لا يكفي أن يكون خطاب البعض وطنياً، بل العبرة هو السلوك والممارسة
حفل تأبيني بمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاد المجاهد علي عبدالله البواري، في حسينية التليلة في بلدة طاريا 2015/11/22
أكّد نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم "أننا لا نقبل لبنان الذي يعيش تحت الوصاية الأجنبية، ولن نقبل أن نخطوا خطواتٍ تجعلنا أسرى لمال النفط، بل نحن مع ما يختاره الشعب اللبناني"، آملاً ب"أن تكون الخيارات ذاتية مع بقية الشركاء في الوطن، حيث أنه من غير المعلوم إن كانت هذه المنطقة ستخرج من أزمتها في سنة أو أكثر" ، داعياً الى "الكف عن تلقي المعلومات والإملاءات من الآخرين" معتبرا ان "مشكلتنا أن هناك دولاً عربية نفطية لها حق عن جزءٍ من الشعب اللبناني، وقيادات هذا الجزء تقبل بالفيتو النفطي، فيتعقد كل شيء".
وخلال حفل تأبيني بمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاد المجاهد علي عبدالله البواري، في حسينية التليلة في بلدة طاريا، حضره نواب سابقون وفعاليات دينية مسلمون ومسيحيون وقيادات سياسية واجتماعية وحشد كبير من الأهالي، دعا الشيخ قاسم إلى "احترام الدستور والإلتزام بميثاق الطائف الذي وافق عليه الجميع، ولو في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة، وألا تحاول كل جماعة أو جهة أن تستأثر وتأخذ المزيد لتعتدي على الأخرى"، وتابع :"أن اتفاق الطائف تضمن كيف تأخذ كل طائفة حصتها، وعلى الرغم من ذلك يعبثون به مئة مرة يومياً، كما تحدث الطائف عن النسبية، فلما لا يكون القانون النسبي حلاً، ولكن هذا القانون حسب بعض السياسيين في بعض الطوائف، يرون أنه يمنعهم ويحرمهم من أعداد كثيرة" مردفا :" فعليه أن يبحث عن حقه، لا أن يأخذ من حقوق الآخرين متجاوزاً الدستور والقواعد المبنية".
وقال الشيخ قاسم :" اما اذا كانت كل جهة تريد ان تجذب الجبنة الى جانبها، فسنراوح في مكاننا ، وستتداعى المؤسسات واحدة بعد الاخرى دون الوصول لنتيجة ، الا يكفي سنة ونصف بلا رئيس، لندرك ان الطريق المعتمدة لا تؤدي لنتيجة ، كي نبحث عن طريقة اخرى "
اضاف الشيخ قاسم : "لا يكفي أن يكون خطاب البعض وطنياً، بل العبرة هو السلوك والممارسة" متسائلا:" فإن كان هذا البعض لبنانياً لا طائفياً، فما هو مشروعه للإنتخابات النيابية؟ الذي يؤكد على عدم وجود العقلية الطائفية، وكيف نتفاهم معاً على انتخاب رئيس للجمهورية يتناسب مع الخيار الشعبي؟ مؤكدا "أنه يمكن للبنان أن ينجح على الرغم من التعدد الطائفي، عندما يؤمن قادة الطوائف، بأن لهم حصص ومواقع وعليهم أن لا يتجاوزوا حصصهم ومواقعهم، ليأخذوا حصص ومواقع الآخرين، عندها يمكن أن يصلح الحال ونستطيع أن نتفق وننجح".
وأشاد سماحته بدور المجاهدين الذين "بفضل الله وجهادهم يعيش لبنان اليوم، رغم ما يحيط به ولا سيما في سوريا، حالة من الإستقرار الأمني"، لافتا الى انهم "منعوا شرارة الفتن وتأثير التكفيريين، واستطاعوا بعد عمليات عسكرية من إخراجهم من مناطق واسعة حول الطفيل، ومناطق القلمون، ومنعوهم من الدخول عبر البوابة الشرقية، ولو لم تكن تلك العمليات لوجدنا السيارات المفخخة في كل مكان، ولكن الضربات التي وجهت لهؤلاء التكفيريين ساهمت في عدم سقوط الدولة السورية، وساهمت أيضاً في حماية لبنان من تأثيرات هؤلاء الذين لا يعرفون خيراً ولا إنسانية على الإطلاق، لأنهم يقتلون كل الناس دون تمييز".