إن تحالفنا مع حركة أمل راسخ وصلب رسوخ وصلابة ومقاومة هذه الأرض
أحيا حزب الله اليوم السادس من شهر محرم الحرام والذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الشهيد القائد الحاج حسن محمد الحاج (أبو محمد الإقليم/ الحاج ماهر) بمجلس عزاء حسيني أقيم في مجمع الإمام الحسين (ع) في مدينة صور، بحضور نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وعدد من القيادات الحزبية، وعوائل الشهداء والجرحى، إلى جانب عدد من رجال الدين من مختلف الطوائف الدينية، وفعاليات وشخصيات، وحشد من الأهالي.
وقد افتتح المجلس بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، وعرض فيلم مصوّر يحكي عن السيرة الجهادية للشهيد الحاج حسن محمد الحاج، ومن ثم ألقى الشيخ قاسم كلمة جاء فيها:
إننا اليوم استطعنا من خلال المقاومة الإسلامية أن نحقق إنجازات عظيمة وكبيرة، فالمقاومة لم تكن يوماً بالنسبة إلينا خياراً عسكرياً فقط، بل هي خيار ثقافي وسياسي وإيماني وجهادي وفي كل مجالات حياتنا، أي أننا لسنا على جبهة القتال من أجل العسكر فقط، وإنما نحن هناك من أجل حماية فكرنا واتجاهنا ومستقبل أولادنا وما نريد أن نحققه للأجيال القادمة، والحمد لله حققت المقاومة بهذا المعنى ثلاثة أهداف كبرى وهي:
أولاً: حققت تحريراً مشرّفاً في العام 2000 دون قيد أو شرط، وأخرجت إسرائيل ذليلة من لبنان.
ثانياً: ألحقت هزيمة كبرى بالعدو الإسرائيلي في عدوان تموز سنة 2006، وتحوّل مشروع سحق المقاومة إلى طرد إسرائيل ذليلة وانتصار المقاومة عليها.
ثالثاً: أوجدت تحوّلاً في الاتجاه من الاستسلام لمشروع إسرائيل إلى الرفض والمقاومة، فزلزلت أهداف الوجود الصهيوني في إطار التفاف شعبي واستعداد جهادي، وكسر لحواجز التبعية، واتساع قدرة الدفاع من خلال محور المقاومة الذي كشف المختبئين وراء إسرائيل، وزجهم في المعركة، فانكشفت أميركا بمخططها وحضورها المباشر في الميدان، وخاصة في سوريا والعراق، وتداعت دول أوروبية وعربية وخاصة السعودية لنصرة المشروع الصهيوني من بوابة سوريا، فجُمّع التكفيريون من أقطار الأرض لإنقاذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الأميركي، ولحماية إسرائيل، فكانت المقاومة ومحورها بالمرصاد بحمد الله تعالى، ونجح اتجاه المقاومة في مقابل اتجاه الاستسلام، وأصبح رمزاً وركناً يقود في المنطقة ولا ينقاد، ويُغيّر ولا يتغيّر، ويُؤثّر ولا يتأثّر، ويصنع مستقبلاً مشرقاً لأمتنا وشعبنا وكرامتنا.
إن الاتجاه في لبنان قبل سنة 1982 كان نحو توسيع الحضور العميل لإسرائيل سياسياً وجغرافياً، ولكن اليوم تبدل الحال، حيث لم يعد أحد في لبنان قادر على أن يعلن عمالته لإسرائيل، سواء كان مقتنعاً أو غير مقتنع، وهذا يعني أننا حوّلنا تقسيم لبنان من محورين اللذين هما مقاوم وإسرائيلي إلى محور واحد وهو المقاومة، وبات المحور الإسرائيلي غير موجود في لبنان، وكان أيضاً الاتجاه نحو أن تفعل إسرائيل ما تشاء في منطقتنا، فتقتل وتدمر وتحتل وتخرّب وتتقدم، بينما باتت الآن عاجزة،
وتواجه تحديات حقيقية، وتعرف تماماً أنها إذا اعتدت على لبنان، فإنها لن تخرج سالمة، والحمد لله فإن دفاعنا كمقاومة متألق، وثقتنا بالنصر كمن يراه أمامه، وأيضاً كان الاتجاه أن يعبروا من خلال سوريا، فاستخدموا أدوات جديدة ألا وهي التكفيريين، ولكنهم الآن يتخبّطون، وحاولوا محاصرتنا في لبنان بمقولة عدم جواز تجاوز الحدود والتدخّل في بلد آخر، فحاصرناهم بحماية الحدود عندما أثبتنا أن الخطر التكفيري يستهدف كل لبنان ومقاومته، ويستهدف المنطقة كما يستهدف سوريا، والحمد لله انكسر دفاع التكفيريين، فابتعدت جحورهم، وانهزمت جحافلهم، وتحرّرت حدودنا من خطرهم، وسنبقى لهم بالمرصاد ولو كره الكارهون، ورفض من رفض، لأننا نعتقد بأن كرامتنا من الله تعالى، وهي أساس حضورنا، وبالتالي فإن مشروع المقاومة يتألّق مع كل خيراته، وعلى بعض الشركاء في الوطن أن يدركوا بأن مصلحتهم في هذا المشروع، إذا أرادوا أن يكونوا أحراراً ومستقلين لا أتباعاً مشلولين.
إن تحالفنا مع حركة أمل راسخ وصلب رسوخ وصلابة ومقاومة هذه الأرض، وجهاد المجاهدين، وسنبقى حريصين على قوّة هذا التحالف مهما كانت الأعاصير التي تواجهنا من هنا أو هناك، فليخسئ أولئك اللاعبون، ونحن لن نتخلَ عن هذا التحالف مهما كلفنا ذلك، فهو الشرف والكرامة اللذين سنتمسك بهما، وأما تحالفنا مع التيار الوطني الحر، فهو تحالف وطني ثابت واستراتيجي، وفي بعض المحطات يثيرون بعض الاختلافات، ويتحدثون عنّا أولئك الذين يرفضون هذا التحالف بطريقة توحي وكأننا نقف مربكين، ولكن على الجميع أن يثق أننا ثابتون على هذا التحالف، وسنبقى إلى النهاية، فنحن أهل الوفاء والعهد والتمسك بما نعلنه ونعبّر عنه، وهذا التحالف فيه مصلحة أكيدة للبنان وطوائفه ومذاهبه وللجميع، فكِلا التحالفين مع حركة أمل ومع التيار الوطني الحر يؤدي وظيفة تماسك لبنان وسيادته والنهوض به.