وأبرز ما جاء فيها:
التربية العاشورائية صوَّبت مسار الجهاد ضد الاحتلال والبغي ومكنتنا من أن ننجح كمقاومة في تحرير الأرض جنوبًا وشرقًا من الاحتلال الإسرائيلي ومن الاحتلال التكفيري، وهذا شكَّل مدرسةً لكل الأحرار في العالم كيف تكون حقيقة الجهاد لا كما يدعي أولئك القتلة المجرمون الذين يدعون زورًا أنهم يجاهدون في سبيل الله وهم يخالفون كل تعاليم الله تعالى في حركتهم وعدوانهم وأفعالهم التي يرتكبونها.
إسرائيل لم تنفك تهدد لبنان وكل من يعاديها على مدار السنة، بحيث لو أننا راجعنا تهديدات الإسرائيليين لوجدنا المسؤولين الإسرائيليين بين يوم وآخر يصدر عنهم تصريح يهددون فيه بضرب لبنان وتدميره واجتياحه، نقول لإسرائيل: لم تعد تنفع تهديداتهم سواءً كانت عن طريق المناورة أو عن طريق التصريحات والتهديدات المختلفة، لقد قلنا مرارًا وتكرارًا بأن المقاومة جاهزة قبل المناورة وبعدها وأنتم تعرفون ذلك، وما الردع الذي أثر فيكم لإحد عشر عامًا إلا ببركة هذه الجهوزية المستعدة لكل التضحيات من أجل أن توقع الخسائر بإسرائيل فيما لو فكرت أن تضرب لبنان أو أن تغزوه مرة جديدة.
لولا مواجهة محور المقاومة لداعش لانتشر التيار التكفيري في العالم الإسلامي وقضى على كل الحركات الإسلامية لأنه تيار لا يقبل أحدًا، وإذا دخل إلى بلدة قتل المعارضين وضم المستسلمين، لكن الحمد لله مواجهة محور المقاومة للتيار التكفيري كانت المواجهة الوحيدة الحقيقية التي أسقطت هذا المشروع، وبيَّنت لأمريكا وإسرائيل ومن وراءهما بأن اعتمادهم على التكفيريين لتغيير المعادلة في المنطقة لا يمكن أن ينجح، وبالفعل استطعنا أن نُسقط الإمارات التكفيرية الواحدة بعد الأخرى، سقطت إمارة التكفير في الموصل، وسقطت إمارتي التكفير في جرود عرسال وجرود الجراجير ورأس بعلبك وما شابه على الحدود الشرقية للبنان، والآن إن شاء الله تعالى تسقط الإمارات الداعشية الواحدة بعد الأخرى في سوريا بعد أن فُتحت الطريق إلى دير الزور، هذا المحور محور المقاومة هو الذي واجه الإرهاب التكفيري، وهو الذي استطاع أن يغير المعادلة لمصلحة استقلال منطقتنا، وإن شاء الله داعش إلى زوال لعلَّ الأمر يحتاج إلى عدة أشهر حتى لا تعود أي إمارة داعشية موجودة في المنطقة، وهذا ببركة محور المقاومة الذي عطَّل هذه القوة.
لن تحقق السعودية في المنطقة إلاَّ المزيد من الهزائم، لاحظوا كل السنوات التي مرت السعودية تنتقل من هزيمة إلى أخرى، لأن من يقتل الأبرياء في اليمن ويدمر البيوت والمساجد والمشافي والمدارس، ويقتل الشيخ والنساء والأطفال بحجج مختلفة لا يستحق أن يكون قائدًا أو رائدًا في العالم الإسلامي ولا يستحق النصر ولا يمكن أن ينتصر، من هنا السعودية ليست مؤهلة لتسدي نصائح لا في لبنان ولا في خارجه، ولبنان أكثر منعة بعد التحرير الثاني منه قبله، وبالتالي لم يعد هناك إمكانية أن يسير لبنان في المشروع الأمريكي الإسرائيلي ولم يعد من أدواته، فلترتاح السعودية وتسدي النصائح لنفسها لأنه لا يوجد من يسمع لها في لبنان فقد أصبحت خلف التاريخ، والقطار اليوم هو قطار الانتصارات للحق وللسيادة والحرية والاستقلال، ولثلاثي القوة : الجيش والشعب والمقاومة.