الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: أن استشهاد سمير القنطار وقود جديد لتعزيز المقاومة ضد إسرائيل/ المؤتمر الدولي للوحدة-إيران 2015/12/27

نقول لإسرائيل هذا وقود جديد لتعزيز المقاومة ضد إسرائيل

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في المؤتمر الدولي للوحدة-إيران، 27/12/2015،


 وأبرز ما جاء فيها:

 أعتقد أن الأزمات تتمحور حول أزمتين، الأولى الهيمنة الإستكبارية التي تتمظهر بمظهرين: مظهر الإحتلال، ومظهر الأنظمة التابعة أو المستبدة، وأما النموذج الثاني من الأزمات فهو تشويه الإسلام الذي يجري على يد التكفيريين ويعطي صورةً سلبيةً تؤثر على شباب الأمة الإسلامية في بعض فئاتها ليتحولوا إلى مجرمين وقتلة، وهذا ما يعنينا معالجته.

 نحن نعتبر أن تحديد المشكلة أساس لأننا من خلال هذا التحديد نستطيع أن نعمل، الحمد لله استطاعت الجمهورية الإسلامية في إيران واستطاع الإمام الخميني (قدس) هذا المؤسس العظيم أن يسلط الضوء على حقيقة المشكلة الإسلامية، فعندما كان يقال إن إيران هي مشكلة في المنطقة كان يصحح بأن الإسلام هو المشكلة في مواجهة الإستكبار العالمي، ولذا قال شعبنا يريد الإسلام ولذا وقفوا ضده، أما إن قال يريد جمهورية فقط من دون الإسلام لكانوا صفقوا له جميعاً وقدموا له التهاني والتبريكات، لكنهم أحجموا عن ذلك عند سماعهم كلمة الإسلام بأنه رجعيّ، وهكذا ينعتونه.

 أما الإمام الخامنئي حفظه الله تعالى قال نحن نعرف جيداً ما هي العداوات ضد الجمهورية الإسلامية ونعرف أسبابها، وذلك لأن الجمهورية الإسلامية رفعت شعار صحوة الشعوب الإسلامية، ولأن الجمهورية الإسلامية تدعو الشعوب والدول إلى الإتحاد والعزة وتقول لهم أن يثمنوا عزتهم في ظل الإسلام.

 وأعتقد أن الجمهورية الإسلامية ومن سار معها ومن اتجه في إطار الوحدة التي دعت إليها نجحوا نجاحاً كبيراً في تعميم ثقافة الوحدة على مستوى العالم الإسلامي، هذا الإسلام الذي يجب أن نعمل لنبرزه واضحاً بأنه إسلام الرحمة، والتقدم، والإستقلال، هو إسلام الفضائل ورفض الرذائل، والإنحراف، والظلم، والتبعية. هذا الإسلام هو إسلام الدعوة إلى الوحدة الإسلامية وحمل قضية فلسطين كقضيةٍ مركزية لمصلحة عزة الأمة الإسلامية، هذا الإسلام يحمل قضايا المظلومين ويدافع عنهم في مختلف أنحاء العالم إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ. نحن نعتبر أن الحل في مواجهة التحريف الإسلامي هو العمل للإسلام الذي تقوم به جماعات الوحدة الإسلامية كما تفعلون.

 وأما المواجهة لهذه الأزمات فتتمثل باتجاهين أساسيين:

 الإتجاه الأول: بالكلمة والموقف، يجب أن نصرح دائماً وأن نعلن دائماً موقفنا، ما يجري في سوريا هو إعتداءٌ على سوريا لتدميرها، ما يجري في العراق هو سلب الشعب العراقي حقه في تقرير مصيره، ما يجري في فلسطين هو إحتلالٌ يجب أن يزول بإقتلاع إسرائيل بشكل كامل من الأرض الفلسطينية، ما يجري في اليمن هو عدوانٌ واحتلالٌ على شعبٍ أمنٍ يستحق كل عناوين الحياة ولا يجوز لأحد أن يصادر هذا الحق، وما يجري في لبنان هو محاولات لاستثمار هذا البلد ليكون تابعاً، لكن المقاومة وقفت صامدةً صلبةً واستطاعت أن تحرّر هذا البلد من إسرائيل سنة 2000 و2006 لترفع عالياً عنواناً أساسياً أننا عندما نحمل الإسلام نعمل لنحرر الإنسان والأرض، والله تعالى يسددنا وقد انتصرنا على هذه القوى العاتية في منطقتنا رغم أنف الحاقدين ورغم الدعم الأميركي الكبير، لا نخاف في مواجهة هذا التحدي فالله مع المؤمنين إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.

 الإتجاه الثاني: بالمقاومة والجهاد، وهذا التجلي برز في مواجهة إسرائيل والتكفريين، قال أمير المؤمنين الإمام علي (ع)" الْزَمُوا الْأَرْضَ وَاصْبِرُوا عَلَى الْبَلَاءِ وَلَا تُحَرِّكُوا بِأَيْدِيكُمْ وَسُيُوفِكُمْ فِي هَوَى أَلْسِنَتِكُمْ وَلَا تَسْتَعْجِلُوا بِمَا لَمْ يُعَجِّلْهُ اللَّهُ لَكُمْ " لسنا مستعجلين على النتائج ونحن نؤمن بأن المسار الذي أخترناه في المقاومة هو المسار الصحيح، مقاومة إسرائيل من ناحية والتكفيريين من ناحية ثانية. قالوا الكثير عن أن مقاومة التكفيريين تبعد عن مقاومة إسرائيل ولكننا قلنا لهم هؤلاء جزءٌ لا يتجزأ من المشروع الإسرائيلي لأنهم يخدمون هذا المشروع ويخدمون التبعية للغرب.

لقد قتلت إسرائيل الشهيد سمير القنطار في سوريا، ولكننا نقول لإسرائيل هذا وقود جديد لتعزيز المقاومة ضد إسرائيل، وهذه شهادة إضافية أننا في أي موقع نكون تستهدفنا إسرائيل لأن وجهتنا إسرائيل. هذه المواجهة يجب أن تستمر بقوة المقاومة لأننا لا يمكن أن نعتمد لا على الأمم المتحدة ولا على مجلس الأمن ولا على الآخرين، نحن الذين نحرر بأيدينا ونحن الذين نصنع مستقبلنا بأيدينا، إذاً نواجه الأزمات بالموقف والمقاومة ولا يمكن أن نترك أحدهما مهما كانت الصعوبات.

هنا أقترح مجموعة من الأمور كحل لعملية المواجهة لأزماتنا:

أولاً: يجب أن نبقى في الميدان مهما كانت الصعوبات وأن نصبر "فَاصْبِرُوا حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ".

ثانياً: أن نبرز سلامة طرحنا الإسلامي وأن لا ننجر إلى أساليبهم المنحرفة، سنظل نقدم الإسلام رحمةً وأخلاقاً حتى ولو قدموه قتلاً ودماراً لنثبت للعالم أن أصالة الإسلام هي هذه.

 ثالثاً: من المهم أن نلتفت إلى أهمية القيادة ونحن عندما نركز على قيادة الولي الفقيه فهذا من أجل جمع الأمة الإسلامية في الإتجاه الواحد وإستثمار الطاقات المختلفة لهذه الأمة.

 رابعاً: الوحدة والدعوة إليها مسار تراكمي، راقبوا وضعنا في الوحدة الإسلامية قبل ثلاثين سنة ووضعنا في الوحدة الإسلامية اليوم، نحن اليوم أفضل في مسألة الوحدة الإسلامية مما كنا عليه، لأن الأمور تتكشف وعلينا أن نصبر، وأعداؤنا يسقطون تدريجياً إن شاء الله في مطبات كثيرة.

 خامساً: نحن مع مراعاة البيئة المخالفة لأفكارنا وقناعتنا من أبناء شعوب منطقتنا، ولكننا لن نقبل العصبية لأنها فتنة، فلا نسلم للعصبية ولا نتراجع عن ثوابتنا تحت عنوان الهروب من الفتنة، وإنما نبرز مواقفنا ونحاول أن نقنع الأخرين ليكونوا معنا في خندق واحد من أجل أن نواجه الإستكبار والإنحراف.