الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: لماذا يتحايلون علينا ويحاولون رمي الكرة في ملعبنا لانتخاب رئيس للجمهورية / الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية طيردبا 2016/2/12

الشيخ نعيم قاسم: لماذا يتحايلون علينا ويحاولون رمي الكرة في ملعبنا لانتخاب رئيس للجمهورية / الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية طيردبا 2016/2/12
لماذا يتحايلون علينا ويحاولون رمي الكرة في ملعبنا لانتخاب رئيس للجمهورية

أحيا حزب الله الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) وسيد شهداء المقاومة الإسلامية الشهيد السيد عباس الموسوي، وشيخ شهدائها الشهيد الشيخ راغب حرب، باحتفال حاشد في مجمع الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في بلدة طيردبا، بحضور نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، معاون رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ عبد الكريم عبيد، رئيس أساقفة صور للطائفة المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، والد ووالدة الشهيد الحاج عماد مغنية، وفد من عائلة الشهيد الشيخ راغب حرب، ووفود مثلت مختلف الأحزاب والقوى والفصائل الوطنية اللبنانية والفلسطينية بالإضافة إلى لفيف من رجال الدين من مختلف الطوائف الدينية، وفعاليات وشخصيات أمنية وعسكرية واجتماعية وتربوية وثقافية ورؤساء وأعضاء مجالس واتحادات بلدية واختيارية، وعوائل شهداء وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. 
افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ومن ثم كانت وقفة مع النشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ووصلة إنشادية لفرقة الحرية التي قدمت نشيد "أوبريت قادة وحكاية".  
ومن ثم ألقى الشيخ قاسم جاء فيها: 
في مناسبة ذكرى القادة الشهداء من المفيد أن نتعرض لعدد من النقاط التي تمس ساحتنا والتي ترتبط مباشرة برؤيتنا وجهادنا وقناعاتنا في همّ المقاومة الإسلامية وحزب الله وهذا العمل النبيل: 


أولاً، إستطاعت المقاومة الإسلامية في فترة زمنية قصيرة أن تحقق مجموعة من الانتصارات المتتالية التي أوصلت إلى هزيمة كبيرة لإسرائيل لم تكن تتوقعها، ولم يكن العالم يتوقعها، إنتصرنا على إسرائيل سنة 1993، وانتصرنا على إسرائيل سنة 1996، وخرجت إسرائيل من لبنان مهزومة وتحررت الأرض سنة 2000، ثم كان العدوان الكبير والحرب الكبيرة على لبنان في سنة 2006، واعترفت إسرائيل بهزيمة مدوية لم ترَ مثلها في تاريخها، هذه إنجازات حققتها المقاومة الإسلامية بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، واستطاعت أن تنقلنا من حالة إلى حالة، هنا ليس النصر مقتصراً على النصر العسكري، فهناك نصر سياسي وثقافي وأخلاقي، لأن مجموعة من المتغيرات حصلت في وضع بيئتنا وشعبنا، وفي وضع عدونا والمؤيدين له، ويكفي فخراً للمقاومة أنها حققت ثلاثة أمور كإنجازات بارزة، أولاً: كرست المقاومة بأن إسرائيل محتلة، ومنعت شرعنة احتلالها، وأسست لزوالها إنشاء الله من الوجود. ثانياً: هُزمت إسرائيل التي كان يقال عنها بأنها لا تقهر، وإذ بها تجرّ أذيال الخيبة في مواجهة عدد قليل من المجاهدين بإذن الله تعالى. ثالثاً: بدأنا نشهد نهضة معنوية على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، وأملاً عند المقاومين الفلسطينيين بأن هزيمة إسرائيل ممكنة، وأن علينا أن نبني مستقبلنا على قاعدة إمكانية التغيير، فإسرائيل ليست قدراً، بل حالة عابرة لا بد أن تزول ليستعيد الفلسطينيون أرضهم، وليستعيد العرب والمسلمون حقوقهم، فبإمكان إسرائيل أن تطيل زمان احتلالها اعتماداً على الدعم الدولي والامكانات التي تعطى لها من كل جانب، ولكن لم يعد بإمكانها أن تثبّت وجودها، فلا مستقبل لها في منطقتنا مع وجود المقاومة، من هنا نحن نؤكد دائماً بأن استمرارية المقاومة مطلوبة من أجل أن نحقق الأهداف التي بدأنا تحقيقها، وليكن معلوماً، أن هذه المقاومة التي انتصرت لم تتوقف عند انتصاراتها، بل بُنيت على قاعدة أن تستمر في هذه الانتصارات، ولذا كانت المقاومة تخرج من كل حرب أقوى من الحرب السابقة، وكانت تؤدي أداءً في كل معركة أفضل من المعركة السابقة، والآن لو قدر لإسرائيل أن تخوض حرباً جديدة فإنها سترى ما لم تره في السابق، وسنواجهها مواجهة قوية مؤثرة مغيّرة للمعادلات، لأننا عملنا على تجهيز أنفسنا وساحتنا بما يتناسب مع تطور الإمكانات، وبما يتناسب مع المشروع الكبير. 


اليوم جهوزية المقاومة أفضل من أي وقت مضى، ولولاها لاعتدت إسرائيل مراراً وتكراراً، ليس من كرم أخلاق إسرائيل أن تبقى من سنة 2006 إلى سنة 2016، أي لمدة عشر سنوات دون أن تقوم باعتداءات على لبنان، بشكل مباشر ضد القادة والمقاومين، والسبب في ذلك أن إسرائيل تخشى من ردة فعل، وهي تعلم أن جهوزية المقاومة قوية وقادرة على مواجهة التحديات، فقد أنهت المقاومة إمكانية استثمار لبنان كجزء من مشروع الاحتلال، فهناك من كان يفكر أن يكون لبنان مسرحاً للتوطين، إلا أن هذا المشروع قد سقط، أو أن يكون بعض جنوب لبنان جزءاً من المستوطنات الإسرائيلية، وكذلك سقط هذا المشروع، أو أن يتحكّموا بقيادات وسياسات لبنان من أجل أن يساعدهم في مشروعهم، وسقط هذا المشروع أيضاً، ولم يعد بإمكان إسرائيل أن تستثمر في لبنان، أو أن تستخدمه منصّة لأعمالها ولجرائمها المختلفة. 
إن المقاومة في لبنان مستمرة في عملها وفي جهادها ضمن هدفين كبيرين لا تنازل عنهما، الأول: تحرير الأرض المحتلة، والثاني: حماية لبنان من إمكانية غزو إسرائيل، وكلاهما من وجهة نظرنا هدف دفاعي، ونحن سنحافظ على أسباب القوة حتى تحقيق هذين الهدفين بالكامل، فلن نستجدي الدول الكبرى، لا لتعيد لنا أرضاً في شبعا أو كفرشوبا، ولا لتحمينا من إسرائيل، ولا لتجعل حدوداً في حدود الاعتداء ورسم خطوط المنطقة، بل سنتوكل على الله، ونعتمد على بنادقنا، ولن نفرّط بتنامي قوتنا مهما كلّف ذلك من تضحيات، لأننا نعتبر أن الواجب يدعونا لأن نحافظ على هذين الهدفين: هدف التحرير، وهدف الحماية، وهذا لا يحصل إلاّ بسواعد المقاومين. 

ثانياً، ونحن في أجواء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران، نؤكد أن الثورة في إيران بهذا الانتصار ثبّتت مفاهيم تحررية وعزيزة، حيث واجهت منظومة الأفكار والسياسات الاستكبارية، كما واجهت التبعية للغرب، وأيضاً حماية المصالح الإسرائيلية، وكذلك واجهت التخلّف، حيث كانت هذه العناوين الثلاثة تطبع كل المنطقة حتى لا تتمكن من الحركة ولا من التغيير ولا من العطاء، ومن هنا فقد استطاعت إيران بثورتها أن تعيدنا إلى أصالة الإسلام، وأصبحنا نعرف نور الإسلام الحق ببركة توجيهات الإمام الخميني "قده" والإمام الخامنئي "حفظه الله"، كما أصبحنا نعرف معنى الإسلام العزيز الأصيل الصافي الذي لا يميل لا للشرق ولا للغرب، ببركة هذه الثورة الإسلامية المباركة، وهي التي علمتنا كيف نقاوم الاحتلال ونرفع رؤوسنا عالياً، وهي التي حققت تقدماً علمياً جعلها في مصافّ الدول الكبرى التي تقف لتعقد اتفاقاً مع أكبر ست دول في العالم، وهي في المقلب الآخر، ليجري الاتفاق بينها وبينهم كندٍ معترف به على مستوى الدول الكبرى، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير ومكانة عظيمة، فهذه الثورة الإسلامية أعطت نموذجاً مشرقاً لكل العالم الحر ولكل صاحب ضمير ولكل من يقرأ بعقله وقلبه ونور الإيمان، ولذا فإننا نجدها الآن تمثل الرمز والقوة، ولنا الفخر أن نكون في حزب الله جزءاً من مشروع المقاومة والعزة الذي تقوده إيران الإسلام، لأنه مشروع للإنسانية وللمسلمين والعرب وفلسطين ولكل حر ضمير يحمل لواء الحق ويريد سعادته الدنيوية. 

ثالثاً، قدم الآخرون نموذجاً عن الإسلام هو النموذج التكفيري وهذا النموذج أساء للإسلام إساءات لا يمكن أن تساويها أية إساءات أخرى، فقد كان هدف هذا النموذج التكفيري تيئيس الناس من المشروع الإسلامي، إلا أن المقاومة كشفته وكسرت شوكته، ليصبح في الموقع المنبوذ عالمياً، وهنا أذكّركم بأننا عندما كنا نقول إن التكفيريين وباء وخطر على البشرية، كان العالم المستكبر وعدد من الدول العربية والإقليمية يدعمونهم وبدافعون عنهم، إلى أن ذاقوا منهم ما ذاقوا، وهي البداية وليست النهاية، فاضطروا إلى أن ينبذوهم على الأقل من الناحية الإعلامية والناحية السياسية، ولكننا اكتشفناهم قبل الآخرين وواجهناهم قبل الآخرين، فقالوا لنا كيف تواجهونهم، فهؤلاء أقوياء ولا يخافون ويقتلون، وقلنا القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، فكسرناهم حيث لم يكسرهم أحد، وطردناهم حيث لم يطردهم أحد، وحققنا إنجازات كبيرة، لنكشف أنهم ضعفاء أمام أبطال يقولون ربنا الله ثم استقاموا، فاندحروا من مواقع كثيرة في سوريا والعراق ولبنان، وكل ذلك تحقق ببركة المقاومة وليس بسبب أي اتجاه آخر في هذا العالم، أنا أقول لكم أمر قد يكون مستغرباً، عن داعش ومعها كل جماعة التكفير ضعفاء وليسوا أقوياء، لأن قوتهم هي من الدعم الدولي، فهذا الدعم يزول عند عدم القدرة على الاستثمار، والآن لم يعودوا قادرين على الاستثمار من خلال هؤلاء الذين بدأوا بالتوجه إليهم، فهذا الوحش الذي ربوه اتجه إليهم الآن مجدداً، ولذا نحن اليوم نشهد تراجعاً مستمراً ومتواصلاً للاتجاه التكفيري إلى أن يسقط سقطة كبيرة إن شاء الله مع مرور الزمن، وبالتالي هذا الرعب الذي أرادوه في مواجهتنا تحوّل لهم لأن من كان مع الله لا يرعبه أحد على وجه الأرض، فنحن الذين نرعب أعداء الله تعالى، وقد حصل ذلك ببركة المجاهدين وإن شاء الله تتتالى الانتصارات. 

رابعاً وأخيراً، وفي الشأن اللبناني الداخلي، فلماذا يتحايلون علينا ويحاولون رمي الكرة في ملعبنا لانتخاب رئيس للجمهورية، فنحن نريد رئيساً للجمهورية على رأس السطح، واسم الرئيس معلن بالنسبة إلينا على رأس السطح، وهم يريدوننا أن ننزل إلى المجلس النيابي ليقوموا بحيلة معينة، فيختارون في الخفاء من يريدونه خوفاً من إعلانه علينا، لأننا لن نقبل إلا ما اخترنا، وهنا نقول لهم إذاً لا تتحايلوا علينا، فنحن نعرفكم وأنتم تعرفون بأننا نعرفكم، وإذا سألتمونا إذا كنا نريد رئيساً للبنان، نقول نعم، ولكن لن نقبل أي رئيس، بل نريد الرئيس الذي يطمئننا، ويحمي لبنان، ولا يباع ولا يشترى، ونريد الرئيس الذي يكون له موقف صلب في دعم المقاومة ودعم لبنان، والذي يرفع رؤوسنا ولا يطعننا في ظهورنا، فإن هذا حق لنا، وإن كل ما نفعله من أجل الوصول إلى هذا الهدف هو مشروع ومبرر.  

ثم قالوا ولكن انزلوا إلى المجلس النيابي، فهل يظنون أننا أولاد صغار وهل هي لعبة، فيقولون لنا انزلوا وهم يختارون ويقولون هذه لعبة ديمقراطية، سأقول شيئاً رغم أنه ليس من الجيد أن نعترف هذا الاعتراف، بصراحة نحن لم نكن نعلم بأن مقاطعة المجلس النيابي تساعد على إنجاز موقف سياسي مهم، أنتم يا جماعة 14 آذار علمتمونا مقاطعة المجلس النيابي، أنتم قاطعتموه من أجل عمال الكهرباء، لأنكم لا تريدون إنصافهم ولا تحويل التعاقد إلى تفرغ، فغبتهم عن المجلس النيابي من أجل منع هذا الأمر أن يتحقق لإعطاء بعض الأموال لبعض الناس المستحقين في أن ينتقلوا من التعاقد إلى التفرغ، إذا كان لقضية ثانوية محدودة قاطعتم وأعطيتم لأنفسكم عذراً في ذلك، فكيف بقضية كبيرة مثل قضية رئاسة الجمهورية، فعلى كل حال قولوا لنا لماذا تقاطعون اليوم جلسات المجلس النيابي للتشريع، فيما التشريع يمسّ كل بيت في لبنان سواء السني أو الشيعي أو المسيحي أو الدرزي، ومن كل الأطياف، فلماذا لا تعقد جلسات المجلس النيابي قالوا بحجة أنه لا يجتمع لانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن انتخاب رئيس الجمهورية واحدة من وظائف المجلس النيابي، هناك وظائف أخرى للمجلس النيابي في التشريع وفي محاسبة الحكومة وفي إقرار القوانين، تفضلوا وانزلوا إلى المجلس النيابي للقيام بواجباتكم، فهم لا يرون ما يفعلونه في أنهم يضرون كل المجتمع اللبناني بعدم التشريع، أي كل الناس في لبنان، ويحاولون رمي التهم على الآخرين، في أحد اللقاءات منذ يومين تحدث معي سفير دولة من الدول الأجنبية، وقال لماذا لا تسارعون بانتخاب الرئيس، فقلت له يبدو أن هذا السؤال مشترك، لماذا لا تسارعون أنتم في انتخاب الرئيس، قال إذا ضغطتم تستطيعون الوصول إلى نتيجة، قلت له إذا ضغطتم أنتم تستطيعون الوصول إلى نتيجة، قال كل شيء أقوله لك تقوله لي، قلت لأن كل شيء عندكم ولكنكم تهربون من المسؤوليات، فنحن لا نهرب، بل نقول علناً ما نريد، فإذا أردتم رئيساً تعالوا نختار الرئيس الواقعي الذي ينقذ لبنان، حيث أن صفاته معروفة واسمه معروف.