السعودية أصبحت بشكل كامل في المعسكر الإسرائيلي ولم يعد هناك أملٌ منها.
الكلمة التي ألقاها في حفل تخريج طلاب المرحلة الثانوية الذي أقامته جمعية التعليم الديني الإسلامي في ثانوية البتول (ع).
ومما جاء فيها:
الأمر الأول: ترون أن الإرهاب التكفيري تحول إلى وباء عالمي، ولم يعد مقتصرًا لا على بلد ولا على منطقة ولا على حي ولا على شارع، الإرهاب التكفيري يضرب آفاق الدنيا، ويستهدف الجميع من دون استثناء ولا يستطيع أحد أن يدَّعي غير ذلك، بل بعضهم يفترضه حاصلًا كي لا يحاكمه الناس كما فعلت بريطانيا مثلًا، هي تقول أنها تتوقع أن يحصل الكثير من الإرهاب التكفيري خشية أن يكون هناك تقصير والتقصير موجود فيحصل انفجار فيقولون: قلنا لكم أن هذا سيحصل ونحن تحت دوائر الإرهاب.
اليوم الإرهاب التكفيري لا يعرف مكانًا ممنوعًا، وما جرى ويجري في سوريا أثَّر على العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، وإذا كانوا يفكرون في لحظة من اللحظات بحل المشكلة السورية فلأن أوروبا تضررت ولأن أمريكا تضررت وإلاَّ فهم لا يسألون لا عن قتلانا ولا عن شهدائنا ولا عن تدمير بيوتنا، لا حلَّ مع الإرهاب التكفيري إلاَّ بالاجتثاث، وهذا ما نقوم به مع الخيِّرين والصالحين في هذا العالم، أما التعايش مع الإرهاب كما تفعل الدول الكبرى ودول الخليج فهذا سينعكس عليهم سلبًا وسيدفعون ويدفعون ثمنًا باهظًا. الحمد لله الذي وفقنا كحزب الله لنقدم مساهمة متواضعة بحسب إمكاناتنا وظروفنا فنحمي لبنان مع المخلصين مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية والشعب اللبناني من الخطر الكبير للإرهاب التكفيري، والحمد لله الذي وفقنا لنساهم بحرمان هذا الإرهاب التكفيري من تحقيق مشروعه في سوريا، والحمد لله الذي مكننا من أن نعطِّل أداة الفتنة الإسرائيلية من خلالهم على لبنان والمنطقة، والحمد لله الذي وفقنا لإسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد للمرة الثانية، فكما أسقطناه في المرة الأولى في الانتصار الكبير في عدوان تموز سنة 2006 الآن أسقطناه مرة ثانية بإسقاط المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي التكفيري في سوريا بمنعهم وحرمانهم من أن يحققوا أهدافهم.
الأمر الثاني: لقد تخلت السعودية عن فلسطين، الآن بعض القنوات أو السياسيين سيعترضون على هذا الكلام بأن السعودية مع إسرائيل! لسنا من يقول بأن السعودية مع إسرائيل، هي تقول بأنها مع إسرائيل، جماعتها يلتقون مع الإسرائيليين، جماعتها يقبلون الإسرائيليين، جماعتها هم الذين أعطوا كل ما تريده إسرائيل في هذه المنطقة، نحن نصف ما فعلته السعودية، لقد تخلَّت السعودية عن فلسطين بالكامل، واختارت أن تكون جزءًا ملحقًا من المشروع الإسرائيلي، وهذا ما يفسر أن كل المفردات السياسة السعودية هي مفردات إسرائيلية، تابعوا معي: تقول إسرائيل بأن إيران هي العدو الأول لها، وتقول السعودية بأن إيران هي العدو الأول لها. تقول إسرائيل بأن حزب الله إرهابي، وتقول السعودية بأنه إرهابي. ترفض إسرائيل منطق المقاومة لأنها تريد أن تحتل وتركز احتلالها في فلسطين، وتمنع السعودية أي تمويل لمقاومة الاحتلال وترفض مواجهة الاحتلال بقوة العسكر. إسرائيل فرحة جدًا وقدَّمت مساهماتها لتدمير سوريا، والسعودية لم تترك مالًا إلا ودفعته لتدمير سوريا. إسرائيل تريد تفتيت المنطقة العربية وتمزيقها، والسعودية تقوم بتفتيت المنطقة العربية وتمزقها. إسرائيل تكمُّ الأفواه والسعودية تكمُّ الأفواه، إسرائيل تدعم الإرهاب التكفيري وتعالج مقاتليهم من بوابة القنيطرة في الجولان، وكذلك السعودية تدعمهم بالأموال والسلاح والإمكانات عبر تركيا والأردن وبشكل مباشر. لقد كشفت السعودية عن وجهها، هو هذا الوجه الذي كان موجودًا ولكن لم يكن مكشوفًا، لعلَّ بعض المدافعين يقولون: لكن الذين اجتمعوا مع إسرائيل ليسوا من الرسميين، نحن نعلم بأن السعودية لا تطيق أن تخرج كلمة واحدة رسمية أو غير رسمية خلافًا لإرادتها، هي التي تريد أن تنشر موقفها بشكلٍ تدريجي لأنها خائفة من ردات الفعل، ولكن آسف أن أعلن وبشكل رسمي: السعودية أصبحت بشكل كامل في المعسكر الإسرائيلي ولم يعد هناك أملٌ منها.
الأمر الأخير: لا قيامة للبنان من دون محاسبة، بل سيسبب هذا الواقع التدهور المستمر في واقعنا اللبناني وفي جسد الدولة، على الأقل يمكن للحكومة أن تتابع بعض الموضوعات وتحاسب فيها، مثل: الانترنت غير الشرعي الواضح في فساده والواضح في سرقة مال الدولة، والواضح في أسماء المرتكبين، ومع ذلك بقدرة قادر لا يستطيع أحدٌ أن يحاسب أحد، عجيب كأنك تضع المياه في السلة، هذه الحكومة ترى كما يرى الآخرون تلوث مياه الليطاني من المنبع إلى المصب والذين يلوثون معروفين تمامًا، إذًا اعملوا على معالجة هذا الأمر لمصلحة الناس، المعاناة من الكهرباء لا يكفي أنه يوجد تقنين بل هناك تقنين داخل التقنين ثم تقنين على التقنين، بحيث لا يعرف الناس كم ساعة يمكن أن تأتي الكهرباء أو كم دقيقة يمكن أن تأتي في اليوم!! من المسؤول؟ الشركة أو الشركات، اذهبوا وحاسبوا، فليكن واضحًا: الدولة هي المسؤولة بأجهزتها ورأس هرمها وهي الحكومة في المحاسبة والمتابعة، لا ترموا الأمور على غيركم فأنتم المسؤولون.
أمَّا بالنسبة لاختيار رئيس الجمهورية، فطريق الحل الرئاسي واضح ومعروف، وفي نهاية المطاف إذا جرى حل سياسي للبنان لانتخاب الرئيس سيكون هو الحل الذي كان سيكون منذ سنتين ونصف، لم يتغير شيء سوى المعاندة، عندما كنا نقول: انتخبوا من يمثل الشعب اللبناني، ومن هو مقبول في طائفته، ومن له رصيد شعبي، ومن لا يتبع املاءات الآخرين ويعمل للاستقلال، هذه القناعة التي ذكرناها عن الرئيس الأجدر لو لم تكن صحيحة مائة بالمائة، ولو لم تكن هي الطريق الصحيح لما ذهب سعد الحريري من أجل أن يناقش العماد عون قبل سنتين باحتمال أن يكون الرئيس. عندما يعلن جعجع أنه يريد العماد عون رئيسًا لأنه يعرف أن لا مسار آخر، وعندما يقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي مجددًا بأن يكون العماد عون هو الرئيس يعني أنه يعرف أن هذه هي الطريق، إذًا تضيعون الوقت على الناس.
الآن أقول لكم: الرئاسة تحتاج إلى موافقة المستقبل ومن يأمرهم في السعودية، وإلاَّ فهم يستمرون في تعطيل الرئاسة، فتش عن المستقبل والآمر السعودي لتجد الحل.