا الأمر هو من لديه مشاكل كائنًا من كان رجلًا أو امرأة، حتى لا تؤثر على تلامذتها وتربيهم تربية خاطئة لها علاقة بالمشاكل، وكذلك بالنسبة للرجل الذي يربيهم تربية خاطئة.
وفي هذا السياق لا بدَّ أن أؤكد نظرتنا إلى المرأة المطلقة التي هي نظرة الإسلام، وليس لدي نظرة والإسلام لديه نظرة، نظرتي مستمدة من نظرة الإسلام، يعني أستفيد من الإسلام لأعرضها:
1- الطلاق أمرٌ مشروع, وليس فيه أي تهمة ولا إدانة, وهذا يحصل للمطلقين رجالًا كانوا أم نساءً, بل تميَّز الإسلام بتشريع الطلاق كحل, عند عدم إمكانية التعايش بين الزوجين. هذه مكرمة في الإسلام أنه فتح مجالًا للطلاق لحل المشكلة، فإذًا الطلاق ليس تهمة لأحد.
2- المطلقة إمرأة لها مكانتها وكرامتها كأي إمرأة, وهي إنسانة لها حقوقها الكاملة غير المنقوصة, وهي مصانة بنظرة الإسلام العظيمة للمرأة. لأنها امرأة وكما يوجد حقوق لأي امرأة يوجد حقوق لها وللمتزوجة، هذا أمر يتساوى الجميع فيه.
3- يحتسب الله تعالى عمل المرأة أكانت عزباء أو متزوجة أو مطلقة على حدٍّ سواء بحسب قيمة عملها, لا بحسب حالتها الاجتماعية, (فرب العالمين يوم الحساب يسأل ماذا عملت، أما أنها متزوجة أو مطلقة أو عزباء فهذه حالة اجتماعية موجودة في المجتمع ولا يحاسب عليها الإنسان، بل هي على قدم المساواة مع الرجل بقيمة العمل, قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".
4- قيمة المرأة في مجتمعنا بخدماتها ودورها الفردي والاجتماعي والوطني بصرف النظر عن حالتها الإجتماعية، فالمرأة في بلدنا أكانت مطلقة أو متزوجة أو عزباء أثبتت أنها من أعمدة المجتمع المقاوم, وهي شريكة حقيقية في كل الانتصارات, وشريكة في بناء الوطن.هذه هي نظرتنا إلى المرأة وهي نظرة الإسلام، ونحن نفتخر أن الإسلام كرَّمها وأعزها.
الانتصارات التي حصلت على امتداد لبنان وسوريا والعراق هي انتصارات مفصلية وتاريخية وغيَّرت وجه المنطقة، فبدل أن تكون المنطقة متجهة إلى المشروع الأمريكي الإسرائيلي أصبحت المنطقة متجهة إلى انتصار جبهة المقاومة في مواجهة هذا المشروع، وهذا سيؤدي إلى حماية أجيالنا، خاصة أن سقوط هذا المشروع كان من بوابة إسقاط الإرهاب التكفيري، والإرهاب التكفيري لا يقتصر خطره لا على الأرض ولا على البقع الجغرافية ولا على الدولة التي يحتلونها، إنما خطره على الفكر الإسلامي، خطره على امتداد العالم الإسلامي، أن تأتي جماعة لتغير الفهم الإسلامي وتفرضه بالقوة على كل العالم وتقتل من عداها هذا خطر كبير، نحن استطعنا أن نكسر هذا المشروع وأن نوقف امتداده، بل أن نقضي على أحلامهم في أن يعمموا إرهابهم التكفيري لمصلحة أن يعود الإنسان إلى فهم دينهم وتعاليمه وإلى الجهاد في سبيل الله الذي يتجه إلى قتال إسرائيل وتحرير فلسطين والوحدة الإسلامية والتعاون بين المسلمين سنة وشيعة، بل التعاون مع كل العرب وكل الحاضرين في منطقتنا لمصلحة مشروع واحد وهو مشروع تحرير فلسطين وإنقاذ بلداننا لتكون مستقلة.