نحن نربي أولادنا وأجيالنا على حب الشهادة، والمقصود بحب الشهادة يعني الاستعداد وعدم الخوف من الشهادة وأن نقدم في سبيل الله تعالى، وهذا هو الذي يعطي العز والكرامة.
لقد خضنا معارك متعددة ضد التكفيريين من ناحية وضد الإسرائيليين من ناحية أخرى، والحقيقة المعركة واحدة بين إسرائيل والتكفيريين، ولكن الفرق أن إسرائيل قاتلتنا أولًا بشكل مباشر وبعد ذلك قاتلتنا بأيديها بشكل غير مباشر عبر جماعة التكفيريين الذين أعلنوا مرارًا وتكرارًا أنهم مع إسرائيل وليسوا معنا.
نجاحنا في ضرب اليد الإسرائيلية من البوابة التكفيرية نجاحٌ كبير جدًا، وبالتالي نسمع الآن أصوات في إسرائيل تقول أن قوة حزب الله تتعاظم، وأنه اكتسب خبرة كبيرة في سوريا، وأن إسرائيل أصبحت في الموقع الخطر، نحن الذين يجب أن نصرخ بأن إسرائيل محتلة ومعتدية وغاصبة ومجرمة وعلى المجتمع الدولي أن يعالج هذه المشكلة، ليست مشكلتنا أننا نعد العدة لنحرر أرضنا المشكلة أنهم يحتلون أرضنا، ليست المشكلة أننا نعد أنفسنا بالسلاح والعتاد لنقاوم بل المشكلة بترسانة الأسلحة الموجودة عند إسرائيل لتعتدي وترتكب الجرائم، لكن الحمد الله قرارنا بأن نواجه لأننا أصحاب أرض وأصحاب حق كان مسددًا ومؤيدًا من الله تعالى وقد نجحنا في تحقيق الكثير من الإنجازات.
على لبنان اليوم وعلينا جميعًا أن نستعد لمرحلة ما بعد داعش، دول داعش تتهاوى الواحدة بعد الأخرى، والضربة الكبيرة التي كانت في الجرود كانت ضربة مهمة جدًا لمشروع داعش، وإن شاء الله تعالى قريبًا تسقط الرقة وقبلها سقطت الموصل وستتحرر بإذنه تعالى دير الزور، وبالتالي لا يعود هناك بلد أو دولة اسمها دولة داعش، نعم ستبقى داعش عبارة عن عصابات وأفراد وذئاب منفلتة تحاول أن ترتكب الجرائم هنا وهناك، ولكن هذه أعمال أمنية أما الوجود فقد انتهى، نحن في زمن انتهاء مشروع التكفيريين سواء أكان اسمهم داعش أم النصرة أو القاعدة أو أي اسم آخر على مستوى بنيان وعلى مستوى الحضور.
علينا أن نعمل لما بعد داعش، لنحفظ أهلنا، ونصون بلدنا، ونحاول أن نعالج مشاكلنا بطريقة صحيحة حتى نعوض على الناس ما خسروه بسبب المعارك والحروب المختلفة التي فُرضت علينا، وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية.
إن شاء الله مع القانون الجديد للانتخابات نتمكن من إجرائها بحسب القانون، ولا أعتقد أنه يوجد أي عقبة وأي مانع لإجراء هذه الانتخابات، وميزة قانون الانتخابات النسبي أنه فيه محاسبة، والناس ستختار من يعجبها وليس كالبوسطة، من يؤيده الناس ينجح ومن لا يؤيدونه لا ينجح وهذا اسمه الصوت التفضيلي، لذلك نأمل أن تكون الانتخابات القادمة مقدمة للمحاسبة ولتغيير الواقع الذي نعيش فيه.