الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم:إسرائيل خطر دائم، لا تردعها إلا المقاومة / الاحتفال التكريمي الذي أقامته جمعية القرآن الكريم وبلدية الغبيري للفائزين في مسابقة القرآن الكريم في قاعة الجنان في 2016/3/25

الشيخ نعيم قاسم:إسرائيل خطر دائم، لا تردعها إلا المقاومة / الاحتفال التكريمي الذي أقامته جمعية القرآن الكريم وبلدية الغبيري للفائزين في مسابقة القرآن الكريم في قاعة الجنان في 2016/3/25
إسرائيل خطر دائم، لا تردعها إلا المقاومة

الكلمة التي ألقاها سماحة الشيخ نعيم قاسم في الاحتفال التكريمي الذي أقامته جمعية القرآن الكريم وبلدية الغبيري للفائزين في مسابقة القرآن الكريم في قاعة الجنان 


وأبرز ما جاء بها:
أولاً:
من  يراقب مواقف حزب الله خلال كل هذه السنوات، سواء بالنسبة للموقف من إسرائيل العدو أو الموقف من التكفيريين المنحرفين في موقع العدو يجد أن ما قلناه وما عبرنا عنه بدأ ينكشف للقوى المختلفة سواء كانت محلية أو إقلمية أو دولية. قلنا مراراً وتكراراً بأن إسرائيل عدو يفكر دائماً بالاحتلال و الإعتداء وأخذ حقوق الآخرين والتسلط على الناس ، وجاء من يقول لنا يجب أن لا نستفز إسرائيل ونتفاهم معها فتكتفي بما عندها، ثم بعد ذلك نعيش نحن الطمأنينة في بلدنا وأماكننا، ماذا كانت النتيجة؟  اجتاحت إسرائيل لبنان سنة 1982 وتمسكت باجتياحها ولم تخرج إلا سنة 2000 بعد 18 سنة من الاجتياح الكبير، ولولا ضربات المقاومة الإسلامية وأعمالها وتضحياتها لما أمكن أن تخرج إسرائيل من لبنان، إذاً هذا دليل عملي أن هذا المحتل لا يمكن أن يرتدع ولا أن تتحرر الارض إلا بالمقاومة. إسرائيل ليست عدواً يكتفي بما أخذ بل هي عدوٌ يفكر دائماً بالإعتداء والإحتلال. ألا تلاحظون معي أن إسرائيل تناقش بشكل يومي متى تخوض حرباً ضد لبنان وهل يصح أن تخوض الآن أو بعد ذلك وأننا نستفيد أكثر من تأجيل الحرب أو من تسريع الحرب، إذاً السؤال المطروح لماذا من حق إسرائيل أن تفكر دائماً بالحرب والإعتداء علينا واحتلال بلدنا ولا يحق لنا التفكير بكيفية ردعها وحماية أنفسنا وبلدنا والقيام بالجهوزية اللازمة للتصدي لها كي لا تفكر بالإعتداء علينا. قلنا مراراً وتكراراً هذا العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة المقاومة ونحن مصممون أن نستمر بلغة المقاومة سواء فكَّروا الآن بالاعتداء أو لم يفكروا فالعقل يقول: لا حماية إلا بالبقاء على الإستعداد والجهوزية، حتى إذا جاءت اللحظة التي يفكر فيها الإسرائيلي أن يعتدي في يوم من الأيام يجد الرد القاسي الذي يردعه إذا لم يرتدع في التفكير من الرد القاسي الذي ذاق مرارته في نموذج من النماذج في عدوان تموذ سنة 2006.

وقلنا مراراً وتكراراً أيضا أن الإرهاب التكفيري مشروع خطر ليس على المسلمين فقط بل على الإنسانية جمعاء، وليس علينا كمقاومة فقط بل على لبنان وعلى كل البلدان العربية والإسلامية والعالمية، وكان هناك من يقول لولاكم لما جاء الإرهاب التكفيري بما يعني أن الارهاب التكفيري ردة فعل على المقاومة وعلى النقاء والاستقامة وعلى الإسلام المحمدي الأصيل، هؤلاء ليسوا ردة فعل، هؤلاء شياطين بلباس مسلمين، هؤلاء وحوش لا يطقون أنفسهم فكيف يطيقون الأخرين، ونلاحظ اليوم في العالم كل الذي يدفعون أثماناً في مقابل الإرهاب التكفيري هم الذين رعوا هذا الإرهاب وموَّلوه ودعموه ثم انقلب عليهم، هذا الوحش التكفيري لا معالجة له إلا بطريقين:
 
الأول: إيقاف المد الفكري الوهابي الذي يعمل على تربية الناس بطريقة خاطئة ومنحرفة.
الثاني: هو منع التمويل والدعم السياسي والعسكري والرعاية الدولية والإقليمية لهذه الجماعات.

داعش وهمٌ كبير لم تكن لتحتل الموصل والرقة ولم تكن لتقوم بتفجيرات في أماكن مختلفة في العالم منها بروكسل وفرنسا وغيرها، لولا أن هؤلاء رعوهم وساعدوهم تحت عنوان أن يقتلونا نحن وهم يكونوا بمأمن، فتبيَّن أنهم يستفيدون من هذا الدعم ليقتلونا وثم يتجهون إليهم ليقتلوهم.
آن الأوان ليقف الجميع أمام هذا الخطر وكفى تبريرات لأسباب الإرهاب التكفيري، هذا الإرهاب التكفيري سرطان يجب أن يُجتث، وكل من يدعم التكفيريين فكراً أو دعماً أو مالاً بمختلف وسائل الدعم هو شريك مع هذه الغدة السرطانية الموجودة في العالم الإسلامي وهم أبعد ما يكونون عن الإسلام، لسنا قلقين من أنهم سيُحسَبون على الإسلام أبداً لأنه الحمدلله نور الإسلام المحمدي الأصيل ونور المقاومة ساطع وقد بيَّن سوء هؤلاء وإبتعادهم عن دين الله تعالى.


ثانياً:
سمعتم عن شبكة الإنترنت غير الشرعية بمقاييس القوانين  اللبنانية، وفي هذه الشبكة مشكلتان الأولى أمنية والثانية إقتصادية لها علاقة بمخالفة القوانين وحرمان الخزينة اللبنانية من أموال طائلة.
الآن وقد بدأت تتكشف الخيوط التفصيلية بحمدالله تعالى لسد ثغرة من ثغرات الأمن وثغرة من ثغرات الفساد في لبنان، نأمل ونتمنى أن تسير التحقيقات في الإنترنت الغير شرعي إلى آخر المطاف وأن يُحاسَب المرتكبون بأقسى أنواع الحساب، وأن لا يكون هناك تدخلات سياسية ولا طائفية لحماية المرتكبين تحت أي عنوان من العناوين، الذين قاموا بهذا العمل مرتكبون يتحملون المسؤولية عن قصد أو غير قصد لكن في نهاية المطاف يوجد فساد وهذا بالحد الأدنى. هل سنسمع بأنه بدأت محاسبتهم؟ بدأنا نسمع بأن هناك ضغوطات على القضاء حتى لا يحاسبهم وحتى يتعاملوا مع الأمر كأنه أمر عادي، لا هو أمر غير عادي وأعتقد أن عليه يتوقف الكثير من الأمور.


ثالثاً:
لفتني اليوم تصريح لنتنياهو وهو كان في موقع إعطاء درس ثقافي لمختلف شعوب العالم، قال: الإرهاب لا ينبع من الإحتلال وإنما من أيديولوجيا دموية، ويقصد بذلك أن إسرائيل لم تسبب الإرهاب وإنما الفلسطينيون الذين يحملون إيماناً بسبب الإيديولوجيا الدموية هم الذين يرتكبون الأعمال الإرهابية وجماعة داعش وما شابه. نقول لنتنياهو: القسم الأول صحيح أن الإرهاب لا ينبع من الإحتلال لأن من يقاوم الإحتلال لا يمكن أن يكون إرهابياً وبالتالي المقاومة هي التي تنبع من الإحتلال وهذا ما نحن عليه وكذلك الفلسطنيون، والقسم الثاني صحيح فالإرهاب ينبع من إيديولوجيا دموية واليوم إسرائيل تشترك مع التكفيريين أن كليهما لديه إيديولوجيا دموية، إسرائيل إيديولوجيتها أن تكون هي الدولة اليهودية العنصرية التي تحكم العالم وتبيد من يعاديها أو يكونون عبيد لها، والتكفيريون لا يقبلون أي نظام حكم ولا أي جماعة ولا أي قيادة ولا أي مجموعة تحكم إلا إذا كانوا هم يتحكمون بها وإلا يقتلون الناس،إذاً أصبح الأمر واضح: الإيديولوجيا الدموية هي عند إسرائيل وعند الإرهاب التكفيري.
الحمدالله الذي كرمنا أننا مقاومة نفضح الإرهاب ونكشفه وقد فضحنا إرهاب إسرائيل والتكفيريين وإن شاء الله إلى نصر مستمر