الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: تعالوا نبني تفاهمات لمعالجة المطالب المطروحة والهواجس الموجودة لدينا ولديكم / لقاء سياسي مع المجلس البلدي المنتخب في كفرفيلا وأعضاء الماكينة الانتخابية في 2016/6/8

الشيخ نعيم قاسم: تعالوا نبني تفاهمات لمعالجة المطالب المطروحة والهواجس الموجودة لدينا ولديكم / لقاء سياسي مع المجلس البلدي المنتخب في كفرفيلا وأعضاء الماكينة الانتخابية في 2016/6/8
تعالوا نبني تفاهمات لمعالجة المطالب المطروحة والهواجس الموجودة لدينا ولديكم

في لقاء سياسي مع المجلس البلدي المنتخب في كفرفيلا وأعضاء الماكينة الانتخابية، هنأ نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم العاملين على جهودهم وتمنى للمجلس البلدي الجديد حُسن الإدارة والإنجاز، كما طلب من الجميع التعاون متجاوزين التنافس الانتخابي الذي كان موجودًا لمصلحة تظافر جهود أهل البلدة، ثم قال سماحته: 




توجد ثلاثة إنجازات كبرى حققتها معادلة:الجيش والشعب والمقاومة، خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة من حياة لبنان. 

الإنجاز الأول: هو التحرير الذي حصل في العام 2000 ونقل لبنان من لبنان الضعيف إلى لبنان القوي، ومن لبنان المستهتر بإمكاناته وقدراته إلى لبنان الذي يُحسب له حساب على مستوى المنطقة والعالم،  وكان هذا الانتصار سببًا مباشرًا لحصول نهضة عمرانية وإنمائية واقتصادية حصلت ببركة التحرير سنة 2000 وبدأنا نشهد وجهًا جديدًا للبنان الذي تحرَّر 10 % من أراضيه كانت محتلة بما يسمى الشريط المحتل ببركة  هذه المعادلة: الجيش والشعب والمقاومة.

الإنجاز الثاني: هو ضرب الإرهابيين الأخطر في المنطقة والعالم، في الجنوب والشرق، يعني الإرهابين الإسرائيلي والتكفيري، وهذا الضرب للإرهابيين، وهذه النجاحات في مواجهة إسرائيل والتكفيريين، أدَّت إلى أن يعيش لبنان جو من الراحة والاستقرار الأمني في مقابل كل التطورات والتوترات الموجودة في المنطقة وخاصة في سوريا.

الإنجاز الثالث: هو الاستقرار الأمني نفسه، لأنه لو كانت داعش قادرة على أن تتحرك وكانت موجودة في القلمون والقصير وجوار الشرق اللبناني، لكنا سمعنا بإمارات تكفيرية، ورأينا السيارات المفخخة تنتقل من مكان إلى مكان آخر، لأن مصانعهم ووجودهم الأساسي كان هناك. وكذلك لو كانت إسرائيل مستمرة في احتلالها كنا أمام توترات أمنية في الداخل لأن إسرائيل لها عملاء وتقوم بأعمال إغتيال وأعمال شغب وتحاول أن تخرب الوضع في داخل البلد، إذًا الاستقرار الأمني في لبنان مدين لمعادلة : الجيش والشعب والمقاومة.

بما أننا أمام هذه الإنجازات الثلاثة ببركة معادلة الجيش والشعب والمقاومة، من ناحية التحرير والنهضة العمرانية، وثانيًا ضرب الإرهابيين الإسرائيلي والتكفيري، وثالثًا الاستقرار الأمني، إذًا ما الذي عطَّل البلد خلال السنوات الخمس الماضية؟ أكيد هناك سبب! طالما أننا كنا متقدمين وطالما أن الأجواء كانت مؤاتية وطالما أن البلد كان ينحو منحى متقدم فما الذي عطَّل البلد؟ هناك سببان في رأينا لتعطيل البلد: 

السبب الأول: مراهنة فريق من اللبنانيين على تطورات الوضع في سوريا، أملًا منهم أن تتعدَّل موازين القوى في المنطقة فتؤثر على تعديل موازين القوى في الداخل اللبناني فيتمكنون من التحكم بسياسات هذا البلد، ويأخذونه نحو خيارات يريدونها بمعزل عن الأفرقاء الآخرين الموجودين في البلد. يعني عندما وجدوا أن قدرتهم داخليًا لا تستطيع أن تغير المعادلة السياسية في الداخل أرادوا أن يستعينوا بالمعادلة الخارجية، وهذا ما أدَّى إلى تعطيل البلد، لأن القوى الأخرى المنتسبة للمقاومة تحديدًا هي قوى وازنة ومؤثرة لا يمكن أن يتجاوزها أحد، ولا يمكن أن يُبنى البلد بمعزل عنها وهي تريد بناء البلد، لكن لا على قاعدة خياراتهم وإنما على قاعدة خيار لبنان المستقل والحر والسيد.

السبب الثاني الذي عطَّل البلد: هو أن فريقًا من اللبنانيين أعطى الأولوية لاستهداف المقاومة: سياسيًا وعسكريًا بدل التعاون معها والنهوض بشكل مشترك لإنقاذ هذا البلد واليد ممدودة ومفتوحة، ولكن وضعوا أمامهم استهداف المقاومة وسلاحها. هذه الأولوية خرَّبت البلد، لأنه لا يمكن أن يقبل أحد بعودة لبنان إلى الوراء، ولا يمكن أن نجرد لبنان من قوته لتأتي إسرائيل تسرح وتمرح وتحتل وتقتل تستخدم العملاء في الداخل، ولا يمكن أن نقبل أن تأتي داعش وتدخل إلى بيوتنا بالسيارات المفخخة. إذًا هؤلاء الذين يستهدفون المقاومة ماذا يريدون؟ ما هو مشروعهم؟ لماذا يريدون تعطيل قدرة لبنان؟ يقولون: الجيش اللبناني هو الذي يدافع عن لبنان. نحن نقول أكثر من هذا: الجيش والشعب والمقاومة فإذا كنا نستطيع أن نجمع كل القوى لتدافع عن لبنان، لماذا نجعل لبنان ضعيفًا بأن نستخدم قوة واحدة لا تستطيع وحدها أن تصمد أمام هذه التحديات.

إذًا تعطيل البلد هو بالمراهنة على تطورات الخارج وإعطاء الأولوية لاستهداف المقاومة. ما هو الحل؟ في رأينا الحل له ثلاثة عناوين:

أولًا: ضرورة إنجاز قانون عصري وعادل للانتخابات النيابية، بحيث يتم حسم التمثيل الشعبي الحقيقي وتأخذ كل قوة وزنها في السلطة وفي مجلس النواب بحسب ما يختار الناس، عندها نكون أمام سلطة تعبر عن التنوع الموجود بحقيقته من دون انتفاخ ومن دون وهم ومن دون مصادرة لقرارات وتمثيل الآخرين في البلد. وقانون الانتخابات النسبي هو الأعدل وكل العالم يعرف ذلك حتى الذين يعارضوننا اليوم يقولون: نحن نعرف أنه الأعدل ولكن لا نقبل به مع السلاح، ما هي العلاقة بين السلاح وبين قانون الانتخابات النسبي؟ فهم يريدون إعطاء حجة أو مبرر ليقولوا أنهم أعطوا مبررًا. كيف تجري الانتخابات البلدية المعقدة في ظل السلاح؟ وكيف جرت الانتخابات النيابية بالأصل في ظل السلاح؟ كيف تسير الحياة في البلد في ظل السلاح؟ هذا السلاح بالأصل لم يستخدم يومًا إلاَّ لمواجهة العدو الإسرائيلي، وأحيانًا من أجل بعض النتوءات الإسرائيلية ولكن ليس مخصصًا إلَّا للعدو الإسرائيلي ومن معه، ونحن نعتبر داعش جزءًا من العدو الإسرائيلي.

العنوان الثاني للحل: تعالوا نبني تفاهمات لمعالجة المطالب المطروحة والهواجس الموجودة لدينا ولديكم، بما يؤدي إلى انتخاب الرئيس وإلى تفعيل المجلس النيابي، بمعنى آخر ضعوا سلم المطالب الموجودة لديكم ونضع سلم المطالب الموجودة لدينا، ويضع كل طرف من الأطراف ما هو السلم الموجود لديه، وعندما نريد أن ننتخب الرئيس الأكثر تمثيلًا في طائفته ونريد أن ننجز الاستحقاق الانتخابي يمكن أن نقول لهذا الرئيس: هناك خمسة أمور نريد الإجابة عنها، حتى تطمئنوا وتعرفوا ما هي مقترحاته، ما هي إدارته، ما هو برنامجه، ما هي الهواجس التي تريدون نزعها، وبالتالي من حقه أن يطرح عليكم  هواجسه أيضًا من أجل أن تحلوا هذه الهواجس، وفي النهاية يمكن الاتفاق على الجزء الأكبر من النقاط فنجمعها فيكون هناك ربح جزئي لكل طرف من الأطراف بدل أن يفكر كل واحد بربح كلي أو لا شيء، أو يذهب البلد، هذا أمر خطير وخاطئ، نحن ندعو إلى التفاهم على تفاصيل برنامج العمل لإنجاز الرئاسة وتفعيل المؤسسات الدستورية وهذا يمكن أن يتم بالحوارات والنقاشات المباشرة.

العنوان الثالث الذي يساعد على الحل: أن نعطي جميعًا أولوية في لبنان للدفاع عن لبنان في مواجهة الإرهابيين الإسرائيلي والتكفيري مع كل المستلزمات التي تتطلبها هذه المواجهة، لا يكفي أن يقول بعضهم: نحن نريد مواجهة إسرائيل بالصدور العارية، أنت لا تريد مواجهة إسرائيل. أو يقول نريد مواجهة التكفيريين بما قدرنا الله عليه، فالله تعالى قدرك أن يكون عندك جيش وشعب ومقاومة لماذا لا تريد أن تسير بهذه المعادلة.

نحن ندعو إلى أن يُطمئن الشركاء بعضهم بعضًا في لبنان حتى لا يُمانع بعضهم خوفًا من طعنة الظهر، لنشعر أننا نعمل في بلد واحد، بكل صراحة هناك أزمة ثقة ومن أجل أن يوجد ثقة بين الأطراف لا بدَّ من تنازلات ولا بدَّ من تعاون ومصارحة وطمأنة الأطراف المختلفة، هكذا نستطيع أن ننقذ البلد ونتقدم إلى الأمام.