الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: ما حصل خلال الأسبوع الماضي من السعودية يتطلب أن تعتذر السعودية من لبنان لأنها أساءت للبنانيين / احتفال تأبيني في حسينية الخنسا في الغبيري 2016/2/26

الشيخ نعيم قاسم:  ما حصل خلال الأسبوع الماضي من السعودية يتطلب أن تعتذر السعودية من لبنان لأنها أساءت للبنانيين / احتفال تأبيني في حسينية الخنسا في الغبيري 2016/2/26
ما حصل خلال الأسبوع الماضي من السعودية يتطلب أن تعتذر السعودية من لبنان لأنها أساءت للبنانيين

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حسينية الخنسا في الغبيري في احتفال تأبيني،


وأبرز ما جاء فيها:

تعرفون أن الحادثة الأخيرة كانت حادثة مفاجئة للبعض عندما قررت السعودية أن تلغي المليارات المزعومة هبةً للبنان، والواقع هذه فرصة أرادوها من أجل أن يهجموا على لبنان وحزب الله وعلى ما أنجزه هذا البلد وشباب هذا البلد من مكانة ومقام ودور وتأثير، في السنوات القديمة كانوا يتغنون بأن لبنان قوي بضعفه لأن الدول تجره حيث تشاء، ولكن بعد المقاومة أصبح لبنان قويًا بجيشه وشعبه ومقاومته ما قطع الأيدي التي كانت تأخذ لبنان إلى مصالحها، هذا مزعج للدول الكبرى ولإسرائيل ومزعج لكثير من أولئك المستبدين الذين يتوقعون أن يعبروا من لبنان إلى مصالحهم. 

فليكن معلومًا: بالنسبة لنا لبنان بلد الحريات وسيبقى كذلك، ولن يكون تابعًا لأي دولة على وجه الأرض، نحن كمواطنين لبنانيين نريد لبنان لكل اللبنانيين أحرارًا ومرفوعي الرؤوس لا أتباعًا لدولة من الدول، لا لن يكون لبنان إمارة سعودية أو إمارة غير سعودية، حتى لا يظن البعض أننا نرفض إمارة ونقبل بأخرى، الحمد لله لدينا من العقل والقوة والمقاوم والاحترام والرؤية ما يجعل من يتعامل معنا يحترم إرادتنا في أن نكون مستقلين لا أتباعًا نفتش عمن يذلنا ويستثمر خيراتنا، وهذا ثبت بالدليل القطعي.

موقفنا هذا سنعبر عنه مهما كان الثمن لأننا نعبر عن الحق، ولأن من أراد الحرية والكرامة لا يقبل بظلم ولا يخضع لظلم ولا يكون جزءًا من تسوية لمصلحة المستبدين، أقول أكثر من هذا: ما حصل خلال الأسبوع الماضي من السعودية يتطلب أن تعتذر السعودية من لبنان لأنها أساءت للبنانيين، أساءت لأولئك الذين عملوا طويلًا من أجل تحرير أرضهم واستقلالهم ومحاولة إدارة شؤونهم بتفاهم وتعاون الأطياف المختلفة، السعودية هي التي اعتدت، أمام نحن فلم نعتدِ عليها، ولم نتصرف خلاف المنطق وخلاف حرية الرأي، كلما في الأمر أننا وصَّفنا أعمال السعودية، بالله عليكم: ماذا نقول في اليمن؟ الطائرات السعودية ترسل الصواريخ من أجل إطعام الأطفال الرضع في داخل بيوتهم! أو نقول بأن القذائف المدفعية تدخل إلى المستشفيات لإعطائها كمية كبيرة من الأوكسجين من أجل المرضى!! أم نقول بأن الجحافل الجرارة التي يرسلونها إنما تذهب لإسعاف الناس وإغاثة الملهوفين!! السعودية تعتدي في اليمن، تقتل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، وتدمِّر المراكز الصحية وترتكب أكبر جريمة في هذا العصر، وبحسب تصريحات الأمم المتحدة وتقاريرها: 82٪من الشعب اليمني اليوم تحت خط الفقر ويعيش الجوع الحقيقي، واليمن أصبحت مدمرة إلى درجة أن كل المنظمات الإنسانية يدينون السعودية لاعتداءاتها، وبالأمس انعقد البرلمان الأوروبي الذي يضمن 26 دولة أوروبية، وصوّت بأغلبية 85٪ من أعضائها ويدعو دول الاتحاد الأوروبي إلى إيقاف تسليح السعودية بسبب جرائمها في اليمن، يعني كل العالم يرى أن السعودية معتدية وأنها ترتكب إجرامًا، كل ما فعلناه أننا وصفنا، وقلنا أن هذا أمر خطر، هذا فضلًا على الأسلحة والأموال التي دُفعت في سوريا والعراق، وخرَّبت هذه البلدان إضافة إلى ما تفعله في البحرين وما فعلته في لبنان، إذًا على السعودية أن تعيد حساباتها، وأن تلتفت لأن هذه الجرائم لا يمكن أن تمر لمجرد أن أمريكا تغطي سياسيًا والدول الكبرى مستفيدة من الأموال السعودية، وهي تقبل منها ما تفعله على قاعدة أن تبتز السعودية من معها.

نحن سنقول موقفنا نصرة للحق، وقد علمنا رسول الله(ص) حين قال: إن أفضل الجهاد كلمة حق تُقال عند سلطان جائر" سنقول هذه الكلمة علَّ السعودية ترتدع وتراجع حساباتها، علَّها تنتبه أنها تخوض أخطارًا كبيرة جدًا في منطقتنا وفي العالم، نحن لن نصفق لارتكاباتهم، ولن نستجدي شيئًا منهم، فليفعلوا ما شاؤوا وليتصرفوا كما يحلو لهم لأننا مقتنعون أننا نتكلم كلمة الحق، ونقف في الموقف الحق، ونجاهد في المكان الحق، وقمنا ولا زلنا نواجه المشروع الإسرائيلي وما وراءه بالجهاد والتضحيات والعطاءات والدم، وهذا المنهج سنستمر عليه لأنه هو المصلحة العليا لأجيالنا وللبناننا ولكل المنطقة.

لماذا لا تراجعون أنفسكم بما فعلتم؟ أنتم وجماعتكم في لبنان رميتم علينا تهمًا، وصنعتم أعمالاً سلبية ضدنا، ومع ذلك كنا نعتبر أن ما تقومون به منسجم مع قناعاتكم فنتصرف بما يمليه علينا ضميرنا مع حرصنا الشديد بأن نكون دائمًا في موقع من يمد اليد من أجل المصالحة والتعاون والتفاهم على المستوى لأننا نرى أن لبنان يحتاج إلى تعاون كل الأطراف، إذًا لا تدخلوا بيننا رغبة بإيجاد شرخ أو للضغط علينا، هذا المسار لن ينفعكم، سنستمر في موقفنا وفي آنٍ معًا سنمد اليد لأولئك الذين يرغبون أن يراجعوا حساباتهم لمصلحة العمل الوطني الموقف ضد إسرائيل والتكفيريين وضد كل المؤامرات التي تُحاك في لبنان.