الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: استعداداتنا مؤهلة لمواجهة أي تحدٍ، وفي جبهات عدة

الشيخ نعيم قاسم: استعداداتنا مؤهلة لمواجهة أي تحدٍ، وفي جبهات عدة
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في مؤتمر أطباء الأسنان، في قصر الأونيسكو ومما جاء فيها:

أولًا:
  • الدول الكبرى أوجدت ورعت الإرهاب في منطقتنا.
 
ثانيًا:
  • يُسجل لمحور المقاومة أنه كسر شوكة التكفيريين.
  • استعداداتنا مؤهلة لمواجهة أي تحدٍ، وفي جبهات عدة.
  • إسرائيل والتكفيريون جبهتان لمشروع واحد.

ثالثًا:

  • حزب الله عمل بجهد وتضحية ليحافظ على استقرار 
  • لا أحد يملي علينا ما الذي يجب فعله وما الذي يجب تجنبه.
 
أولًا: الدول الكبرى أمريكا وأوروبا والاتحاد السوفياتي سابقًا هم الذين أوجدوا ورعوا الإرهاب في منطقتنا بأشكاله المختلفة، فبدل أن يقوموا بالعدل والتوازن ورعاية شؤون الناس قاموا بالسيطرة والسلطة والتدمير والقتل والإيذاء والفتن من أجل أن يتحكموا بمقدرات شعوب هذه المنطقة، وأحضروا لنا نوعين من الإرهاب: أحضروا إرهاب الدولة، وإرهاب المنظمات. إرهاب الدولة تجسد في إرهاب أمريكا وإرهاب فرنسا وإرهاب بريطانيا وإرهاب إسرائيل، وإما إرهاب المنظمات فتمثل بإرهاب المنظمات الإرهابية عندما بدأت، وكذلك الإرهاب التكفيري وكل أنواع المخابرات التي دخلت في بعض المجموعات سواء في منافقي خلق أو غيرهم من المنظمات التي نهجت طريق التدمير والقتل. كدول كبرى هم الذين رعوا الإرهاب التكفيري وهيأوا كل السبل للثقافة الوهابية لتنتشر في الشرق والغرب من أجل تهيئة هذه المجموعات الإرهابية لتقوم بوظيفتها عند اللزوم، وهذا الأمر بدأ منذ أفغانستان.
 
كان يوجد ثلاثة أهداف أساسية للإرهاب التكفيري وبالتالي للإرهاب الصهيوني الأمريكي. 
الهدف الأول: ضرب القضية الفلسطينية من بوابات مختلفة، تارة بضرب الفلسطينيين مباشرة وأخرى بضرب العرب وثالثة بإشغال المناطق مع بعضها حتى تُضرب القضية الفلسطينية.
 
الأمر الثاني: محاصرة إيران، بعدم السماح لها بأن تقيم جمهوريتها، وهذا ما تُرجم بشكل مباشر بالحرب الصدامية لثمان سنوات على إيران واحتشاد كل العالم لقتالها.
 
والأمر الثالث: منع الإسلام الأصيل من أن يكون له محل فكري أو سياسي أو اجتماعي أو عملي في ساحتنا كي تبقى الأفكار السائدة هي الأفكار الغربية أو بعض الأفكار الإلتقاطية من هنا وهناك، كي لا يكون عندنا لا فكر ولا مشروع ولا مبادئ ولا منطلقات.
 
نحن أمام مواجهة حقيقية تُرجمت في لبنان في 12 تموز سنة 2006، وكانت حربًا خطيرة وكبيرة جدًا يتأمل من خلالها الإسرائيلي ومن وراءه أن يسحق المقاومة، ولكن الحمد لله نجحت المقاومة وهُزمت إسرائيل.
 
لقد عطَّلنا مشروعهم الخطير سنة 2006، هذا المشروع سموه الشرق الأوسط الجديد، ومن بوابة لبنان تعطَّل هذا المشروع بالنجاح الكبير في طرد الإسرائيليين وإلحاق الهزيمة بهم، لقد أربكهم هذا الانتصار، وحاروا ماذا يفعلون، فبدأوا يفكرون بحلول وخطوات عدوانية أخرى، فكان الحل بالنسبة إليهم الخطوة العدوانية الثانية من بوابة سوريا سنة 2011، وأيضًا أطلقوا على الحرب السورية عنوان "الشرق الأوسط الجديد"، يعني أنها مرحلة ثانية أو خطوة ثانية بعد فشل الخطوة الأولى.
 
اكتشفنا كحزب الله وكمحور مقاومة هذا الخطر من اليوم الأول، وتحدثنا عنه، وقلنا أن ما يجري في سوريا هو تدمير لسوريا وتغيير للاتجاه، وتدخلنا وشاركنا في المواجهة في اللحظة والتوقيت المناسب وبالإمكانات المتاحة، وهذه نتيجة للصمود وللمواجهة وبالتضحيات الكثيرة التي تم تقديمها، من الذي سبَّب لنا كل هذه المشاكل في المنطقة؟ أمريكا، ومن أجل من تسببها؟ من أجل إسرائيل. ولماذا يتحرك التكفيريون؟ لأنهم أدوات لهذا المشروع. أمريكا هي التي أسست للإرهاب التكفيري، وهي التي دعمته، وهي التي أتاحت له أن يكون مطمئنًا آمنًا ووفرت له كل الإمكانات وكل التوجيهات، والآن إذا رأيتم أمريكا تلعن داعش فلأن دعش أساءت الأداء ولم تكن على قدر المهمة، فأرادت أمريكا أن تؤدبها، ولذا التأديب اليوم في مكانين فقط: تأديب في الرقة وفي الموصل، أما في المناطق الأخرى فأمريكا لا زالت ترعى داعش، وحيَّدت جبهة النصرة مع أنها من السنخية نفسها، لأنها تريدهم لوظائف أخرى في لمستقبل لها علاقة بالفتن التي يثيرونها في منطقتنا بشكل أو بآخر. إذًا اليوم عندما تقاتل أمريكا داعش إنما تؤدب من أخطأ الأداء في مشروع كانت تريده لهذه المنطقة.
 
ثانيًا: يُسجل لمحور المقاومة أنه كسر مشروع التكفيريين، وبدأ بالتصويب عليه من اللحظة الأولى حتى وصلنا إلى النتيجة الحالية، وهيأ محور المقاومة كل الأسباب والمقاومات والمساهمات ليصبح الخليفة البغدادي خليفة بلا أرضٍ للخلافة، ويتحول الآخرون من جماعته إلى لصوص سلابين ينتشرون في أماكن مختلفة.
 
واليوم بعد أن احتلوا في سنة 2014 تسعين ألف كلم2 بين سوريا والعراق، بقي المساحة المتوفرة لديهم حوالي 33 ألف كلم2، أغلبها بادية صحراء، ولكن كل هذا الإنجاز الذي حصل لم يكن ليحصل لولا حركة محور المقاومة والمواجهة والنتائج الكبرى وتحرير أراضٍ كثيرة كانت تحتلها داعش سواء في العراق أو في سوريا.
 
أقول للإستكبار العالمي ومعه إسرائيل: جربتم حظكم في مواجهة محور المقاومة عدة مرات وقد فشلتم، وستفشلون في المواجهة ولن تحققوا انتصارات بعد اليوم، لأننا مصممون على البقاء في الساحة وعلى الاستمرار، استعداداتنا مؤهلة لمواجهة أي تحدٍ، وفي جبهات عدة، وهذا الاستعدادات تمكننا من أن نحقق أهدافنا في منعكم في البقاء محتلين أو من أخذنا إلى خيارات لا نريدها، في كل هذا نحن في موقع الدفاع ولسنا في موقع الهجوم، ونريد استقلال بلدنا، وتحرير الأرض، وترك شعوب المنطقة لخياراتها السياسية والعملية. بكل وضوح إسرائيل هي الخطر الأكبر، وهي التي سبَّبت كل المشاكل والفتن في منطقتنا، وهذا الخطر يجب أن نواجهه ونستعد له، أن لا نطمئن في أي مرحلة من المراحل. وهنا أقول لكم: إسرائيل والتكفيريون جبهتان لمشروع واحد، هكذا نتعامل معهم، عندما نقاتل التفكيريين فنحن نقاتل إسرائيل، وعندما نحرر الأرض فنحن نقاتل إسرائيل، وعندما نستعد بشكل دائم فمن أجل حماية بلدنا ومحيطنا من المشروع الإسرائيلي.
 
ثالثًا: حزب الله عمل بجهد وتضحية ليحافظ على استقرار لبنان وخاصة منذ اندلاع الأزمة السورية سنة 2011، كل المحللين كانوا يتوقعون للبنان أن ينفجر التحاقًا بالأزمة السورية، ولكنه لم ينفجر، هذا لا يحصل بشكل عشوائي وإنما حصل لأن حزب الله المقاوم رفض أن يكون لبنان مسرحًا للفتنة، وتحمل الكثير والكثير، وشحذ الهمة لمواجهة التكفيريين وسياراتهم المفخخة، وعمل في إطار ثلاثية قوية هي ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لتتكامل الجهود في مواجهة المشروع التكفيري الإسرائيلي، لذا كنا أمام هذا الاستقرار الأمني والسياسي خلال أصعب فترة يمر فيها لبنان في ظروف سوريا المأزومة والمتأزمة. هذا يعني أننا دائمًا كنا في طليعة من يفكر بخدمة لبنان وبنائه، نحن لم نعمل يومًا لمصلحة مشروعٍ خارجي، ولم نكن أيضًا جزءً من عمالة ترفع من خلالها التقارير لدول أو منظمات أو جهات، بينما نسمع في كل يوم تصريحات من قيادات سياسية في لبنان يعلنون الولاء لهذه الجهة العربية وتلك الجهة الأجنبية ويفتخرون أنهم يعملون وفق إرشاداتهم. نحن نفتخر أننا نعمل وفق ما يمليه علينا ضميرنا وقناعاتنا وإن كانت هذه القناعات منسجمة مع جهات موزونة في العالم، فهذا له علاقة باجتماع جماعة الحق على دربٍ واحد.
 
سنعمل في كل الملفات التي تخدم الناس وسنطالب دائمًا بسلسلة الرواتب والموازنة والكهرباء والمياه وضرورة المعالجة ومواجهة الفساد والرشاوى، وهذا أمر طبعًا طويل الأمد لأن هناك أشياء متجذرة في البلد.
 
حزب الله يعمل في المجالات المختلفة قناعة منه أنه يريد أن يخدم الناس، الآن واحدة من الشكاوى على حزب الله أنه قوي، هذه القوة لم تأتِ منحة من أحد، أتت من التضحيات ومن العطاءات ومن الحضور في الساحة، والحمد لله أن هذه القوة تُستخدم في مكانها ومجالها الصحيح، تستخدم لمواجهة إسرائيل، وتستخدم من أجل المساهمة في إنجاز الاستحقاقات بتعاون الأطراف بسبب احترام قوة حزب الله، نحن لا نريد قوتنا في تقسيم الجبنة الداخلية، إنما نريد استثمار قوتنا في جبل العزة والكرامة والسيادة والاستقلال، لا أحد يملي علينا ما الذي يجب فعله وما الذي يجب تجنبه، سنكون في الموقع الذي نراه مناسبًا لخدمة الناس، وسنبقى في موقع التضحية، ولا نريد منة ولا جميلًا من أحد، فقد أرانا الله تعالى بأم العين أننا عندما نعطي يعطينا، وأننا عندما نضحي ننتصر، وأننا عندما نعمل كجماعة لمصلحة الوطن يستقر الوطن وينتشر الأمن.