الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: التحرير الثاني إنجاز تاريخي, وهو جزء من صياغة مستقبل لبنان السيد المستقل.

الشيخ نعيم قاسم: التحرير الثاني إنجاز تاريخي, وهو جزء من صياغة مستقبل لبنان السيد المستقل.
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل متفوقو الغبيري في الشهادات الرسمية, 15/9/2017

 

نحن اليوم في أجواء الثاني، التحرير الثاني هو إنجاز تاريخي, وهو جزء من صياغة مستقبل لبنان وصياغة مستقبل المنطقة، كنا أصبح واضحًا فإن سوريا ولبنان والعراق كانوا جبهة واحدة في مواجهة الإرهاب التكفيري الذي يمثل الوجه الظاهر والمشهد للإرهاب الأمريكي الإسرائيلي، لأن هذا الإرهاب هو الذي يحتفي وراء الإرهاب التكفيري.

 

لقد نجحت جبهة المقاومة لأنها كانت موحدة، وأهدافها نبيلة، وتدافع عن أرضها ومستقبل أجيالها.

 

مع بداية الأزمة السورية حصلت رهانات كثيرة أن أزمة سوريا ستنتقل إلى لبنان وأن لبنان سيشتعل وينهار كما حصل في سوريا، لكن المفاجأة أن لبنان بقي صامدًا مستقرًا فبدأوا بالتحليل: كيف استمر لبنان مستقرًا وصامدًا مع الأزمة السورية المتاخمة له؟ فقال بعضهم: بأنها معجزة، أقول لهم: لا, إنها معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي أنقذت لبنان، هي التي منعت من نجاح عدوان المحور الأمريكي الإسرائيلي، وحصَّنت من أن يكون لبنان ساحة للغرب ولبعض الدول الإقليمية النفطية.

 

أقول لكم: انتصارات دير الزور اليوم هي انتصارات لمحور المقاومة، يعني أنها انتصارات للبنان، ورغب أن يسجل البعض الانتصارات في خانته أم لم يرغب، فهناك أناس حياتهم غم وعقلهم غم ولا يحبون إلا الهزيمة، كونوا مهزومين كما تريدون أما نحن فمنتصرون وسنفتخر بهذه الانتصارات. سيسجل التاريخ أن لبنان المقاوم أول دولة تقضي على إمارتي النصرة وداعش في المنطقة، بحضانة شعبية واسعة، وبسالة الجيش اللبناني الوطني، وشجاعة وتضحيات مجاهدي حزب الله.

 

لقد أراد التكفيريون إسقاط قدرة المنطقة على النهوض، وأراد من زرعهم أن يريح  إسرائيل لتكون المنطقة مفككة، وتكون إسرائيل وحدها هي القوية عندها تتحكم بثقافة واقتصاد ومستقبل منطقتنا، وأرادوا ضرب روح المقاومة، وسيطرت دول الاستبداد والنفط على هذه المنطقة وعلى شبابها، كل هذا المشروع تهاوى بانتصار جبهة المقاومة، قد استفز مشروع التكفير القوى الشريفة, فاجتمعت وأعدَّت وجاهدت وضحت فانتصرت، عندما انتشر التكفير بشكل كبير في سنة 2014 وتبلور من خلال احتلال الموصل وأجزاء كبيرة من العراق، كنا لا نزال كمحور بقوات محدودة وإمكانات لا تستطيع مواجهة هذه الهجمة الشرسة، لكن قررنا أن نواجه فصبرنا وأعدينا والحمد لله خلال ثلاث  سنوات من 2014 إلى 2017 نحن نشهد اليوم الهزيمة النهائية لدولة داعش في لبنان وسوريا والعراق، لقد جاء زمن المقاومة وولى زمن الاستسلام، وأصبحنا في عصر الانتصارات التي ستتالى إن شاء الله تعالى.

 

أما إسرائيل، فكما ترون فهي مردوعة منذ عدوانها سنة 2006، بعد أن أصيبت بهزيمة نكراء لم تكن تتوقعها، وازدادت ارتداعًا بعد انتصارات سوريا الكبيرة. راهنت إسرائيل على استنزاف المقاومة في سوريا لأنها عاجزة عن مواجهتها، وظنت أن الانتظار سيؤدي إلى سقوط المقاومة في سوريا فيسهل ضربها في لبنان، فكانت النتيجة بأن المقاومة اكتسبت في سوريا خبرة عسكرية مهمة وتخطيط جيدًا، وأصبحت تقاتل في السهل والجبل والصحراء ومن خلال الدبابة والمدفع والوسائل المتطورة، إلى درجة وصلت إلى ردعٍ أكبر للعدو الإسرائيلي.

 

وراهنت إسرائيل على ضعف محور المقاومة وتفتيته ليسهل ضربه متفرقًا، فبرز محور المقاومة موحدًا قويًا ومتناغمًا، يتعاطى مع بعضه بقوة وتماسك وتظلله الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخامنئي(حفظه الله)، لتكون في الموقع المتقدم علنًا وأمام الناس بأنها ترعى هذا المحور وتقف معه ويمتلك القدرة والإرادة.

 

وراهنت إسرائيل بأن أمريكا ودول المنطقة سيريحونها بقدراتهم وأموالهم، من خلال بذل الأموال وضخ السلاح وما شابه، وإذ بكل شيء يذهب هباءً وبدأوا يتراجعون ويستنكرون كيف فعلت معهم داعش هكذا! وكيف كانت دون المستوى المطلوب.

 

وراهنت إسرائيل على التكفيريين وعلى إجرامهم ودمويتهم، فكشفهم محور المقاومة وواجه هذا الوحش الموهوم وأسقطه، ليفهم العالم بأننا كمقاومة عندما نملك الإيمان والإرادة فإن بلداننا ستبقى عزيزة حرة مستقلة ولو كره الكافرون ولو كره المنافقون ولو كره المستسلمون.

 

إسرائيل اعتدت على لبنان مؤخرًا باختراق جدار الصوت، وقصف سوريا من لبنان، ووضع جهاز تجسس، نحن ننتظر ماذا سيفعل أولئك المتحمسون لحلول ذات طابع سياسي! هل سيقوم مجلس الأمن بأي إجراء ضد إسرائيل؟ هل ستجد شكوى لبنان صداها؟ هل سيمنع الحراك الدبلوماسي إسرائيل من العدوان؟ سيرى الجميع النتيجة بأعينهم، ونحن كمقاومة سنستمر في جهوزيتنا والقيام بواجبنا لمواجهة إسرائيل فيما لو قامت بالعدوان على لبنان، وإن كنا نعتقد بحسب معلوماتنا بأن إسرائيل لا زالت مردوعة وهي تعرف جهوزيتنا.

 

وفي الختام: كل المقدمات توحي بأن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها إن شاء الله تعالى، لا يوجد أي مانع من إجرائها، بل نحن مصرون على أن تجري، فإذا كان هناك عقبات اسمها البطاقة أو غير البطاقة فهذه العقبات يمكن إزالتها، ولكن لا يفكرن أحد بتمديد إضافي تحت حجة البطاقة أو حجج أخرى لأنه آن للشعب اللبناني أن يشعر بأنه سيختار ممثليه الجدد خاصة أ، القانون الجديد هو قانون محاسبة حقيقي لأنه اختيار بالصوت التفضيلي، وبالتالي من لا يُحسن لا ينجح، ومن يُحسن يستمر بالنجاح.