إجرام السعودية في اليمن لا يعادله إجرام على مستوى الكرة الأرضية في الزمن المعاصر
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الليلة الثامنة من محرم الحرام 1438هـ، في بيروت الغربية، مجمع السيدة خديجة، 9/10/2016،
وأبرز ما جاء فيها:
إجرام السعودية في اليمن لا يعادله إجرام على مستوى الكرة الأرضية في الزمن المعاصر، والمجزرة التي حصلت في قاعة التعزية هي من نوع جرائم الإبادة ضد البشرية، بمعنى أن على مجلس الأمن والمحكمة الدولية والدول الكبرى وكل العالم أن يدين ويعاقب ويحاكم السعودية على ما ارتكبته بحق المدنيين الآمنين في اليمن، مع العلم أن هذه الجريمة السعودية مستمرة منذ سنة ونصف في اليمن من دون مبرر، وتدعمها أمريكا في عدوانها بالسلاح والتوجيه والإدارة، لأن من مصلحة أمريكا أن يُقتل الناس في منطقتنا، وأن تتمزق وأن تخسر اليمن والسعودية وسوريا والعراق وكل المنطقة، المهم أن تبقى أمريكا تعيش وتأخذ خيرات هذه المنطقة حتى لو احترقت المنطقة من أولها إلى آخرها.
هذه جريمة نكراء ترتكبها السعودية التي لا علاقة لها لا بالسنة ولا بقيادة العالم الإسلامي السني، لأن السعودية من موقعها ودورها إنما تقود التكفيريين للمشروع الذي يخدم الصهيونية وأمريكا في منطقتنا ولا تقدم خدمة على الإطلاق لا للإسلام ولا للمسلمين.
نحن نواجه التكفيريين، كجزء من مواجهتنا لإسرائيل، والتكفيريون خطر حقيقي على الإسلام والمسلمين، وهم يقتلون كل الناس من دون استثناء، هم وحوش شاردة داخل المدن والقرى، بدل أن يكونوا داخل البراري والغابات، هؤلاء لا يعرفون من الإسلام شيء، وهؤلاء لا يلتزمون بشرع الله، بل يسيؤون إلى الإسلام والمسلمين، ويضرون بالبشرية، ولولا أننا واجهناهم كجزء من محور المقاومة لكان لبنان اليوم في فوضى كبيرة، وكنا في داخل المستشفيات نلملم الجراحات ونحاول أن ننزع الردم من الشوارع، لولا أننا وجهنا هؤلاء التكفيريين ومنعناهم من الامتداد، وتعاون الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني مشكورين لقطع أيديهم ووضع حدٍ لهم، ومع ذلك هم لا زالوا يشكلون خطرًا، علينا دائمًا أن نكون منتبهين في عملية المواجهة.
إذا كانت الدول الغربية تعتقد أنهم يستخدمون التكفيريين ضدنا سيكتشفون بأنهم خطر عليهم أكثر مما هم علينا، نحن نواجههم ولكن فليقولوا لنا كيف سيواجهونهم عندما يصبحوا لاحقًا مجموعات ضائعة منتشرة على مستوى العالم؟ وأعتقد أنهم لا يستطيعون الاستمرار لإقامة دويلات إسلامية، هؤلاء موجودون في الرقة وفي الموصل بسبب أمريكا وإسرائيل والدول الغربية والدعم العربي وليس بسبب قوتهم، نحن سنواجههم ولن نقبل أن يفعلوا ما يشاؤون.
لا بدَّ أن نحيي العملية البطولية التي حصلت في القدس، والتي تؤكد مجددًا بأن المقاومة في فلسطين حيَّة وأنها هي الخيار، وهي التي تستطيع أن تهزم هذا المشروع الإسرائيلي، ولتعلم إسرائيل أنها لا تستطيع أن تحيا بأمان واطمئنان طالما هي محتلة، وتحاول أن تفرض احتلالها وتتوسع به، لأن لدينا في فلسطين شعبًا مجاهدًا معطاءً، وإن شاء الله تعالى تكون هذه جزءًا من مسيرة للتحرير الكامل لفلسطين.