الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: لبنان لن يكون جزءًا من التحالف السعودي الداعم للإرهاب / اللقاء الذي نظمه تجمع المعلمين في التتعبئة التربوية، في مجمع المجتبى 2015/12/18

الشيخ نعيم قاسم: لبنان لن يكون جزءًا من التحالف السعودي الداعم للإرهاب /  اللقاء الذي نظمه تجمع المعلمين في التتعبئة التربوية، في مجمع المجتبى 2015/12/18
-التحالف الإسلامي - السعودي تغطية لتدخل نظامي بعد أن فشل التكفيريون من القيام بالمهمة.

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في اللقاء الذي نظمه تجمع المعلمين في التتعبئة التربوية، في مجمع المجتبى ، 18/12/2015، تحت عنوان: مواجهة الأفكار المنحرفة للتكفيريين، 


وأبرز ما جاء فيها: 

داعش ليست قوة غير قابلة للهزيمة بالعكس هي قوة قابلة للهزيمة، وليس قوة كبيرة هي قوة منتفخة بسبب الدعم الدولي والإقليمي اللامتناهي الذي يُعطى من مختلف أنحاء العالم، وداعش ليست العالم الإسلامي هي جزء صغير جدًا من العالم الإسلامي الذي يعد بالملايين ويصل إلى مئات الملايين وإلى المليار والنصف، ولكن طبعًا الجرائم التي يرتكبها داعش في مقابل الأمن السلام  تظهر ضجة كبيرة جدًا، ودائمًا ضجة الأحداث تكون كبيرة، فعملية مواجهة داعش ليست معقدة وصعبة وباستطاعتنا المواجهة والانتصار والدليل على ذلك أننا في لبنان كنا على باب أن تبدأ داعش والنصرة والتيار التكفيري بالانتشار وإقامة إمارات في كل من البقاع والشمال، عدا عن السيارات المفخخة، عندما تصدينا لها كحزب الله مع الشعب والجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية استطعنا أن نمنع الإمارات وأن نقيد حركة السيارات المفخخة وأن نضغط على الحركات التكفيرية وأن يتم اعتقال الكثيرين ممن يمكن أن يستفيدوا من بيئة حاضنة في بعض الأحيان ليصبح هؤلاء في وضع صعب وغير قادرين على التحرك بحرية في لبنان، وهذا يعتبر انتصارًا في لبنان في مواجهة التيار التكفيري.

نحن مقتنعون بأن الحل السياسي في سوريا يعني أن يتفاهم السوريين على إدارة بلدهم، وأما أن يأتي الأمريكيون والسعوديون وغيرهم ويضعوا شروطًا للحل السياسي يؤدي إلى أن يأخذوا بالسياسة ما لم يأخذوه بالحرب فهذا أبعد ما يكون عن إمكانية التحقق.

اليوم المعادلة السورية القائمة بأن الدولة السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد في الموقع المتقدم وفي انتصارات متلاحقة وفي إنجازات متحققة ومن الطبيعي أن تنعكس هذه الإنجازات على الحل، فهو في الموقع الأعلى وخصومه في الموقع الأدنى، على الأقل عندما تحصل المشاركة السياسية لا بدَّ أن يُلحظ هذا التفاوت لمصلحة الرئيس بشار وليس ضد مصلحته.

نحن نرفض الإرهاب ونواجهه، وحقيقة أن اليوم لا أحد يواجه الإرهاب التكفيري إلاَّ المقاومة وإيران وروسيا وسوريا والعراق واليمن يعني الجهات التي هي ضمن مشروع المقاومة، وإلاَّ فأمريكا أو إسرائيل التي كانت تعالج جرحى التكفيريين في منطقة القنيطرة هم جزء من المشروع التكفيري وليسوا خارج هذا المشروع.
اليوم عندما وصل الإرهاب التكفيري إلى فرنسا وبلجيكا وبريطانيا والأماكن الغربية ارتفع الصراخ الغربي أكثر لكن الاعتراض على الإرهاب التكفيري من قبل الغرب اعتراض إعلامي وليس اعتراضًا واقعيًا ويعتمدون عليهم إعلاميًا لأنهم يعتقدون أن إيذاءهم لمنطقتنا وشعوبنا أمرٌ يستحق أن يكونوا إلى جانبهم، هم لا يريدونهم ضدهم ولكن يقبلون بهم ضدنا من أجل أن يخربوا منطقتنا ولكن لا يعرفونهم جيدًا، هؤلاء وحوش ينقلبون على من يطعمهم كما ينقلبون على الآخرين وسيتلمسون ذلك في كل الأماكن في العالم.


سمعنا منذ أيام أن السعودية أعلنت تحالفًا إسلاميًا ضد الإرهاب التكفيري وهم قالوا أنهضد الإرهاب من أجل أن تكون يدهم مفتوحة، يقصدون ضد من يعارضهم لأن تفسير الإرهاب أمريكيًا هو ضد من يعارضهم، فتكون المقاومة بتصنيفهم إرهابًا وجهات أخرى إرهابًا ولكن من ينسجم معهم كداعش والنصرة فهم ليسوا إرهابًا. 
الحلف الإسلامي الذي أعلنته السعودية ضد الإرهاب هو تغطية لتدخل نظامي عند الحاجة بعد أن فشل التكفيريون من القيام بالمهمة، وهي محاولة لإراحة الغرب من سؤال شعوبهم: ماذا تفعلون في المنطقة وأهل المنطقة  لا يدافعون عن أنفسهم؟ هنا يكون إعلان التحالف الإسلامي للقول أن هناك قوات برية ستنطلق بإشراف السعودية مما يعني أن الغرب يساند من يريدون التغيير ولا يعمل نيابة عنهم. هذا التحالف السعودي هو تحالف لدعم الإرهاب التكفيري وليس تحالفًا ضده،  لبنان لن يكون جزءًا من التحالف السعودي الداعم للإرهاب، ونحن لا نقبل أن تكون السعودية المدانة بالإرهاب أن تغطي نفسها بالإدعاء أنها تواجه الإرهاب، وإلاَّ أيُّ إرهاب تواجهه السعودية في اليمن! في اليمن تقتل الشعب اليمني وتقتل الجيش اليمني، وتعتدي على كل اليمن من أوله إلى آخره، وكان من نتيجة اعتداءاتها أن أخرجت الجيش والشعب اليمني من 
عدن وجاء محلهم القاعدة وداعش، هل هذه مواجهة للإرهاب التكفيري؟ هذا دعم للإرهاب التكفيري وترسيخ له.

نحن لا نقبل هذا التحالف، فهو تحالف مشبوه يعبِّر عن نرجسية لا تعترف بحقائق الميدان، وهي تريد أن تقود الدول بسلطة المال والاستكبار وهذا وهم، وعلى كل حال بدأت الدول الواردة في لائحة التحالف تعترض على أنها لم تطَّلع ولم تعرف، وظنَّت السعودية أنها من خلال اتصالاتها الهاتفية أو بكبسة زر يمكن أن تجر العالم كما تريد. هذا الزمن انتهى وهي لا تستطيع أن تجر نفسها فكيف تستطيع أن تجر غيرها.

اليوم اليمن وصمة عار بوجه العالم والسعودية، وما يحصل هناك هو تقليد حرفي للعدوان الإسرائيلي بأساليبه وجرائمه، لا بدَّ أن نتذكر أن أزمات المنطقة التي تجري اليوم كلها تعود إلى أزمة فلسطين، فلولا الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لما رأينا هذه الأنظمة الاستبدادية ولما رأينا هذا الدعم لها من أجل أن يحموا إسرائيل، من هنا تبقى مواجهة إسرائيل هي الأولوية.