نطالب القضاء اللبناني بإنزال أقصى العقوبات بأولئك العملاء والتكفيريين
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج طلاب معاهد الآفاق، قصر الأونيسكو 28/9/2016،
ومما جاء فيها:
لبنان لا يمكن أن يتقدم أو أن ينجح أو يخطو خطوات إيجابية إلى الأمام، ولا يمكن أن نبني البلد، ولا يمكن أن نحسن من أوضاعنا الاجتماعية والثقافية والسياسية إلاَّ إذا عملنا على أن نتفاهم مع بعضنا لأننا نعيش في بقعة واحدة، الوفاق والتفاهم مفتاح الحلول في لبنان، ويحصنه أمران: أولًا: كف أيدي اللاعبين الإقليميين والدوليين عن التدخل في شؤوننا، وثانيًا عدم انتظار نتائج وتطورات أزمات المنطقة التي يمكن أن لا تنتهي، إذا قمنا بذلك واعتمدنا على أنفسنا وتعاوننا مع بعضنا، وتحاورنا وتناقشنا وقدمنا تنازلات متبادلة يمكن أن نصل إلى نتيجة.
لقد جربت بعض الشخصيات والقوى السياسية في لبنان أن يسلكوا طريق إثارة الفتن والبلبلة ليجنوا ثمارًا سياسية من ورائها، فتبيَّن لهم أن طريق الفتن تضربهم أولًا وتضر بهم أولًا خاصة عندما يكون في مواجهتهم من لا يؤمن بالفتن بل يئدها ويعمل على منعها، وهذا هو حالنا الذي عملنا عليه خلال كل الفترات، فليعلموا: الفتن لا تُنتج حلولًا في لبنان، الوفاق والتوافق هو الذي ينتج الحلول وعلينا أن نعمل لها.
أما جماعة الكذب السياسي، فهناك أناس دجالون في السياسة، يتحدثون مع الناس كذبًا، ويحللون لهم خطأً، ويبررون لهم الأعمال المنكرة فيصورونها قديسة، ويؤيدون جماعات منحرفة ويقفون إلى جانبهم، ليعلموا أن الدجل السياسي سرعان ما ينكشف، والذي يكذب سياسيًا على الناس ويقول لهم غير الحقيقة سيعرف الناس بعد ذلك أنه كاذب.
لا تستهينوا بما يقوله العدو الإسرائيلي عن سماحة السيد حسن نصر الله(حفظه الله) أنه صادق، هذا يعني أن مسيرته ومسيرة الحزب الذي يرأسه من أوله إلى آخره، ومن أول المسيرة إلى آخرها لم تعتد أن تتحدث مع الناس إلاَّ الصدق سواء أكان لمصلحتنا أو لغير مصلحتنا، ولذا وُصف بـ "الصادق" وهذه الصفة أُعطيت لرسول الله(ص) في الجاهلية عندما قالوا "جاء الصادق الأمين" قبل أن يكون نبيًا لأنه كان لا يتكلم إلاَّ بصدق، فنحن ننصح كل أولئك الذين يعملون في السياسة، ليست السياسة الدجل والكذب، السياسة أن نسوس أمور الناس بصدق وإخلاص، وأن نعترف عندما نخطئ، وأن نتمسك بالموقف الصحيح، وأن نُعرِّف الناس على الحقائق.
نحن نؤيد الحوار طريقًا للمعالجة، لأن العالم مشغول عنا، وإن لم نبادر فلن تحصل الحلول.
ونؤيد المصالحة الجدية بين التبانة وجبل محسن على أن يُحاسب المرتكبون كأفراد يتحملون المسؤولية، ونحن نؤيد عمل المؤسسات وتفعيلها ومعالجة العوائق التي تحول دون إنتاجيتها.
بعبارة ملخصة: من يريد بناء الدولة يهتم بثلاثة أمور: يهتم باستقرارها، ويحمي حدودها، ويتعاون مع القوى الفاعلة فيها. من لم ينجح في هذه الأمور الثلاثة لا يمكن أن يكون من بناة لبنان.
أما قواعد حزب الله في العمل في لبنان في هذه المرحلة خاصةً خمسة:
نحن مع الاستقرار الأمني وتعطيل الفتن.
مع تفعيل عمل المؤسسات وتحسين أداء الدولة.
مع الجهوزية الدائمة دفاعًا عن لبنان لحمايته من إسرائيل.
أن نبذل كل الجهود لمواجهة الإرهاب التكفيري وخاصة من بوابة البقاع.
نؤمن بتماسك وتعاون ثلاثي قوة ومنعته: الجيش والشعب والمقاومة، هذه الثلاثية هي تاج الرؤوس.
يجب أن نبقى متيقظين في لبنان من الخطر الأمني الإسرائيلي والتكفيري، لم ينته الخطر على لبنان، ونطالب القضاء اللبناني بإنزال أقصى العقوبات بأولئك العملاء والتكفيريين الذين أساؤوا والذين أضروا وأجرموا بحق لبنان.
اليوم إسرائيل في قطب اهتمامات أمريكا ، إسرائيل هي الأساس عند أمريكا، إسرائيل المجرمة والمحتلة والمعتدية، إسرائيل التي تهدد بالدمار والخراب، هذه إسرائيل التي تصرح يوميًا وتعبر عن نفسها هي المتبناة أمريكيًا. لو أبدى العرب أدنى ممانعة في مواجهة إسرائيل، وفقط يوقفوا الزيارات والتعاون والإشادة بإسرائيل، أو يبدون إنزعاجًا من إسرائيل ولو كذبًا، هذه الممانعة وحدها مهمة ومفيدة ونحن لا نطلب منهم أكثر من هذا.
البعض ينزعج عندما نقول أن السعودية تحقق أهداف إسرائيل، فنحن لا نتهم السعودية، ولا نشتم السعودية، ولكن إذا كانت السعودية تخدم أهداف إسرائيل هل هذه لعنة أو مكرمة؟! إذا كانوا هم مقتنعون بهذا العمل ويقومون به فنحن نوصفه، إذا كان لعنة لما قام به وذهبوا إلى إسرائيل. لماذا تنزعجون عندما نقول بأن السعودية تخدم أهداف إسرائيل، عندما يصافح مسؤولون سعوديون الإسرائيليين، وعندما يبنون اتفاقات مع إسرائيل، وعندما لا يدعمون المقاومة لا ماليًا ولا سياسيًا ولا في المواقع المختلفة، وعندما يقفون مع إسرائيل جنبًا إلى جنب لتخريب سوريا واليمن والعراق والمنطقة، ماذا نقول؟ هل نقول أن السعودية رائدة الحل في المنطقة، لا، نقول: السعودية خادمة المشروع الإسرائيلي. إذا كانت السعودية تفكر أنها تخرِّب سوريا لتربح، وتخرب اليمن والعراق لتربح، فهي واهمة، السعودية تُستخدم من أمريكا وإسرائيل لتخرب المنطقة، وتخرب السعودية على رؤوس أصحابها وقيادتها، وقد وجدنا بعض النتائج الأولى في عجز الموازنة وفي سحب مئات المليارات من الصندوق السيادي لصرفه، وفي إلغاء المنح والمكافآت وتقليص الرواتب، وانهيار شركات في داخل السعودية، وانتشار البطالة وازدياد الفقر، كل هذا من نتاج أعمال السعودية خلال السنوات السابقة في خدمة إسرائيل وأمريكا. فإذا أكملت السعودية على هذا المسار سيذكر التاريخ بأن السعودية كانت هنا، فهم يسيرون نحو الهاوية بالطريقة التي يسلكونها.
أمريكا لا تريد حلًا في سوريا، لا حل سياسي ولا لديها القدرة لحل عسكري، أمريكا تريد أن تُبقي سوريا أتونًا مشتعلًا، لأن المال ليس منها، والرجال ليسوا منها، والإدارة طبيعي أن تكون من قبلها، وجماعة الإرهاب التكفيري أكبر خدم يمكن أن يخدموا المشروع الأمريكي بكل بشاعة وبأقل تكلفة لأمريكا وأكثر نتائج سلبية على شعوب هذه المنطقة.
أمريكا عندما قامت بقصف دير الزور "جبل الثردة"، من خلال التسجيلات الموثقة والموجودة، كانت تقول لجماعة داعش: اصبروا حتى تنتهي الغارة وبعد ذلك تهجمون لتأخذوا الجبل وتأخذوا المطار من أجل أن تأخذوا المنطقة بأكملها، أمريكا تريد داعش في كل منطقة دير الزور ومحيطها من أجل أن تكون أداة في يدها تستخدمها تارة في سوريا وأخرى في العراق.
نحن سنواجه وسنستمر في سوريا، وسنقاتل الإرهاب التكفيري ومن وراءه ولو كانت التضحيات كثيرة ولو طال الزمن، ولكن لن نسمح لهم أن يأخذوا سوريا لقمة سائغة ويضربوا مشروع المقاومة من خلال بوابته في سوريا، نحن ندافع عن المقاومة وعن سوريا وعن مستقبل أجيالنا ومن حقنا أن نقدم التضحيات وإن شاء الله تعالى سننتصر.