إما أن نقاتلهم، وإما أن نستسلم فيأتون لقتلنا
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في احتفال تأبيني للشهداء علي ترحيني وعباس ياسين وعلي سلمان في حسينية الحوراء زينب(عها) الغبيري، 3/11/2016م،
وأبرز ما جاء فيها:
المعركة التي يخوضها حزب الله في سوريا هي معركة لبنان وفلسطين وسوريا ومعركة الأمة، يعني أنها معركتنا الخاصة أيضًا، هي معركة مستقبل الأجيال ليتمكنوا من العيش على هذه الأرض ويختاروا خياراتهم ومستقبلهم، لذا قتالنا في سوريا هو في صلب حماية لبنان، وأولئك الذين يعتبرون أن قتالنا في سوريا خروج عن حدود الوطن، نقول لهم: لا، حدود الوطن تُحمى بمنع الأعداء في الخارج من أن يصلوا إليه وهذا ما نفعله في سوريا، نضربهم حيث هم حتى لا يصلوا إلى وطننا فنحمي الوطن ونحمي المستقبل.
في مواجهة التكفيريين والإسرائيليين هناك تضحيات، نعم التضحيات في سوريا كبيرة، ولكنها وفَّرت أثمانًا أكبر وإجرامًا أكثر وآلامًا لا تحصى ولا تعد كان يمكن أن تصيبنا لولا هذه التضحيات التي يقدمها المجاهدون في سوريا، في النهاية كل الحياة فيها تضحيات ولكن المهم أن تختار المكان والتوقيت الموقف المناسب، نحن اخترنا في سوريا التوقيت والمكان المناسبين لعملية المواجهة كي نقطع الطريق على هؤلاء أن يخربوا في كل بقعة من بلدنا، وأنتم تسمعون التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تُبرز كم كانت المؤامرة كبيرة، وكم يوجد تصميم من أجل تفخيخ والتفجير في الكثير من المناطق، وفي مختلف الأماكن على قاعدة ضرب الناس وإرهاقهم وليس على قاعدة استهداف فئة هناك أو هناك.
بكل وضوح، نحن أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن نقاتلهم، وإما أن نستسلم فيأتون لقتلنا، فخيرٌ لنا أن نقاتلهم فنقتلهم وننجح ونربح ونتقدم من أن نموت أذلاء بلا خيار وبلا موقف.
البعض يريد الحياد، هؤلاء الذين يُقتَلون في العراق وسوريا هم مدنيون في أغلب الأحيان وبعيدون عن المعركة، العدو يستهدفهم، الكفر يستهدفهم، الانحراف يستهدفهم، ولكنهم بعيدون عن المعركة.
اليوم نستطيع أن نسجل بأن سوريا التي صمدت بدولتها وجيشها وشعبها والمقاومين معها ومع من ساهم في محور المقاومة من حزب الله إلى إيران إلى روسيا إلى كل الذين واجهوا، هذا الصمود في سوريا كان في مواجهة الحرب الدولية عليها، وهذا الصمود إنجازٌ استثنائي، لا تستسهلوا الأمر، كانوا يتوقعون أن يدمروا سوريا ويقلبوها إلى سوريا الإسرائيلية خلال ثلاثة أشهر، فتبين أنه خلال خمس سنوات ونصف يتقهقرون ويتراجعون وتصبيهم الذلة في كل يوم وفي كل موقع، أما نحن فقد اخترنا خيار المقاومة في مقابل خيار الاحتلال والتبعية، وعلى كل حال المواجهة لا بدَّ منها، وهم بدأوا الاعتداء، واليوم نحن نواجه كل هؤلاء المعتدين الذين يديرهم مايسترو واحد هو أمريكا، ولهدف واحد هو إراحة إسرائيل، وجعلها متسلطة ومسيطرة في منطقتنا.
أما السعودية والتكفيريون ومن لفَّ لفهما فهؤلاء أدوات في المشروع الأمريكي الإسرائيلي، ليس لهم حصة، وليس لهم نتيجة، انظروا إلى السعودية اليوم، ميزانيتها تتقهقر، اقتصادها يتراجع، رفاهها يُدمر، مصانعها تقفل، صورتها في العالم سيئة جدًا ليس لها احترام عند أي بشر على مستوى الأرض لأنها تنتهك حقوق الإنسان بإجرام وحشي لا مثيل له، إذًا السعودية لم تربح شيئًا.
أما التكفيريون فهم مجموعة من القتلة الفجرة الذين تديرهم أمريكا، عندما رأت أمريكا أن وجودهم في الموصل ضروري فتحت لهم الطريق إليها فخلال يومين وصلوا إلى الموصل، وعندما وجدت أن بقاءهم في الموصل غير مناسب وغير ملائم تريد الآن المساهمة في إخراجهم لتبقيهم في مكان آخر في سوريا، هؤلاء أدوات.
لقد أثبتت التجربة القدرة على الانتصار والتغيير والتحرير والحماية، وإذا قررنا أن نصنع مستقبلنا كشعب أبيِّ في بلداننا فلا يستطيع أحد أن يفرض علينا شيئًا على الإطلاق، ونستطيع أن نحقق ما نريده إذا كنا يدًا واحدة.
أنجز لبنان خلال الأيام الماضية انتخابًا لرئيس الجمهورية فخامة العماد ميشال عون، فرحتنا كبيرة بإنجاز هذا الاستحقاق الرئاسي، لأنه إنجازٌ للبنان كل لبنان، وهو إنجازٌ يهيئ لإطلاق عجلة المؤسسات الدستورية لتفعيل العمل الذي يساعد في بناء الدولة، مرة جديدة يثبت حزب الله بأنه مساهمته أساسية في بناء الدولة، وهو لا يوفر جهدًا على جميع الأصعدة لبناء الدولة القوية القادرة بعيدًا عن المزايدات وبعيدًا عن أخذ أموال الدولة، أو تحقيق بعض المكتسبات.
طموحنا كحزب الله في لبنان أن يستمر لبنان شامخًا بثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة، لتحقيق ثلاثية الوطن: التحرير والحماية والاستقلال، نحن ندعم ثلاثي القوة لثلاثي الوطن فالاستقلال يتضمن الالتزام بدستور الطائف، وحكومة الوحدة الوطنية وبناء الدولة والمؤسسات، ومواجهة الفساد والمحاسبة والاهتمام بقضايا الناس، فإذا اكتملت ثلاثة الوطن: التحرير في مواجهة إسرائيل، والحماية في مواجهة احتمالات الاعتداءات الإسرائيلية والتكفيريين، والاستقلال لنكون من يأخذ القرار في بلده بعيدًا عن التبعية بما نراه مصلحتنا. هذه خطوات لا بدَّ أن نقوم بها وسنتابعها إن شاء الله تعالى.
التحالف بين حزب الله وحركة أمل تحالف استراتيجي، يعني أننا سنتابع معًا ما وفقنا الله تعالى في هذه الحياة، وعندما نرى خلافًا في بعض التفاصيل الجزئية التي تبرز للناس فهذا الخلاف لا يؤثر أبدًا، وهذا أمر طبيعي في إطار بعض التفاصيل التي يراه كل طرف مناسبًا أكثر من التفاصيل الأخرى، من هنا هذه المفردات التي ترونها هي في الواقع طبيعية داخل التحالف الاستراتيجي المبني على: التشاور والتفهُّم ثم التفاهم. فإذا كان البعض يريد أن يلعب ببعض الملاحظات فليفتش عن طريقة أخرى لأننا والحمد لله متفقون وسائرون في الطريق الصحيح لبناء لبنان.
نحن مع إبعاد لبنان عن أن يكون أداة في صراع الآخرين، وهذا يختلف عن حماية الوطن ودور لبنان، وبالتالي عندما نرفض الوصاية الأجنبية نرفض أن يستخدم لبنان منصة أو ممرًا لمشاريع الآخرين هذا يختلف تمامًا عن أن يكون شباب لبنان وشعبه للدفاع عنه سواء استلزم الدفاع عن نقاتل من داخل لبنان أو من خارجه. هذا أمرٌ نقدره ولستم أنتم من تضعون القواعد وترسمون الحدود.
هذه المقاومة الشريفة هي السبيل الوحيد، ليس لمواجهة إسرائيل فحسب بل لتيئيس الحكام العرب من أنهم قادرون على تشكيل الحماية لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، هذه المقاومة هي الشعلة التي تُبقي حرارة الجهاد في داخل شباب وشابات وفتية والشعب الفلسطيني وكذلك شعوب المنطقة حتى لا يفرضوا علينا حلولًا يكرس الاحتلال.
لطالما قلنا أننا لا نريد من الحكام العرب شيئًا، نريدهم أن يسكتوا فقط، لكن الآن يحاول البعض منهم أن يمد يد العون لإسرائيل، إذا كانت أمريكا وكل العالم لم يستطيعوا إعانة إسرائيل في مواجهة المقاومة، فما بالك ببعض العرب!! إن شاء الله تعالى يتلقى هؤلاء الحكام مصير إسرائيل في الفشل والخزي، والنصر دائمًا للمؤمنين.