الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: الإرهاب التكفيري المدعوم من الإرهاب الإسرائيلي هو الأزمة المركزية في المنطقة/ حفل متفوقي مدارس المصطفى(ص)

الشيخ نعيم قاسم: الإرهاب التكفيري المدعوم من الإرهاب الإسرائيلي هو الأزمة المركزية في المنطقة/ حفل متفوقي مدارس المصطفى(ص)
الإرهاب التكفيري المدعوم من الإرهاب الإسرائيلي هو الأزمة المركزية في المنطقة.

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل متفوقي مدارس المصطفى(ص)في الفاميلي هاوس، المشرفية  18/8/2016،
وأبرز ما جاء فيها: 


أولًا: تفوق مدارس المصطفى هو ميزة وطنية وإسلامية، لأن التنافس يحصد في مناهج التعليم الوطني وأنتم تتفوقون في هذا الميدان، وفي ميدان الالتزام الإسلامي الذي يؤكد على الدفع دائمًا باتجاه الأفضل والأحسن والتفوق في كل شيء، سواء بالنسبة أو بالدرجات. من هنا علينا أن نحمل مسؤولية المحافظة على هذا المسار.
بكل وضوح نحن لا نقبل أن يكون الواحد منا مجرد ناجح، بل يجب أن يسعى ليكون أول الناجحين، فإذا لم يتوفق على الأقل في درجة من الدرجات.

ثانيًا:  الإرهاب التكفيري المدعوم من الإرهاب الإسرائيلي هو الأزمة المركزية في المنطقة، لأن هذا الإرهاب يقدم صورة ويريد أن يحقق نموذجًا ويعمل من أجل السيطرة حتى يكون الوحيد الواقع في حياة شبابنا وشاباتنا وأمتنا من الآن وإلى المستقبل القادم. لاحظوا معي كيف يدعم المسؤولون الإسرائيليون هذا الإرهاب التكفيري بالتصريحات والمواقف والطبابة وفتح الحدود والمساعدة بإطلاق النار، بل صرحوا بأنهم لا يتمنون هزيمة داعش، لأن البديل هو الحق والخير والاستقلال والكرامة وهم لا يريدونها لنا. وكذلك نجد أداء أمريكا أداءً يطيل الأزمة فهم يتحدثون عن مواجهة داعش ولكن لا يمارسون أي مواجهة حقيقية، وهم يملكون الإمكانات والقدرات خوفًا من أن تسقط داعش فيكون البديل هؤلاء الذين آمنوا وقالوا ربنا الله واستقاموا.
لقد حددنا مكمن الخطر على الأمة وعرفنا أنه هذا الإرهاب بفرعيه التكفيري والإسرائيلي، وأدركنا أن علينا الاعتماد على أنفسنا بعد التوكل على الله تعالى، فلن نستجدي من أحد ليخلصنا من هذا الإرهاب، بل سنعمل بكل ما أوتينا من قوة ونربي أجيالنا لمواجهة هذا الإرهاب التكفيري لننتصر عليه إن شاء الله بالتعاون مع كل المستعدين للمواجهة لأن المسؤولية والخطر يقع على الجميع.
التكفيري خطر على الهوية الإسلامية، وخطر على الوجود الإنساني، وخطر على مستقبل الأجيال، ولا يمكن مواجهة هذا الخطر بالتمنيات بل بالعمل والسعي والتصدي، ومن كان يقول أنه ضد هذا الإرهاب التكفيري فليرمه بحجر، أما من يقف متفرجًا ومنظرًا فهذا لا يقدم شيئًا، ولكن أقول لكم بكل طمأنينة بأن المستقبل القادم إن شاء الله تعالى ليس فيه قدرة وفعالية لا لداعش ولا لغيرها بسبب جهود محور المقاومة والتضحيات التي يقدمها.


ثالثًا: لطالما قلنا بأن المقاومة هي الحل، لا لأننا نريد التغني بإنجاز محدد أو بفكرة طوباوية بل لأن الوقائع على الأرض أثبتت أنها الحل الناجع لقضايانا، هذه المقاومة هي التي  حرّرت الأرض وصدَّت العدوان وحمت الحدود الجنوبية والشرقية وعطَّلت إمارات التكفير ومنعت إسقاط سوريا المقاومة، وأنجزت إنجازات كثيرة. هذه المقاومة هي التي استطاعت أن تحقق لنا حضورًا  وقرارًا نستطيع من خلاله أن نبني بلدنا ومستقبلنا بإرادتنا، هذه المقاومة هي التي كسرت مشروع الشرق الأوسط الجديد، ومنعت استغلال ضعف لبنان، ونقلت لبنان من حالة ضعف إلى حالة قوة، أقول بكل جرأة وفخر: حزب الله كان ولا يزال دعامة مركزية للاستقرار في لبنان، ولولا هذه الدعامة لذهب لبنان في مهب ريح الأزمات المتنقلة في منطقتنا.
 

نحن ندعو إلى الموقف في كل قضايانا، لا يمكن أن نقبل بالمواقف الرمادية التي هي لا مع ولا ضد، لأنها لا تحقق إنجازًا بل تسبب أضرارًا "والساكت عن الحق شيطانٌ أخرس".
علينا أن نختار: مع المقاومة أو ضدها، مع الاستقرار أو ضده، مع المشروع التكفيري أو ضده. مع السيادة والاستقلال أو مع الاحتلال والتبعية، بل بدَّ لكل واحد منَّا أن يختار، وكلها تحتاج إلى قرارات شجاعة وعمل مدعوم بالقوة التي تحمي خياراتنا.

لقد ولى زمن الضعف الذي نكون فيه أدوات لمشروع الغرب، اخترنا المقاومة لحماية خياراتنا، اخترنا المقاومة لنكون أقوياء في لبنان والمنطقة، لأن صاحب الحق لا يحصل عليه إلاَّ مع قوة، إذ أننا في زمنٍ لا تقيم الدول ولا الجماعات ولا تُعطى الحقوق إلاَّ لمن يملك قوة يدافع عن نفسه من خلالها ويستطيع أن يأخذ حقه من بين أيدي الذئاب الدولية التي تعمل لتدمير العالم لمصالحها.

خيارنا لبنان الوطن لا المزرعة، ولبنان السيد لا الخاضع، ولبنان المقاومة لا الذي يرتمي تحت الاحتلال، ولبنان القوي لا الضعيف، وأملنا بالله تعالى أن نحقق هذا الإنجاز.
واستغل المناسبة لأرسل تحية خاصة للجيش اللبناني الذي يقف متصديًا للاحتلال عرسال من قبل بعض الجماعات الخارجة عن القانون الحق في العالم من التكفيريين الذي عاثوا في الأرض فسادًا فأضروا العباد والبلاد، وإن شاء الله نحقق معًا نجاحات على كل الأصعدة ونكون متفوقين في كل ما نعمل له.