السعودية اليوم تلعب دور تخريب المنطقة وزعزعة استقرارها
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تكريم العاملين في جمعية التعليم الديني الإسلامي والذين مضى على خدمتهم عشرون عامًا في الجمعية،قاعة الجنان 8/1/2016م،
وأبرز ما جاء فيها:
لا يمكن أن يكون الخلاف السياسي يومًا خلافًا مذهبيًا، وفي كل المنطقة لا يوجد خلاف مذهبي أبدًا، الخلاف هو خلاف سياسي بين مشروعين: مشروع أمريكا وإسرائيل ومشروع المقاومة، هذا هو الخلاف ولا يوجد خلاف سني شيعي، بل أقول أكثر من هذا: لقد نجحنا في لبنان في وأد الفتنة السنية الشيعية، بينما كان الكثيرون يتحدثون عن خطر يمكن أن ينشأ من لبنان تحت عنوان الفتنة، فتبيَّن أن لبنان صمد في مواجهته ولم تحصل فتنة على الرغم من كل التعقيدات والصعوبات والظروف الداخلية والإقليمية المحيطة، وإذ بنا نرى أصوات المفتنين تتلاشى وتذهب أدراج الرياح ولا تحقق أهدافها وأبعادها.
السعودية اليوم تلعب دور تخريب المنطقة وزعزعة استقرارها، وهي التي رعت الإرهاب التكفيري فكرًا وسلوكًا ودعمًا ماليًا وسياسيًا وعسكريًا ونشرت هؤلاء في منطقتنا، ووفرت لهم منظومة الحماية الدولية والإقليمية وكل أشكال الدعم التي يحتاجها هذا الاتجاه الإرهابي التكفيري، عندما نقول أن السعودية ارتكبت هذه الجرائم نحن نصفها، ولماذا تخشى من هذا الوصف طالما أنها تقوم به نهارًا وجهارًا؟! إذا كنتم تعتبرون أنكم تتصرفون بحكمة فجاهروا ولا تخافوا، ولكنهم يخافون من الكلمة، يخافون من الشيخ المجاهد العلامة نمر النمر لأنه وصفهم بأعمالهم الشنيعة وقال كلمة الحق، لكنهم لم يتحملوا كلمة فأعدموه، وهذا الإعدام وصمة عار لا يمكن أن تمحى عن هذا النظام السعودي. إذا كان هذا النظام يعتبر نفسه حاميًا للمسلمين فليظهر لنا كيف يواجه الاحتلال الإسرائيلي وكيف ينقذ الفلسطينيين، هذا النظام يحمي قُطاع الطرق والرؤوس، يحمي أولئك الظلمة الذين يتحكمون بالناس، هذا النظام هو الذي يدمر اليمن من دون أي مبرر مقنع لا أخلاقي ولا فكري ولا ديني ولا سياسي، تحت عنوان أن اليمن لا تريد أن تسير تحت قرار السياسة السعودية، أليست اليمن دولة مستقلة ولها الحق أن تختار، ثم بعد ذلك يلبسون اللباس العصبي المذهبي يحرضون تحت عنوان أنهم حماة السنة في العالم في مقابل الشيعة، لا يوجد معركة سنية شيعية بالأصل، معركة فلسطين لا علاقة لها لا بالسنة ولا بالشيعة، معركة سوريا لا علاقة لها بالمذاهب، في ليبيا واليمن والمناطق المختلفة الصراع سياسي وليس مذهبيًا، في الوقت نفسه نرى لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وسعوديين تجري في الخفاء وفي العلن بعناوين مختلفة لتثبيت التطبيع مع الكيان الصهيوني، أليس الأجدى أن تتعاون السعودية مع إيران؟ ما الذي فعلته إيران مع السعودية؟ منذ نشأت الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى الآن وهي تتلقى الضربات من السعودية وغيرها في المنطقة، تارةً عن طريق صدَّام لمدة ثماني سنوات لإزالة النظام في الجمهورية الإسلامية وأخرى عبر دعم الحركات المختلفة التي تقوم بأعمال إجرامية في المناطق المتنقلة وثالثًا عبر ضرب سوريا واليمن وإيذاء هذا الواقع الإقليمي الموجود.
نحن ندعو إلى مد اليد لإيران فهذه مصلحة لكل المنطقة وليس لإيران فقط، وإذا كان يظن البعض أنه يمكن أن يتجاوز الحضور الإيراني النبيل والمؤثر والقوي في المنطقة فهو واهم، لا خيار لكم إلاَّ أن تتعاونوا مع إيران لتكونوا أقوى، وإذا لم تتعاونوا معها فأنتم الأضعف والعالم يذهب وراء إيران ليستجدي علاقة معها وقوة منها وستكون هي الرابحة وأنتم الخاسرون.
سمعنا في الأيام الماضية شكاوى مزيفة عما يجري في بلدة مضايا السورية، ونحن معنيون كمقاومة كما سوريا لأنه جرى منذ حوالى السنة تقريبًا جرى اتفاق برعاية سوريا وتعاون من المقاومة على أن تحل مشكلة الزبداني ومضايا في مقابل بلدتي الفوعا وكفريا، وتمَّ نص اتفاق كامل برعاية الأمم المتحدة، وهذا الاتفاق ينص على مراحل متعددة أولها وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر وبعدها يجري إخلاء الجرحى والمصابين من الطرفين، ثم تصل المسألة إلى الإفراج عن كل الموجودين في داخل الزبداني مقابل الإفراج عن 10 آلاف مواطن موجودين في الفوعا وكفريا مع إدخال التموين والمواد الغذائية للمناطق الأربعة، ثم بعد إنجاز هذا الاتفاق يجلس الأطراف مع بعضهم ليروا هل هناك مرحلة ثانية يمكن إنجازها لمصلحة هذه الأطراف. الذي أخَّر تنفيذ هذا الاتفاق هو الطرف الآخر، والذي جعل الإفراج عن الجرحى مؤخرًا ثلاثة أشهر عن موعد تنفيذ الاتفاق هو الطرف الآخر مع رعاته الإقليميين، هم يستعدون لقبول إدخال المواد التموينية وإخراج المزيد من الجرحى ومعالجة إخراج كل من يريد أن يخرج من الزبداني وكذلك في مقابلهم من الفوعا وكفريا، نحن ملتزمون وننفذ بشكل كامل ولكن العبرة في الطرف الآخر هم الذين لا ينفِّذون.
على كل حال نحن مطمئنون أن أدائنا أداء يأخذ بعين الاعتبار الاستقامة والمصلحة وسنستمر في حماية مصالح شعبنا وأمتنا وسنعمل دائمًا على توفير الدماء إلى أقصى حد ممكن، ونحن طالبنا دائمًا بالحل السياسي في سوريا كبديل ، ولكن إلى الآن الطرف الآخر هو الذي يؤخر ويجرجر بهذا الحل السياسي. إن شاء الله تعالى تحل مشاكل المنطقة بالسياسة وهذا أوفر وأفضل للجميع، وإن لم يكن ذلك فنحن حاضرون للدفاع بعز وكرامة حيث يجب ذلك.