أنتهز المناسبة لأوجِّه تحية خاصة إلى شهداء الجيش اللبناني والقوى الأمنية، الذين عملوا لحماية الوطن، والتحية إلى شهداء المقاومة الإسلامية الذين دعموا قوة لبنان واستقلاله، ولولا هؤلاء الشهداء والمجاهدين لما استطعنا أن ننعم بالنصر الكبير في إسقاط أخطر إمارتين تكفيريتين على لبنان إمارة النصرة وإمارة داعش وإلى غير رجعة.
من المفيد أن نسلط الضوء على ما أنجزته المقاومة الإسلامية، وقدمت نموذجا استثنائيا في لبنان والمنطقة بأخلاقيتها وطريقة أدائها إستناداً إلى إيمانها والتزامها، هذه المقاومة هي التي لم تطارد عائلة عميل إسرائيلي سنة 2000، ولم تنتقم من أحد على الإطلاق لتعبر بذلك إلى أن المجرم يعاقب ويحاسب عند الدولة اللبنانية، أما عائلته فلا علاقة لها بذلك وهذه قمة الأخلاق.
هذه المقاومة هي التي اضطر بعض مجاهديها أن يدخلوا إلى بيوت يحتموا فيها ويأكلوا من طعامها خلال الحرب فيضعون الأوراق من أجل دفع المال مقابل هذا الطعام لكي لا يكون مغصوبا. هذه المقاومة هي التي تلتزم بالتعهدات التي تطلقها ولا يسجل عليها أنها خالفت عهداً أو خانت أمانة أو كذبت في موقف، هذه المقاومة صادقة مع جمهورها وصادقة في إعلان مواقفها وصادقة في التعبير في التحليل السياسي والوقائع،وصادقة في الإشارة إلى الأخطاء والمظالم والعدوان من دون أن تتجنى حتى على أعدائها إن لم يفعلوا شيئا بأنهم قد فعلوه، لأن الصدق ميزة من مميزاتها، لذا تجدون العدو الإسرائيل يصدق سماحة الأمين العام في كل ما يقوله ولا يصدقون قادتهم. هذه المقاومة تواضعت عند النصر و هي التي تهتم بالوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية وهي التي تتعاون مع كل الأطراف لمصلحة لبنان، المقاومة نموذج استثنائي مشرف نفتخر أننا ننتمي إليه.
هزيمة داعش هي ضربة قاسية جداً للفكر التكفيري، ليس للوجود التكفيري فقط بل أيضاً للفكر والثقافة التكفيرية لأن هؤلاء استطاعوا أن يحتلوا مساحات واسعة من أراضي بالوهم والإجرام والقتل وليس بالهداية والكلمة الطيبة، هؤلاء سقطوا سقطة مريعة إن شاء الله ستستمر في الأيام والأشهر القادمة، ومع سقوطهم تتحررت عقول الكثير من الناس من التضليل وتحررت الأرض من الإحتلال التكفيري وتحررت السيادة من هيمنة المستكبرين واسرائيل.
لبنان اليوم من دون تهديد إمارتي داعش والنصرة بسبب ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ومن عقد الآمال على التكفيرين خاب وخسر.
نحن اليوم في عصر انتصارات المقاومة في كل المنطقة وفي عصر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة إعترفوا أم لم يعترفوا، هم يصرخون رفضاً للمعادلة ولكننا نراها على التلال والجبال ونراها في العقول والقلوب.